صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

4/25/2011

اللصة :: (9) عدوي!


كانت جميع الفتيات تتحدث في نفس واحد داخل الحجرة في محل عطا و يسألون شهد عن تفاصيل ما حدث، بينما هي تحاول شرح الامر، قطع عليهن الحوار دخول عطا دون ان يطرق الباب.. كان مستائا متوعدا، وقف في منتصف الحجرة و قال محدثا شهد بنبرة هجومية:" هو مفيش غيرك في المحل؟!! كل دقيقة بمشكلة؟! فاردة نفسك علي الناس و مستقوية بجو! اديكي جبتيله مصيبة.. الخواجة زمانه رفده دلوقتي! وريني بقي هتعملي ايه لما يمشي؟ اللي حصل برة دلوقتي ده هعيملنا كلنا مشاكل.. الراجل اللي اضرب بسببك ده من اهم الزباين هو و شلته كلها!"
قالت شهد بحرج:" يا ريس انا فضلت اهاوده بالراحة لحد ما كان خلاص خارج بيا برة.. و الراجل اللي واقف عالباب عمال يحلقلي!"
عطا:" ودي كمان واقعة تانية سودة علي دماغك.. هاني ده حارس الصالة من جوا .. اهو مضروب دلوقتي و الصالة من غير حارس!.. شوفي يا شهد اذا كنت ناوية تكملي معانا، يبقي تتعلمي من زمايلك تعاملي الزباين المهمة ازاي.. انا الغباوة دي مش هسمح بيها تاني! و لو حصل معاكي اي مشكلة تانية مع اي حد تاني سواء زبون او زمايلك.. تاخدي حاجتك وتتكلي علي الله!"
شعرت شهد بكرامتها تئن من تهديد عطا، و امام كل الفتيات .. فقامت باخراج مبلغا كبيرا من ضمن ما حصلت عليه اليوم و مدت يدها به لعطا قائلة :" طب يا ريس اتفضل دول تعويض مني لو حاجة اتكسرت في الصالة.."
ثم اخرجت حفنة اخري و قالت:" ودول عشان علاج هاني"
بمجرد رؤية النقود تحول اسلوب عطا تماما.. اخذ النقود و هو يقول بأسي:" يا شهد يا حبيبتي مش الفكرة.. انا عايز مصلحتك.. انتي مكسب للمحل و لينا.. لكن انا عايزك تتعلمي ازاي تعدي الليلة كده سهلة من غير مشاكل.. عموما انا عاذر ان ده اول موقف ليكي .. بكرة تتودكي.. انتي انهاردة متطلعيش تاني بعد الراحة.. ريحي كده و خلي الناس تنسي الليلة" و ربت علي كتفهل في رضا و خرج مبتسما يعد النقود علي عكس ما دخل.. بينما ابتسمت في استعلاء ، لقد ردت لها بضعة نقود كرامتها و حطت من كرامة من اهانها..
جلست سارحة في جو الذي سيفقد وظيفته من تحت رأسها..
***
بقيت شهد مع سمر بداخل المطبخ تتحدثان اثناء عمل سمر.. بينما جلس مندو يرمقهما بنظرات السخط و لكنه تجنب التحدث اليها او سمر تماما..
سمر تحدث شهد همسا عن مندو:" من ساعة اللي حصل و هو مبيحطش عينه في عيني"
شهد:" احسن.. خليكي كده كاسره عينه الحرامي الواطي.."
سمر:" امال لما انتي اللي كنتي زانقاه في الحمام كنتي بتصوتي ليه؟؟"
شهد:" مصوتش خالص!"
سمر:" انا سمعت صوات و ندهت جو عشان كده"
القت شهد نظرة جانبية ساخرة الي مندو و قالت:" ده هو اللي صوت"
انفجرتا في الضحك.. مما اثار حفيظة مندو و احس ان الامر يخصه فادار ظهره لهما في امتعاض.
كادت سمر ان تموت حماسا و سعادة من اثر ما حدث الليلة.. بينما شهد ابدت قلقها علي جو ووظيفته. ظلت شهد معها الي ان وجدت ان الخواجة رحل و معه جو و الرجال.. انتظرت ساعة اخري ثم ودعت سمر و رحلت..
***
دخل جو الي بيته منهكا.. لقد تم استنزافه نفسيا في تلك الليلة السوداء.. القي بنفسه علي سريره ولكنه لم يتمكن من النوم.. طبعا هو لن يفكر بها ابدا ككل ليلة.. هو لا يطيق سماع اسمها بتاتا.. هل وصلت للبيت؟ .. كان امرا بديهيا الا تصعد للرقص ثانية لباقي الليلة، مؤكد تصرف حكيم من عطا.. ولكنه لم يلمحها ترحل.. كفي تفكير بها.. لقد نال ما يكفيه منها.. تري هل وصلت؟ .. امسك هاتفه بابمتعاض.. وضعه علي اذنه بعد ان ضغط زرا و نفث في ضيق و نفاذ صبر و هو مازال مستلقيا علي ظهره..
زوزو:" جو"
جو بنبرة هادئة وصوت متعب:" ازيك يا زوزو؟"
زوزو:" انا امي داعيالي بقي.. ليلتين و را بعض تكلمني"
جو:" صحيتك؟"
زوزو:" لا انا صاحية.. لسة داخلة.."
جو:" و شهد؟ رجعت؟"
زوزو:" اه.. انت كل ليلية هتكلمني تطمن عليها؟"
جو:" اعمل ايه يا زوزو.. دي امانة .. مضطر"
زوزو بغضب حاولت اخفاءه:" عموما.. هي لسة مرجعتش.. تلاقيها صايعة هنا و لا هنا.. اصلها دايما بتروح مشاوير كده مش مفهومة"
جو لم يكن في مزاجا يسمح بالاستماع لقصص زوزو الكيدية فقال:" طيب شكرا.. سلام"
كيف لم تصل؟ تري اين ذهبت؟ لقد انتهي عملها، كما انها الليلة لم تكن تعمل النصف الاخير منها.. مالذي اخرها؟
وضع يديه علي راسه .. شهد! لقد اصبحتِ صداعا يشق رأسه!
حاول ان يخرجها من رأسه ..فهي لا تستحق كل هذا الاهتمام.. لم تهتم هي حتي به.. لم تحاول حتي ان تتاكد ان كان بخير بعد ان تعارك من اجلها..
سمع طرقا علي الباب..كان منهكا ..فصاح :" مين؟"
اتاه صوتها:" انا شهد.."
رفع يديه من علي رأسه وحدق في السقف لثانية.. اهي حقا؟؟ انتابه ارتياح شديد لانه اصبح علي دراية بمكانها.. و لكن اكتسحه شعورا اخر بالسخط عليها..
فقال من مكانه:" عايزة ايه؟ في حد تاني عايزاني اخشلك في خناقة معاه؟"
لم ترد.. رفع رأسه ليرهف السمع .. و لكنه فوجيء بها تقفز الي الداخل من النافذة و تبتسم في وجهه بمرح:" مش هتتعلم تقفل بقي الشباك ده"
فقال باقتضاب:" فعلا لازم اقفله.. بقي بيدخل قرف"
وضعت شهد يدها علي قلبها في وضع متالم تمثل دور المطعونة بكلمته في قلبها..
ثم قالت بجدبة:" انا عارفة انك مش طايق تشوف و شي عشان اترفدت بسببي "
قال بشمئزاز مستنكرا:" اترفدت بسببك! انت افتكرت نفسك انك حاجة بجد! مين اللي يرفدني؟؟ و عشان ايه؟"
قالت شهد و قد ضايقها قوله:" انا فهمت كده من عطا.. و جيت اقلك حقك عليا و كنت ناوية كمان اديك هدية.. يعني.. شكر علي اللي عملته معايا"
واخرجت بعض النقود و همت بوضعهم علي المنضدة.. الا انها فوجئت به ينقض عليها بعصبية قائلا:" تصدقي ان اللي كان لازم ينضرب الليلة هو انتي !"
امسك ياقتها وجذبها اليه و هو يصيح في وجهها:" فلوس ايه دي اللي هتسيبهالي؟! خليهملك .. انتي عرقتي بيهم! و لا تكونيش فاكرة اني اشتغلت الفتوة بتاعك!"
شهد و هي تتماسك محاولة اخفاء الذعر:" ايه طريقة الكلام دي.. عرقك و قتوة!.. برضه بتكلم علي اساس اني رقاصة!"
هز الياقة في عصبية فارتجت شهد في يده و قال:" لا باللي شفته انهاردة ..الرقاصة كانت احسن!.. ده الراجل دفع وشال الشروة"
دفعته شهد بعنف فكلامه اغضبها و اهانها وقالت:" وانت مالك رقاصة ولا شروة و لا زفت.. انت مالك؟!"
نظر اليها وقال:" وانا مالي؟!!!! طب تصدقي...انا غلطت و لازم اصلح غلطتي.. " و امسك بها و دفع بها الي الخارج قائلا بعصبية:" فعلا الراجل دفع و انا بوظتله البيعة.. لازم اوصلك ليه..يلا "
خلصت شهد نفسها منه و قالت و هي تلهث:"ايه بقي! بس! انت واخد الموضوع علي نفسيتك كده ليه؟!! دانا جاية اتأسف..بتعمل معايا كده ليه؟!"
جو:" عشان انا قلتلك قبل كده بلاش تطلعي ترقصي و انتي برضه ركبتي دماغك! و يوم ما حصلك مشكلة انا اللي لبستها وانتي معندكيش ريحة الدم"
شهد:" مانا..."
صاح بها مقاطعا:" مانتي ايه بس؟! انتي تخرسي خالص! ده مش بس رقص.. عماله تتمرقعي و تضحكي وتغمزي و توزعي بوس ..ايه؟ نجمة يا جدعان؟!.. ومستعجبة اوي ان الراجل كان عايز يروح بيكي.. مانتي دفّعتيه مقدما!"
شهد متظلمة:" ماكلهم بيعملوا كده عشان البقشيش يكتر عليهم.. اشمعني انا"
جو:" و كلهم بيدوا للي بيدفع حقه علي قد ما بيدفع.. ايه مبتشوفيهمش و همة قاعدين معاهم و بيخرجوا كمان برة.. واظن ان اللي راجل دفعه يستاهل اكتر بكتير من عشوة او سهرة!"
شهد:" لأ معلش انت اللي دماغك وسخة و ظنك سو..زوزو قالتلي ان صُحبيتها للناس بكيفها , ملهاش دعوة بالبقشيش"
جو ساخرا بانفعال شديد:" اه.. لأ مدام زوزو هي اللي قالتلك يبقي آمين!... اصلها يا كبدي قلبها عليكي قوي"
شهد بحدة:" ماهي بتعد معاك! وانت كنت بتديها حاجة؟!!"
جو ضاربا كف بكف:"هقولك ايه بس؟! لهو انت متعرفيش ان زوزو مني عينها اني اعبرها.. دا فاضل هي اللي تدفعلي عشان تعد معايا.. لكن بأة مخدتيش بالك ان اصحابها اللي بتعد معاهم همة بس الي بقشيشهم كبير ؟! ملهاش اصحاب كحيانين ابدا!.."
شهد باستخفاف:" انا مش عارفة مين فينا النجم والله؟! لما انت مستكبر اوي كده ..شاغل نفسك ليه بالبنات؟؟.. عارف زوزو بتعد مع مين و حافظ انا بضحك و بغمز امتي و لمين.. " ثم تحولت فجأة نبرتها للجدية الممزوجة بالضيق:" عموما يا عم متشكرين اوي لحد كده.. انت كنت جدع معايا و انا شايلالك الجميل و رقبتي فداك.. لكن خلاص لحد الليلة و ملكش دعوة بيا بعد كده.. لو شفتني بتقتل قدامك متدخلش! انا جيت اتأسف و واتشكرلك .. وان كنت زعلت مني اديك فشيت غيلك و سمعتني الكلمتين اللي في نفسك.. وانت ماشاء الله لسانك ميتوصاش.. بيعرف ينشن.. "
وتوجهت للباب قائلة بمرارة :" سلام يا نجم"

كان صمت جو هو نوع من السيطرة علي النفس نجح في ان يتجمد بينما هو داخليا يصارع نفسه و يمنعها من ان تجعله ياخذ شهد في احضانه ، و يطلب منها الغفران عن كل اهانة ، و يرجوها ان تبقي معه ،و يتوسل اليها الا تذهب مجددا لعطا.. بقي صامتا بتعبير عابس علي وجهه يراها و هي تصل للباب..
"البسي دي .. ولا مش مكفيكي فرجة الصالة عليكي كمان عايزة الشارع يتفرج؟!"
قالها باقتضاب بعد ان امسك سترته الجلدية السوداء من شماعة الحائط و القاها اليها .. كانت مازالت ترتدي ذلك الفستان القصير اللامع الذي يظهر اكثر مما يخفي..
تلقفت السترة و همت بقول شيء علي غرار (مش قلنا ملكش دعوة) ولكن اللفتة الحانية اسكتتها.. ابتسمت نصف ابتسامة و هزت رأسها تشكره و خرجت..
وقف هو مكانه سارحا مفكرا بعمق لبرهة بعد ان اغلقت الباب خلفها .. ثم ضرب علي الباب بغيظ وخرج خلفها متمتما في غضب:" الله يقل راحتك يا بعيدة"
لحق بها في الشارع لتجده ماشيا بجوارها فجاة ، نظرت اليه مستفهمة فقال عاقدا حاجبيه ناظرا امامه وكأنه لا يحدثها:" هوصلك عشان اخد الجاكتة! دي مستوردة!"
خفق قلبها.. كم هو حنون.. حتي و ان حاول اخفاء الامر .. ابتسمت في رضا و هي تنظر امامها و سارا معا في صمت.. لقد سامحته وغفرت له كل ما قاله..
نظر هو اليها بجانب عينه كانت تبدو مثل طفلة صغيرة تردتدي سترة ابيها.. كانت السترة مضحكة عليها تغوص فيها غوصا.. الا ان ذلك جعلها في نظرة اكثر فتنة من ما كانت تردتدي قبلا.. شرد في فكرة عجيبة استولت علي رأسه.. إن ما يضم جسدها الان هي سترته هو..
عندما وصلا لبيت زوزو وقفت شهد مواجهة له ورفعت عينها اليه وقالت :" متشكرة.." ثم همت بخلع السترة لتعطيها اليه فقال باقتضاب:" بتعملي ايه؟! اطلعي.."
شهد متعجبة:" هديك الجاكتة! انت مش جاي عشان تاخدها؟؟!"
جو بنفس الاسلوب العابس المقتضب:" كده تاخدي برد..بلاش غباوة..اطلعي"
شهد وقد زاد اندهاشها:" الله ! مش هتاخدها؟:
جو مستغبيا اياها:" هو انا هموت؟! هاتيها بكره.."
شهد :" يعني انت مش عايزها؟ امال جيت ليه؟"
جو في قمة الملل ونفاذ الصبر:" عايزها طبعا.. انت ماصدقتي! بس مش لازم حالا .. اطلعي بقي! متقرفنيش في عشتي زيادة..عايز انام !"
شهد بنبرة عالية:" هو انا اللي قلتلك تعالي وصلني! لما انت عايز تنام و مش عايز الجاكتة كان ايه اللي جابك؟!"
دفعها بيده في نفاذ صبر لتدخل مدخل البيت و قال :" اطلعي يا شهد! اطلعي و عدي الليلة المنيلة دي!"
ازاحت يده بغيظ و بالفعل توجهت للصعود للبيت..
بقي واقفا حتي اختفت عن ناظريه ثم عاد ادراجه الي بيته..

بالطبع كان اول شيء فعلته شهد عند رؤية زوزو ان اخبرتها ان من وصلها للتو هو جو.. ثم حكت لها تفصليا عن ما حدث عند عطا.. مشددة علي التفاصيل التي قد تصيب زوزو بقرحة في المعدة..
زوزو وهي تعض علي شفتيها:" و الجاكتة دي بتاعته؟"
شهد بهيام و هي توجه وجهها لاحد جانبيها فتدس انفها في ياقة السترة التي مازلت ترتديها وتستنشق نفسا عميقا..ثم تخرجه في تنهيدة اعمق و تقول:" ايوة هو قاللي البسيها عشان ممشيش بللبس ده في الشارع.. و بعدين مرضيش ياخدها احسن اخد برد لو قلعتها .. يا بختك يا زوزو ..ده جدع و حنين اوي"
كان الامر اقوي من قدرة زوزو علي الاحتمال .. فتركت لها الحجرة و خرجت للسطح بعد ان صفقت الباب بعنف.. ووقفت لتدخن بغل..
اما شهد فلم تخلع اي من ملابسها بل احتضنت نفسها بالسترة و نامت و هي تدس وجهها كله في الياقة وتتنفس الرائحة التي تعبئها.. و علي شفتيها ابتسامة سعادة..
***

جلس يوسف مع حمادة علي القهوة يدخنان الشيشة
حمادة:"طب وهتكمل باقي المبلغ منين؟"
جو:" هو انا عبيط زيك.. انا بحوش طبعا.. معايا شوية حلوين.. و بعدين انت ناسي الارض اللي قرب مطروح.."
حمادة:" ايه هتزرعها مثلا و لا هتأجرها.. دي صحرا وفي الطل وانت راميها من ساعة ما اشترتها من زمان"
جو:" لأ هبيعها.. دي قرب البحر و بعدين مسير المكان يعمر.. انا كنت واخدها بملاليم و قتها و المعلم صابر بتاع تسقيع الاراضي ساعدني.. لو سألته دلوقتي مية مية هيقولي تمنها ضرب"
حمادة:" وانت شايف ان الموضوع يستاهل انك تبيع الارض دي عشانه.. طب ماهي لو عليت دلوقتي اكيد بعدين هتعلا اكتر..وتبقي انت كده خسران"
جو:" مش عايزها من اساسه.. انا كنت شبط في الموضوع ساعتها لما قعدت مرة مع المعلم صابر و عجبتني اللعبة.. لكن طلعت عايزة تركيز و متابعة و انا مليش فيه.. هبيعها و اخد القرشين واتمم الموضوع.. وبعدين علي فكرة في ارض تانية في الصعيد.. اشتريتهم مع بعض برضه المعلم صابر كرمني فيها.. بس كان املي كبير في بتاعة البحر دي.. قلت بكرة تقرب منها القري السياحية بتاعة الناس اياهم ويضرب سعرها في السما"
حمادة:"طب انت كده حليت قصة الفلوس.. بس الموضع معقد و هتلاقي الكل واقفلك .. انت اصلك بتجور علي حق الناس كده.. و اسمه ايه اللي بتقول عليه ده مش هيسكت!"
جو:"لا سيبك منه! المهم الكبار.. بس هلاقلها حل.."
حمادة:" اد كده الموضوع همك "
نظر له جو و نفث الدخان للاعلي و اومأء برأسه في تصميم..
***

جلس الخواجة و علي طاولته المعتادة في المساء مجتمعا ببعض الاصدقاء بينما تواجد حوله جو و الرجال.. اقترب جو من اذن الخواجة و قال:" يا ريس كنت عايز اكلمك في موضوع.."
التفت له الخواجة و قال:" اكلم"
جو:" موضوع طويل شوية.."
الخواجة:" قول بخصوص ايه و بعدين نكمل لما اخلص هنا"
جو:" عايز اضمنلك ان الي حصل امبارح مش هيتكرر تاني.."
الخواجة:"ازاي؟"
جو:" هشتري البنت!"
الخواجة مستفهما:" معكش تمنها؟؟"
جو:" لأ ..معايا.. بس هي عليها مشاكل..مش هيحلها غيرك يا ريس"
الخواجة:"ممم.. موضوع طويل فعلا.. استني بقي لما نخلص هنا"
وقف يوسف متابعا المكان كالمعتاد، منتظرا ان تعلوا الموسيقي في اي وقت معلنة صعود شهد و الفتيات.. و تبدأ فقرة حرق الدم.
كانت عينيه تدور في المكان كما هي طبيعة عمله و لكن فجأة اصطدمت عينه بشيء كان ينقصه حقا..
كان عدوي يتقدم بعض ررفاقه.. داخلا من الباب و يرحب به عطا ..بينما يجوب بنظره المكان بتؤدة.. الي ان التقت عيناهما..
ابتسم عدوي ابتسامة كبيرة وسخيفة.. و فتح ذراعيه عن بعد قائلا:" حبيب قلبي!"
رفع جو يده ملوحا في سخافة.. ثم وجد احدب النادلات تعبر جانبه حاملة صنية اكواب.. فامسك بذراعها و جذبها اليها ثم همس في اذنها.. اومأت الفتاه برأسها و اختفت بسرعة..
اقبل عدوي.. و قام بتحية الرجال من حول جو ثم احتضن جو وربت علي ظهره في حفاوة مفتعلة..
عدوي:" جيت عشان اشوفك..مدام انت مبتسألش.."
جو باشمئزاز:" بس ياله.. هو انا صاحبتك!"
ضحك عدوي وقال:" ها اخبار المزز هنا ايه؟ لسة مفيش جديد؟!"
جو:" اديك هتشوف بعينك..."
فاشار عدوي الي طاولة قريبة و قال:" طيب انا قاعد هناك.. ابقي تعالي اقعد لما تفضي"
وربت علي كتفه و توجه لطاولته بالفعل..
تابعه جو.. ها قد بدأت للتو ليلة اخري من تلف الاعصاب..
***
دخلت سمر حجرة الفتيات الراقصات و معها في يدها النادلة التي حدثها يوسف..
التفتن الفتيات اليها و منهن من نظر اليهما بتعالي..
لم تهتم سمر بل توجهت لشهد و قالت بصوت خفيض:" جو بعتلي البت دي تقولي اقلك ..متطلعيش ترقصي!"
فاومأت النادلة براسها مؤكدة..
فقالت لها شهد:" ليه؟"
فقالت النادلة:"مقالشي.. هو قالي بالحرف.. قولي لسمر تقول لشهد اوعي تطلعي.."
رفعت شهد بصرها للاعلي في وهي تهز رأسها اعتراضا قائلة:" هو فاكر نفسه ايه.؟ بيبعتلي تعليمات كمان و هو قاعد في مكانه.. لو هامه قوي كده..مكلفش خاطره حتي يهز طوله و يقولي بنفسه!!"
طبعا زوزو كانت موجودة وقد القت باذنها عندهن باستماتة لتستمع.. و ما ان سمعت اسم جو حتي قامت و قالت محدثة سمر و النادلة:" انتي بتعملي ابه هنا يا بت .. وانتي يا سمر مش المفروض تبقوا هنا!"
النادلة بحدة:" خلاص يعني دخلنا الجنة.. انا جاية ابلغ رسالة و ماشية.. " و خرجت بعد ان صفقت الباب..
اما سمر فامسكت بيد شهد قائلة:" بلاش يا شهد احسن.. اسمعي الكلام!"
فقالت شهد:" لأ يا سمر ده زودها اوي.. انت مشفتيش اصلك امبارح.. روحي انتي لشغلك و انا هبقي احكيلك"
فخرجت سمر دون حتي ان تنظر لزوزو و كانها لم تسمعها او تراها..
زوزو لشهد:" هتسمعي كلامه؟"
ابتسمت شهدوقالت ساخرة:" هو احنا كان صوتنا عالي اوي كده؟!"
لم ترد زوزو فكلتاهما تعلم انه سؤال هدفه السخرية.. انما قالت:" بكرة بقعدك من الشغل.. انهاردة بيقولك متطلعيش..يا عالم بعد كده ايه؟."
ابتسمت شهد اكثر..لم يكن كلام زوزو ما جعلها تقرر ان تضرب برسالة جو عرض الحائط.. انما بجميع الاحوال هي لم تكن لتترك زوزو تصعد للرقص امام جو.. بينما تبقي هي تشاهد الامر.. و ليعلم جو ايضا انه ان كان يخشي عليها و يهتم بها، فعليه بذل مجهودا اكثر من ارسال النادلة لسمر..
***
مرت النادلة امام جو فاشار اليها بما يعني "هل فعلتِ؟" فأومأت برأسها ايجابا.. فارتاح جو قليلا لمعرفته انه لن يحتاج لان يخوض في مشكلة اخري بسبب شهد الليلة و خصوصا ان مع عدوي سيتحول الامر الي حرب طاحنة مثل ايام الصبا.. كما ان الامر معقد اكثر.. فهو ليس عراكا من اجل فتاه احدهم ضايقها فالاخر صعد الدم الي رأسه.. انما الواقع ان عدوي سيحاول استرداد ما هو حقه بينما يوسف سيمنعه.. وبذلك يصبح موقفا عجيبا معقدا..
علت الموسيقي فجاة معلنا عن موعد الرقص.. بالفعل هلل بعض الرواد و قام بعضهم من مكانه ليرقص ومنهم من كان يرقص جلوسا من مكانه.. وبدأت الفتيات في الخروج و احدة تلو الاخري لتصعد لمكانها.. وكانت المفاجأة الصاعقة لجو هو ان شهد كانت بينهن.. لقد صعدت لمكانها وهي تبتسم ابتسامة عريضة و تشير الي المعجبين من الزبائن.. وبدأت فورا بالرقص.. التفت جو بسرعة ليري رد فعل عدوي.. كان عدوي فاغرا فاه ينظر غير مصدقا لشهد التي لم تراه بعد.. المسكين يبدو انه لم يتوقع ان يجدها امامه بتلك السهولة.. كان يضع احنمالا كبير ان زوزو كاذبة ..ولكنه فوجيء مثله مثل جو بخروج شهد و صعودها للرقص..
وقف يوسف وكل اعصابه مشدودة عن اخرها ..كان يرقب الموقف مستعدا لأي رد فعل من عدوي.. وقلبه يخفق في عنف.. لم يتخيل ان تلك اللحظة المتوقعة منذ لحظة ان اختبأت شهد عنده ستصيبه بكل هذا القلق و التوتر.. لم يقلقه عدوي ابدا في حياته.. و لكن الان هو قلق..قلق بشدة! ليس منه بل قلقا علي شهد..مازال ينظر لعدوي المذهول.. شعر ان دهرا مضي اثناء تلك اللحظات..
بحثت شهد سريعا عن مكان جو ونظرت اليه استعدادا لأن تكيده.. و لكنها وجدته محدقا في نقطة ما في الصالة وعلي وجه اهتمام رهيب.. بالطبع حولت نظرها بسرعة لتري مالذي اثار اهتمام (البيه) .. اصطدمت عيناها بتلك العينيان الكريهة المحدقة بها في لهفة.. العينان التي طالما عانت من نظراتها المتطفلة.. العينان التي تمقت هي صاحبها مقتا بالغا.. ويالـ الهول هاهو صاحبها يجلس بذاته امامها .. لا يفصلها عنه سوي امتار قليلة.. تراجعت للوراء ويكاد فكها يهوي مع قلبها الذي ربما هو ما تعثرت به علي الارض حتي كادت ان تسقط من فوق المساحة الصغيرة التي تعتليها.. لحقت نفسها قبل السقوط .. ثم قفزت في سرعة .. وفرت بسرعة متجهه لباب الصالة.. مما جعل عدوي يهب و اقفا و يتجه بسرعة الي حيث تجري هي ..اين المطواة الان؟.. ذلك الزي السخيف ليس به جيوبا..تعثرت و هي تجري بالحذاء ذو الكعب العالي.. شعرت انها بذلت كم من المجهود و لم تصل للباب بعد.. قامت و عاودت الجري.. لتجد عدوي يحيطها بذراعه قائلا:" وحشتيني يا بت يا شهد!"

اما جو فبمجرد ان رأي شهد تسرع للباب ..استدار للخواجة قائلا:" اعذرني يا ريس.. لازم الحق مصيبة!"
واسرع باتجاهها.. ولكن عدوي كان اسرع منه فامسك بها و قام بشبه حملها الي الخارج و هو يكتم نفسها.. كان ايضا قويا و لم تقدر عليه شهد..خرج بها الي سيارته العملاقة ذات الدفع الرباعي و فتح الباب ليلقي بها اولا ويدفعها ثم يدخل خلفها ..فتصبح هي علي الكرسي بجوار القائد بينما هو علي كرسي القائد .. و قبل ان يغلق القفل الابواب فوجيء بجو ينقض علي الباب ليفتحه و يدخل..فيصبح جو جالسا في الخلف.. اخرج عدوي مسدسا و صوبه الي رأس شهد قائلا بعد ان اغلق القفل:" كنت عارف انك لقيتها و طمعت فيها! و قال بتتهمني دايما اني واطي!"
جو:" الواطي اللي يرفع سلاح علي بت"
عدوي:" والله انا شايف بما انك جيت نطلع كلنا عل المعلم مرعي و هو اللي يقول مين اللي واطي!"
كانت شهد تبكي في صمت مذعورة.. غير مصدقة ان عدوي و جدها و ستمضي حياتها ملك له.. كانت تدرك جيدا ان جو مهما فعل من بطوله الان.. لا يجود لديه اي حق.. فهي هاربة و بالفعل ملكا لعدوي.. بل قد يقتله المعلم مرعي او حتي عدوي بدم بارد بحجة انه تعدي علي ملكيتهم و لن يلومهم لائم.."
قالت و سط دموعها:" نزله يا عدوي.. هو ماله؟ انا هربت منك و انت جبتني...ماله هو ومال المعلم ؟"
عدوي ضاحكا بانفعال:" يا سيييدي! ده الموضوع مش ناحيته بس! صبرك عليا بس اما نخلص منه.. وشك الحلو ده مش هيبانله ملامح و لا نسيتي!"
قالها و مر بكفه علي وجهها ليضايقها .. فدفعت يده بعنف فصفعها بقوة.. و بسرعة صوب صوب المسدس لرأسها و هو ينظر لجو مهددا قبل ان يتمكن جو من الانقاضاض عليه و تمزيقه من اجل ما فعل توا..
كان جو يرمقه بنظرات نارية .. يدرس الامر من كل الجوانب .. و قد كانت الصفعة و ما تلاها من بكاء شهد الصامت اشبه بطعنات نافذة في صدره..
قال و هو يضغط علي اسنانه:" طب ايه رأيك في صفقة؟ تاخد كام؟"
عدوي ساخرا:" معاك كام؟"
جو:" اللي تطلبه معابا اكتر من عشرة.."
نظر عدوي لشهد:"لا دانت طلعتي غاليه عنده اوي.. انا كحيان حياله دافع 3 بس و متنازل كمان عن نص اللي بتكسبيه للمعلم.. ليكي حق يدخل دماغك"
فقال جو بحدة:" كلمني انا! تاخد كام؟"
عدوي:" يعني يرضيك تاخد حاجة اخوك عينه فيها؟! "
جو:" يرضيك انت؟!"

عدوي :" خلاص ! مدام احنا اخوات نخسر بعض ليه عشانها؟.. احنا نخلص منها و نرتاح" وثبت فوهة المسدس الي رأسها.. فاغمضت شهد عينيها.. و هوي قلب يوسف
وصاح قائلا:" انت عبيط؟! بعد ما استنيتها سنين جاي تخلص منها دلوقتي! خلاص يا عم حلال عليك بس شيل البتاع ده!"
ضحك عدوي ساخرا:" بلعب معاكوا يا جدعان انت خدتوا الموضوع جد كده ليه؟." ونظر الي شهد ممثلا التعاطف :" خايف عليكي اوي.. يا سيدي علـعواطف!"
ثم عاد ينظر الي جو قائلا بجدية:" انس يا جو! شهد بتاعتي.. انا صبرت سنين لحد ماخدتها.. وانت مش عشان طيب و حنين و كلت عقلها بكلمتين هتفتكر انك ممكن تاخدها مني.. ساعتها انس بقي الاخوة! هموتك و ضميري مستريح"
ونظر الي شهد قائلا:" شهد انا بقلك اهه قدام واحد بعتبره اخويا.. لو جيتي معايا دلوقتي و سمعتي الكلام هتشوفي عيشة محصلتش و عدوي تاني غير اللي عرفتيه طول حياتك.. انا ناوي اجوزك يا بت! "
اتسعت عينا شهد ذهولا.. لم تتوقع ابدا ان يعرض عليها احد الزواج ابدا في حياتها ويوم ان يحدث يأتي ذلك العرض المقدس حلم كل فتاة علي وجه الارض من اكثر شخص تكرهه في الكون!
اكمل عدوي:" لكن هتعيش دور الهربانة.. هتشوفي معاملة اوسخ من كل الي شفتيه مني في حياتك..و في الاخر كده او كده.. هتفضلي معايا.. انا خلاص مشتريكي رسمي! اختاري يا بنت الحلال.. و انا بشهد جو اهه.. لو اتعدلتي لكون مجوزك!"
لوهلة شعر جو بالخوف.. لسبب غريب حقا.. ليس علي شهد و ليس لفوهة المسدس المصوبة لرأسها و ليس من جنون و عنف عدوي.. ولا بسبب الموقف المعقد الحاصل الان.. انما خشي ان توافق! خشي ان تري ما يعجبها في عرض عدوي.. الزواج هو امرا لا تحلم به اي فتاة مثلها.. برغم جمالها فهي مازالت سلعة .. و البيع و الشراء فيها مربحا للطرفين.. هل تصدق حقا انه سيتغير معها و يصبح شخصا افضل؟!! هل سيغريها عرض الزواج؟!!
نظر يتاملها.. مذهولة تنظر لعدوي.. دموعها تبلل و جنتيها و انفها الدقيق احمر مثل عينيها الغارقتان في الدموع.. اقسم بالله يا عدوي ان اجعلك تندم علي كل دمعة نزلت من عينها.. هكذا عاهد في سره! .. ما ردك يا شهد.. هل توافقين؟!!
قالت شهد بهدوء بصوت خنقته الدموع :" يا عدوي هتتجوز واحدة مش عايزاك!"
خرج نفسا كان محبوسا في صدر جو..
قال عدوي ببرود": كنت عارف انك فقرية و غاوية بهدلة!! و انا هوريكي بهدلة عمرك ما شفتيها!"
التفت الي جو و قال بعد ان فتح القفل:" انزل.. و قتك معانا انتهي.. انزل!"
نظر جو الي المسدس المصوب اليها و الي نظرات عدوي المجنونة..ثم الي شهد التي تبكي مرتجفة..فصاح عدوي مرة اخري بانفعال:" بقولك انزل بدل ما امتوها و بعدين اموتك و ارتاح منكوا!"
شعر جو ان رفض شهد لعدوي اصابه بالجنون و قد يصدر منه اي تصرف مؤذ لها.. هل يترجل و يتركها معه! ام ماذا؟؟
صاح عدوي بعد ان خبط فوهة المسدس بقوة علي رأس شهد التي صرخت الما:"هو انت مش سامع لا مش شايف ده! انزل بقولك!"
بالفعل نزل يوسف بهدوء شديد كان يحاول ان يعطي لنفسه فرصة للتفكير..
و اذ فجأةّّ صرخ عدوي الما.. لقد انتهزت شهد فرصة التفاته لجو و نزعت ولاعة السيارة الساخنة و غرستها في فخده.. ثم دفعت ذراعه الممسكة بالمسدس بعيدا و استدارت لتنزل من السيارة في سرعة.. انطلقت تعدو باتجاه المحل مرة اخري.. اما جو بعد ان وجه لكمة قوية لعدوي، لحق بها حيث ان بالداخل رفاق عدوي و قد يمسكون بها..
توجهت شهد سريعا الي حيث تضع حقيبتها و اخرجت المطواة .. لم ينتبه احدا لما قد حدث او ما يحدث فمرور فتاه تجري ليس شيئا ملفتا للدرجة.. ظهر لها عطا من مكان ما قائلا:" انتي فين يا شهد بقالك نص ساعة مش في مكانك! "
قالت له شهد ة هي تلهث محذرة:" اوعي من وشي يا راجل انت!"
صعقه ردها و بالفعل ازاحته من طريقها فابتعد مذهولا.. ثم و جدت بعدها يوسف مقبلا عليها و هي في منتصف الصالة.. وقف امامها يلهث .. لم يتحدث .. تأكد ان لا احد من رفقا عدوي بالصالة ثم قال:" جدعة يا بت!"
قالت باكية وبسرعة:"اشوف و شك بخير!"
امسكها قبل ان تذهب:" علي فين؟"
شهد:" ههرب منه تاني.. اطلع انت من الموضع عشان ميحصلكش مشاكل. انت هنا في بيتك و اكل عيشك.. مش عايزاك تضر.."
امسك بذراعها و جذبها الي حيث طاولة الخواجة و امرها الا تتحرك ..اقترب جو من الخواجة الذي نظر اليه منتظرا تفسير..
قال جو:" يا ريس.. لازم اكلم معاك.. الموضوع كبر!"
الخواجة:" دي تاني مرة تسيب مكانك عشان البنت دي!"
جو:" عشان اللي بيحصل مش جدعنة يا ريس و ميرضيش حد... انت عارفني كويس .. انا عمري ما صدر مني اي حاجة زي كده.. واوعدك يا ريس مش هيحصل تاني ابدا لو البت دي ملكي و تحت سيطرتي!"
الخواجة ببرود:"من امتي الجارد بيدخل ريسه في تفاصيل تافهة في حياته زي دي! انت نسيت نفسك!"
جو:" يا ريس انا مش بكلمك دلوقتي بصفك ريسي.. انا متعشم فيك تعتبرني اخوك الصغير.. انا فديت نفسي عشانك كتير با ريس!"
ابتسم الخواجة و قال:" طب خلصني من غير تفاصيل! عايز ايه عشان ترجع تركز تاني؟"
جو:" البنت بتاعة و احد مش عايز يبيعها! "
الخواجة:" بسيطة نبيعه!"
جو:" معاه كمان شريك.."
الخواجة مصرا:" نبيعه هو و الشريك!"
جو:" الشريك يبقي المعلم مرعي!"
الخواجة:"يعني دي البت اللي قالبوا الدنيا عليها؟!"
اومأ جو برأسه
الخواجة:" لا معلش يا جو.. انت كده هتعملنا ازمة! مش لازم البت دي خالص.. شوف غيرها و هدفعهالك هدية مني"
جو:" البت مش طايقة.. و متحامية فيا.. اخلي بيها يا ريس؟!"
الخواجة:" و من امتي البنات بيتاخد رأيهم يا جو؟ وهي كل ما تتباع هتنقي المشتري؟.. ده كلام فارغ و ميستاهلش اني اخسر عليه المعلم مرعي.. "
قطع كلامهم دخول عدوي للصالة و هو يصيح شاهرا مسدسه و ملوحا به:" شهد! انتي يا شهد!"
تدافع الناس للهروب من امامه و حدثت ربكة في الصالة و سط صراخ و ذعر..
عندما سمعت شهد اسمها انتفضت مكانها و اندفعت لتمسك بذراع جو وتتشبث به طالبة الحماية و الامان..
قال جو للخواجة في محاولة اخيرة:" شفت يا ريس اهو ده المجنون الي بهربها منه.. بص داخل بقلة ادب ازاي و لا عامل احترام للكبار اللي فلمكان.."
اصاب حديث يوسف هدفه.. فقد تحدث الخواجة الي عدوي من مكانه بنبرة باردة يملوءها الكبر:" انت يا بني انت! صوتك يوطي و سلاحك ينزل لما تبقي في حضور الخواجة! لو مش متعلم الادب نعلمهولك!"
كان عدوي عصبيا جنونيا و لما التفت الي الخواجة ليجد شهد تقف بقربه مع جو.. تخيل ان الخواجة في صفهما ينصرهما و يحميها..
فقال:" ااااه .. ده كمين بقي..عايزين تلهفوا البت مني.. لكن انا مش هسكت.. شهد بتاعتي و هاخدها غصب عن عين الكبير فيكوا"
قال الخواجة:" غصب عن مين يا واد انت؟؟! و اضح انك فعلا محتاج تتعلم الادب.." واشار الي رجاله منفذي الاوامر قائلا:" علموه الادب"
بالفعل توجه اليه رجال الخواجة زملاء جو.. الا انه صوب المسدس باتجاههم و اطلق طلقة عشوائية لم تصب احد و هو يقول:" اللي هيقرب هيموت!"
فقاموا جميعا باشهار اسلحتهم في وجهه.. كان موقفه ضعيفا هم خمسة و هو احد..
قال الخواجة:" خدوه برة.. عايزه يرجع للمعلم بتاعه مفيهوش حتة سليمة.. عشان يتعلم يكلم اسياده ازاي"
تنفست شهد الصعداء .. لم تكن تصدق ان الموقف انقلب لينتهي تلك النهاية الرائعة.. الا انها قد تسرعت.. فقد قام عدوي بحركة اكروباتية و افلت من الخمسة رجال متجها الناحية المعاكسة لهم و قفز فوق بعض الطاولات وسلاحه مازال في يده.. كان متجها حيث كانت شهد و جو و الخواجة..صوبه باتجاههم و صاح و هو يقفز علي اخر طاولة قربهم:" لو مخدتكيش هموتك يا شهد!" و هم بالضغط علي الزناد.. و لكنه لم يضغط بل سقط فجأة قرب اقدامهم وسالت من جسده دماءا.. بينما وقف جو مصدوما ومازالت يده مرفوعة بها المسدس الذي اطلق منه تلك الطلقة التي اصابت عدوي.. هز الخواجة جسد عدوي بقدمه، فاصدرعدوي تأوها عاليا.. فقال الخواجة:" مامتش.."
ثم امر رجاله:"شيلوه ودوه في اي داهية يتعالج و لما يخف يتبعت لمعلمه.. "
ثم ستدار لجو و قال:" جدع يا واد .. مين عارف الطلقة اللي كان هيضربها كانت هتيحي في مين.. تصدق انك اول مرة تضرب من المسدس ده! انا جايبهولك بقالي اد ايه؟!! عمرك ما ضربت منه علي حد.. جدع ضربت في الوقت الصح.. بس يا خسارة الواد مامتش.. ابقي نشن عدل المرة الجاية!"
لم يدر الخواجة ان نشان جو كان (عدل) و لم يكن خطأ..
نظر الخواجة الي شهد التي مازالت منزعجة و مضطربة جراء كل ما حدث وقال لجو:" انا عارف هكافئك بأيه المرة دي.. اعتبر الموضوع اللي طلبته خلص!"
التقت فورا جو لشهد وقال :" مش عايزة تخشي لسمر تشربي حاجة جوة و تهدي شوية؟" اومأت شهد برأسها في توتر و ذهبت الي المطبخ بدون ان تتحدث..
فعاد جو لحديثه مع الخواجة، قال بلهفة:" بجد يا ريس؟ ازاي!"
الخواجة:" الواد ده اتجراء ورقع سلاحه واتهجم عليا في منطقتي و لا لأ؟"
جو:" حصل"
الخواجة:" خلاص وانا مسكته و صادرت كل املاكه و هبعتوا عريان لمعلمه! انت دلوقتي بتكلم المالك الجديد!"
توجس جو قليلا فقد خشي ان يطمع فيها الخواجة هو الاخر..
ولكن الخواجة قال مبتسما:"هات تمنها.. و مش هكرمك في مليم!!"
لم يصدق جو نفسه فقال:"اؤمرني.. الي تقول عليه"
الخواجة:" مش هاخد منك فلوس.. بس مش هديك مرتب لمدة 3 شهور.. "
جو سعيدا:" موافق! متشكر اوي يا ريس.."
الخواجة :"اطلبلي بقي المعلم مرعي بتاعها ده.. في كلمتين عايز اقلهمله.."
وبالفعل حدثه حديث شديد اللهجة و اخبره ما حدث و ان شهد اصبحت ملكا له بعد صادر ممتلكات عدوي و طالب باعتذار منه عما بدر من صبيه قليل الادب و عديم الاخلاق..
وكان رد مرعي هو انه تنصل تماما من انتساب عدوي لجماعته..و اخبره ان ما بينهم هو علاقة عمل سطحية.. وتظلم طالبا اطلاق سراح شهد ففي ذلك خسارة له.. فاخبره الخواجة انه لم يعد بامكانه حتي اعادة النظر في الامر فقد باع شهد للتو.. واقترح ان ربما عليه ان يبحث بمعرفته عنها و يفاوض من اجل اعادة شرائها مرة اخري..فالامر لم يعد بيده..
كان جو يستمع الي المكالمة .. ليتاكد ان لا ذيولا باقية في الامر و ان شهد بالفعل رسميا صارت ملكه..
كان مازال غير مصدقا..سرح و هو يتابع النادلات و العمال يعيدون ترتيب المكان ، و رواد الصالة يتحدثون في صخب حول ما حدث، بينما كان عطا يحاول ادارة الازمة و تهدئة الاوضاع...في نهاية الامرمثل تلك الاحداث ليست جديدة علي المكان و لن يمر ساعة قبل ان يعود كل شيء لطبيعته .. كان هو يفكر بعمق في رد فعل شهد .. كيف سيخبرها؟ هل ستفرح؟ كان هو فرحا علي ايه حال..
تذكر كيف ضغط علي الزناد و اطلق ارصاص..كان يعتقد ان هذا امرا ليس بامكانه فعله.. كما قال الخواجة هو لم يطلق رصاصة من هذا المسدس قط.. و لم يكن ينو.. و لكنه عندما رأي المسدس مصوب نحو شهد و عدوي علي وشك الضغط علي الزناد.. وجد نفسه تلقائيا يطلق هو عليه ليحمي شهد.. حاول الا يقتله و نجح.. فهو لن يسامح نفسه ان قتل عدوي.. او اي انسانا.. كانت مجاذفة.. و لكن حياة شهد تستحق ان يجاذف حتي بحياته هو نفسه من اجلها.. ابتسم مرة اخري في سعادة .. لقد اصبحت ملكه

هناك 10 تعليقات:

  1. مش جو بس الى ابتسم وحس بالراحه
    انا حاسه ان كل الى قرا الحلقه دى ابتسم .. بجد اخيرا حسيت بتفائل .. حتى ولو كان مؤقت .. ماهو اصل المشاكل مش هتخلص .. اكيد عدوى هيرجع تانى .. وزوزو كمان اكيد هيكون ليها دور فى المشاكل دى والا ماتبقاش زوزو ..بس اول مره يعجبنى الخواجه ..صحيح الكبير كبير.. بس ياترى رد فعل شهد ايه لما تعرف ان جو اشتراها
    اكيد هتفكر ان جو كمان عايز يمتلكها وممكن مش توافق او هيكون فى كلام كتير بخصوص الحوار ده .. ماهى شهد كمان دماغها ناشفه
    لما نشوف بقى الحلقه الى جايه ان شاء الله سلام يامنوشه

    ردحذف
  2. شهد مصلحتها عندها فوق كل حاجة كان عندها فرصة تفضل مع جو بس فضلت تعد مع زوزو اللي مش بتحبها عشان تضمن الوظيفة اللي بتجيب فلوس .. تفتكري هتشوف مصلحتها مع جو؟؟

    ردحذف
  3. لو بتدور على مصلحتها يبقى مش هتوافق ان جو يشتريها .. لانها عارفه ان هو مش موافق على حكايه الشغل بتاعها من الاول للاخر .. وكمان الى هيسخنها على كده زوزو ... دى ممكن كمان تهرب من جو .. شهد من النوع الى عايز يبقى حر .. تعمل الى فى دماغها من غير ماحد يقولها لا .. وطبعا ده مش هتلاقيه مع جو .. خصوصا ان هى لحد دلوقتى مش بتحبه .. هى ممكن تكون مستجدعاه عامله ليه حساب الى حد ما او مهتمه بيه علشان شايفه اهتمام منه ..لكن هى فى مرحله انها لو عايزه تنساه هتنساه قدام مصلحتها ..مش وصل لحكايه الحب الحب يعنى من ناحيتها ..بتهيالى كده .. لان هى بطبيعتها بتشك فى اى حد ومش بتامن لحد بسهوله او حتى بصعوبه .. بس بصراحه بالنسبه لعيشتها وال هى شافته ده شئ طبيعى

    وانا الى كنت بحسب ان المشكله كلها فى عدوى وبس.. طلعت المشكله فى شهد نفسها وشخصيتها الى مابتقبلش حد يشاركها فيها

    ردحذف
  4. الحلقة رااااااااااائعة اسلوبك الجميل المشوق والاحداث متسلسلة بجمال واتقان ولغة الحوار رااااااائعة استمتعت جداااا بالقراءة ردود الافعال المتغيرة والسرعة ممتازة يوسف راااائع وبيحب شهد جداااا
    كملى ولن امل من الانتظار جويرية (راضية)

    ردحذف
  5. ستراي جيرل.. خيلي بالك برضه ان يوسف دلوقتي مهربها الوحيد..الاختيارات التانية هي مرعي ، عدوي،او الخواجة.. حيرتك انا صح؟ :)
    جويرية شكرا علي مرورك و اهتمامك و تعليقاتك المشجعة.. انت راضية اللي بتعلقي علي الفيس بوك؟ :)

    ردحذف
  6. متقوليش حتروح لمرعي

    ردحذف
  7. هى شهد هى الى محيرانى معاها
    انا بقول ان شهد لما تعرف ان جو اشتراها .. هتفرح انها خلصت من عدوى .. وهتضايف انها بقت بتاعت حد .. ان فى حد اشتراها يعنى مش مهم مين بس هى الفكره ممكن تضايقها ..انا حاسه بكده .. ممكن التوقعات تختلف ..بس الى انا حاساه من شخصيه شهد لحد دلوقتى تخلينى اقول كده

    ردحذف
  8. بس يا منوووووش شهد دي دماغها ناشفه اوي واتضح انها بق علي الفاضي
    اصل يوسف لما بيشخط فيها الشخطه بيمسمرها في مكانها :))

    ردحذف
  9. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    احب اقول لحضرتك انى من متابعات حضرتك الدائمات فى منتدى فتكات وفعلا بيعجبنى اسلوب حضرتك بشدة
    اللصة دى تعد تحفة فنية بجد والله رااااااااااائعة فعلا انا حبيتها اوى وبجد حضرتك ما شاء الله عليكى مبدعة

    ردحذف
  10. بجد قصة واقعية اوى وانا حاسة انه انا فى المكان وشيفاهم كلهمم الله احساس رائع :-) والبت شهد دى الى مش هتجبها لبر

    ردحذف