صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

12/04/2010

عملوه الكبار ، ووقعوا فيه العيال>> (8) مين اجن من مين؟؟

استيقظت ملك اليوم التالي بعد منتصف النهار ، عندما فتحت عينيها لتجد تلك الحجرة الغريبة دهشت لبضع ثواني ثم تذكرت الوضع الجديد الذي اصبحت فيه.. قامت تترنح وصداع مريع يفجر رأسها، هكذا هي دائما تصاب بصداع نتيجة لأي خلل في مواعيد نومها. تذكرت ما فعله بها ذلك الحيوان الليلة السابقة.. لن تترك حقها ستريه (لما تفوقله)! تحتاج الان للكابتشينو الصباحي الخاص بها.. اين ميكو؟؟ لم تأت الي الان؟؟؟ اتصلت بأحد السائقين في الاسكندرية لتسأل عن سبب عدم مجيئها الي الان ، فاخبرها الرجل ان ميكو ركبت قطار السادسة الا ربع صباحا ،وقد اوصلها بنفسه وبقي معها الي ان اطمأن انها تجلس علي مقعد في القطار، لم تفهم ملك كيف لم تصل الي الان؟؟ جاء في بالها خاطرا، فذهبت الي باب الشقة وفتحته لتجد ما توقعت .. ميكو تجلس علي الارض بجوار الباب و بجانبها حقيبتها، كانت نائمة تسند رأسها علي ركبتيها.. ولأول مرة في التاريخ تعاطفت ملك معها، تذكرت حالها امس و هي تجلس بنفس الوضع في نفس المكان، اشفقت علي المسكينة التي يبدوا انها وصلت من الثامنة صباحا، واكيد رنت الجرس حتي ارهقته ولم تسمعها ملك التي كانت في غيبوبة نوم، فنامت بدورها علي الباب علي امل ان يفتح احد او يعود من الخارج في وقت ما.
ايقظتها بلطف، واللطف هو تصرف غريب تماما علي ملك، لذا نجد ميكو الفلبينية المسكينة تنتفض واقفة و تبدي اعتذارات كثيرة بلهجتها الانجليزية المفهومة (بالعافية)، ثم تفتح فمها في ذهول عندما تخبرها ملك بهدوء ان لا مشكلة فهي التي لم تسمع الجرس.
دخلت ميكو فورا الي المطبخ لتحضر افطار ملك الهانم و الكابتشينو الخاص بها.
اما ملك فصارت تتفقد الشقة و هي سارحة تفكر كيف ستدمر ادهم وترد له الصاع صاعين، دخلت حجرته.. كم هو مرتب.. كل شيء مكانه بطريقة مستفزة، وجدت جهاز (لاب توب) مفتوح علي مكتب في ركن الحجرة، جلست امامه وادارت زر تشغيله.. كانت تتوقع وجود كلمة سر لذا لم تعطي لفكرة تدميرالجهاز نسبة كبيرة.. ويال حظها السعيد.. لا يوجد كلمة سر! وجدت نفسها تستطيع الدخول علي كل ملفاته.. فتحت ملف الصور.. هناك صور له وسط فريق رياضة ما ، بدا لها بحكم خبرتها الضئلية بالرياضة انه فريق كرة يد، و صور مع اصدقاء كثيرون.. حسنا يبدوا ان له الكثير منهم وانه محبوبا وسطهم.. كيف يحبون انسان همجي مثله؟؟! تذكرت مرة اخري كيف اخرجها من البيت امس وتذكرت نومتها وسط التراب.. فركبها العصبي وقامت بمسح جميع الصور، بل قامت بمسح كل الملفات الموجودة علي الجهاز ، تركت فقط علي خلفية (الدسك توب) لوحة تقول "مع تحيات اختك ملك!"
اغلقت الجهاز و قامت تقفز في سعادة، ثم و جدت بعض اسطونات (البلاي ستيشن 3) كانت تعرف سعرهم و انهم يباعوا بمصر بثمن غال جدا ان لم يحضرها احد من خارج مصر، اذن ففي جميع الاحوال اما هذه الاسطوانات غالي ثمنها او حصل عليها من الخارج، لذا قالت لنفسها و هي تلقيهم من النافذة " هتجيب زيهم منين دول تاني" .. اكتفت بما فعلت وخرجت من الحجرة منتعشة، لن تدعه يدخل البيت حتي تاتي امها و عصام ، ووقتها و حين يكتشف لن يسطيع ان يفعل لها شيئا في وجودهم، قامت بوضع مفتاح الشقة الذي سبق واعطاه لها عصام ، في الباب من الداخل ، ولزيادة التأكيد اقفلت سلسلة الباب. اخبرت ميكو الا تفتح الباب اثناء الليل لأي كان قبل ان تسألها،ويجب ان تتاكد جيدا من شخصية امها قبل تفتح لها غدا و بذلك تكون امنت نفسها بعد ان انتقمت في نفس ذات الوقت.
امضت بقية اليوم كله تشرف علي ميكو وهي تفرغ حقائبها و ترص ما فيها بحكمة في الدولاب حتي يتسع لكل شيء، كان مجهودا جبارا..
وفي المساء وقبل ان يحين موعد نومها وجدت اتصالا من رقم غريب
ملك:"الو.."
اتاها صوت رجل او شاب:" انتي ملك؟"
ملك:" ايوة ، انت مين؟"
الصوت:" انا اللي مش هنيمك الليل.. انا لو منك منامش الليلة دي"
ملك في عصبية:" هو انت؟!! عرفتك من صوتك المؤرف يا حيوان! "
ادهم ضاحكا في سخرية:" انت لسة محرمتيش؟؟ ايه عايزة تنامي علي الاسمنت تاني؟ "
ملك:" انا مكنتش فايقالك امبارح ، بس دلوقتي فوقتلك خلاص.. ولو فاكر نفسك مجنون ، يبقي انت لسة متعرفنيش في الجنان"
اطلق ادهم ضحكة استفزتها وقال:" انا بس بكلم احذرك من اللي هيحصلك الليلة دي.."
ثم اغلق الخط في وجهها..
لم تعرف لم صارت مرعوبة منه.. وهي التي كانت تبث الرعب في نفس اجدع ولد بمجرد نظرة محذرة، برغم من ان لا مجال له ان يدخل الشقة ، مستحيل و المفتاح في الباب من الداخل..
اصرت ان تنام ميكو معها في الحجرة ، لذا قامت المسكينة بافتراش الارض بجوار سرير ملك، وايضا برغم ذلك لم يغمض لملك جفن ، ظلت متوجسة متحفزة طوال الليل.
لو علمت ملك ان هذا هو بالضبط غرض مكالمته لها، لنامت وارتاحت، لقد اراد ان يوترها قبل ان تنام برغم من انه لم يكن ينوي ان يفعل شيئا اوحتي يتحرك من مكانه مع اصدقائه. وبالفعل نجحت خطته، برغم بساطتها.
قامت ملك في اليوم التالي في حالة مزرية، فهي لم تنم الا عند الفجر بعد ان اصابها التعب وسقطت في النوم ناسية توترها و مخاوفها..
انه منتصف النهار مرة اخري، خرجت بعد ان اغتسلت في الحمام الضيق، لتجد حقائب امها وعصام في الصالة، لقد عادا اذن، جرت علي حجرتهم و همت بالدخول، الا انها تذكرت ان ذلك لم يعد يصلح الان ، لم تعد امها وحيدة في غرفتها مستعدة لاستقبال ابنتها الحبيبة في اي وقت. تراجعت في احباط وذهبت الي المطبخ لتامر ميكو باعداد الكابتشينو وجلست في الشرفة تنتظره، وتنتظر امها ان تخرج.
سرحت في حياتها الجديدة و التغييرات التي طرأت عليها ، تنهدت في حسرة، سمعت صوت باب الشقة يفتح فاستدارت لتجد ادهم يدخل منه حاملا حقيبته علي كتفه، نظر اليها و ابتسم في سخرية كانت تورم وجهها و عينيها اكبر دليل يرضيه علي نجاح خطته امس ، ردت له الابتسامة بنفس السخرية، فهي تعلم ما ينتظره . القي نظرة علي الحقائب الخاصة بوالده و صافي و استنتج انهما عادا، وبالفعل دخل حجرته دون كلمة، اكتفي بنظرة سخرية اخيرة قبل ان يدخل و يرزع الباب في منتهي قلة ذوق والبرود في وجهها.. كل هذا لم يهمها فهي قد اخذت حقها (تالت و متلت) مقدما.. يال حرقة القلب التي ستصيبه الان.. ابتسمت في تشف و هي تتخيله يجن جنونه عندما يري ما فعلته..
واخيرا خرجت امها من الحجرة، اقبلت عليها ملك في سعادة واحتضنتها بشدة و قبلتها، حدقت في وجهها ، لقد افتقدتها بشدة وكذلك فعلت امها..
اخذتها و جلستا في الشرفة ، وجائت اليهم ميكو بالافطار و القهوة و الكابتشينو
صافي والابتسامة لا تفارق وجهها:" عملتي ايه يا ملوكة لوحدك؟"
ملك:" عادي يا مامي سليت نفسي وفي التلفزيون و نمت.. المهم انتي اتبسطي في الاوتيل"
صافي في حماس:" كانت تحفة.. اتبسطنا اوي.. المرة الجاية نطلع اي سفرية كلنا مع بعض انشاء الله"
ملك في غير حماس:"انشاء الله"
بعد فتر وجيزة قالت صافي و هي تنهض و تتجه للداخل:" اما اشوف عصام اتأخر ليه .. ليكون عايز حاجة؟ هجيبه ونجيلك" ثم عادت لتسألها:" ادهم مرجعش؟ كنا عيازين نعد كلنا مع بعض نشرب القهوة و الشاي" ردت ملك:" اه لسة داخل حالا.. هو في اوضته" فذهبت صافي وتركتها.
قامت ملك لتدخل حجرتها فهي مهما كان علو شأنها فهي في النهاية بشرا، و مهما كان حمام غرفتها ضيق وصغير فهي تحتاج الي استخدامه بشدة في بعض الاحيان.
عبرت الصالة ثم اقبلت علي الممر الذي تتطل عليه ابواب الحجرات مرت بباب حجرة ادهم وبعده اقبلت علي باب حجرتها و لكن قبل ان تصل وجدت يدا قوية تسحبها من ذراعها الي داخل حجرة ادهم.
كان هو ادهم نفسه بعد ان ادخلها الحجرة بيد و اقفل الباب باليد اخري، استدارت له لتجده ينظر اليها بعنين ناريتين و كل امارات الغضب بل الجنون علي وجهه، اقترب منها فدفعته بقوة وهمت بالخروج فجذبها من خصلات شعرها و اعادها لتقف مواجهة له، وهنا قد وصل خوفها منه الي ذروته، فكرت ان تصرخ ولكن كرامتها ابت ان تطاوعها، حاولت الافلات وهي غير فاهمة مالذي يريده من امساكها بهذه الطريقة، ان كان يريد ضربها فليبدأ الان.. علها تفلت منه ان تركها.. انه حتي لم يسبها سبة واحدة ، فقط يمسكها بقوة و ينظر لها بجنون.. هدأت حركتها لتفهم ماذا يريد ان يفعل بها، بمجرد ان استكانت سحبها من شعرها بقوة الي الركن الذي به مكتبه وسحب مقصا من الدرج! يالالهي انه فعلا مجنون .. سيطعنها بالمقص.. اغمضت عينها بقوة وانتظرت الالم، الا انه قال بصوت خفيض حتي لا يسمعه من بالخارج بنبرة حادة جدا:" افتحي عنييكي دي وبصيلي!"
فتحت عينيها امتثالا فقال:" شايفة المقص ده؟!" اومأت برأسها في رعب.. هقصلك بيه شعرك"وبالفعل امسك خصلة صغيرة من داخل شعرها وقام بقصها.. شهقت في رعب مذهولة.. شعرها الجميل ..كيف يجرؤ ؟! ثم القي بالمقص بعنف وقال:" ديه عشان اتجارأتي ولمست حاجتي ومسحتي فايلاتي، بس عشان تبقي عارفة لولا اني حاطط كل اللي مسحتيه علي سيدهات احتياطي كان زمان المقص ده في عينك " ثم اتي بشفرة (موس) من علي المكتب كالتي توضع بماكينات الحلاقة.. هوي قلبها.. المجنون لقد قص شعرها والان سيشوه وجهها بتلك الشفرة..لامجال الا للصراخ الان ! اطلقت صرخة فوضع يده علي فمها و ثبتها الي الحائط بيده و بقية جسده وقال وهو حاملا بيده الاخري الشفرة:" شايفة الموس ده!" هذه المرة اومأت برأسها في رعب ولمح دمعة تطل من عينيها المرعوبة.. فقال:" لو مجبتيش السيديهات اللي خدتيها .. هحلقلك بيه شعر راسك كله وانتي نايمة".. هدأ رعبها قليلا.. انه لا ينوي اذن علي تشويهها كما ظنت.. فتكلمت و يده علي فمها، فحرك يده ليسمع ما تقول ..
ملك وهي تنظر للموس في يده برعب:" بس انا رميتهم.."
ادهم :" تتصرفي ..تدوري مطرح ما رمتيهم، او تجبيلي غيرهم.. قدامك لحد بلليل" ثم مرر يده في شعرها وقال:" والا شعرك الجميل ده هيترمي هو كمان.."
اومات برأسها في استكانة، فنظر اليها نظرة طويلة لم تفهم كنهها ثم افتلها من الزنقة التي كان يزنقها فيها بينه و بين الحائط، فانطلقت للباب فقال لها متصنعا الاهتمام ليستفزها:" اوعي حد يشوفك وانتي خارجة من اوضتي.. هيبقي شكلك زبالة" وابتسم في تشفي ..
للاسف كان عنده حق.. فتحت الباب برفق واخرجت رأسها لتتأكد ان لا احد يراها و بالفعل خرجت مسرعة الي حجرتها . اغلقت الباب خلفها و استندت اليه، انه حقا مجنون.. لن تستطيع ان تجاريه في جنونه، ستأتي له باسطوانت اللعب مهما كلفها من اموال وتتقي شره بعد الان، تحسست شعرها في توتر، وامسكت بالخصلة المقصوصة ، ثم بكت بشدة وكأنها تفرغ شحنة مكبوتة من البكاء، ذهبت للمرأة لتري مدي الضرر.. حسنا ليس سيئا.. قد لاتظهر الا لمن يدقق النظر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق