صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

12/04/2010

عملوه الكبار ،و وقعوا فيه العيال >> (7) الليلة الاولي ..

كانت ملك منفعلة للغاية تبكي و (ترزع) في الاشياء، كيف يسير كل شيء ضدها بهذه الطريق.. هي من كانت عندما تحلم بشيء يتجسد امامها في الحال، لو كانت في بيتها الحبيب بالاسكندرية لامتلائت غرفتها بالصديقات ليبتن الليلة معها و لوقف البقية طابورا في الخارج علي امل ان تسمح لهم بالانضمام، لم تكن لتبقي وحيدة ابدا . تأملت الغرفة في اشمئزاز صحيح انها واسعة مطلة علي منظرا مليء بالاشجار ،السرير مفروش بطقم انيق ، بها جهاز تلفاز متوسط الحجم ، وحمام خاص صغير جدا .. ما هذا الحق الذي ستعيش به، تذكرت حجرتها و حمامها و غرفة ملابسها.. نعم.. كان لديها غرفة واسعة ملحقة بحجرتها مخصصة للملابس و الاحذية فقط !..لا لنكن غير ظالمين، ليس الملابس والا حذية فقط.. هناك الحقائب والقبعات و الكوفيات و النظارات و كل اكسسواراتها.. هذا الدولاب (البلاكار) لن يستع لكل ذلك..
كما انه لا يوجد (مني بار).. و المني بار لامثالك من الجهلاء هو ثلاجة صغيرة الحجم توضع في الحجرة حتي لا يحتاج الشخص الي الذهاب الي الثلاجة الاصلية بالمطبخ كلما اراد شرب شيئا باردا..
جلست و قد ملائها الضيق والاحباط تفكر كيف ستمضي الليلة وحيدة في هذا البيت، اخافتها الفكرة و نزلت دموعها ثانية..
ثم فجأة سمعت طرقا عنيفا علي باب حجرتها انتفضت و تراجعت في ذعر و هي تنظر الي الباب ثم اتاها صوت ادهم يصيح مذعورا:" ملك ! اطلعي يا ملك بسرعة.. حريقة .. حريقة هنموت!"
بسرعة البرق فتحت بالمفتاح و خرجت تجري حافية، بالبيجامة المكونة من بنطلون قطني و (بدي بحمالات)، ما ان رأها تخرج تفحص يديها بسرعة ليتأكد انها لا تحمل شيئا ثم امسك ذراعها و اخذها وجري نحو الباب لينجيا بانفسهم من الحريق المروع ، دفعها امامه لينقذها واخرجها من باب الشقة ولكنه عاد.. دخل مرة اخري..تاركا اياها تصيح بفزع :" رايح فين يا مجنون؟؟؟ هتموت"
نظر لها بثبات ثم اغلق الباب في وجهها صائحا من الداخل:" اصل مش عارف اخد راحتي في بيتنا عشان في ناس غرب!"
لم تفهم في البداية فقالت:" غرب ايه اطلع؟؟؟ .. هتموت!"
ثم ادركت ما حدث فيها للتو.. فعلا لا يوجد دخان او فزع من السكان و اي دليل علي و جود حريق.. هاهي تقف بالبيجامة حافية علي باب الشقة.. كيف يجرؤ ابن الـ ...
خبطت علي الباب بعنف وقالت بحدة:" افتح يا حيوان.. لو راجل افتح !"
فتح الباب وراعي ان تكون الفتحة ضيقة وقال:" اديكي شفتي الحيوان ده ، لسة عامل فيكي ايه ؟ انا مبيهمنيش حاجة، لو لقيتك محتاجة درس تاني عشان تلمي لسانك ممكن اخرج اديهولك حالا.."
نظر لحالها.. ترتعش اطرافها في عصبية، تقف حافية وكما ان (البدي ابو حمالات) غير مناسب تماما لوقفة السلم التي تقفها.. كاد ان يشفق عليها و يدخلها لولا انها قالت:" اخرجلي وانا هوريلك يا حيوان يا سافل" فقام برزع الباب في جهها ببرود..
وقفت يكاد يغشي عليها من العصبية.. وبعد دقيقة فتح مرة اخري و القي لها قطعة ملابس ليست لها و قال من خلف الباب بعد ان اغلقه:" استري نفسك بس.. بدل ما تجيبي العار لامك الغلبانة الي كل ذنبها في الدنيا انها خلفت واحدة زيك "
نظرت لما القي لها، انها (سويت شيرت) خاصة به وتحمل رائحته، ارتدتها في تقزز وهي تسب وتلعن.. انه يتمعن في اهانتها.. لقد صارت رسميا تصلح للتسول في اي اشارة.. بنطلون البيجامة مع (السويت شيرت) الواسعة التي تصلح ان ترتديها معها كل صديقتها الخمس، بالاضافة الي قدميها الحافيتين ..
وقفت حائرة.. خشت ان تدق علي الباب مرة اخري ، فهو يبدو عليه (ابن مجنونة ) فعلا.. ولا تريد اثارة غضبه اكثر حتي لا يتصرف بجنون.. يكفي ما صار الي الان.. جلست علي الارض بجوار الباب.. واحتضنت ركبتيها،احست بشيء في .. ما هذا الذي.. يالسعادة!.. انه هاتفها المحمول.. كان في جيب البنطلون طوال الوقت منذ ان تحدثت الي ميكو.. حسنا ستتصل بامها لتخبرها بسفالة ابن جوزها.. وبالفعل طلبت رقمها.. ثم اغلقت الخط في سرعة.. ماذا دهاها؟؟ كيف فكرت في هذا؟ كيف فكرت ان (تنكد) علي امها في احلي ليلة بعمرها.. ما يحدث بينها و بين هذا الحيوان لن يصل الي امها ابدا..هي كفيله به وحدها.. وان كان هو (ابن مجنونة) فهي المجنونة نفسها..
ولكن يبدوا ان الهاتف قد رن رنة بالفعل عند امها.. فوجدتها تعيد الاتصال بها..
ملك:" ايوة يا مامي.."
صافي:" ايه يا حبيبتي في حاجة.. "
ملك و هي تحاول الا يظهر صوتها باكيا:" لا كنت بس بطمن انك وصلتي"
صافي بسعادة:" لسة واصلين.. عصام في الريسبشن بيعمل (التشك إن)"
ملك:" طب يا مامي.. يا رب تتبسطوا.. انا هنام بأة تصبحي علي خير"
صافي:" ميكو جت؟"
ترددت ملك ثم قالت:" اه جت..بتوضب حاجتها و هتنام هي كمان"
وبعد السلامات اغلقت الخط وانهمرت دموعها في غيظا.. ما فائدة الهاتف الان؟؟ ليس لديها احد بالقاهرة لتتصل به..

بالداخل كان ادهم يستمع الي حديث ملك الهاتفي.. لقد ظن ان ليس معها الهاتف عندما رأي يديها خاوية وهي تجري الي الخرج.. ثم توجس عندما سمعها تحدث امها، لقد كان يظن انها مثله لا تريد تعكير صفوهم ، وان ما بينهم.. بينهم، لن يضايقا به صافي و عصام.. ولكنه ارتاح واطمأن حين سمعها تحدثها في موضوع اخر.. يبدوا ان انانيتها لم تصل الي ذلك الحد.. فهي في النهاية تريد لامها راحة البال مثلما يريد هو لابوه..
كان كل (شوية) يذهب الي الباب ويستمع لما تفعله.. ولكن اخر مرة فعلها كانت صامتة تماما ، لا صوت حركة او بكاء او شحتفة.. اتكون نامت؟؟ اخيرا شعر بقليل من الشفقة.. فتح الباب ببطء ففوجيء بعدم وجودها.. اين ذهبت و هي حافية؟؟؟
تعجب بشدة.. هي لم تتصل باحد، كان لسمعها ..ثم الي اين عساها تذهب بتلك الملابس وبدون حذاء؟؟.. ليس حتي معها نقود.. اتكون عادت لبيتها بالاسكندرية؟؟ ولكن كيف؟؟ ثم متي سعود؟؟ وماذا سخبر ابوه وزوجته ان سألوا غدا عليها؟؟
امسك هاتفه و هو يقف علي باب الشقة علها تعود وارسل لوالده الرسالة الاتية:" ارسل لي رقم هاتف ملك، نسيت شيئا واريدها تنزله لي في السبت"
جاءه رد ابيه علي الفور:" لماذا لم تطلبها علي هاتف المنزل يا مغفل؟ ، هاهو الرقم (----) ، ساغلق هاتفي الان ولا اريد ان اسمع عنك شيئا الي بعد غد يا مزعج! ارتد شيئا ثقيلا الجو باردا ليلا"
ضحك ادهم علي الرسالة ثم اتصل بهاتف ملك.. اكيد سترد فهي لا تعرف رقمه، بالفعل رن مرة واثنين ثم بدا له انه يسمع صوته قادما من مكان قريب، تتبع الصوت صعودا الي االدور الاعلي ، دخل متتبعا اياه الي شقة مفتوحة بلا ابواب علي المحارة، بالفعل كان يعلم ان بعد ان حصل صاحب العمارة علي تصريح تعلية بني دورا كاملا فوقهم ومازال يشطب فيه. اخيرا وجدها.. وقد خلعت (السويت شيرت) الخاصة به و فرشتها علي الارض ونامت عليها بداخل تلك الشقة في الظلام حيث لا يوجد اضاءة سوي فقط ما يدخل من الخارج عبر الفتحات المخصصة للنوافذ، كان ضوء هاتفها يظهر من جيب البنطلون وبرغم صوته العالي لم تستيقظ، لقد اشفق عليها حقا هذه المرة، هو نفسه وهو رجل لم يكن ليقبل علي نفسه ان ينام علي الاسمنت وسط التراب..ربت علي كتفها قائلا: ملك!"
هزها بقوة ففتحت عينيها ،ثم رفعت رأسها و نظرت حولها غير مدركة اين هي او من هو، ظلت تنظر له بضع ثوان ذاهلة حتي عاد اليها وعيها ، فالقت برأسها مرة اخري واغمضت عينيها وقالت:" مطلعش كابوس!"
ابتسم لنجاحه في تعذيبها لدرجة انها تظن انها في كابوسا، ثم امسك بذراعها وجذبها قائلا:" قومي نامي في الاوضة تحت.. كفاية عليكي كده، وبعدين كلها كام ساعة و العمال هيجو من الفجر" قامت معه في غير توازن وعلي وجهها كل علامات الضيق ، فعاد وقال ساخرا :" انا مش متخيل لو دخلوا لقوكي نايمة كده..و بلبسك ده.. كان هيحصل ايه؟" نزعت زراعها منه وتركته وسارت تسبقه محاولة ان تتوازن، كانت متعبة جدا من قلة النوم واليوم المرهق الذي مرت به بالاضافة الي النومة العجيبة التي راحت فيها.. اما هو فقد انحني ليأتي (بالسويت شيرت) ويلحق بها، الا انها نزلت علي السلم ودلفت الي الشقة التي ترك ادهم بابها مفتوحا ثم اغلقته تاركة اياه بالخارج..
ووقفت تستمع الي رد فعله فقال من الخارج :" يعني انا غلطان اني طلعت جبتك من فوق؟؟"
قررت الا ترد عليه، كما انها كانت متعبة بشدة حتي لتتكلم.. اتجهت لحجرتها وقبل ان تدخل وجدته يفتح باب الشقة بالمفتاح ويدخل بمنتهي السلاسة.. وقفت مصدومة، فقال ضاحكا ليغيظها:" انتي فاكراني عبيط زيك.. عموما خشي نامي.. انا هدخل بجد المرة دي اجيب حاجتي وامشي، اللي عملته فيكي ده كان شدة ودن علي الحركة بتاعة عيد ميلادك.."
لم تردعليه ولم تكن تأباه (خلاص) ان نام حتي علي سريرها او اعادها لتنام فوق الاسمنت، كانت تريد النوم فقط.. النوم الان هو كل ما تتمني من الدنيا.. لقد كسر فيها ادهم انافتها (جاية من إنفة) واصاب شخصيتها المتتطلبة المتعالية بالشرخ.. من اول ليلة..
دخلت الي السرير ونامت فور ان لامسته راسه.. اما هو فبلفعل خرج اخذا حقيبة رياضية صغيرة بها بعض متعلقاته حملها بيد و بيده الاخري اغلق الباب وقد امال رأسه علي كتفه واضعا هاتفه بينهما وقال محدثا صديقة:" معلش يا زووم، كان في ايدي حاجة مهمة بخلصها.. انا جايلك اهه"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق