صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

12/25/2010

عملوه الكبار ووقعوا فيه العيال >> (15) قرارات جديدة


جلست ملك في حجرتها سارحة وعلي وجهها ابتسامة انتصار، دائما تثبت لنفسها انها قديرة علي (تثبيت) الناس، تعرف كيف تجعلهم (يتلهوا) في قذيفة منها تهز ثقتهم و رباطة جائشهم ، فتجعلهم يفقدون التركيز علي الهجوم ويفكرون في الدفاع . لقد كان اتيانها بفكرة ان ادهم مهتم بها ويشعر بالغيرة من كريم حققت ما تريد من نتائج خلال تلك المناقشة الحادة. في شماتة فكرت في رد فعله، لقد اخرسته تماما.. اين ذهب جنانك الان يا عم المجنون؟

فكرت.. لم لم يعجب بها الي الان؟.. غريبة!.. عادة ما يعجب بها كل من حولها من الذكور بسرعة قبل ان يقعوا بحبها، ايكون معجبا بها بالفعل؟ وذلك هو السبب وراء ما يقول عن كريم.. ثم تذكرت حادثة المقص وتحسست شعرها حيث الخصلة القصيرة.. لا يمكن ابدا ان يكن لها اي نوع من الاعجاب ويفعل بها ذلك.. يبدوا ان ما يقلقه فقط هو منظره فعلا.. ولكن لما لا يعجب بها؟؟ اهي اقل من مستوي الجمال الذي يطلبه؟؟ لا يمكن! ..ماذا يمكن ان يكون طلبه؟ فينوس؟!.. ربما لا يعجبه قوة شخصيتها فكثير من الرجال يصابون بالرهبة من المراة القوية ويؤثرون الابتعاد عنها.. ولكنه لا يبدوا انه من هؤلاء.. حيرها سبب عدم اعجابه بها.. ونامت تفكر في الاحتماليات..


في الصباح توقعت ان تجده ككل يوم و لكنها لم تجده علي ذلك المقعد القريب من الباب، نزلت وقادت سيارتها الي الجامعة بدون ان يكون امامها في سيارته، دخلت الجامعة وحيدة بدونه.. لم يلتفت الكثيرون، فقط بعض الشباب الذين يحدقون بكل فتاة تمر امامهم .. كان غريبا بالنسبة لها ان تدخل مكان دون ان يلتفت الجميع لها.. كما ان شلتها الجديدة لم يأتي منها احد بعد.. فهن لهن جداول مختلفة عنها.. وجدت كريم يتصل بها..
كريم:" بصي وراكي.."
استدارت ملك خلفها لتجده، اسعدها ان تري شخصا مألوفا وخاصة ان كان كريم الوسيم..
لم تبتسم وقالت بتعال:" انت ماشي وريا؟ مخبر ولا ايه؟"

كريم مبتسم في لزوجة :" من هنا ورايح .. كل خطواتك هتبقي عندي.. نمتي امتي امبارح؟"
ملك بربع ابتسامة:" لأ دانتا طلعت وكيل نيابة مش مخبر.. " وتركته و مشت
كريم بلهفة:" ايه يا ملك رايحة فين؟"
استدارت و ابتسمت ابتسامتها الواسعة الجذابة فشعركريم وكأن شعاعا اصابه وقالت:" عندي محاضرة!" وذهبت وتركته واقعا في حبها..
ظل واقفا مكانه لمدة ثلاث دقائق لا يدري ما اصابه...ثم افاق وسار ببطء وقد اصبحت ملك هدف حياته كلها..
اما ملك فكل ما حدث بالنسبة لها كان اختبار لسحرها الذي شكت في تأثيره امس وكانت تريد ان تتأكد انه مازال موجودا.. وتري ان كان اسلوب (شد وارخي) مازال مؤثرا.. لم تفكر لثانية في كريم الذي صار متيما بها.. صحيح انها معجبة به جدا ووجوده معها يجعلهم الثنائي الذهبي خاصة امام المجتمع السكندري الذي تاقت للذهاب اليه وعرض احدث مريديها عليه، و لكنه في النهاية مازال تحت الاختبار (ولسة بدري اوي علي مسألة الحب دي)..
اه لو تدرك يا كريم ان الدنيا سلف ودين.. وان من استخفيت بمشاعره او استغليته في يوم ما ستتذكره وتأسف عندما يحدث معك المثل..
                                                                          ***
اتتسائلون عن ادهم؟! ادهم الان مستاء بشدة.. يشعر بقلة الحيلة .. لقد تخيل اكثر من سيناريو كلهم متضمنين ركلات و لكمات و وروسيات ، كان المفروض ان يحدث الامس ردا علي تلك البجحة.. كيف جعلته يبتلع لسانه؟!! و شلت يديه.. لقد خشي بشدة ان تظن انه يحبها او شيء من هذا القبيل.. اهذا عذر مقبول يا رجل؟! كان يقود السيارة الي الجامعة وهو يحدث حازم.. لقد اختار حازم من دون كل البشر ليحدثه في هذا الصباح الباكر لأنه يعلم كيف ستكون حالته بعد المكالمة.. فحازم عبارة عن شعلة كيروسين اصيلة.. وادهم كان محتاجا لكل حرف ملتهب اطلقه حازم من فمه المشتعل..
"انت طلعت عيل سيس.. معرفتش ازاي ترد عليها"... " تفتكر براحتها الي تفتكره.. المهم منظرك انت فالاخر"... " لو كنت اديتها علي قفاها .. كانت اتأكدت انك مش بتحبها وكانت هتحترم روحها بعد كده".. "خلي بالك لو مسيطرتش عليها من الاول.. مش هتعرف بعد كده.. دي لسة هتعيش معاك شوية حلوين".." والله شكلها بعد كده هتخليك انت توصلها عشان تخرج معاه هو"
كان هذا الموجز من كلام حازم..
ان ادهم يدرك جيدا صحة كل ما قاله حازم.. ولكنه كان امس تحت تاثير قلقه من شيء لا اهمية له.. وقد قرر عدة قرارات سيقوم بتنفيذها..
رأي ملك عدة مرات اثناء اليوم ، عندما التقت عيناهما اشاحت هي بوجها ومنعت ابتسامة ساخرة بصعوبة، فقد تذكرت كيف اسكتته باللأمس.. اما هو فقد كان يتابعها دون ان يخفي ذلك.. يحسب كل حركة و خطوة تقوم بها ويسجلها في ذاكرته.. فوقت الحساب قد اقترب..
تابعها و هي تتحدث مع ياسمين، بالطبع كانتا ابعد من ان يصل له الصوت..
ياسمين ضاحكة:" عارفة يا ملك انا لما قالولي ادهم جه مع واحدة يوم لما جيتي ، كنت باستعد عشان اجي اقتلك.. وبعدين عرفت بعديها انك قريبته.. وكمان سمعت ان كريم ابتدي يطاردك فاطمنت"
ملك:" اطمنت ليه عشان كريم بيطاردني؟"
ياسمين:" عشان انا عارفة طريقته و مفيش بنت مبتتشدلوش.. فاطمنت انك بعيدة عن ادهم"
ملك ضاحكة:" بس انتي بقي متعرفيش طريقتي انا.. كريم اللي مدوخكوا ده ميعرفش يروح ولا يجي معايا"
قلبت ياسمين شفتيها وقالت :" مدوخهم هما..انا خلاص .. فلت منه.. عموما.. هو يستاهل واحدة زيك.. "
ملك:" وده زم و لا مدح.."
ياسمين:" يستاهل واحدة تعرف تجيب بوزه الارض زيك... مش قصدي حاجة وحشة"
ملك:" وادهم؟"
ياسمين :" ماله؟"
ملك:" ايه اللي شفتيه في ادهم خلاكي تسيبي كريم؟"
ياسمين :" كده كده كريم زهقني.. انا في الاول انبهرت بيه.. امور و بتاع اعلانات و بيعرف يسبل كويس.. بس ادهم حاجة تانية.. تقيل كدة و راسي وجدع .. وكل البنات و الولاد بيموتوا فيه.. يعني كريم مثلا جمهوره بناتي بس.. مش هتلاقي ولاد كتير بتحبه لأنه ندل ومش راجل معاهم.. واللي لازقينله منهم.. لازقينله عشان البنات.. ولعلمك لو ركزتي هتلاقي.. ان ادهم احلي.. هو كريم بس عشان ملون و احنا بنحب الخواجات"
نظرت ملك الي ادهم الذي يجلس بعيدا ، تاملته لتري صحة ما تقوله ياسمين.. هو بالفعل جذاب .. تذكرت كيف لم تستطع انزال عينيها عنه اول ما راته.. لم ينظر لها هكذا؟.. حاولت ان تشيح بنظرها عنه هذه المرة و لكن شيئا ما فيه استبقي عيناها.. يبدوا غاضبا متوعدا.. ودت لو كانت نظراته تلك هي نظرات اعجاب.. لم يعجبها عدم اعاجبه بها.. لم تري سببا لذلك..
لامت نفسها فهي تعرف ان ياسمين تحبه ، ولكنها مازالت غير فاهمة..
ياسمين:" انتي وادهم بتتكلموا؟ اصحاب يعني؟"
ملك:" لأ.. مش قوي.. احنا بنقفش علي بعض اكتر ما بنكلم"
ياسمين:" طب ماتحسني علاقتك بيه.. عشان تكلميه عني.. وبعدين اصلا لما تبقوا اصحاب هتشوفي هو اد ايه جدع و انسان وهمي.. يعني هتكسبي صديق .. كده كده انتي مضطرة لأنكوا مينفعش تقضوها قفش وانتو في بيت واحد.."
اومأت ملك برأسها وهي مازالت تنظر اليه.. لقد قررت ان تصادقه.. المنطق يقول ذلك.. من اجل المعيشة في المنزل و من اجل ياسمين و..... علها تكتشف سر عدم اعجابه بها..

ياسمين :" اهو سي نيلة بتاعك جه.. انا هروح اعد مع ادهم.. ربنا يقويكي عليه.."
ملك:" بس متقوليش نييلة.."
اقبل كريم عليها وجلس علي الكرسي المجاور لها و هو يتابع ياسمين و هي تذهب
قال في امتعاض:" انا مش عارف انتي بتطيقيها ازاي..؟"
ضحكت ملك وقالت:" تصدق هي لسة سألاني نفس السؤال عنك؟"
كريم:" انا بقالي اد ايه مشوفتكيش.. ساعتين؟"
ملك:" عارفة.. وحشتك! قديمة.. حاول تجدد في الاسلوب"
اقترب منها كريم وقال:" طب علميني.. قوليلي مثلا انا وحشتك اد ايه؟"
عادت برأسها للخلف وابتسمت بدلال ولم ترد
رن هاتف كريم فنظر له ثم قال متعجبا:" ادهم؟" ثم عاد وقال ممتعضا :" وده عايز ايه ده.. عمره ماكلمني "
علي الفور نظرت ملك مكان ما كان ادهم جالسا لتجده بالفعل ممسكا بهاتفه و ينظر اليهم فقالت لكريم:" علي فكرة هوة شايفك فبلاش تقلب وشك.."
فزع كريم لمعرفة ان ادهم يراه ورد علي الهاتف علي الفور:" ايه يا كينج.."
ادهم:" قوم دلوقتي.. عايزك"
كريم:" ايه ؟ في حاجة؟"
ادهم:"سيب ملك و وقابلني برة في الباركينج.. عايزك في حاجة مهمة"
كريم محاولا ان يكون ظريفا ليخفي توتره:" دي عملية تسليم مخدرات دي ولا ايه ..ماشي يا كينج.. اديني خمس دقايق"
قالت ملك في تساؤل بعد ان انهي المكالمة:" ايه اللي بعد خمس دقايق؟"
كريم:" عايزني في حاجة... عندك اي فكرة ممكن يكون ايه؟"
استبعدت ملك ان يكون الموضوع يخصها باي شكل من الاشكال، فتدخل ادهم لن يصل مهما كان الي هذه الدرجة..
فهزت كتفيها في عدم معرفة.. وتشوقت بشدة لمعرفة الامر
اشرقت ابتسامتها علي وجهها وقالت:" كريم.. هتبقي تحكيلي قالك ايه"
تاه كريم في شعاع الابتسامة وقال:" اه"
فأطفائت الابتسامة وقالت بجدية فجأة:" طب روحله، عشان كده بقالك اكتر من خمس دقايق"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق