صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

12/31/2010

عملوه الكبار ووقعوا فيه العيال >> (23) المزيد..


عادت ملك الي البيت بالقاهرة في مزاج سيء، نزلت من سيارة ادهم و تركته وهو لم ينزل بعد، مشت غاضبة الي البناية ولم تنتظره، تتبعها هو الي ان غابت عن عينيه داخل البناية.. ثم تنفس الصعداء، لقد كان يحبس انفاسه خشية ان يبوح احدهم عن ما بداخله..
استقبلتها امها بابتسامة شوق والكثير من القبلات ، دست ملك رأسها في صدر امها وتنهدت تنهيدة حارة، احست صافي ان ابنتها ليست علي ما يرام.. سألت عن ادهم اجابتها ملك في حدة" بيركن تحت!"
اما عصام الذي وقف ايضا في استقبال الاولاد قال ضاحكا علي رد ملك الحاد:" انتو اتخانقتوا ولا ايه؟ هتعملوا فيها اخوات بجد وتأنروا بعض؟؟.."
ارتبكت ملك، فهي لم تتشاجر ابدا مع ادهم فقالت: "لا طبعا يا انكل.. بالعكس احنا اتبسطنا جدا بالذات عند طنط هيام.. قصدي ميمي"
قالت صافي مندهشة:" حتي انتي وصلتي لميمي.. "
ابتسمت ملك ابتسامة صفراء لتجاري الحوار الضاحك.. وما ان دخل ادهم من باب البيت، حتي تركتهم جميعا يسلمون علي بعض و دخلت لحجرتها دون ان تنظر له.. كانت مستأة منه لأنها ترغب في اهتمامه!!.. ولكنه لم يفعل شيئا يلام عليه!!.. احاسيسها المتضاربة ..اربكتها ووترتها.. استقرت في حجرتها الصغيرة علي السرير..تفكر بعمق حتي اصابها الصداع..
بعد فترة غير طويلة دخلت عليها امها..
صافي:" مالك يا ملك؟؟ اول مرة احس ان في حاجة مضيقاكي اوي.."
قالت ملك مستفهمة ببرود:" اول مرة ازاي يعني؟؟!"
صافي:" قصدي حاجة مضيقاكي من جوة ..مش الحاجات العادية الهبلة اللي بتعصبك علي طول.."
صمتت ملك برهة ثم انفجر من الكلام منها.. حكت لأمها عن كل تفصيلة حدثت في رحلة الاسكندرية..
استمعت صافي باهتمام.. امسكت اعصابها ورد فعلها خاصة في الجزء الخاص بكريم..و ما ان انتهت ملك تماما..حتي قالت صافي بغيظ:" وهو ادهم مضربكيش انتي كمان ليه؟؟"
اتسعت عينا ملك في ذهول، ثم عقدت حاجبيها وقالت مستنكرة:" نعم؟؟"
فقالت صافي:" اصل اللي حصل فيكي مش كفاية!! يعني مرتين في نفس الليلة كنت مستعدة بكل ارادتك انك تروحي البيت مع شابين مختلفين!! زيك زي اي واحدة مش متربية.. انا يظهر غلط في تربيتك.. يظهر ان انا كمان زيك..كان عندي ثقة اكبر من حجمها فيكي.. "
قالت ملك:" الموضوع مش زي مانت مصوراه يا مامي.. انا لما كنت هروح لكريم كنت فاكرة انها حفلة كبيرة مانت كنتي بترضي اروح الحفلات عند كذا حد من اصحابي و الولاد.. وطلعت مع ادهم عشان بثق فيه.."
فقالت صافي بانفعال و هي تحاول اخفاض صوتها :" انتي فعلا مبتعرفيش تفكري زي ما ادهم قال عنك.. اللي كنت بوافق عليهم دول يا بنتي ..كانوا ولاد صحباتي.. انا نفسي بروح بيتهم وهمة بيجوا بتنا وعارفهام وعرفة تربيتهم..عشان كده كنت بسمحلك.. ولو اني ابتديت اشك اني كنت غلطانة لما سمحتلك بأي حرية من النوع ده.. انما كريم ده تعرفيه منين عشان تروحيله؟!! وادهم حتي لو بتثقي فيه في حاجة اسمها سمعة! تفتكري ليه انا مبرضاش انك انت وادهم تباتوا في البيت واحنا مش موجودين..هل عشان انا مش بثق في ادهم مثلا؟؟ لأ ..عشان ميصحش! "
صمتت ملك، اخر ما كانت تنقصه هو تأنيب امها..
عادت صافي لتقول:" عارفة.. عصام طول الوقت كان مستعجب علي الحجات اللي بسمحلك بيها.. مكانش طبعا عايز يتدخل في اي حاجة عشان ولا يضايقني و لا يضايقك.. بس كانا بيعلق وخلاص.. كنت انا ارد عليه واقوله.."اصل ملك غير اي بنت."، "انا بثق في قدرتها علي التصرف في اي موقف.." ،"اصل انا مربياها من زمان علي حرية التصرف..وتحمل النتائج".. كان يرد يقولي " لأ يا صافي.. انتي بس مبتعرفيش تقوليلها لأ.." يظهر فعلا انه كان عنده حق! "
لم ترد ملك ايضا..
فقالت صافي:" وادهم اللي انتي قال مضايقه منه انه معبركيش في الطريق كله ده .. المفروض انك تفضلي تبوسي رجله لحد ما تموتي علي الرجولة الفظيعة اللي عملها معاكي.. انا كنت بقول يارب يجوزك.. دلوقتي بقول يا رب يبعتلوا واحدة كويسة زيه..لأن الدعوة الاولي كأني بدعي عليه بالظبط.. وهو مايستاهلش يدعي عليه ابدا.."
بدأت الدموع في التراقص في عين ملك و هي تنظر لأمها مذهولة.. لم تحدثها ابدا بكلام مثل هذا، لم تلمها ابدا بتلك الطريقة.. ناهيك عن الاهانة التي شعرت بها للتو في الجملة لمها الاخيرة..
حاولت صافي ان تثبت علي موقفها امام دموع ابنتها الحبيبة.. لن تلين! ذلك اللين هو سبب كل ما فعلته ملك.. كان يجب ان تكون اكثر شدة معها.. ما كان ينبغي ان تخشي شعور ابنتها بيتم الاب..ومحاولة تعويضه بالدلع الشديد.. لقد اسائت تقدير حجم الثقة و مساحة الحرية التي اعطتها لملك .. منحتها اكبر من قدرتها.. لذلك اختل توازنها.. وكادت ان تقع لولا ان ادهم تلقفها .. ولم يكتف بل يدفعها دفعا لتتوازن .. فعل ما فشلت هي امها فيه .. اسعده الله..
خرجت صافي من حجرة ملك تاركة اياها غارقة في دموعها..
بحثت عن ادهم لتجده في حجرته، يتحدث في الهاتف.. اشارت اليه بانها تريد التحدث معه، فقام بانهاء المكالمة فورا..
ادهم:" تعالي يا طنط.. اتفضلي.."
دخلت صافي و اغلقت الباب خلفها.. مما وتر ادهم.. يبدوا انها تريد شيئا هام وسري..اتراه يخص ملك؟
قالت صافي:" انا عارفة بنتي فيها عيوب الدنيا والاخرة ..بس فيها ميزة حلوة اوي.. بتيجي تحكيلي كل حاجة..يمكن دي الحاجة الوحيدة العدلة اللي ربيتها عليها من زمان.. تعمل المصيبة و تجي تحكي عي طول.."
ابتسم ادهم وقد استنتج ان ملك حكت لها ما حدث في اليومين الماضيين:" ليه بتقولي كده عن ملك، دي نسمة! دي كلها مميزات"
قالت صافي:" سيبك من الهزار.. انا جاية اعتذرك عن كل القرف اللي شفته من تحت راس بنتي والاهم اشكرك علي كل حاجة عملتها عشانها، مش عارفة لولا وجودك جنبها كان حصل ايه.. وحتي لو كان الموقف ده عدت هيا منه بسلام.. انا مبقتش اثق في حسن تصرفها لو قابلت موقف تاني زيه ..بجد اشكرك..ربنا يحميك يا حبيبي و يفرح عصام بيك"
قال ادهم ضاحكا محاولا ان يبسط الامر:" يا طنط ده اقل حاجة عندي.. لو عايزاني اقطملك رقبتها من عنيا.. مدام هي حكيتلك عن كل حاجة.. يبقي كمان لازم تعرفي انا كنت مربيها ازاي في الجامعة.. كانت بتتلفت حوليها.."
ابتسمت صافي وقالت:" والله مانا عرفة حتي اضحك.. انا اتصدمت فيها و في نفسي.. باباك كان صح لما قاللي اني غلط.."
قام ادهم ووضع يده علي كتفها وضمها اليه وقال:"معلش، هعتبرك زي ميمي عمتي انا بحضنها كده برضه..انتو الاتنين قصيرين زي بعض.. اسمعي يا طنط.. مفيش حاجة تزعل، ملك الحمد لله زي القردة اهي في اوضتها.. وهي بجد اتعلمت تفكر بطريقة تانية.. مش هقولك ابتدت..لأ هي من تاني يوم علي طول غيرت من نفسها.. دي ميزة تانية فيها انها صريحة مع نفسها.. طب هي حكتلك الصايعة دي عملت ايه في الواد؟؟"
ابتسمت صافي علي مضض واومأت برأسها..
فعاد وقال:"وعموما يا ست الكل انا مش هسيبها هفضل ورا امها.. لامؤاخذة يا طنط.. قصدي هضل وراها لحد متتظبت "
ضحكت صافي اخيرا علي اسلوبه في الحديث ومحاولته الاخيرة لإضحاكها، طمأنها بشدة ان تعرف انه حقا ملازم لملك وانه يهتم به كأنها اخته فعلا..
بالطبع قبل ان يأتي الليل كان عصام يعرف كل تفاصيل الموضوع، اثر ان يصمت حتي لا يضايق صافي ..لا داعي لقول "مانا قلتك!" ومثل هذا الكلام الغير مجدي..كان يكفيه انها اقتنعت بوجهة نظره دون حتي ان يحاول اقناعها.. ولكن ما لفت نظره واثار فخره الشديد هو ابنه.. البطل المغوار في القصة.. كان يعرف انه كله رجولة و شهامة ولكن الواقع كانت تصرفاته تفوق كل توقعاته.. "يا حبيبي يا بني" هكذا قال داخل رأسه قبل ان يخلد للنوم مبتسما..

                                                                            ***

كانت ملك في اليوم التالي كئيبة في السيارة مع ادهم.. مازلت متأثرة بغضب امها منها الذي لم يحدث من قبل، ضايقه حزنها.. عرج بالسيارة علي احد فروع محل القهوة واتي لها بالكابتشينو، ابتسمت وشكرته.. كاد ان يتمزق قلبه.. لم تكن الابتسامة التي انتظرها.. فقال:" انتي رزلة ليه كده انهاردة؟"
ردت باستكانة:" شكرا.."
ذاب قلبه وضايقه اكثر انكسارها، كان يريدها منفعلة حامية كعادتها..
دفعها بيده في كتفها وقال ليحاول استفزازها:" انتي محششة ولا ايه يا بت انتي..مالك ساكتة كده؟"
نظرت له بجانب عينها ولم ترد..
فامسك ياقتها باحدي يديه وجذبها وهو يقود بيده الاخري وقال:" طب قربي بأه اشمك.. انا شاكك فيكي"
كشكشت عنيها خوفا ومالت معه في استسلام وقالت:" والله ما محششة..ايه الهبل اللي بتقوله ده!"
فقال متصنعا الجدية:" مانت خلاص مبقاش يتوثق فيكي.."
كان يمزح ولكنه ضغط علي وترها الحساس فانفجرت باكية.. احس بهبوط في الدورة الدموية .. انخلع قلبه ..حاول ان يركز في القيادة وهو يقول بتوتر وسط نوبة بكاءها الشديد:" لأ ملك!.. متعيطيش كده!.. ملك.. بس!..لا لا لا مش هينفع كده.. بس.. لوسمحتي يا ملك متعيطيش كده"
ثم أوقف السيارة علي جانب الطريق قبل ان يصطدم بشيء ما، واستدار لها وقال بحنان:" بتعيطي ليه كده؟"
قالت ملك بحدة:" وانت مالك؟"
حسنا ليس وقت ان (يتغابي ) عليها الان..
ادهم بلطف :"كده برضه؟؟.. مين اللي ظبتك اول امبارك وضربلك الواد كريم"
قالت ملك وسط الدموع:" انت قلت انك مضربتوش عشاني.."
ادهم مبتسما في حب :" لأ ضربته عشانك.. والله عشانك"
ابتسمت في سعادة ابتسامة بلهاء..
وقالت:" امال ليه قلت..."
قال ادهم بنفاذ صبر:" يا ديني علي رغي البنات!.. متقولي الاول بتعيطي ليه؟"
فقالت ملك:"اصل اول مرة مامي تزعل مني.. قالتلي كلام جامد"
وحكت له عن حديثها معها ..
استمع ادهم، ثم ادار السيارة ثانية وانطلق بها وهو يقول:" يعني افهم من كده ان امك كان نفسها اني اجوزك؟"
صاحت ملك:" هو ده اللي طلعت بيه من كل الحوار ده! اسكت! اسكت يا ادهم بجد انا مضايقة"
فقال ضاحكا:"والله ركزت في كلمة.. طب اسمعي واللي يظبطلك الحوار ده ويصالحكوا علي بعض"
اشرق وجه ملك بابتسامتها الساحرة وقالت:" يبقي راجل جدع"
فقال ادهم بخبث:" مايستاهلش بوسة؟؟"
قالت ملك بازدراء:" ده بقية الدرس.. ولا استظراف؟؟!"
فقال :" لأ دي بقية البلطجة! ولا نسيتي.. وبعدين متعمليش فيها بس جامدة اوي.. دانا زنقتك في الاوضة هناك.. لولا بس ان الموضوع عايز نِفس.. كنتي اتروقتي "
فقالت بغيظ:" عايز نِفس!! وايه الي سد نفسك ان شاء الله؟؟!.. "
فقال ادهم :" افهم من كده انك كنتي عايز تتروقي؟؟"
قفزت في مكانها غيظا وقالت:" انا مقلتش كده! انت سافل وقليل الادب!"
ضحك ليزيد من غيظها وقال:" طب براحة بس علي نفسك.. "
لم ترد عليه ونظرت امامها متصنعة الغيظ، ومن داخلها تبتسم.. كان مضحكا جدا رغم سفالته..
فعاد وقال وكأنه يحدث نفسه:" ربنا يشفي.. الاول مسطلة و بعدين تعيط و بعدين تضحك و بعدين تتنطط و تزعق .. مجنونة!"
ابتسمت و لم تعره اهتماما.. او تظاهرت بذلك..

                                                                             ***

كان استقبال البشر في الجامعة لها هو استقبال الملوك.. ولكن ليس من النوع الذي اعتادت عليه.. بل وكانها انتصرت علي التتار ..وكأنها ومزقت رسالتهم بالسيف وطردت مندوبهم .. نقص ان يهتفوا لها" كلنا معاك يا محمود ..كلنا معاك يا محمود" وهي محمولة علي الاعناق في وضع الجلوس يسرون بها مقلوبة نحو العرش.. ثم يأتي سلامة ويتحسس الظهر الكرسي قائلا بلهفة : "العرش ، العرش"..و... ولكن هذا فيلما اخر.. لنعود لملك..
كان يأتي اليها اشخاصا سواء تعرفهم ام لا ليحيوها علي ما فعلت بكريم.. الذي لم يظهر في الجامعة و يقول المقربون ان هاتفه مغلق بعد ان حدث ما حدث. كان مكروها من معظم الشباب، بالاضافة الي ان قائمة الفتيات الاتي تركهن بعد ان تعلقن به لأنهن لم تتجاوبن معه طويلة، والاطول منها قائمة ضحاياه.. لذا التفت الفتيات حولها.. يضحكن ساخرات علي منظره في الفيديو و يتسألن كيف نجحت ان تفعل به ذلك..
كان ادهم برغم عدم موافقته علي فعلة ملك.. الا انه كان سعيدا برد فعل الناس في الجامعة، وان صورة ملك لم تهتز بسبب ما قاله كريم..
رأت ملك ياسمين تقف حاقدة من بعيد فذهبت اليها مسرعة في حماس، تخوف ادهم الذي كان يتابع عن بعد من ان يري مشاهد دامية ..لذا وقف مستعدا لأن يتدخل في حالة تهور ملك..
الا ان ملك فاجأته بانها انقضت علي ياسمين واحتضنتها .. وكانه لقاء في مطار.. هل جنت؟؟ لم يفهم تماما ظل متابعا في عدم فهم، كانت انفعالات وجه ياسمين غريبة وهي تستمع الي ملك التي كانت غير ناظرة لها.. تجلسان جنبا الي جنب علي ما يشبه السور و الاثنتان وجههما الي الامام.. كان وجه ياسمين الابيض في الطبيعة محتقن بشدة.. تعقد حاجبيها في جدية و تقضم اظافرها غل.. ماذا تقول لها ملك؟؟
ملك يا ادهم كانت تقول الاتي
ملك بحماس:" ياسسو .. وحشتيني موت.. لازم احكيلك انتي اول واحدة عن اللي حصل.. بجد انا عارفة انك هتفرحيلي عشان احنا (بست فريندز) واكتر من الاخوات.. بس مش عايزاكي تزعلي مني.."
ياسمين:" لأ يا حبيتي انتي اختي.. تعالي نعد واحكيلي.."
وجلستا بالفعل..
ملك:" كريم طلع واطي اوي انا مش فاهمة هو كان متخيل اني ايه؟؟ هبات معاه؟؟ مش عارفة جاب الفكرة دي منين؟؟.. بس انا ظبته.. شفتي الفيديو؟؟"
ياسمين:" امممم.. برافو عليكي.."
ملك:" ادهم كمان راح ضربه و بهدله عشاني"
ياسمين:" والله؟!"
ملك:" ماهو دا اللي جاية اقولهولك.. بعد مواقف ادهم معايا.. انا بقيت بحبه.. اوعي تزعلي مني احنا اخوات انا عارفة انك بتحبيه.. بس اكيد عشان احنا اخوات وانتي بجد بنت جدعة جدا .. مش هتستخسريه فيا.. وخصوصا انه اختارني انا"
ياسمين:" ايه؟ ازاي؟؟"
ملك:" قالي انه بيحبني .. وانا كمان قلتله.. قلنا لباباه ومامتي ..هنتخطب اول لما نتخرج.. اخر السنة يعني.."
ياسمين:...............................
ملك:" مفيش مبروك يا ياسسو.. انا متاكدة من طبية قلبك وانك مستحيل تزعلي من حاجة زي كده، اللي بيني و بينك اكبر من كده.. انتي عارفة ايه اللي حببني فيه اكتر.. كلامك انتي عنه.."
ياسمين:...........................
ملك:" بس في مشكلة صغيرة اوي.. انا عارفة انك كمان متسامحة و هتقدري.. هو طلب مني اني اقطع علاقتي بيكي.. بيقول انك صايعة.. واخلاقك زي الزفت.. انا طبعا معترضة علي رأيه فيكي.. دانتي اختي.. بس اعمل ايه؟؟ بحبه و مش عايزة ازعله.. انا هسلم عليكي اخر سلام عشان حتي السلام عليكي منعني منه.. بيقول مش عايزين شبهة..بس انا اتخانقت معاه علي الكلمة دي.. ميصحش يقول كده عنك دانتي اختي.."
قامت و قبلتها من الناحيتين و احتضنتها .. ثم تركتها و ذهبت لأدهم اقبلت عليه بيدها الاثنان ممدوتان للأمام.. كان علي وجهه كل امارات الغباء.. فقالت وهي تقترب:" امسك اديا!"
لم يفهم شيئا ولكنه مد يديه بحركة تلقائية وامسك بيدها الممدودتان.. قفزت بحماس واستادرت وهي تنظر لياسمين التي مازالت تجلس محتقنة الوجة.. وابتسمت لها ابتاسمة صفراء..
ادركت ياسمين ، ان ملك علمت بما فعلت هي بها وها هي تنتقم منها بسرقة ادهم..
عندما عادت مبهوتة الي شلتها التي كانت تقف بالقرب منها، كانت غير قادرة علي التحدث فجلست علي اقرب كرسي لهم ويبدوا انهن لم تلاحظن وجودها فسمعت الحوار التالي من المفترض انهن صديقاتها المقربات:

-" ملك روقت كريم"
- "يستاهل هو كان يطول ضفرها"
-" بصي اصلا الناس كلها مبسوطة منها ازاي ومتلمين حواليها.. علي فكرة هي لايقة اكتر جنب ادهم عن كريم تفتكروا ممكن يتصاحبوا؟؟"
-" دول هيبقوا وهميين مع بعض ..هي اصلها احلي من ياسمين ولايقة عليه اكتر.. "
- عايزين علي فكرة نكتر خروجنا معاها.. "
-" متيجوا ندخلها فريق التشجيع"
-" فكرة تحفة.. دي هتعمل شغل جامد..هي اصلا زي القمر..وبعدين الناس بتحبها اكتر من ياسمـ.."

اشارت فجأة احدهن للمتحدثة الاخيرة ان ياسمين تجلس علي مقربة شديدة..
تركت ياسمين الكلية والجامعة كلها وخرجت مسرعة.. يجذم البعض انهم رأوها تصرخ بهستريا داخل سيارتها و اخرون انها كادت تدهس مجموعة منهم وفي تقود بسرعة جنونية متجهة الي خارج ساحة الانتظار..

                                                                              ***

ضحك ادهم بشدة حين سمع القصة من ملك في السيارة في الطريق الي البيت، قال متعجبا:" بجد بتبهروني.."
ملك :" مين احنا؟؟"
ادهم:" البنات...يعني انا قفشت علي كريم رحت ضربته، لكن انتي قتلتيها من غير ما تلمسيها.."
قالت ملك متفاخرة:" اصل دي بقي بجد خبرة.. فن حبس الدم ده تخصصي"
فقال ادهم:" ربنا ما يحكمك عليا.. اصلك لو حبستي دمي..هسيح دمك.."
اصبحت تعشق تهديداته.. تستمتع بسماعها..
قام ادهم بالاتصال بانجي حبيبة حازم.. واتفق معها ان يلقاها بمقهي قريب من بيتها..
التفت لملك التي شعرت بالضيق وقال:" هوصلك واروحلها.."
ملك:" وانتو هتعدوا لوحدكوا.. ميصحش"
ادهم:" من امتي الاخلاق دي كلها.."
ملك:"لأ مش حكاية كده.. حازم صاحبك ممكن يضايق.."
ادهم:" يا بنتي انجي دي متربية معايا كانت معانا فالمدرسة من واحنا اطفال..الي فرقنا انها سابت حازم من سنتين بس قبل كده مكنش بيعدي يوم منغير منشوف بعض كلنا، وبعدين حازم عارف اني هقابلها وهنكلم عليه.. ثم انتي مالك اصلا؟"
ملك:" انا غلطانة َ!"
ادهم بدون مقدمات:" تحبي تيجي معايا؟.."
كان قد استشعر من كلامها بقليل من الاهتمام.. اتكون غيرة؟؟ اعجبه نبرتها الحانقة.. لذا عرض عليها ان تأت معه.. كان تصرفا غبيا فانجي تتوقعه بمفرده للتحدث في امور خاصة بينها و بين حازم ربما لا يعرفها سوي ادهم.. ولكنه لم يتمالك سوي ان يعرض هذا العرض.. فقد كان سعيدا بما قد يكون غيرة..
قالت ملك:" ماشي" وهي تمثل عدم الاكتراث.. وبداخلها ارتياح لأنها ستذهب معه لتري ما تكون انجي..

هناك تعليقان (2):