صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

12/13/2011

حُرية رُقية (1)


دوت الموسيقي الصاخبة عبر السماعات الضخمة في ذلك الملهي الراقي بأحد احياء لندن.. بينما و قفت هي وسط مجموعة من الاصدقاء ترقص بتفان و جهد..وكانها تؤدي مهمة محددة و هي الاستمتاع.. رمقت ذالك الرجل - الذي يقف عن بعد يتابعها- بنظرة غاضبة ثم اشاحت بوجهها عنه في امتعاض و استمرت في الاستمتاع و الرقص..
وفجأة بدون مقدمات ضج المكان بالصياح ..كان هناك من يتشاجرون و قد تحول الامر لتطاول عنيف بالايدي.. افلت احدهم من وسط الشجار وفوجئت هي به يهرب من خضم العراك وكانت وجهته نحوهم - هي و اصدقاءها-  بينما هرول خلفه من كان يتشاجر معه.. لاعنا اياه و مهددا و هويخرج مسدسا من سترته وقد صوبه نحوه.. صرخ الجميع وانبطحوا ارضا.. فاطلق الرصاصة باتجاهه.. لم يكن خط سير الطلقة بعيدا عنها.. خصوصا بعد ان انبطح الهدف الاساسي تاركا اياها مكشوفة امام الرصاصة..
في لمح البصر و جدت من يدفعها جانبا بقوة و يسقط معها ارضا ، مصطدما بطاولة المشروبات اثناء السقوط.. مما جعل كل الكؤوس تسقط فوقهما .. صرخت في ذعر وهي تري الدماء تظهر علي وجهها و ذراعيها..من هول الموقف لم تدر ان كانت اصيبت بالرصاصة .. ام أن ذلك الشخص المستلقي ارضا بجانبها هو من اصيب.. لم تدري ان كانت تلك دماءها ام دماءه.. لم تدم حيرتها سوي لثواني بعد ان ادركت ان هو من اصيب و ان الدماء تتدفق من مكان ما برأسه بغزارة.. لقد انقذها ليصاب هو!
صرخت بعلو صوتها بأنجليزية سليمة:" النجدة!.. هناك مصاب!.. النجدة!"
                                         ***
"رُقية... لقد طفح منك الكيل!إنها ليست مرتك الاولي!!! أن لم تعنيك سلامتك في شيء..فحافظي علي انا و امك المسكينة التي تكاد تصاب بالسكتة كلما افتعلت مشكلة من مشكلاتك!"
كان هذا و الدها السيد صادق.. يعنفها بالانجليزية في حضور امها نوال بغضب شديد في قصرهم الكبير بلندن.. بينما جلست بجوارها ممرضة شابة تعالج جرحا بسيطا في جبهتها..
رُقية في حدة ردا علي ابيها بالانجليزية:" دادي! انا لم افعل شيئا هذه المرة... كنت استمتع بوقتي.. و حدث ذلك الامر في الملهي! ما ذنبي؟!! بامكانك ان تسأل حرسك وجواسيسك المتطفلين علي حياتي.. سيخبرونك اني لم افعل شيئا!"
صاح الاب:" لمَ ذهبتي الي هناك دون علمي من الاساس؟!"
نوال باللهجة المصرية واسلوب عتاب حان:" رووكي.. دادي مش بيكلم علي اللي حصل في (الكلَّب).. هو بيكلم انك اصلا روحتي من غير اذنه.. هو لما قالك لأ من الاول.. كان بيحميكي من موقف زي ده.. اديكي جربتي بنفسك.. اتمني تكوني فهمتي انه كان عنده حق!"
رُقية بعصبية اكثر مع امها وباللهجة المصرية الركيكة التي يتميز بها من امضي عمره خارج مصر:" انا مبقتش طفلة عشان تحموني من كل حاجة في الدنيا! الي حصل الليلة كان صدفة! طبعا انا اسفة اني خرجت من غير اذن.. بس دادي اللي بيضطرني لكده.. ثم انا متأكده انه كان هيوصله اني خرجت بمجرد ما رجلي تتحط برة اوضتي! يبقي مش من وراه و لا حاجة.."
ثم القت نظرة غضب وتحدي الي ابيها و قالت:" أليس صحيحا؟!"
قال الاب بعد ان اخذ نفسا عميقا للسيطرة علي انفعاله:" رووكي ..افهم انك مللت الحرس و الحراسة..بس للمرة الالف اشرحلك..  دادي راجل مهم  و اعدائي كتير.. ومش هسامح نفسي لو حد اذاكي بسببي .. و مين قالك ان اللي حصل الليلة صدفة؟ من امتي حد بيعرف يدخل بمسدس في (الكلب) ومن امتي اصلا لما الشباب بيتخانقوا بيضربوا نار علي بعض؟؟ و يعني من كل الوجودين الرصاصة متجيش غير ناحيك انتي؟! لولا الولد اللي انقذك.. كان..." وصمت دون يقدر علي اكمال الجملة
رُقية:" مش جواسيسك بلغوك ان البوليس قبض علي الشابين و طلع اللي معاه المسدس مهووس وكان جاي اصلا يموت التاني عشان اخد منه حبيبته؟! يعني انا مليش علاقة ولا انت يا دادي!! هو صحيح راح فين اللي انقذني؟ الاسعاف اخدته.. بس انا فهمت انه جرح سطحي و الطلقة ماجتش فيه"
الاب:" اتصلنا بالمستشفي.. واطمنا عليه.. زجاج الكاسات فتحله راسه.. واحتاج غرز..لكن بسيطة"
رُقية:" اريد ان اشكره! سأذهب الي المسشفي.."
الاب:" انت لن تذهبي الي اي مكان يا فتاة.. انت معاقبة! هيا الي غرفتك.. ولا اريد ان اسمع اعتراضا"
عقدت رقية حاجبيها و قالت:" الفتي ضحي بنفسه من اجلي وتخاف علي ان اذهب لاشكره؟؟!! كم تظن عمري دادي؟! من هم في سني استقلوا بحياتهم عن ذويهم منذ عام مضي!"
الاب:" ليس من عاداتنا.. لقد تحدثنا بهذا الامر الف مرة!"
خرجت من البهو الواسع في سرعة و غضب متجهة للدرج و هي تقول:" اتعرفون؟! لقد مللت هذا البيت ، و مللت عادته..و مللت حياتي!"
لم يعلق اي من الاب و او الام.. بل تابعاها تصعد في عصبية الي ان اختفت في الممر بالاعلي..
تنهدت نوال في يأس و قالت:" مش عارفة احنا اللي غلطانين و لا هي؟  يا صادق البنت مش عارفة تعيش زي اللي في سنها.."
صادق:" يا نوال اللي في سنها مفيش حد فيهم ابن صادق منصور.. اكبر رجل اعمال عربي في اوربا.. دي تحمد ربنا علي النعمة الي هي فيها"
نوال:" بالنسبة ليها مش نعمة.. طول الوقت حراسة وخنقة.. دي عشان تخرج  بتحتاج يومين تطلب فيهم اذنك وتترجاك.."
صادق:" يا نوال انا بتحارب من كل ناحية... واللي نفسهم يؤذوني كتير.. ثم يعني و هي كانت بتهتم باذني؟!.. ماهي طول الوقت بتزوغ و تهرب.. دا لولا الحراسة اللي عندهم اوامر يفضلوا وراها من قبل حتي ما يبلغوني انها خرجت.. كان زمانها هربت من البلد.. بنتك مدلعة بزيادة و مش مقدرة المسؤولية .. وايه كل يوم و التاني عايزة تسهر و تروح حفلات؟؟.. هي نسيت اصلها؟ ولا نسيت احنا مين؟"
نوال:" سنها يا صادق.. دي مكملتش عشرين سنة لسة.. وهي دي دنيتها و اللي حواليها.. كنت ربيها في مصر بقي مدام الحكاية فيها اصلنا و عادتنا.. دي البنت بتتكلم كلمتين مصري بالعافية.. جاي دلوقتي زعلان انها نسيت اصلها؟؟!!"
صادق:" شفتي؟! اهه كلامك ده السبب.. انتي اللي مقوياها و بتدليعها.."
نوال ببعض الغضب:" في الاخر انا الغلطانة؟... انت الكلام معاك بقي صعب جدا.. بنتك عندها حق.. حاجة تزهق!"
وتركته و صعدت غاضبة هي الاخري..
ضرب صادق كفا بكف.. و قال محدثا نفسه بصوت عالي:" ايه بيت المجانين ده.."

جلس علي  الكرسي الوثير وطلب عامر مستشاره المصري و مساعده منذ قديم الازل..
وفي ظرف دقائق كان عامر حاضرا امامه..
صادق:" طبعا وصلك اللي حصل؟"
عامر:"بس يا فندم واضح انه صدفة فعلا..معلوماتنا ان الولدين كان بينهم خلافات.. واللي ضرب النار له سوابق في اعمال عنف واستخدام سلاح..اطمن يا فندم انسة رووكي ماكنتش مستهدفة.."
صادق:" منا عرفت يا عامر.. بس مش مصدق.. المهم سيبك من القصة دي دلوقتي هنتحري عنها بعدين.. انا بكلمك بصفتك عشرة عمر..انت عارف انا لا اثق الا في المصريين اللي زيي، وانت صديق قبل ما تكون موظف.."
تنهد في حسرة قبل ان يكمل:" البنت بتخرج عن طوعي.. و ياريتها بتخرج بعقل.. انا يظهر ضغطي عليها خلاها تبقي مندفعة و متهورة جدا.. حتي مش قادر اصالحها و اديها حرية اكتر دلوقتي.. مش واثق فيها.. بقت مجنونة و ممكن تؤذي روحها من غير ما تدرك"
عامر:" والله يا فندم انا كنت جايلك اعرض عليك موضوع كده.. يخص الانسة رووكي.. وخصوصا عشان عارف انك مش بتثق غير في المصريين"
نظر له صادق باهتمام في اتتظار ان يتحدث..
عامر:" احمد عبد الهادي.."
صادق مستنكرا:" صاحب مجموعة الهادي؟! ماله؟ و ايه علاقته برووكي؟!"
عامر:" ابنه مروان.. هو كمان في دخل في البيزنس .. ومستقبله باين من اوله.. شاب ممتاز.. واظن ان مجموعة الهادي من اهم المنافسين العرب اللي نجمهم علي من فترة قريبة.. و محتاجين نقرب منهم عشان نضمن ولائهم.. و نفيد بعض.. و خصوصا بعد التعاون بينا و بينهم في الصفقة الاخيرة"
صادق مفكرا:" قصدك ايه؟ نقرب عن طريق النسب؟"
عامر:" يا فندم الاستاذ مروان.. شاب ميتخيرش عن الانسة رووكي.. متربي في اوربا زيها ،امه انجليزية ، وسيم و شيك..صدقني هيكونوا فاهمين بعض.. ده غير انه اثبت انه شاطر جدا في الشغل .. انا متأكد ان هيعجب الانسة رووكي.. لكن مش ده الهدف الاساسي.. لما الانسة روكي تنشغل بالجواز وتلاقي اللي يملي حياتها..هتهدي وتعقل.. و بعدين لو علي الخروج و السهر اهي هتبقي في حماية جوزها.. يفسحها بأة يسهرها..هما حرين.. و بكده نبقي ضربنا عصفورين بحجر.. البيزنس و انسة رووكي"
سرح صادق قليلا ثم قال:" انا محتاج اتكلم مع عبد الهادي الاول في الموضوع ده... اتصل بيه و حددلي معاد يا عامر"



هناك تعليق واحد:

  1. مبرووووووووووك القصة الجديدة
    جويرية

    ردحذف