صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

1/11/2011

عملوه الكبار ووقعوا فيه العيال>> (30) الخاتمة..


ذهبت ملك الي بيت انجي، لقد مرت عليها عدة مرات سابقة ولذلك تعرف البيت جيدا ولكنها لم تكن واثقة من الشقة، هي تعلم انها في البيت اليوم و لن تخرج حسبما قالت لها علي الهاتف قبل قليل.. خمنت الشقة من معرفتها بمكان بالشرفة.. ورنت الجرس علي امل ان تكون تخميناتها صحيحة.. بالفعل سعدت برؤية و جه انجي عندما فتحت الباب، بينما اندهشت انجي بشدة لرؤيتها..

                                   ***

اثناء جلوس ادهم ينظر الي الساعة في توتر مع ابيه ، كانت صافي تذهب وتعود من والي الشرفة لربما تجد ملك قادمة ..
كان الجو مشحون بالقلق.. لم تتأخر ملك مدة تستحق القلق، ولكن ظروف خروجها هو ما كان يقلق الجميع وخصوصا في عدم وجود هاتف..
نظرت صافي لأدهم معاتبة:" يعني كان لازم تاخد تليفونها يا ادهم"
كانت حالة ادهم من القلق والاحساس بالذنب لا تحتمل لوم من صافي، فما ان تحدثت اليه بهذا الحديث حتي قام قائلا:" انا هنزل ادور عليها.. يمكن بتلف بالعربية حوالين البيت"
واتجه للباب..الا ان رنين هاتف صافي اعاده، لربما تكون ملك..
امسكت صافي بالهاتف و ضيقت عينيها لتقراء الاسم الا انها قالت:" دي نمرة غريبة"
ثم ردت:" الو....انتي فين يا ملك؟ هتموتيني ناقصة عمر.... " القت نظرة مرتبكة علي عصام وادهم ، ثم توجهت الي الداخل و هي تقول بصوت حاولت ان يكون خفيضا..الا ان ادهم وعصام سمعاه:" لأ خلاص انا لوحدي اهه.." ثم دخلت الحجرة و اغلقت الباب.. لم يتمكنا من سماع البقية..
بعد قليل عادت قائلة:" الحمد لله.. اطمنت عليها.. راحت عند انجي صاحبتها و هتبيت هناك.. بتقول عايزة تروح اسكنرية بعد كده.. بس انا قلتلها لما ترجعي من عند صحبتك نتكلم.."
نظر لها ادهم غير مصدق :" تبات ازاي يا طنط؟؟! مقلتيلهاش ترجع ليه؟؟؟ "
صافي:" مانا لقيتها متعصبة و متضايقة فقلت اسيبها تهدي براحتها.."
عصام:" ماهي لو رجعت يا صافي و فهمناها الصح.. هتهدي وكله هيبقي تمام.."
صافي:" انا عارفة ملك كويس مش هتسمع من حد اي كلمة غير لما تهدي.. دلوقتي هي دماغها قافلة.. اللي هيكلمها مش هتسمعه و ده غير رد الفعل البايخ اللي هياخده.. "
عصام في غير رضا:" لا لا يا صافي ايه الدلع ده..انتي خايفة منها.. مين فيكو الكبير؟"
صافي غاضبة:" يعني كنتوا عايزين ايه؟.. ازعقلها و هي في الحالة دي؟.. انتوا مشفتوش هي كانت مضايقة ازاي.. ما كله بسبب ابنك... هي مقهورة بسببه.."
شعر عصام ان الحوار سيدخل في طريق كان يحاول تلاشيه منذ ان وطأت قدمها وابنتها البيت.. حوار يتضمن "ابنك عمل..او بنتك سوت"
كذلك ادهم، احس ان صافي الان غاضبة بسبب مشكلة بينه و بين ملك وهو اخر شيء كان يرغب به ، هي تشعر الان انها مضغوطة منهما من ناحية، ومن ناحية اخري لا تملك بقلبها الضعيف هذا سوي التعاطف مع ابنتها..
فقاما كلاهما بالتراجع حتي تهداء صافي..
ادهم:" لأ صح يا طنط انتي عندك حق.. نستني لما ملك تهدي.."
عصام:" حبيبتي.. انت تتصرفي مع بنتك بالطريقة اللي انتي تشوفيها صح.. اللي قلته ده كان مجرد تعليق..في الاخردي بنتك وانتي الادري بيها.."
فقال ادهم وهو متجها للباب:" مدام اطمنا عليها خلاص.. الحمد لله، لما انزل انا بقي اعمل كام مشوار وريا.. سلام"
ما ان ركب سيارته حتي قام بالاتصال بانجي.. الا انها لم ترد..حاول مرة اخري بلا نتيجة..بعد بضع دقائق ، رن هاتفه معلنا عن وصول رسالة نصية..
كانت من انجي تقول:" ملك معي وقد طلبت مني الا ارد عليك.. اعذرني.. لقد ارسلت هذه الرسالة دون علمها.. هي مستاءة بشدة لا تتصل مرة اخري ولا ترسل رسائل خشية ان تراها.. لا اريد ان ازيد من ضيقها"
قراء ادهم الرسالة ، وخبط علي عجلة القيادة في يأس.. كيف يصل اليها؟.. لقد تمكنت من حجب نفسها عنه.. يذهب لبيت انجي؟؟ ثم ماذا؟ سيخرج والد انجي و يجري خلفه بالطبنجة.. كيف سمحت لها امها بالبيات عند انجي؟؟؟ كم انت ضعيفة امام ابنتك يا طنط!
توجه لحازم صديقه.. فوجوده معه يعني اتصلا غير مباشر بملك.. بعد ان فتحت ام حازم الباب وامطرت ادهم بقبلاتها ، وسؤالها عن حاله واخباره..توجه لغرفة صديقه، و ما ان فتح الباب ورأه حازم.. حتي انقض حازم عليه وقال منفعلا:" الله يخرب بيتك.. انت و الهانم بتاعتك"
فقال ادهم :"مين ملك؟ انت تعرف عنها حاجة؟"
فقال حازم في غيظ:" و يارتني ما عرفت يا خويا.. ملك بايتة عند انجي وقال ايه خير اللهم اجعله خير.. ملك عايزة تاخد انجي و ينزلوا يخرجوا بلليل... اقولها مع مين يا انجي؟ تقولي مع ناس اصحاب ملك معرفهمش... اقولها ولما انتي متعرفيهمش رايحة ليه؟.. تقولي يعني اسيبها وهي في الحالة دي و كمان ضيفة عندي.. ادي الحرية اللي عايزني اديهالها..."
فقال ادهم :" طب اطلبلي انجي من تليفونك وخليها تكلمني قدام ملك كأني انت"
بالفعل اخذ ادهم الهاتف..
ادهم:" انجي اقنعي ملك بلاش خروج.."
انجي:" مش نافع يا حازم.."
ادهم:" طب قوليلها يا انجي اني بحبها .. قوليها ترجع البيت واني بحبها اوي.."
انجي:" ودي هعملها ازاي دي يا حازم..مش هينفع خالص؟"
ادهم:" خلاص هجيلكوا مطرح مانتوا رايحين ..ابعتيلي مسج بالمكان لما تعرفي"
انجي:" لاااااااااا .. اوعي يا حازم تعمل كده.. الموضوع مش مستحمل.."
ادهم منفعلا :"ليه يعني يا انجي.. ايه المشكلة؟؟
انجي بحدة:" مش نافع!"
ادهم:" طب انتوا خارجين مع مين؟"
انجي بنفاذ صبر:" مش عارفة .. قلتلك ناس اصحاب ملك من الجامعة.."
ادهم بعصبية:" متعرفي يا انجي! هي ايه ساحباكي زي الجاموسة؟.. اساليها خلي عندك شخصية.."
انجي غاضبة:" انت بتزعق وتتعصب كده ليه؟؟ انت عارف اني مبحبش حد يزعقلي..انت اللي ستين جاموسة.. دا انت متستاهلش فعلا! باي يا اد.. يا حازم"
واغلقت الخط في وجهه..
قال حازم ضاحكا في شماتة" غبي!.. ليه كلمتها كده.. اديك خسرت الجاسوس بتاعك، طبعا من غير ماسمع اللي قالتهولك.. انا عارف انجي حبيبة قلبي ..متتوصاش.. بس تستاهل.. لعلمك انا سبتك تزعق عشان عارف انها هتتوصي بيك"
بقي ادهم متجهما.. لقد خسرتعاطف انجي والتي كانت تمثل موقع استراتيجي ممتاز.. بالاضافة الي ان ما سمعه منها كان مقلقا، تري اي اصحاب جامعة ستخرج معهم؟.. ولم اليوم بالذات؟ هل تحاول الانتفاضة و العودة لحياتها القديمة من باب العند؟..
قطع حازم حبل افكاره قائلا:" منك لله.. انا دلوقتي قدامي حل من الاتنين.. ياما اسيب انجي تخرج الخروجة المش باينلها خير دي.. يا اما اقولها لأ و ندب خناقة لرب السما.. وتعد تقولي حريتي.. وخنقتني.. وانا مبنزلش عشان خاطرك.. ودي مرة واحدة مستخسرها فيا.... اعمل ايه يا ادهم؟"
ادهم:" سيبها تنزل.."
حازم:" يا سلام من امتي السبهللة دي؟؟ مش عادتك يعني.."
ادهم:" لأ ..ماحنا نطب عليهم.. انا لازم اكلم مع ملك.."
حازم:" وهنعرف منين همة رايحين فين؟ اذا كانت انجي نفسها لسة مش عارفة.. وبعد اللي انت عملته معاها.. ادي دقني اهي ان قالت حاجة"
ادهم:" نستاهم تحت بيت انجي.. ونمشي وراهم"
حازم:"اه ونمسك جرنال مخروم ونلبس بلطو بتاع عاطف السكري.. علي اساس ان انجي مثلا مش هتعرف العربية بتاعتي او حتي بتاعتك... "
ادهم:" ثانية واحدة.. هي ملك كلمت اصحابها في الجامعة ازاي وهي معهاش تليفون؟؟ جابت النمر ازاي؟ لا يمكن تكون حفظاهم.."
حازم:" يابن اللعيبة.. تصدق صح.! تفتكر ده فيلم و انجي بتلعب الدور الرئيسي فيه؟"
ادهم:" او تكون هتروح (---) باعتبار انه المكان اللي اكيد هيكون موجود فيه اصحابها بتوع الجامعة من غير اي اتفاق..كده كده كل العيال مرزوعين هناك كل يوم.."

                                                     ***

كانت ملك تتابع انجي وهي تحدث حازم .. وصدمت من نهاية المكالمة العنيفة
ملك:" انا عملتلك مشكلة مع حازم؟؟"
انجي:" لأ خالص.. هو بس مش عاجباه الخروجة..متقلقيش احنا علطول خناقتنا كده.."
ملك:" طب خلاص خليكي انتي عشان متزعليهوش.. بس انا لازم انزل.."
انجي:" لو هعد يبقي تعدي معايا.. مش هسيبك لوحدك.. انا مش فاهمة انتي بتثبتي ايه بالنزولة دي؟.."
ملك:" ادهم طبعا هيوصله.. وهيعرف اني مبقتش ملك اللي بمشي سمعا وطاعة لاوامره.. ومش قاعدة مستنية سيادته لما يكرم عليا ويرميلي نظرة رضا.."
انجي:" بس انا متأكده انه بيحبك.."
ملك:" مش عايزة اسمع السيرة دي تاني يا انجي.. انا كمان عارفة انه بيحبني.. بس عارفة كمان انه بيحب كرامته و برستيجه اكتر.. خليه بقي ينفعه.. بجد يا انجي مش عايزة اتكلم في الموضوع ده تاني.." دمعت عيناها في وهي تتحدث..
فقالت انجي لتغير الموضوع:" طب قوليلي و مش هقول لحازم.. احنا رايحين فين و مع مين؟؟
ملك:" مع مين دي.. انا نفسي مش عارفة.. اللي هنلاقيه.. انا مش عارفة اكلم حد.. وفين بقي..في مكان كده كل الجامعة بتتجمع فيه بلليل.. "
انجي:" ربنا يستر.."

                                                   ***

في (----)

دخلت ملك و معها انجي المتوجسة.. كلما مرت بمجموعة حيوها بحرارة.. اقبلت عليها مجموعة من الفتيات يصرخن في حماس.. انهم شلة ياسمين سابقا.. بعد ان تركن ياسمين واصبحن نسخة مستنسخة من ملك.. صبغن شعرهن بلون شعرها ويصففنه بنفس الطريقة و يلبسن بنفس طريقتها..
ضحكت انجي بشدة عنما رات نسخ ملك تتقافز في فرح و سعادة لرؤية ملك.. قالت احداهن:"ملك.. اخيرا جيتي هنا... من زمان مخرجتيش معانا.."
ابتسمت ملك لم تعد تشعر بالارتياح لهن، لذا كانت ابتساماتها صفراء واجباتها قصيرة مقتضبة..
هي الان تفكر كيف تجعل خبر مجيئها يصل الي ادهم غدا.. بحثت عن ندي.. وكالة انباء الجامعة تمشي علي قدمين.. هاهي.. تعمدت ان تذهب اليها و تلقي السلام وتقف معها لبرهة تتحدث عن اتفه الامور..
كانت فعلا تسحب انجي خلفها مثل الجاموسة.. جاموسة منبهرة بمدي شعبية ملك.. وقعت عين ملك علي شخص اخر تعرف انه مؤكد سيحدث ادهم عن مجيئها.. انه احمد.. الشخص الذي اخبر ادهم عن موضوع كريم.. كانت دائما تري في عينيه اعجابا بها..الا انه لم يحاول حتي التجدث اليها ابدا..ربما احتراما منه لأدهم او ربما خوفا منه.. في جميع الحالات ان اوان التحدث اليه..
ذهبت اليه و معها انجي..ابتسمت له ابتسامتها الساحرة.. شعرت باثرها علي وجهه الغير مصدق..
ملك:" احمد اذيك؟"
احمد:.................
ملك:" انا كنت عايزة اشكرك علي حركة الجدعنة اللي عملتها في موضوع كريم.. انت راجل بجد"
احمد:" انا... اصل... ده اقل حاجة"
ضحكت برقة علي تعلثمه مما زاد من ارتباكه وعدم تصديقه ان ملك اجمل فتاة وقعت عليها عينه تقف معه الان لتحدثه و تضحك معه تشجع وقال:" دي اقل حاجة عشانك يا ملك"
ابنسمت ملك قائلة:" بجد مرسي اوي.."

                                                         ****

دخل ادهم و معه حازم كان يحاول العثور علي ملك بسرعة الا ان تعثره بعدة اشخاص يريدون تحيته جعل الامر عسيرا، ولكنه علم من احدهم ان ملك موجودة.. انتهت فقرة السلامات.. وجاب ادهم بعينه المكان بحثا عنها..الي ان اشار حازم اليهما..كانت تقف هي وانجي مع احمد ترتدي شيئا بلا اكمام ..كانت تبتسم لاحمد .. اكثر منظر يؤذي قلبه.. ابتسامة ملك الساحرة لشخص غيره.. وخصوصا عندما رأي الانبهار والاعجاب في عين احمد..
قال حازم:" انا حاسس اني شفت المشهد ده قبل كده.. بس كان بدل احمد.. كريم.. وملك كانت مع ياسمين ..مش انجي"
ثم قام بالاتصال بانجي ؤاها وهي تخرج الهتف من حقيبتها وتقوم بالرد..
حازم بحزم:" مين اللي انتي واقفة معاه ده؟؟ اتفضلي اطلعيلي برة دلوقتي..انا واقف مستنيكي!"
تلفتت انجي حولها في ارتباك.. ثم ققالت لملك:" انا هسيبك خمس دقايق هطلع اكلم حازم في التليفون"
اومات ملك برأسها ثم قالت :" انا هفضل مع احمد.. متتأخريش"

اقلبلت انجي علي ادهم و حازم ، كانوا بانتظارها بالخارج..نظرت لأدهم في غضب الا ان حزم قال منفعلا:"عشان بعد كده لما اقول مفيش نزول متقوليش ليه!" مين ده يا انجي؟"
كانت فرصته ..سينتهزها و يحول ما حدث لمصلحته.. بالطبع كان يعلم جيدا انه احمد صديق ادهم ولكن انجي لا تعلم ذلك وكان يجب ان يعنفها..
انجي:" دا واحد صاحب ملك.. انا حتي معرفش اسمه.."
ادهم:"المهم بس.. انتي ليه قلتي بلاش اجي لملك.."
التفتت انجي لأدهم وقالت بحدة:" انت متكلمش معايا خالص.."
حازم:" كلميني هنا.. وانتي كمان مش عارفاة وواقفة معاه؟؟ بتهببي ايه..هي دي الحرية اللي انتي عايزاها؟؟.. اني اسيبك تخرجي مع ولاد ؟؟ ..عشان مبقاش خنيق!"
ادهم:" انتوا سايبين الموضوع الاساسي.. وبتكلموا في ايه؟؟؟!!"
نظرا كليهما له في حدة وقلا:" اسكت خالص!"
ادرك ادهم انه وحده الان في الامر.. ترك المتعاركان خارجا ودخل.. بحث عن ملك ليجدها مازالت مع احمد تتحدث وتضحك وتبتسم.. واحمد لعابه اوشك ان يسيل من فمه لسبب غير مؤكد.. اهو الهبل؟؟ ام الدهشة وعدم التصديق؟؟ ام هي الاثارة؟؟ ام الكل في ان واحد..
ولكن ذلك الفم المفتوح سرعان ما انغلق وتلاشت الابتسامة فور ان رأي احمد ادهم قادما نحوهم..
فوجئت ملك بأدهم بينهم قائلا:" اتمني اني مكنش جيت في وقت غير مناسب"
و في لمح البصر اختفي احمد بعد ان حيا ادهم..
قالت ملك بحدة:" انت ايه اللي جايبك ورايا؟؟"
ادهم ببرود مداعبا اياها:" مين قال اني جيت وراكي.. هو انا اصلا اعرف انتي فين.."
ملك:" طب خلاص روح شوف حالك.. انا عايزة اعد مع اصحابي بمزاج"
ادهم:" طب مش عايزة موبيلك؟؟ انا كنت قلقان عليكي اوي.."
وامسك الهاتف واعطاه لها..
اخذته في عنف وقالت:" من هنا ورايح متقلقش عليا انا مش عيلة.."
ادهم:" طب بالنسبة للكتاف.."
ملك:" مسمحلكش تكلم معايا في لبسي تاني..فاهم! انت مش ابويا"
ادهم مبتسما:" ابوكي ..الله يرحمه.."
لم تبتسم حتي.. ظلت تنظر اليه في بثبات.. كانت غاضبة بحق..
فقال:" طب بلاش والنبي البصات دي.. و ممكن تيجي معايا .. عايز اكلم معاكي.."
وامسك يدها ليسحبها.. الا انها نزعت يدها في عنف وقالت:" ابعد ايدك دي عني.. مش اريحة معاك في حتة.. واتفضل شوفلك حاجة تعملها.. "
عاد وامسك معصمها في قوة و قال وهو يضغط علي اسنانه:" هتيجي معايا يا ملك.."
حاولت جذب يدها في عنف ثم قالت بعد ان يأست:" سيب ايدي يا ادهم بدل لما اخلي الجامعة كلها تتفرج علينا.. "
نظر حوله ..كانت محقة في ان الجامعة كلها هنا.. اخر ما يريده هو لفت الانظار التي ستؤدي الي تحدث الجميع غداعن شجاره معها..وربما مع الكثير من الاضافات و المؤلفات..
ترك يدها وقال:" ملك.. انا عايز اقولك حاجة مهمة قوي..بجد ولا وقتها ولا مكانها حتة زي دي.."
ملك مقلدة اسلوبه :" انا بجد ولا مهتمة و لا فارقة معايا اعرف الحاجة دي.."
ادهم:" حتي لو الحاجة دي اني بحبك!"
صمتت ملك لحظة .. برغم كل غضبها الا ان احساس الفراشات في بطنها.. الذي طالما سمعت عنه من الذين وقعوا في الحب اتاها الان..كان جميلا و غير مريح في نفس ذات الوقت..
ولكنها تماسكت وقالت غاضبة:" اول ما افتكرت.. ده طبعا بعد لما مامي قالتك اني بحبك.. واتحاليت عليك وباست ايدك عشان انت كمان تقولي ..فانت جاي ضامن انك مش هتتحرج"
ادهم:" افهم من كده ان الكلام ده معناه (وانا كمان)؟؟"
ملك: افهم اللي تفهمه.. انت مبقتش تفرق معايا.. "
ادهم:" يا ملك انت لازم تفهمي.. انا مكنتش عايز اقولك عشان كنت خايف.."
ملك مقاطعة:" خايف علي نفسك.. خايف الكينج ادهم واحدة تتجرأ وتقوله لأ..طب انا بقولك لأ يا ادهم حتي لو بحبك.. برضه لأ"
ثم تركته وذهب مسرعة، اندست وسط المستنسخات مبتعدة.. اين انجي الان؟؟؟
لم يتبعها لم يرد مشهدا ملفتا..
خرج لأنجي و حازم... صافي كانت محقة.. ملك رأسها مغلق الان.. يجب ان تهداء قليلا.. حتي يتمكن من الدخول الي رأسها وتوضيح الامور..
التفت له حازم باهتمام:" ايه يا ادهم؟؟ عملت ايه فين ملك؟؟"
ادهم:" ملك جوة.. هو انا لو حكيتلك اهم الاحداث ..هيبقي.. اني قلتلها اني بحبها و هي قالتلي انها بتحبني.."
تهللت اسارير حازم و انجي..
فعاد ادهو قال:" بس لو بالتفصيل.. هي مش طايقة تبص في وشي.."
انجي:" وانت مين اصلا يطيق يبص في وشك!.اتفضل .احكي بالتفصيل "
حكي ادهم حواره مع ملك.. وبعد القليل من المباحثات
فقالت انجي:" خلاص.. انا هدخل احاول اكلم معاها و بعدين اجيبهالك هنا انت تكمل بقي.."
حازم:" اه بس ياريت من غير ولاد المرة دي.."
ابتسمت انجي و دخلت امامهم..
ادهم:" اتصالحتوا؟"
حازم:" ايوة.. بس اديتهوملها جامد.. هتفكر الف مرة بعد كدة قبل لما تقولي اخرج لوحدي.."
فجأة خرجت انجي مهرولة وقالت لاهثة:" الحقوا ملك.. واقفة بترقص فوق الترابيزة"
وقف ادهم مصعوقا وقال:" لا.. العند مش للدرجادي.."
قالت انجي:" دي مش طبيعية يا ادهم.. زي ما تكون شاربة حاجة.."
دخل ادهم و حازم معها..
بالفعل لقد صارت الموسيقي اعلي من المعتاد و الجميع ملتف حول ملك التي وقفت فوق احدي الطاولات تحاول الرقص.. لم يكن ما تفعله رقصا.. انا هو قليل من القفز علي الكثير من التلويح بالزراعين.. كما قالت انجي.. لم تبد في حالة طبيعية.. كانت تمسك بيدها الميكرفون الخاص بال(دي دجي) او منسق الاغاني، ومصرة علي الغناء مع تلك الاغنية الاجنبية.. لم تستطع مواكبة الايقاع...كما انها ظلت تقطع الغناء كل دقيقة بالحديث في الميكرفون موجهة كلامها الي شخصا مختلف كل مرة.. كانت تقول اشياء مضحكة علي غرار" قميصك يقرف يا سامر.." ثم تعود للرقص او التهبيل ، "شعرك حلو يا ندي..من امتي؟؟ دي باروكة؟؟" ثم تعود للرقص مرة اخري..
اقترب ادهم من الطاولة واشار لها لكي تنزل ..فقالت في الميكرفون:" سقفة للكينج يا جماعة...حبيب قلبي يا كنيج "
فهلل الجميع و صفقوا بحرارة فقالت:" سقفوا جامد احسن ده كرامته حساسة قوي.." ثم عادت للغناء البشع.. وبعدها بثانية عادت لتتوقف قائلة:" هو فين احمد؟ .. احمد... احمد"
اشار اليها البعض ان احمد يقف في مكان قريب.. فقالت:" احمد ده جدع جدا ..سقفة للجدعنة.. تعالي اطلع غني معيا.. طالباها معيا غنا.. اطلع.. اطلع " 
اتي احمد مسرعا تعلوا وجهه امرات السعادة ..الا انه لما اقترب قوبل بوجه ادهم المتجهم ونظراته التي جعلته يقف ثابتا ولكنه قال:" اتشطر عليها هي!!"
فقال ادهم:" ارجع مطرح ما كنت.. "
فجأة صرخت ملك في حماس جنوني لا داعي له وصارت تقفز مع الايقاع الجديد للاغنية التالية..يبدوا ان (الدي دجي) اعجب بحماس ملك و قد ادار الاغاني ذات الايقاع السريع بصوت عالي وهو امر غير معتاد في المكان ..ليزيد من جنونها.. ويحمس الموجودين..
احس ادهم ان ملك علي حافة الجنون.. كانت تتحرك بعنف وسرعة.. صعد بجانبها ليمسك بها ولكنها كانت قوية جدا.. ودفعته ليسقط عن الطاولة صائحة:" بكرهك يا ادهم.. بكرهك"
اعتدل ادهم في سرعة وتوازن ثم امسك بارجلها.. تمكن منها وانزلها.. كانت حقا في حالة مزرية، كان ممسكا بها خشية ان تفقد توازنها.. لم تكن رائحتها تدل علي تناول اي خمور.. اجلسها علي كرسي وجلس علي ركبتيه بجوارها ، قالت:" ادهم انا بكرهك.."
فقال ممسكا بوجهها بكفيه:" ملك ركزي معايا.. انتي واخدة ايه؟؟؟"
ملك:" واخدة علي قفايا.. واخدة بمبة... ." وضحكت بشدة ..
ادهم:" خدتي اي دوا دلوقتي يا ملك.؟؟؟"
اشارت ملك الي هبة احدي المستنسخات وقالت:" خدت هبة.."
قام ادهم الي هبة وسال:" هبة ملك ملها؟؟"
توترت هبة وقالت:" بصراحة مكنتش اعرف انها خفيفة كده.."
انتظر ادهم توضيح اكثر فقالت:" اصلها فجأة قالت انها دايخة وهبطانة .. ف اديتها حاجة تفوقها.."
ادهم:" تفوقها ازاي؟؟ منشط؟؟؟"
اومأت هبة برأسها في خوف.. فصاح ادهم: اسمه ايه؟" فاخبرته هبة، باسم دواء منشط ممنوع تداوله.. تاثيره لا يختلف عن تأثير المخدرات سوي في نشاط الجسم الزائد، ولكنه يذهب العقل..
ادهم في عصبية:" انتي مش عارفة ده ممكن يعمل فيها ايه؟؟"
هبة:" منا باخده عادي علطول.."
عاد لملك التي كانت تحاول الوقوف علي الكرسي لترقص و حازم و انجي متمسكان بها خشية ان تقع.. قال ادهم لهما:" لازم ناخدها المستشفي.. دي واخدة (اسم الدواء)" لم تفهم انجي ولكن حازم ذهل وقال:" جابته منين ده؟؟ هيعملولها غسيل معدة غالبا.. طب يلا بسرعة.."
في الطريق الي المستشفي.. اصرت ملك علي الخروج من فتحة السقف في سيارة ادهم والهتاف لجمهورية مصر العربية.. لم تتمكن انجي من منعها كانت ملك عنيفة بشكل زائد.. ولكنها ابقت ذاراعيها حولها في حالة ان فقدت توازنها.. وبعد ان انتهت من الهتاف.. نزلت للأسفل و قالت لأدهم بغل :" انا ممكن اضربك.. اخرجلي برة راجل لراجل.. وانا هوريك"
فقال ادهم الذي كان متوترا لأقصي حد:" اهدي يا ملك.. قربنا نوصل المستشفي.. "
ولكنها فاجأة انقضت عليه من خلف الكرسي و لفت ذراعها حول رقبته في قوة وقالت:" حتي الضرب مستكتره عليا... انا بكرهك يا ادهم.." اضطر ادهم ان يقف بالسيارة حتي لا ينتهي الامر بحادث، بينما حاول حازم وانجي تخليص رقبته منها..
ثم بدأت ملك في البكاء الشديد:" انا بحبك يا ادهم.. انت ليه مش بتحبني.. انا احلي ولا دينا؟؟ خرجت معاها وسبتني... انا بحبك يا ادهم..مستكتر تقولهالي ليه؟؟"
كان تهذي وتكرر الكلام وهي تبكي بشدة.. دمعت عينا ادهم .. امسك يدها الملفوفة علي رقبته وقبلها.. لقد مزقت قلبه ببكائها برغم من انه يعلم انها ليست بعقلها..
نزل من السيارة و طلب من حازم القيادة و من انجي ان تركب في الامام.. ركب بجوار ملك في الخلف..ضمها اليه.. التصقت به وكانها تريد اختراقه و الدخول الي صدره...كانت ترتعش بشدة..ربما من تأثير الدواء .. تبكي مرددة " انا بحبك يا ادهم" .. ثم استكانت واغمضت جفنيها..
صاح حازم في فزع:" اوعي تكون اغمي عليها.. صحيها يا ادهم.. اظن ان غلط تنام.. صحيها!"
حاول ادهم و انجي ان يوقظاها وفشلا.. انها اغمائة .. صاح ادهم في حازم ان يسرع بينما اسرع حازم فعلا.. شعر ادهم بقلبه يتوقف.. ملك الان بين يديه تشبه الجثة.. بالفعل شحب لونها.. وصارت شفتيها بيضاء..لا يا ملك... لن يحدث لك شيئا..
بالفعل وصلوا المستشفي .. حاول ادهم الدخول معها للطواريء الا انهم منعوه
جلسوا الثلاثة منتظرين الطبيب .. خرج اليهم وسأل:" فين اهلها؟"
فقال ادهم:" هي كويسة؟"
الطبيب:" انت قريبها؟"
ادهم بعصبية:" متقول يا دكتور هي كويسة؟؟ انا قريبها"
الطبيب بنظرات متشككة:" البنت دي كانت هتموت! دي واخدة دوا منشط ممنوع من التداول..زيه زي المخدرات.. احنا مضطرين نبلغ البوليس.."
ادهم وهو يوشك ان يلكم الطبيب:" يا سيدي اعمل اللي تعمله، المهم هي؟ هي كويسة؟"
الطبيب:" ايوة احنا اسعفناها في اللحظة الاخيرة .. احمدوا ربنا.. لو كنتم جبتوها متأخر شوية.. مكناش لحقناها.. احنا محتاجين نتصل بأهلها.."
ادهم:" حاضر هنكلم مامتها.. بس ممكن اشوفها؟؟"
الطبيب:"ممكن بس كمان شوية.. انت تقربلها ايه؟"
ادهم:" انا خطيبها.."

                                               ***

بعد اجراءات طويلة تطلبت حضور اصافي، ومحضر شرطة والكثير من الاسئلة ..باختصار (مرمطة).. انتهي الامر علي خير بعد توضيح ما حدث و ان ملك تناولت المنشط عن طريق الخطأ والافصاح عن المصدر التي تحصلت منه علي ذلك الدواء..
جلست صافي تبكي في ردهة المستشفي، وبجوارها عصام وامامهم ادهم مستندا الي الحائط.. اقبل عليهم حازم ز قال لأدهم:" ادهم انا لازم اروح انجي.. كده هيحصلها مشكلة كبيرة في البيت.."
ربت ادهم علي كتفه وقال:" يلا روحوا.. خد عربيتي ووصلها.. متشكر اوي ي حازم..انا ممكن اخلي بابا يبقي يكلم ابو انجي لو حصل حاجة..همة علاقتهم كويسة من زمان" اعطاه المفاتيح وربت علي ظهره ثانية..
رفعت صافي عينيها الغارقتان في الدموع قائلة لأدهم:" متخبيش عليا يا ادهم.. هي ملك بتتعاطي منشطات؟؟ اد كده انا فشلت في تربيتها؟؟ "
ابتسم ادهم ليهدئها وقال:" لأ يا اطنط.. ملك عمرها مخدت حاجة زي كدة.. الي قلناه في المحضر هو اللي حصل فعلا.. كانت غباوة منها مش اكتر انها تاخد دوا متعرفوش.. الحمد لله اني كنت موجود و لحقتها.."
قالت صافي:" انا عمر ما هنسالك الموقف ده يا ادهم ابدا.. لولاك ملك كانت..." ثم اجهشت في البكاء قبل ان تكمل الجملة..
احتضن عصام كفيها بكفيه محاولا ان يهدئها.. وقال ليضحكها:" انا ملاحظ ان جمايل ابني عليكو كتيرة اوي ومغرقاكوا.. احنا هناخد منك ملك ببلاش علي فكرة من غير مندفع ولا مليم.. هتقوليلي شبكة هقولك.. حكاية الواد اللي ضربهولها.. هتقوليلي مهر.. هقولك حكاية الدوا المنشط ..هنفضل نذلكوا طول العمر انتي وبنتك اللي مدوخة الواد وراها.."
ابتسمت صافي وسط الدموع.. هل حقا يتقدم عصام لخطبة ملك بتلك الطريقة؟؟
قالت:" انت كده بتطلب ايدها؟؟"
عصام:" اذا مكانش عندك مانع.."
قالت صافي بسعادة و مازالت دموعها تنهمر:" اما بس تفوق يا عصام و نطمن عليها.. و .."
واجهشت في البكاء مرة اخري.. ولكن سبب بكاءها الان كان مختلفا..

                                                   ***

اخيرا سمح لهم بالدخول لملك.. التفوا حولها و جلست صافي بجانبها و مازات دموعها شلالات لا تجف..
صافي:" ملك.. حبيبة مامي.. سمعاني يا قلبي.. انا مامي يا ملك.."
فتحت ملك عينيها في بطء
ثم ادارتها في المكان وسألت:" انا عملت حادثة ؟؟"
قفال الطبيب الذي كان يقف في الغرفة :" ممكن جدا متفتكرش اللي حصل بعد ما خدت الدوا..ده عرض طبيعي.."
فقالت ملك:" ايوة.. انا خدت دوا من هبة.. كان مخدرات ولا ايه؟؟"
ادهم:" وحد ياخد اي دوا كده يا ملك؟؟"
نظرت له صافي محذرة ان يحاول باي شكل من الاشكال ان يضايقها..
فقال عصام معلقا علي نظرات صافي:" دي هتبقي حمي فظيعة.. الله يكون في عونك" ثم اقترب من ملك و قبل جبينها وقال:" الف سلامة عليكي يا حبيتي.. انا كده اطمنت عليكي هسييبك ترتاحي..انا قاعد برة"
خرج الطبيب ومعه عصام هاربا من مشهد دموع صافي.. لقد تحمله بصعوبة لأنه لم يكن يستطيع تركها، ولكن بعد ان اطمأن الجميع علي ملك.. اراد ان يريح اعصابه قليلا..
جر ادهم كرسيا اخر قرب ملك و جلس..
قال:" سلامتك يا لوكي.."
لم تبتسم.. بل قالت لأمها:" مامي انا عايزة بعد لما اطلع اروح اسكندرية.."
قال ادهم :" وتسبيني؟؟.."
فقالت صافي مبتسمة :" انتي من هنا ورايح يا حبيتي مش هتتحركي من غير ادهم.. ده هو اللي انقذك .."
فقال ادهم:" متخلنيش بقي احكي قدام طنط.. اللي عملتيه لما دماغك سافرت.."
فقالت صافي مازحة:" خلاص يا ادهم متكسفهاش... اللي حصل حصل.."
لم يكن ذهن ملك بالصفاء الذي يمكنه من تفهم المزاح فقالت:" حصل ايه؟؟"
غمزت صافي لأدهم وقالت:" اسيبه بقي يحكيلك.. "
ثم قبلتها وقالت:" الفي سلامة عليكي يا قلب مامي.. الدكتور قال ممكن تخرجي الصبح.. انا هروح مع عصام اجيب حاجتي وحاجتك..عشان ابات معاكي.. ادهم معاكي لو عوزتي حاجة"
ما ان خرجت صافي حتي امسك ادهم يد ملك و قبلها قائلا:" اسف يا ملك.. اسف علي كل حاجة زعلتك مني.."
لم تقوي ملك علي سحب يدها.. كما انها فؤجت بالمباغتة..
عاد ليقول:" انا كانت هموت من الرعب يا ملك... الحمد لله انك دلوقتي كويسة"
ملك:" اكيد يعني..ده لو كلب مربيه وعاشرته.. هتتخض لما يتعب..هو ايه اللي حصل؟؟"
ادهم:" يا رب.. سخيفة حتي وهي مش قادرة تتكلم؟! ..اللي حصل ميتحكيش يا ملك.. بعد اللي حصل احنا مضطرين نتجوز.. بابا طلب ايدك من مامتك.. ده التصرف الوحيد الل كان لازم يتعمل"
لم تفهم ملك،فقالت:" ليه؟؟ ايه اللي حصل؟؟"
امسك يدها و قال بسفالته التي يعرف انها تروقها:" يعني مش فاكرة؟؟ ده الدوا خلاكي تعملي حاجات...اوووه.. جامدة جدا"
وضعت ملك الغطاء علي وجهها تداريه..وقالت غير مصدقة:" انت بتكذب يا دهم!"
فقال:" بذمتك مش فاكرة؟؟ طب مش فاكرة اللي حصل في العربية؟؟ دي كانت احلي لحظة في حياتي..صحيح بعدها اغمي عليكي والليله قلبت غم و كان قلبي هيقف..وجبتك هنا..بس عمري ما هنسي اللحظة دي.."
نظرت له ملك مذهولة.. لقد جعلها تذهب بفكرها الي امور خطيرة..
قالت:" ايه اللي انت بتقوله ده! مش مصدقاك.. عربية ايه و هبل ايه؟؟.. انا لايمكن اعمل حاجة كده! حتي لو واخدة ميت مخدر.. وبعدين انت ايه؟؟ استغليت الفرصة؟؟ انت كنت شايفني مش طبيعية.. مفوقتنيش ليه؟؟"
ادهم:" وافوقك ليه؟؟ واحدة كل طلبي من ربنا انها تحبني وكنت خايف اقولها لحسن تبعد عني ومعرفش افضل جنبها تاني..وجت بتقولي انا بحبك يا ادهم.. افوقها ليه؟؟ طبعا استغليت الفرصة.. وسبتها تقولها عشرين مرة "
ثم امسك بيدها وقال :" ملك.. انا بحبك يا ملك ومش مقدرش اعيش من غير ما تكوني بتاعتي.. تقبلي تبقي بتاعتي.."
فقالت بربع ابتسامة:" مش عارف تقول تتجوزيني؟!"
فقام من علي الكرسي ثم عدل وضع ظهرسريرها لتكون في وضع الجلوس..وامسك يديها مرة اخري ثم نزل مرتكزا علي احدي ركبتيه مقلدا طريقة طلب الزواج الامريكية وقال:" ملك انا بحبك.. تقبلي تتجوزيني.."
اتسعت ابتسامتها.. وانهمرت دمعة من احدي عينيها..وامأت برأسها..
فقال:" عموما موافقتك اصلا تحصيل حاصل.. احنا طلبنا ايدك من مامتك و مامتك وافقت.. وغصب عنك هتبقي بتاعتي.." ثم قام واقفا و ضمها اليه..

                                            ***

بعد ان امضيا بقية العام الدراسي في مرحلة قرائة الفاتحة ..وبعد ظهور النتيجة ونجاح كليهما تم خطبة ملك و ادهم في حفل ضخم بفيلتها بالاسكندرية حيث مسقط رأس الجميع ... تحدث الناس عن الحفل شهورا بعدها..
وبعد تجهيز بيت الزوجيه..تزوجا في حفل راق بسيط.. ضم المقربون فقط .. وبعدها سافر العروسان لتمضية رحلة رائعة في عدة بلدان حول العالم..
مرت الاعوام.. لقد صار ادهم هو مدير كل ممتلكات صافي و ملك.. لقد نمي الثروة وضاعفها اقام مشروعات عدة.. واصبح من اهم رجال الاعمال ..
اما ملك فقد اصبحت من اكبر سيدات الصالونات في مصر..لديها عدة جمعيات و مشاريع خيرية.. بعضها متخصص للطفولة.. والاخر للمرأة.. ومنهم لمساعدة القري الفقيرة.. وتقدم العون لكل محتاج.. لم تخل حياتها من الاضواء التي كانت تعشقها..مازالت تقيم الحفلات وتجمع التبرعات ..وتؤثر علي البشر.. صورها في المجلات و الجرائد كانت تقتنيها السيدات فانها ايقونة الموضة.. كن يتهافتن للانضام لجمعياتها و يعملن فيها بحماس جاهدين ليصبحن مثلها.. لقد استغلت النفوذ والاموال وادارت الامور بالطريقة الصحيحة..
كانت تبتسم ابتسامتها المشرقة كلما اتصل بها زوجها الحبيب ليعرف مكانها اثناء اليوم، برغم انتقالها بين عدة اماكن ..وبرغم مشاغله الرهبية..الا انه كان يطمئنه معرفة مكانها طوال الوقت.. ولا تخلوا المكالمة من سؤال:" هو انتي لابسة ايه؟"
وفي كل مرة كانت تضحك من قلبها علي السؤال وتقول:" متخفش ، مفيش كتاف ولا ركب"
وعندما تعود بعد يوم صاخب من العمل.. تجد اولادها قد عادوا من المدارس..لديها ثلاية اولاد مشاغبون، يشاكسون ميكو العزيزة.. ولما تخبرهم بأنهم ذاهبون في زيارة تيتة صافي و جدو عصام.. يتصايحون في فرح و يجرون في شتي الاتجاهات ليحضروا انفسهم للخروج ..وعندما يلحق بهم ادهم هناك عند بيت جدو عصام.. يتقافزون عليه في سعادة.. فتذهب ملك اليه لتستقبله .. يضمها في صدره فتسدل جفنيها في ارتياح قائلة بهمس:" بحبك يا ادهم.."

تمت بحمد الله..

هناك 4 تعليقات:

  1. بحب كل حاجة بتكتبيها بس انا ملاحظة ف كل كتاباتك ان البطل دايما غيور غيرة جبارة وعنيد لابعد الحدود الظاهر ان دي كانت مواصفاتك ف فتي احلامك يا استاذة اتمنى لكى التوفيق ف كل كتاباتك وان تظل بهذا المستوي الرائع

    ردحذف
  2. عارفة يا منة رغم انى قريت قصصك كلها لكن القصة دى ليها معزة خاصة عندى يمكن لانها كانت اول قصة قريتهالك او لانها نوعى المفضل فى القصص و الافلام و اللى بتندرج تحت مسمى الرومانتيك كوميدى
    عشان كده كل فترة بتهف عليا و اقراها تانى و بقراها دايما فى قعدة واحدة التلاتين حلقة ورا بعض زى اول مرة قريتها فيها
    بجد بحب ملك و ادهم اوى بكل خناقاتهم و تهديدات ادهم لملك و خوفها منه و حتى حبهم لبعض و خطة كل واحد عشأن يجبر التانى انه يعترف بحبه و حتى اعتراف كل واحد منهم للتانى بحبه و النهاية الجميلة للقصة
    على فكرة مستنياكى تكملى قصة حرية رقية

    ردحذف
  3. مبقتش فاكرة دى المرة الكام اللى بقرا فيها القصة دى بس بجد بموت فيها و برشحها لاى حد انه يقراها
    و كل مرة بقراها لسه بضحك على ملك و ادهم و كل مقالبهم و حركاتهم

    ردحذف
  4. I really can't tell you how much I loved it..I've been talking about it since yesterday..and when I went to work, I just couldn't put it down..it's just amazing!
    U know what's even more amazing about it, is that it makes kinda like this controlling dominant relationship between the 2 of them..and I used to consider myself a "Feminist", well that's a laugh, a feminist who reads Romantic Novels..nos kom y3ni..
    You have got to publish this one..it's the best I've ever read in a while..thank you for that :)

    ردحذف