صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

12/16/2010

عملوه الكبار ووقعوا فيه العيال >> (11) كريم

امضت ملك اليوم في حضور المحاضرات، تحدث اليها بعض الزملاء و الزميلات خلال اليوم، لم تكن ودودة وحاولت الا تكون سخيفة.. كانت تشعر بالاختناق في وسط هذا العالم التي هي غريبة فيه، اهتمامتهم غير اهتماماتها.. اشتاقت لصديقاتها و للحياتها الجميلة، صبرت نفسها انها كلها سنة.. فقط سنة.. وقامت بالاتصال بسارة والصديقات كلما ان لديها وقت فراغ بين المحاضرات .
بعد ان انتهي جدولها خرجت الي ساحة الانتظار لترحل، ثم ادركت انها لن تتذكر الطريق بدقة بعد، وجدت سيارة ادهم مازالت تقف بجوار سيارتها فقامت بالاتصال به..
ادهم:" الو"
ملك:" ايوة يا ادهم؟"
ادهم بغلاسة" مين؟"
ملك بنفاذ صبر:" انا ملك!"
ادهم:" ملك مين؟؟"
صمتت ملك ولم ترد، لقد ملت من العابه الصبيانية السخيفة
ادهم:" الو..الو..ملك.."
ملك:" مانت عارفني اهو.. ممكن بلاش ظرف بأة و توصفلي السكة ارجع ازاري، انا هعرف اطلع للطريق السريع واكمله للاخر ، لكن بعد كده هتوه..اشرحلي بأة من بعديه.."
ادهم:" طب استنيني خمس دقايق انا كده كده ماشي.. امشي ورايا"
ملك بلهجة امرة :" طب بسرعة!"
ادهم:" طب خليهم عشر دقايق و لو زودتي في الكلام هيبقوا ربع ساعة.." واغلق الخط..
نفخت في غضب وفتحت سيارتها وادارت بعض الموسيقي ، جلست بداخلها و الباب مفتوح رجل بالداخل والاخري بالخارج..
" ملك ؟!" نظرت الي حيث سمعت اسمها.. ماهذا ؟؟؟ من هذا القمر؟؟ لقد رأته من قبل اين؟.. انه ذلك الفتي الذي يظهر في اعلان ماكينة الحلاقة.. كيف عرف اسمها..
كانت محترفة في اخفاء انطبعاتها، لذا لم تبد له اي اهتمام وهي تقول في تساؤل :" ايوة انا ملك.. انت مين؟"
الفتي الوسيم:" انا كريم.. سمعتك بتقولي اسمك في المكالمة.. اسف طبعا اني سمعتها ، بس انتي كان صوتك عالي وانا كنت قاعد في عربيتي جنبك.. "
ملك في استخفاف:" ايوة يعني في الاخر عايز ايه؟؟"
كريم:" اصلي سمعتك بتقولي انك مش عارفة الطريق او حاجة كده.. انا ممكن اساعدك"
ملك:" مرسي.. انا اتصرفت خلاص"
كريم:" انتي قريبة ادهم؟ ادهم ده اخويا.."
ملك وقد بدأ سؤال الناس عن علاقتها بادهم يصيبها بالارهاق:"برافو.. ربنا يخليكوا لبعض!"
لم تكن ملك تعلم حقا من هو كريم.. اذا كان ادهم هو ملك الجامعة فكريم هو فتي الشاشة الاول بها، وسيم كابطال السنيما الاجانب ، بعنيه الخضراء و شعره البني الفاتح الناعم الذي ينسدل علي جبهته و خلف اذنيه، له ايضا كم من المعجبات، ليس صديق ادهم بالمعني الحرفي فهم يختلفان تماما في الشخصية واسلوب الحياة ولكن علاقتهم ببعض عادية تميل الي الجيدة، قد يخرجان معا وسط مجموعة من الاصدقاء ولكن نادرا ما يشتركا في امر ما او اهتمام معين.. كان من عائلة فاحشة الثراء، علي عكس ادهم فابوه مجرد دكتور في الجامعة و يزيد دخله بالمحضرات الاضافية في الجامعات الخاصة، وقد استطاع الحاق ادهم ابنه بتلك الجامعة بمصاريفها الجبارة بعد ان حصل علي تخفيض كبير لانه من العاملين بها.
كريم حبيب الفتيات (مقطع السمكة وديلها) يحب السهر و الحفلات، هو الذي ينظم معظم الحفلات التي تقيمها الجامعة مثل حفلات التخرج واستقبال الطلاب الجدد، محسود من الشباب ومحبوب من الفتيات.. علاقاته الغرامية تشكل مجلدات ان سجلت علي ورق، اخرهم كانت ياسمين قائدة فريق التشجيع، ولكنها تركته لانها وقعت في حب ادهم، برغم جرح كبرياءه الا انه تظاهر انه تقبل الامر بسلاسة فهو لم يحبها علي اي حال والفتيات بتروح وتيجي غيرها و بالفعل وصار يبحث عن غيرها ..
برغم عدم معرفة ملك بكل ذلك عنه الا انه اعجبها اهتمامه بها ، ولأنها معتادة علي اعجاب الشباب بها فهي تجديد التعامل في هذا الامر جيدا وتعرف كيف تصد من لا يعجبها و كيف تجعل من يعجبها يتعلق بها اكثر، فكان (تقلها )عليه بتلك الطريقة جزء من اسلوبها..
كريم:" انتي بتدرسي سياسة صح؟"
ملك وقد ابدت ربع ابتسامة:" انت ايه ؟ عارف عني كل حاجة؟ اسمي و دراستي و قرايبي"
ضحك كريم وقال:" طب تحبي ترديهالي وتعرفي عني كل حاجة؟؟"
لم ترد ملك بل اكتفت بنصف ابتسامة
فقال كريم:" كريم.. واحد وعشرين سنة.. بدرس تسويق وادارة اعمال.."
قاطعهم ادهم فجأة:" ده انترفيو ده ولا ايه؟.. انتي فتحت باب التعيين يا ملك؟ مش تقوليلي طيب عشان اقدم.. الاقربون اولي برضه.."
ضحك كريم بشدة و سلم علي ادهم في حرارة غير معتادة منه قائلا:" الكينج ..حبيب قلبي"
فهم ادهم علي الفورمن معرفته بكريم ان ملك صارت هدفه الان، وسلام الاخوة الحار هذا هو مجرد تظاهر امامها حتي تظن ان كريم قريب منه ، فتثق به اسرع باعتبار ان ادهم قريبها..
لم يعجبه احساس (الكوبري) فقال لكريم:" ياسمين لسة سألاني عليك جوة.. خشلها احسن هتججن عليك"
قالها كنوع من المقلب في كريم ، جزاء له علي استخدامه ككوبري..
الا ان كريم كان اشطر فقال:" لا ياسمين مبقتش بتفرق معايا خلاص من يوم ما سابتني عشانك.. بس انت عارف ، انا وانت اخوات و عمر ما حاجة زي دي تأثر علي علاقتنا انا وانت "
لفت نظر ملك اسم ياسمين فقد سمعته اكثر من مرة اليوم، تري من هي التي تتنقل بينهم ، وتسيب ده عشان ده..والاتنين عادي يتحدثون في الموضوع بصدر رحب..
ابتسم ادهم في سخرية علي كلام كريم، ملعوبة منه ،وهو رياضي و يقدر اللعبة الحلوة، ثم قال لملك:" طب ايه ؟ مش يالا انا جعان قوي.. يا رب ميكو بتاعتك دي تكون طابخة اكل عدل المرة دي ، بدل اكل العيانين اللي بتأكلهولنا"
انجرفت معه ملك في الحوار وقالت:" انت عايز تاكل ايه؟؟ سمنة ودهون؟؟ انت المفروض رياضي وفاهم في الاكل الصحي.."
ادهم:" طب يلا اركبي، و ياريت تحفظي الطريق بأة..انا مش هفضل ساحبك ورايا زي العيال كده كتير"
فقال كريم بسرعة مستغلا الفرصة السانحة امامه:" لو تحبي انا ممكن اعدي عليكي كل يوم ، انتي بيتك في طريقي، مش بيتك هو بيت ادهم؟؟.."
نظر له ادهم نظرة ذات معني فهمه كريم وقال:" طب متروح مع ادهم اسهل، مدام بيتها هو بيته.. بلاش غباوة يا كريم وخليك منطقي!.. الا عمرك ما عرضت عليا انك تعدي تاخدني مع ان بيتي في طريقك.."
بادله كريم نظرة ذات معني ايضا وربت علي كتفه بقليل من العنف:" طب رَوّح ..رَوّح يا كينج انت جعان.. سلام ...سلام يا ملك"
قاد ادهم السيارة و هو يفكر، انها المرة الاولي التي يدخل فيها في صدام وان كان خفيا مع كريم علي فتاة، النظرات المحذرة و الكلام من بين الاسنان، لقد رأي كثير من اصدقائه يدخلون في صدامات مامثلة معه محورها فتاة، اما هو فكانت فتيات كريم دائما ليست من النوع الذي يفضله ، لذا لم يكن يكترث ابدا لكريم وعلاقاته وفتياته، ولذلك كانت دائما علاقته به تعتبر طيبة. و برغم من ان ملك من نوع فتيات كريم حيث السطحية والعجرفة الفاضية، تماما عكس ما يفضل هو.. الا انه رفض بشدة من داخله ان يراها هدفا لكريم و يتركها، لسبب ما احس انها تستحق افضل من تكون اسم في قائمة كريم الطويلة..
***
كريم يتحدث في الهاتف و هو يقود السيارة:" بقولك ابتديت اظبتها.... اصبر عليا مش من الاول كده متبقاش غبي..هو غبائك ده اللي بيطير منك البنات.. الحوارات دي عايزة وقت.. بس انا عايز ادهم يحل عنها شوية.. انهاردة رزعني بصة كدة معجبتنيش..هيعملنا فيها دكر بأة عشان قريبته.. انا سمعت انه ادي برضه لاحمد كلمتين الصبح بسببها، واحمد قفش وبتاع... مش مهم .. خليه يعيش الدور ..المهم هيا في الاخر .. شكلها مش سهلة عشان تبقي عارف... بس عيب عليك دانا كريم بتاع الحريم.."
واطلق ضحكة عالية كأوغاد السنيما المصرية كان ينقصه كأس و روب حريري فوق القميص والبنطلون ويصير المشهد جزء من فيلم عربي كلاسيكي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق