صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

12/31/2010

عملوه الكبار ووقعوا فيه الصغار >> (24) مشكلة انجي و حازم..


ادرك ادهم و هم مقبلين علي انجي مدي غباء الفكرة.. بم سيشرح لأنجي سبب مجيء ملك معه؟؟ ماذا سيقول عنها؟؟ قريبته؟؟ ام سيشرح لها ان ابيه تزوج من امرأة و ملك هي ابنتها و انهم .. قصة طويلة كما انها لا تفسر لم اتت ملك وهي لا علاقة لها بلامر..

بالفعل انجي نظرت لملك متعجبة.. بينما احتار ادهم في صياغة منطقية للامر انطلقت ملك..

مدت يدها لتسلم علي انجي وتقول بابتسامة هادئة:" انجي .. انا ملك، بنت مرات انكل عصام، للاسف ادهم ادبس فيا اني اجي معاه.. انا هروح الحمام وبعدين هجيب لنفسي حاجة اشربها.. مش هضايكوا خالص.. مبسوطة اوي اني شفتك..لأني بصراحة سمعت عنك كتير في اليومين اللي فاتو.."

قالت انجي وهي تسلم علي ادهم ولكن كلامها موجه لملك:" سمعتي عني؟ ياريت ميكونش حاجة وحشة.."

ملك :" بالعكس .. اصل ادهم كان مدبس فيا طول الوقت فكان غصب عنه بيكلم حازم و انا جنبه في العربية.."

ثم غمزت لها..وذهبت لتبحث عن الحمام..

التفتت انجي لأدهم الذي كان مبهورا باسلوب ملك في تبسيط الامر، سألته بلهفة:" كان حازم بيكلمك يقولك ايه؟"

ادهم:" طب مفيش اذيك الاول.. هو انا كنت معاكي امبارح ؟؟ دانتي بقالك يجي سنتين مشفتينيش.."

ضحكت انجي:" بس تصدق متغيرتش خالص.. ابوك اجوز؟؟ " ضحكت ضحكة ساخرة..

ادهم:" هو حد بيتغير في سنتين! ايوة يا ستي اجوز.. حبه الاول.. ودي بنتها.."

ضحكت انجي اكثر وقالت:" حبه الاول؟؟!! ده ايه الرومانسية دي.. وانت بقي مدبس فيها ليه؟ "

قال ادهم محاولا تأليف تكملة منطقية لما ذكرته ملك لأنجي:" مامتها مخلياني (البودي جارد) بتاعها..بتخاف علي البرنسيسية.."

انجي ضاحكة:" ايه الضحك ده؟؟ انتا بجد ضحكتني جدا انا بقالي كام يوم مدمرة نفسيا.. شكلها علي فكرة لذيذة و بعدين عايزة اعرف سمعت عني ايه؟ خليها تيجي..بس احكيلي الاول انت هو قالك ايه؟؟.."

في هذه الاثناء كانت ملك خرجت من الحمام ووقفت علي بار المشروبات تبتاع شيئا تشربه، كانت تتابع انجي وادهم بنظرات جانبية عن بعد.. تبدو فتاة لطيفة.. ابتسامتها بشوشة... كانت فكرة غبية ان تأتي معه.. شكلها اصبح سخيفا بشدة.. وجدت انجي تناديها.. وتشير اليها ان تأتي..

اخذت كوبها وذهب اليهم.. قالت انجي:" ملك انتي قلتي انه كان بيكلم من جنبك.. اعدي احكيلي عشان هو مش راضي يكلم.."

كانت هذه دعوة صريحة مباشرة لملك بالتدخل في الامر.. سحبت كرسيا وجلست محدثة ادهم:" وانت مش عايز تقول ليه؟"

ادهم:" لما افهم منها الاول هيا عايزة ايه؟؟ مضايقة ان حازم زعلان منها وفي نفس الوقت عايزة توافق علي عريس.. طب حازم فارق معاها في ايه؟؟ ميتفلق!.."

قالت انجي بقليل من الانفعال:" يا ملك انا وحازم بعيدا عن موضوع علاقتنا.. عشرة عمر واكيد محبش ان رأيه فيا اني غدارة و ببيع الناس.. هو كلمني وقالي كده و هو منهار.. كمان انهياره ده مأثر فيا اوي.. محبش اشوفه كده.."

ادهم:" وانتي مالك بيه بقي!.. شوفي حالك وسيبيه في حاله.. مهتمة بمشاعره ليه؟؟؟"

قالت ملك لأنجي مباشرة:" انتو سبتوا بعض ليه يا انجي؟؟"

انجي:" دي قصة طويلة.. حازم اصله مش سهل.. كان بيخنق عليا اوي.. في اللبس و في الاصحاب و في الخروج.."

ملك:" والعريس ده مش خنيق؟"

انجي:" عادي .. بس مش زي حازم.."

ملك:" وهمة اصحابك اللي كان هو خانق عليهم دول لسة في حياتك؟؟"

صمتت انجي تفكر..

انجي:" لأ اتفرقنا بقي في الدنيا.. اللي اتخرجوا واشتغلوا.. واللي اتخطبوا ومشغولين بيجهزوا..و.."

ملك:" يعني مش حازم اللي فرقكوا؟؟"

صمتت انجي تفكر في الامر من تلك الناحية..

فقالت ملك:" موضوع الاصحاب ده انا اكتر واحدة تسأليني عنه.. دول اهم حاجة في حياتي، انا طول عمري ليا اصحاب أد كده... بس تقوليلي كام حد فضل معاكي اكتر من سنتين اقولك واحدة او اتنين.. الباقي بيروح و بيجي غيرهم.. ده كمان ممكن همة اللي يبعدوا عشان في واحد ظهر في حياتهم.. او لو ولد عشان برضه واحدة ظهرت في حياته و وبعدته عن كل البنات اللي بيعرفهم.. ساعتها كنت بتمني ان انا كمان يبقي عندي في حياتي حد يملا الفراغ الي اصحابي اللي بعدوا سابوه "

قالت انجي:" بس الموضوع مش الاصحاب بس.. حاجات تانية.. كان بيغلس في كل حياتي.. لما اخرج من غيره مثلا .. "

فقالت ملك:" ممم فاهماكي..ده الا الخروج!.. بس سؤال لما تتخطبوا او تتجوزوا ايه اللي هيخليكي تخرجي من غيره؟؟"

تحيرت انجي في الاجابة..

فقالت ملك:".. طب زمان كنتوا متصاحبين و الخروج معاه كان اصعب.. وكان نزولك منغيره بيتكرر كتير.. عايزة تفهميني ان عريسك ده لما تتخطبوا و لا تتجوزوا مش هيخرجك طول الوقت.. لوحدكوا او مع اصحابكوا؟؟ مش هيبقي عندك وقت اصلا تخرجي من غيره.. ده اصلا لو كان لسة ليكي مزاج لكده.."

احس ادهم ،الذي بقي صامتا، بتأثير كلام ملك علي انجي لقد انجرفت معها في اتجاه من الحوار مختلف تماما عما كان ينوي هو ان يذهب بها، كان يريد ان يحدثها بكلاما حاسما، ويضع نقاطا فوق حروفها، هل مازالت تريد حازم ام لا؟ وان كانت لا تريده و ستكمل مشروع خطوبتها مع ذلك العريس.. فلتبتعد عن صديقه وتغير رقم هاتفها و تنساه، حتي يفقد الامل ، لأن بإظهار اهتمامها بتلك الطريقة سيصيب حازم بالربكة و يزيد من عذابه.. ولكن ملك كانت تشرح علاقتهم السابقة تشريحا.. كانت تسأل السؤال و تجعل انجي تفكر في الاجابة الصحيحة.. ما هذه الحكمة يا ملك.. من امتي؟؟ انجي تستمع متاثرة وغارقة في التفكير.. انها ليست حكمة .. يبدوا ان خبرتة ملك في حياة التفاهة.. جعلتها اكثر الاشخاص قدرة علي التحدث في الامر..

قالت ملك:" عارفة انتي معاكي حق! لأ حازم بجد خنيق.."

التفت لهاادهم مدهوشا غير مصدق التحول..

فقالت ملك وهي تزغر لأدهم :" تفتكر يا ادهم حازم مستعد يتغير عشان انجي؟؟"

ادهم الذي التقط الكرة:" مش عارف.. بس انتو بتتكلموا عن واحد كان عيل لسة طالع من ثانوي.. حازم دلوقتي هيتخرج و يشغل.. اكيد فيه حجات كتير اتغيرت في دماغه.. وبعدين سيبان انجي ليه، هخلاه يفكر الف مرة في العلاقة وشكلها.. وكل الغلطات اللي حصلت فيها.."

ربعت ملك زراعيها امام صدرها وقالت ( بألاطة) وكأنها ام انجي او المفوض الرسمي للتحدث باسمها:" لو كده يبقي ممكن انجي تفكر!"

كانت انجي غارقة في التفكير.. فلكزتها ملك بمرفقها.. فانتبهت وقالت:" ايوة .. لو كدة مستعدة افكر!"

كان تحولا ايجابيا في موقف انجي فبعد ان كانت لا تريد حازم و فقط تريده غير غاضبا منها.. اصبحت مستعدة للتفكير في الامر..

اكملت ملك بجدية :" ادهم دلوقتي الكلام اللي جاي ده مش هيوصل لحازم.. لحد منفهم موقفه.. نقدر نثق فيك؟؟"

لقد اصبحت بالفعل المحامي الخاص بانجي وتتحدث عنها بحرف النون..

فقال ادهم متجاوبا مع ملك:" تقدروا! لو تحبوا اقوم خالص ممكن .. انا شايف ان وجودي اصلا ملوش لازمة.."

فقالت ملك :" يا ريت!"

قام ادهم مندهشا من سيطرة ملك علي الموقف، ترك الامر لها فبعد ما رأه من تأثيرها علي انجي.. كان يثق في مزيد من النتائج الايجابية.. بالفعل ذهب ليتمشي بالخارج يتابعهم عبر الزجاج الخارجي للمقهي..

كانت انجي برغم انها صاحبة الامر لا تعلم ما هو الكلام الذي لن يقال لحازم..

نظرت لملك في غباء منتظرة ان تفهم..

التفتت لها ملك و سألتها بحزم:" انتي يا انجي لسة بتحبي حازم؟ باختصار كده"

فقالت انجي:" انا عمري ما نسيته.. "

ملك ضاغطة عليها:" بتحبيه؟!"

انجي:" ايوة .. بس هوة..."

ملك:" خنيق! عرفنا!.. ماهو ادهم قال الواد اتحسن.. وانتي كمان فكري كده.. لبس ايه و اصحاب ايه؟ انتي عارفة انا لسة واخدة حتت خزوق من واحدة كانت عاملة فيها صحبتي واختي.. ودي بذات ادهم كان مصر اني اقطع معاها وانا فضلت اقاوحه.. لوكنت سمعت كلامه كنت وفرت علي نفسي قصة طويلة ملهاش لازمة.. وبعدين اللبس دي حاجة بقي تحاولي تظبتيها معاه.. دي حاجة حلوة اصلا انه بيغير عليكي.. عارفة انا عندي لبس مش قادرة اقولك غالي اد ايه و جايبة من بلاد شكلها ايه.. كله هيتكوم في الدولاب عشان ادهم بيقول عليه لبس رقاصات.. وانا مش مضايقة خالص..كما.. "

قاطعتها انجي:" انا مش فاهمة.. هو انتي وادهم مرتبطين؟"

بقيت ملك فاتحة فمها علي اخر حرف قبل ان تقاطعها انجي، يبدوا انها تحمست و انفعلت في الحديث بشكل (اوفر) ما علاقة ادهم بالموضوع؟؟.. لم تقارن نفسها معه بانجي مع حازم؟؟ احرجها سؤال انجي، كانت ترغب في ان تموت مخنوقة في التو واللحظة.. او يحدث انفجار في المكان فتموت هي و انجي و معهم الحديث الذي دار الان..

ابتلعت ريقها وقالت بارتباك:" لأ مرتبطين ايه.. هو ادهم اصله.. حشري.. حشري جدا.. بيتدخل في حياتي.. وانا بعتبره اخويا.. بجد.. بجد هو زي اخويا.. انا مليش اخوات.. هو زي اخويا.."

انجي:" ايه يا ملك؟! قلتيها عشر مرات.. انتي بتحفظيها؟"

ابتسمت ملك في ارتباك و فقدت القدرة علي التركيز.. لم تستطع ان تجمع افكارها مرة اخري للاقناع انجي.. ولكن يبدوا ان محاولتها الي الان كانت كافية..

قالت انجي:" عارفة .. انا كتير كنت بندم اني سبته..عشان كده عمري ما ارتبطت بحد بعده.. وكنت بقول يا تري مين فينا اللي صح.. وبعدين افكر في قدام.. ازاي كنت مثلا هشتغل وهو بالعقلية دي.. بس دلوقتي انا حاسة اننا كنا فعلا عيال و معرفناش نحافظ علي العلاقة لكن لو اتكلمنا و حطينا حلول وسط دلوقتي ، يمكن تفرق، وخصوصا ان زي ما ادهم قالي حازم عايز يتقدم عشان نتخطب اول لما السنة تخلص.. يعني الموضوع علي مستوي تاني.. رسميات وكلام ناس كبيرة .. مش اتنين متصاحبين.. انا مبسوطة قوي اني اكلمت معاكي.. انا حاسة انك فاهماني قوي.. ملك؟"

كانت ملك تسمعها بنصف انتباه ، فقد كان عقلها مشغولا بـ( العك) الذي قالته منذ لحظات..

ملك:" انا كمان مبسوطة جدا.. ومتأكدة ان حازم بيحبك ، وهتعرفوا تحلوا مشاكلكوا"

بعدما عاد ادهم قالت انجي وهي تنصرف:" ادهم متكلمش حازم.. انا اللي هكلمه.. علي فكرة انا هرفض العريس..مع انه زي القمر" وابدت تعبيرا متحسرا علي وجهها ثم ابتسمت في سعادة..

فقال ادهم:" امشي من هنا يا بت.. طول عمرك عنيكي زايغة زي الولاد.. امشي بدل ما اكلمه انا اقوله البت دي منحرفة سيبك منها"

ضحكت انجي و اشارت لهم مودعة وخرجت من المكان وهي في قمة السعادة..

نظر ادهم لملك.. كان سعيدا بها.. لم تكن بالسوء و السطحية التي تخيلها، يكفي انها استغلت اسلوبها في السيطرة علي امثالها من البنات لتؤثر علي انجي وتوجه رأسها نحو تفكير اكثر ايجابية في علاقتها بحازم..لم فعلت ذلك..حازم و انجي لا يعنيان لا شيئا، لا تعرفهم من الاساس.. لم تدخلت بتلك الصورة القوية محدثة ذلك الفارق الهائل؟ ان التغير في شخصيتها الي الاحسن كان دراميا (كما يقول الامريكان).. اقوي مما توقع واسرع مما تخيل..

اتصلت صافي علي هاتف ادهم حيث انها لا تحادث ابنتها، لتطمئن عن سبب تأخيرها..

فقال ادهم :" معلش يا طنط خدت ملك معايا في مشوار.. لما ارجع يا عايزك في موضوع مهم.. لأ خير. اطمني.. مع السلامة "

عندما عادا في السيارة، كانت ملك تفكر في الكلام الذي خرج منها بتلقائية لانجي ليتها لا تخبر به ادهم..

اما ادهم فقد كان يفكر في حل .. هو يحب ملك.. بشدة.. ماذا ان اخبرها وكان شعورها نحوه مختلفا.. ستحدث ازمة، الامر حساس جدا و شائك..سيصبح تواجدهم معا امرا موترا.. وقد تحكي لأمها و يصبح الموضوع مشكلة بالبيت.. كما انه غالبا ما سيخسر فرصة قربه الدائم منها.. لن يخبرها الان ستكون من الحماقة ان يفعل ذلك..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق