صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

7/18/2011

اللصة :: (20)



استلقت مني احمد محمود حسبما هو مذكور في اثبات الشخصية..علي اريكة مريحة وسط الحديقة  تتأمل السماء فوق تلك البقعة من بقاع الارض التي تسمي الصعيد.. و التي يملكها زوجها السيد\عبد الله محمود سالم.. ابتسمت وهي تعود بذاكرتها للوراء قليلا..
تري ذلك الشاب المرح صغير السن يقترب منها و يقول مداعبا عبارة غزل اواثنان  فينهره زوجها حتي و هو يعلم انه يمزح، ثم يسلم لهما ظرفا ويقول بمرحه المعتاد:"شغل و لا الموساد نفسه يعرف يكشفه.. عمايل اديا و حياة عنيا.." فيتفح زوجها الظرف و ينظر الي محتواه و يقول:" ايه يا واد الشطارة دي.." فيقول الشاب:" كده ممكن تسافروا.. تتجوزا .. تعملوا اي حاجة.."
فيربت زوجها علي كتفه في امتنان..
ولكنها تعود وتتذكر ان الامور لم تسر وفق ما خُطط لها .
برغم الجهد الذي بذل.. فهي تتذكر اكثر من مرة قفزهما للخارج من النافذة الخلفية لذلك المبني.. الذي وقفا في طابوراطويلا امامه قبلها في الشمس الحارقة حاملين اوراقا لا معني لها اعدها لهما صديقهما الشاب المرح.. فقط ليدخلا المبني  ويخرجوا من البوابة الخلفية له بعيدا عن الانظار .. ضحكت و هي تتذكر  كيف كانا يقفزان و يتجنبا رؤية امن المكان لهما.. كانت مغامرات مضحكة حقا.. كله من اجل ان يظن من يراقبهم انهم علي وشك السفر..
لقد نجحا في خداع الكل ..بالفعل ظن الجميع انهم مسافران.. ولكن لم تكتمل الخطة كما ارادا..

"شهد"
كان هذا صوت زوجها ينادي من داخل البيت البسيط ..
مني:"ايوة.يا جو."
عبد الله:" بتعملي ايه عندك؟"
مني:" مأنتخة علي الكنبة في الجنينة.. تعالي انتخ معايا.."
عبد الله:"جاي.."

كانت حقا احداثا درامية ..تليق بفيلم اكشن..

ولكن الجزء الرومنسي كان له دورا..

اتسعت ابتسامتها و هي تتذكر تلك اللحظة و التي ستظل تتذكرها الي الابد..
كان الموقف مرعبا بصورة بشعة...ذلك البغيض فاروق مصرا علي ان يصدمهم بالسيارة الكبيرة.. افلتا من السقوط اكثر من مرة بمعجزة.. الي ان قال جو فجأة:" مش هنقدر نكمل الطريق كده.. عربيته اجمد و اسرع! هيموتنا.."
شهد: طب ايه؟"
جو:" هننط!"
شهد مصعوقة:" ازاي؟"
جو مركزا نظره اليها في مراة السيارة  ليتأكد انها تفهم :"لما اقولك نطي افتحي الباب و نطي.. وحطي ايدك علي راسك ولفي جسمك مع الحركة "
كانت تثق به و لكن هل تثق الي درجة اتباعه في الجنون.. لو لم تكن تلك التهلكة فماذا تكون؟؟
بالفعل انتهز جو اول اصطدام اخر وانحرف بالسيارة نحو الحاجز الجانبي ثم صاح:" نطي!" وقفز معها..
قفزت هي بعده لتجد نفسها تسقط في الرمال الموجودة بعد الحاجز و تتدحرج مثله قليلا لاسفل..بينما السيارة هوت لاسفل ثم ..بووووم الانفجار..
اقترب منها جو و ابقي رأسها منخفضا.. حتي يتختفيا عن الانظرا ..راقابا السيارة تحترق وهم متوارين لربما كان احدا مارا و يلقي نظرة.. كان الطريق مهجورا و نادرا ما يمر به احدا.. ولكن الحرص واجب.. بعد ان اطمأنا الي ان احدا لا يتابع.. تسلقا صعودا و لكن من مكان ابعد قليلا من الحادث .. وما ان وصلا للطريق حتي نفضا الرمال عنهما و سارا مبتعدين.. يده تعانق يدها و علي وجهيهما ابتسامة لا مكان لها علي فمان للتو نجا صاحبيهما من الموت المحقق..
نظر اليها و قال مبتسما:" البقية في حياتك.."
لم تفهم. سألت:" في مين؟"
 فقال:" في شهد و يوسف.. من دلوقتي عايزك تنسي كل حاجة حصلت قبل اللحظة دي في حياتك.. من دلوقتي انا وانتي اتنين جداد.."
شهد بابتسامة ممزوجة بدهشة:"يعني ايه؟"
قال:" يعني مثلا شهد كانت ملك يوسف.. ده هيتغير.."
شهد بتوجس:" هتديني حريتي؟"
ضربها يوسف علي رأسها و قال:"هو ده اللي هامك؟.. ده بُعدك.. انت هتفضلي ملكي ..بس بطريقة تانية.."
شهد:" ايه بقي ان شاء الله؟هتكتبني علي نفسي وصولات امانة؟!"

جو:"لأ هكتب انا عليكي! "

توقفت شهد عن السير.. ونظرت اليه عاجزة عن الكلام..  لم تتصور يوما ان لحظة مثل تلك ستمر عليها.. كان اقصي امالها ان تعيش سعيدة في كنفه.. ملكا له.. و لكن ان يطلب ان يتزوجها؟!! ان تصبح حرة و في نفس الوقت تمضي عمرها بحانبه.. بارادتها و كامل حريتها.. الا تعامل كسلعة مربحة ابدا في حياتها مرة اخري؟؟!! لم تصدق.. دمعت عيناها و هي تنظر اليه.. تلك النظرة التي اذابته..
قال متصنعا الجدية :" اولا روحي انتي حرة.. تقدري تمشي لو عايزة"
فسارت شهد مبتعدة تمازحه..
فلحق بها قائلا:" وحياة امك؟! انسي! تعالي هنا.."
وقف امامها و امسك يديها وبيديه و قال:"بما انك بقيتي حرة .. اسمي يوسف، وعبد الله في البطاقة الجديدة.. وعندي بيت و ارض في الصعيد ناوي ازرعها.. حاليا مبشتغلش بس معايا فلوس.. بغير اوي و عصبي.. وبقدس الحياة الزوجية وبساعد في المنزل.. تقبلي تتجوزيني؟"
ابتسمت شهد وترقرت عيناها و لم تقوي علي الرد..
فقال هو :" هو عموما رأيك تحصيل حاصل.. انا عملتلك الشويتين دول بس عشان تحسي بنفسك.. كده كده هكتب عليكي.."
ثم انحني بسرعة  و ولف زراعيه حول ارجلها و حملها علي كتفه قائلا:" استعنا علي الشقي بالله"
صار رأسها متدلي خلفه وكأنه يحمل جوال بطاطس.. وهي تضحك و تضرب علي ظهره بقبضتيها..
مشي بضع خطوات .. ثم قال فجأة:"احنا كده يا شهد بالنسبة لكل الناس موتنا.. مبقالناش حد في الدنيا غير بعض.. زراعة الارض لسة في علم الغيب.. الدنيا مش واضحة قدامي.. برضه هتيجي معايا؟"
شهد:" ارد ازاي و انا متشقلبة كده؟"
انزلها و نظر بجدية الي عينيها فامسكت يده و قالت:" انا اصلا مكانش ليا حد في الدنيا.. وبقالي بس لما انت ظهرت.. هروح معاك لاخر الدنيا.."
ضمها اليه بحنان..
ثم عاد ليقول:" برضه ردك علي السؤال ده كان تحصيل حاصل..كده كده كنت هاخدك معايا!"
ثم انحني مرة اخري و حملها بنفس الطريقة.. وهي مازالت تضحك

افاقت من ذكرياتها علي يد حنونة تملس علي شعرها.. انه هو..
جلس بجوارها علي الاريكة و قال:" كنت سارحانة في ايه؟"
قالت:" بفتكر عرض الجواز بتاعك.."
قال:" انت هتعيشي؟! عرض جواز.. وهتمثلي بأة اني كنت عريس و بطلب ايد الهانم العروسة.. علي اساس ان كان ليكي رأي مثلا و او عندك اختيارات؟"
هي:" افرض كنت مشيت و سبتك وقت اما قلتلي اني حرة؟ "
لف ذراعه حولها و الصقها به و قال بهدوء:" كنا هنخش بقي في حوارات خطف بقي ...وكلام من اللي انتي واخدة عليه ده.. "
شهد:" لا انا زهقت اوي من الخطف.. شوف حاجة مختلفة.."
جو:" علي رأيك.. بقي ملل اوي.. انا مش عارف همة عاجبهم فيكي ايه؟"
شهد:" يا سلام مش عارف؟"
سرح قليلا ثم قال :" عارفة بجد كلهم عاجبهم فيكي ايه؟ سيبك من ان كل و احد بيطلع سبب هو مقتنع بيه ..  انتي يا شهد  فيكي ميزة باينة اوي بتشد خصوصا في وسط  ناس زي اللي كنا معاهم .."
شهد:" ايه بقي ؟"
جو:" براءتك.. اللي باينة في وشك مهما حاولتي تلبسي و اتمثلي..حتي واني بتهببي ترقصي .. شكلك بريء..ودي حاجة كلنا مفتقدينها و بتجننا لما بنلاقيها.. انا اول ما شفتك مقدرتش امنع نفسي من اني اعين نفسي وصي علي براءتك دي..  وعندك ميزة كمان بس بتبان لما الواحد يعرفك اكتر.."
 اعتدلت شهد ونظرت اليه باهتمام قائلة:" لا دانا الليلة دي  قاعدة معاك للصبح.. قول "
قال:" عندك مبدأ حتي لو غلط.. بس انت ماشية عليه.. مهما حصل انت ثابتة.. غير بقي انك جريئة و جدعة.. بس ده ميمنعش انك  غشيمة و متهورة"
ضحكت شهد بشدة..
فقال:" بتضحكي علي ايه؟... فاكرة لما زنقتي مندو في الحمام .."
انفجرا كلاهما من الضحك..
فعاد ليقول متظاهرا بالضجر:"حاجة تقرف ..واخد واحدة قال ايه ، كل واحد عدي كده من جنبها قام حبها ولا اعجب بيها و لا عايز يتهبب يمتلكها.. واشرب بقي يا جو.."
ضحكت شهد بدلال وقالت:" انا محكتلكش علي سليم؟ مش هو كمان.."
قاطعها جو قائلا:" مش عايز اسمع حاجة.. ارحميني "
شهد ساخرة في دلال:" ايه يا حبيبي بس هو كان حصل ايه يعني؟"
جو مستنكرا معترضا:"بقي انا جو.. اللي بخرم عين اي حد يرفع عينه علي واحدة مجرد ماشية جنبي ..  اشوفك انتي اللي بحبها.. مش عارف مين يجي يموت يقرر يديكي الحضن الاخير.. و معرفش مين فجاة افتكر انه بيحبك و يقرر يعوض سنين الحرمان .. لأ ده غير ايام عطا.. والله مش ناسيلك اللي عملتيه فيا.. كله هيطلع علي دماغك!"
شهد:" ازاي؟"
جو بخبث:" تعاليلي جوة و انا اوريكي!"
قالت شهد مغيرة للموضع بعد ان احمرت و جنتيها احراجا:"هم الجماعة مش جايين و لا ايه؟"
جو:" ده و قت جماعة دلوقتي!  عمر كلمني و قالي هيجيب حنان و هيجوا بكرة.."
شهد سارحة:" تفتكر حنان عمرها هترضي عن عمر؟"
جو:" طول ما هو كده مش هترضي.."
شهد:"بس ده صعب يطلع من الل هو فيه .."
جو:" عشان كده قصتهم هتفضل متعلقة .."
شهد:" طب و حمادة مش جاي؟"
جو:" لأ صعب ..مش الفترة دي..عشان بس العين متبقاش عليه و هو جايلنا"
شهد:" بصراحة الواد ده يستاهل كل خير..كان جدع قوي معانا .. البطايق اللي عملهلنا  لولاه و لا كنا اتجوزنا و لا كنا عرفنا نعيش هنا.."
جو:" فعلا.. عارفة فكرة الشهر العقاري كانت فكرته.. عمل بطاقة باسم عبد الله  ومسكها علي انها بتاعته و انا رحت معاه بصفتي يوسف صاحب ارض الصعيد.. و بعت له بصفته المشتري عبد الله.. بحيث بعد كده لما انا اخد بطاقة عبد الله تبقي الارض ملكي من غير ما حد يركز معانا"
شهد:"وفكرة السفارة برضه كانت حلوة بس متعبة.. كلهم بجد افتكروا اننا هنسافر.. لولا بس موضوع الخواجة الللي قفش عليك ده و بوظ الدنيا..  بس اهم بدل ما كانوا هيفتكروا اننا هاجرنا واحنا في الحقيقة هنا.. اديهم فاكرين اننا موتنا و احنا برضه في الحقيقة هنا.."
جو:" الواد حمادة ده والله دماغ كبيرة اوي.. "
شهد:" اه فعلا .. تصدق واحشني جدا.."
جو:" متخلنيش بقي اجيب سيرة امه.. و حاشك ده ايه؟!"
شهد:" ايوة اصله  بيضحكني جدا.. دمه شربات"
جو ضاغطا علي اسنانه متصنع الغل:" وانا مش بضحكك؟! طب تعاليلي و انا هوريكي الضحك!"
وجذبها من يدها بقوة لتقف و دفعها امامه لداخل البيت وهو يطاردها و يدغدغها.. بينما هي تصرخ و تضحك وتحاول منعه..
اختفيا في الداخل .. ثم ظهر جو بعد ثانية وقام باغلاق الستائر..


                                          ***
في اليوم التالي قابلت شهد حنان بترحاب شديد و احتضنها لمدة طويلة.. كانت حنان تبكي تأثرا..
حنان:" منكوا لله.. منكوا لله انا قضيت اسبوع مهبب .. عيط عليكوا عياط يا ولاد الذينا.. "
شهد:" طب و تعيطي ليه لما انتي عارفة اننا هنا؟"
حنان:" منا الاول كنت بعيط عشان كل اللي حصل و بتخيل لو كنتوا متوا بحد كان جرالي ايه.. و بعدين بقيت بعيط عشان مش مصدقة انكوا خلاص هتعيشوا هنا بعيد عني.. و بعدين بقيت اعيط من وجع دماغي و التمثيل اللي كنت بمثله علي الناس"
عمر:" هو ده بس اللي كان بيعيطك يا حنان؟"
نظرت اليه حنان ببرود و تجاهلت سؤاله.. سؤاله (جه في الجون) كانت تبكي معظم الوقت بسبب وجوده الذي صار امرا مستمرا في حياتها.. كات تحبه و لكن بكل حزم تمنع نفسها حتي من الابتسام له.. كانت تتعذب حين تراه يوميا و لا تقدر علي قول (وحشتني).. كان نظراته المحبة لها تمزقها.. ولكنها لن تتخلي ابدا عن مبدائها في العيش بما يرضي الله.. لذا كان البكاء ملاذها..
عمر لشهد بهدوء:" ازيك يا شهد؟ اخر مرة شفتك كنت متشقلبة علي كتف جو.. "
ابتسمت شهد في حرج.. وقالت:" كويسة.. الحمد لله زي مانت شايف اتعدلت"
ضحك عمر ضحكة راقية هادئة..
خرج جو وقال بحماس:" حنونة"
جرت حنان عليه و احتضنته بقوة..
تنحنح عمر و اشاح بوجهه.. تأملته شهد.. كان حقا يحترق من الغيرة.. هي تعلم هذا التعبير جيدا..
قالت:" جوو حنان  اخوات.. كانه اخوها الصغير.."
ادرك عمر ان شهد تفهم حالته فقال محرجا:" طبعا منا فاهم.. طبعا"
ابتسمت و قالت:" ثم ان جو ده بتاعي انا.. مكنتش هسيبهم كده لو مكنتش عارفة معزتهم عند بعض"
عمر وكانه يعترف:" انا فاهم.. بس مش بايدي!"
اقترب جو و حنان منهما و قد طوقت حنان وسط جو بذراعيها بينما اراح  هو ذراعه علي كتفها.. عندما استدار عمر ليراهم.. احتقن و جهه وقال متعلثما:" حمد الله علي سلامتكوا يا جو.."
غمزت شهد لجو..لكي يبتعد عن حنان لم يفهم في البداية .. فهي لم تبدي اي ضيق ابدا من علاقته بحنان و تتفهمها.. ولكنه عندما نظر في وجه عمر المحتقن ادرك غاية شهد.. و لام نفسه.. رفع ذراعه سريعا عن حنان بطريقة ساذجة وواضحة تبين تماما ما مر في رأسه.. وقال لعمر:" الله يسلمك الفضل ليك بعد ربنا في سلامتنا"
ثم اقترب منه وربت علي كتفه في حفاوة.. وبدي علي عمر انه غير مهيء ليكون حميما الان مع جو.. فهو شبه تراجع مبتعدا..قائلا:" ده اقل واجب.."
جلسوا جميعا في الحديقة علي بعض الكراسي البسيطة المريحة..
جو محاولا ان يضيف اي اضافة ليريح نفسه من اللوم ..فهو قد ذاق الغيرة و يعرف مرارتها.. وقد اشفق علي حالة عمر.. فهو يذوب عشقا في حنان بينما هي ترفضه.. ومؤكد يغار عليها من شخص مقرب اليها مثله..
 يجب ان يحترم وجوده..  فهو له افضال عليه..
قال:" عارف يا عمر حنان دي زي امي.. "
ضربته حنان علي كتفه بغيظ قائلة:" امك؟!! ليه شايفني اد ايه؟"
تلقي جو الضربة التي حقا المته من امرأة غاضبة ذكر حديثا عن عمرها..
قال:" اقصد لو كانت ليا ام مكانتش هتعاملني زي حنان.."
ابتسم عمر محاولا ان يبدو متفهما..
شهد لتغير الموضوع تماما:" بجد يا عمر احنا متشكرين جدا.."
عمر:" انا اللي متشكر.. موضوعكوا ده اداني فرصة جديدة.." ثم نظر الي حنان..
وعاد ليكمل عندما وجد رد فعلها سخيفا باردا قال مازحا:" بس ايه يا شهد ده.. كل الليلة دي طلعت في الاخر بسببك.. عارفين مين اللي طلع سخن الخواجة علي جو خلى الدنيا تنفجر.. بت كده بتحب جو اسمها زوزو.. كانت غيرانة من شهد قامت راحت فقعته اسفين عند الخواجة.. والمعلم القديم بتاع شهد كان عايز يرجعها فتحالف مع الخواجة.. ده غير بقي كل الي قفشوا علي جو عشان عايزين يشتروا شهد.. وجو اداهم وش خشب.. كل دول قلبوا الخواجة عليك يا جو.. المهم دلوقتي ان كل دول راحوا... اللي هرب و اللي اتقتل.. مش سهلة انت برضه يا شهد! خلصت علي عصابات بحالها برجالتها.."
ضحكت شهد..
حنان:" انت لو  شفت زوزو يا جو هتصعب عليك.. ضربت خالص.. د انا كنت بفكر اقولها انك ممتش عشان اريحها"
صاح بها ثلاثتهم محذرين..
فرفعت يديها مستسلمة وهي تقول:" منا مقولتش! هو انا هبلة؟"
شهد:" تستاهل.. هو اللي شفناه منها شوية.."
جو:" دلوقتي بقي اللي شفناه منها؟!.. الله يرحم.. اصل زوزو قالت.. اصل زوزو سوت"
كان يقلد اسلوب شهد ساخرا منها ..
ثم عاد ليقول لغيظ شهد:" بس مسكينة و الله.. خسارة و احدة زيها في الجنان"
كان يرسم بكفية في هواء تقاسيم جسد فتاة  مغرية وهو يقول "زيها"بينما شهد (تزغر ) له..
فانضم اليه عمر مؤيدا و هو يقول بحسرة:" الصراحة اه.. و اي خسارة.. الا صحيح يا جو.. هي فعلا كانت صحبتك؟!"
هنا تدخلت شهد وقالت:" بالنسبة لـ ليلتكوا؟ طب انت يا عمر هتروح.. انما هو قاعد هنا.. خليها تعدي!"
حنان بزدراء:" عين فارغة!"
عمرلحنان:" تنكري ان البنت مزة و حلوة؟ "
حنان بعصبية:" ماهي كانت قدامك في العزا.. كنت خليني اعرفك عليها"
عمرساخرا متصنع الجدية:" لأ يا شيخة.. ده وقته؟! البنت مهمومة و حزينة علي موت حبيبها.."
جو:" يا بني هو ده وقته! تبقي انت الصدر الحنون اللي هيعوضها عن اللي راح منها.. اسألني انا"
شهد بتلقائية شديدة وهي تنهض:" طب هقوم انا اجيب المطواة من جوا.. اجيب لحد حاجة معايا؟.."
امسك جو بذراعها.. و قبل كفها قائلا:" بس تعرف يا عمر.. النوع الصغير القِلة ده .. احسن من اي حاجة"
نزعت شهد يدها و ضربته علي كتفه برفق..فاحتضن و سطها بذراعه بينما هو جالسا و هي واقفة بجانبه و قال وهو ينظر في عنيها بحب:"ولا عمري كنت هلاقي زيه.."
عمر مكملا المزاح:" لا ميزته انه خفيف و سهل التخزين..علي يدي.. انا شفتك وانت ماشي بيها علي الطريق"
اطلق جو ضحكة عالية و هو يضم شهد اليه اكثر..
عمر لحنان:" انا قولتلك لما لقيتهم علي الطريق ماشين  بعد الحادثة و هربتهم لحد  هنا كانوا عاملين ازاي؟"
هزت حنان رأسها نفيا.. ونظرت اليهما منتظرة الشرح..
عمر:"احنا بعد الحادثة قلنا نسيب المكان و نمشي..وبعد يجي كيلوا كده  الاقيلك دول متربين و متغطيين بالرمل .. و جو ماشي علي جنب الطريق بمنتهي الثقة شايل شهد علي كتفه زي الشوال..وماشي يتمختر بالراحة"
قالت شهد مؤيدة بابتسامة عريضة:" اصله كان لسة طالب ايدي.."
حنان:" حاجة رومانسية خالص.."
عمروهي يرمق  حنان بنظرات ساحرة:" عقبالي يا رب.."
حنان بحدة:" انت بتحلم!"
عمر:" ليه بس كده يا بنت الحلال.. البنت المزة ان شاء الله هتخف و تفوق من الصدمة وهتلاقيني في انتظارها.. انتي طبعا اول المعازيم.. عشان تمسكيلنا الورد في الزفة"
حنان بغيظ اخفته في ازدراء شديد:"مممم يدوبك عليك زوزو فعلا.."
عمر:" معلش اصلي حاولت ارفع من مستوايا.. بس مرضيوش بيا فوق"
همت حنان بقول شيئا جافا الا ان شهد قطعت الحوار وغيرت الحديث مجري للمرة الثانية:
"جيتوا ازاي؟ بسهولة؟"
عمر:" بالطيارة.. نزلنا في مطار الاقصر و ركبنا عربية كانت مستنيانا لحد هنا"
شهد مازحة:" الفلوس حلوة برضه.. اوعي تفتكر اني بحسد.. انا بحقد بس"
عمر:" والله يارتنا جينا بالعربية.. يمكن كان الوقت طول و حنان كانت هتضطر تفتح بقها و تكلم معايا"
نظرت اليه حنان نظرة امتعاض..
عمر لحنان:" ده الي باخده منك ..نظرات"
جو:" ايه يا حنان.. الراجل جايبك لحد هنا في طيارة.. ابتسمي في وشه حتي"
حنان بحدة:" والله هو اخد تمن الرحلة دي مقدما.."
وضع جو يده علي وجهه متصنعا الصدمة وقال بصوت مرتعش:" استغفر الله العظيم "
ضحكت شهد بصوت عال بينما ابتسمت حنان رغما عنها..
قال عمر لجو معترضا:" والنبي بس قبل ما تعمل فيها ذكي رستم.. عارف التمن ايه؟ الهانم و افقت اني اكلمها امبارح بالليل في التليفون.. " ثم قبل يده وش وظهر..
لم تملك حنان سوي الابتسام رغما عنها فقد كان اداء عمر ساخرا مضحكا.. ومن قبله جو..
ثم حاولت ان تكون جادة و تقول:" اظن اننا متفقين اننا منكلمش ابدا.. وانا اتنازلت عشان انت بتبتزني بانك تجيبني هنا"
عمر معترضا بشدة:" الاتفاق ده كان زمان يا حبيبتي.. قبل ما انقذ حياتك.. دولقتي حياتك دي ليا حق فيها.."
حنان:" انت هتذلني عشان مرة في حياتك استرجلت معايا!"
عمرمصعوقا منفعلا:" ايه؟ مرة؟!!! مرة؟!!! نسيتي.. افكرك؟!!"
حنان و قد استدارت له و ضيقت عينيها:" فكرني.. و النبي تفكرني!"
عمر:"والله ما عارف ابتدي منين!! طب نسيتي لما كنتي بتدوري علي شقة و كنتي بتيجي تعدي عندي فكنت بسيبلك البيت خالص واروح انام عند اخويا..عشان تبقي علي حريتك ومخك ميصورلكيش ان كان في نيتي اي حاجة لما عرضت عليكي تيجي؟!! واحد تاني مكانش عبرك ولا قلك راحته.. و للا حتي كان استغل الفرصة!!!"
حنان:" يا سلااااااام..  انت هتزلني عشان كنت مش لاقية شقة!!!"
عمر منفعلا:" شوف اقولها ايه تقولي ايه... انا بقول ان الموقف...............................

كان جو وشهد يتابعان المشادة بين الحبيبن وعلي وجههما ابتسامة.. غمز لها جو ليدخلا الي البيت.. فقامت معه وسارا معا وقد احاطها بذراعه قائلا:" انا رأي نسيبهم علي راحتهم.. عمرهم ما هيبطلوا.."
اومأت شهد برأسها موافقة .. بدى ان صراع الحبيبن كحبهما .. ازلي و لن ينتهي ابدا..
اسدنتد رأسها الي كتفه و دخلا معا من الباب..
سعادتها بدأت مع اعلان موتها..
وبعد ان كانت هي اللصة .. صارت المسروقة..
سرقها بطلا اسطوري.. رجلا ..
لو كانت السعادة تتمثل في القرب منه..

فهي اسعد مخلوقة في الاكوان جميعا..



تمت بحمد الله

هناك 11 تعليقًا:

  1. روووووووووووووووعة
    pink ocean

    ردحذف
  2. جميله جداااااااا سا قمر كل شويه اقراها تانى وزعلانه اوى انها خلصت
    saso

    ردحذف
  3. راااااااائعة جداااااااااا الاسلوب الجميل والاحداث الشيقة والجو الجديد والشخصيات المدروسة المتقنة الخير والشر والخير والحب انتصر
    رااااااائعة اتمنى لكى النجاح والتوفيق
    وانتظر الجديد
    جويرية

    ردحذف
  4. ده انتى بقى كنتى مظبطه الحكايه من الاول بقى ان هما يقعدو فى الصعيد والجوازات والحركات كلها .. ولا هى جت كده فى الاخر ؟!!
    بس ايه النهايه الماساويه دى .. عدوى فى الاول مات بمرض خطير .. وزوزو اتجننت والباقى اتكل الى رحمه الله ده انتى شويه شويه كنتى هتطلعى على المشاهدين :D .. فاكره حبيبه كل الناس فيها طلعت فرحانه حتى طارق بجد قصه حبيبه لحد دلوقتى ارجعلها تانى .. بس دى النهايه الطبيعيه للقصه .. ناس كلها شغل عصابات ماينفعش النهايه غير واحد يموت والتانى يعيش .. حكايه حنان وعمر دى حاله ميؤس منها .. هما اخرهم يناقرو فى بعض كده على الطاير ..بس بصراحه اهنيكى على القصه دى .. علشان انا حاسه ان انتى تعبتى فيها خصوصا انها بتحكى عن نوع معين من الناس ومش بيكونو كمان عايشين وسطنا .. لا دول ليهم مجتمعهم الخاص وقوانينهم الخاصه بيهم .. عرفتى الحاجات الى جوه دى ازاى .. يعنى مثلا ان الواحده بتتباع وتتشرى .. صفقات الاسلحه وحرب العصابات الى جوه دى . والاهم طريقه الحوار والكلام الى بينهم والاتفاقات .. خصوصا ان انتى بعيده كل البعد عن الوسط ده .. بجد تحيه كبيره ليكى .. انا هستنى القصه الجديده .. وغير كده كتاب حبيه .. هو امته ؟؟!!....

    ردحذف
  5. شكرايا بينك اوشن و ساسو و جويرية ..

    ستراي جيرل : ابتديت اظبط النهاية و انا في نص القصة:)
    النهاية مأسوية عشان همة حياتهم اصلا مأساوية.. زي ما قلتي شغل عصابات و اسلحة.. كان لازم كده.. اللي فلتوا منهم كان جواهم حاجة كويسة ..

    حنان انسانة نقية واكيد هتتكافيء..يمكن عمر يسيب كله عشانها.. و يمكن تقابل اللي احسن منه.. بس دي حدوتة تانية..

    طبعا انا معرفش ان في حاجة كده في الدنيا.. القوانين و البيئة نفسها كله من خيالي..يعني مزج بين فكرة الجواري زمان و اطفال الشوارع وتسريحهم..كده يعني.. والحوار طبعا جبته بصفتي زي اي طفل مصري نشاء علي الافلام العربي.. :)

    الكتاب قريب ان شاء الله ..هعلن طبعا قبل حتي ما ينزل :)

    شكرا علي التعليق الطويييل :)

    ردحذف
  6. بجد القصه روعة والنهايه جميله جدا هاد النوع من البيئه اللي كانت شهد و جو فيها ما حد بتكلم عنهم و انتي عرضتي الموضوع بطريقه ممتازه بهنيكي عليها و مستنيين جديدك

    ردحذف
  7. مبروك انتهاء القصة ومبروك مرة تانية على الكتاب ... أنتظره على شوق

    زعلانة قوي على القصة إنها خلصت حاتوحشني قوي
    برضه انتظار بس انتظار جديدك

    بالنسبة للنهاية .. اخترت للاشرار أفضل جزاء حتى العالم الشرير اللي كان عايش فيه الثنائي الجميل انتهى وبدءا في عالم آخر نظيف وجميل لا مكان فيه لكل ما هو سيء بل يبدو لي عالم كالأساطير يحتوي كل ما هو رائع ونقي

    منة بصراحة مش عارفة أقول إيه على الإبداع ده
    "تسلم إيدك" شوية قوي عليكي
    "تفوقت على نفسك" انتي أكثر من متفوقة
    قدرت تغوصي بنا في عالم مجهول نخشى حتى من تصوره وننكر وجوده

    خالص تحياتي وإعجابي وحبي

    حاتوحشيني لغاية عمل جديد من روائعك

    أختك هبة الله

    ردحذف
  8. بجد تحفه انا بقيت بدور على كتابتك زى المدمنه

    ام الاء

    ردحذف
  9. حلوة جدا القصة يا منة انا بقراها من امبارح بجد امتعتينى
    هقرا القصة اللى فاضلة (حكاية رقية )و بعدين ارد على الاستفتاء

    ردحذف
  10. فعلا القصة رائعة و لم اشعر بملل و لو للحظة واحدة وانا بقراها مستنيين الجديد من حكاية رقية. و من تقدم لتقدم

    ردحذف
  11. يا خسارة خلصت بسرعة اوى بجد قصة واقعيية اوى وحلوة اوى وجميلة اوى اموت انا فى قصصك يامنة ياعسل

    ردحذف