صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

1/20/2011

اللصة :: (1)منطقة الريس عبود



تسللت في الظلام علي اطراف اصابعها المحشورة في الحذاء الكاوتشوكي البالي ، كانت تحمل حقيبة ظهر مهلهلة بها كل ما تملك من الدنيا، باقدام مرتجفة وانفاس متلاحقة كانت تسير مسرعة، تتلفت خلفها كل ثانيتين لتتأكد انهم لم يتبعوها، كانت خائفة .. مذعورة، و لكن خوفها كان الحافز الذي جعلها تسرع الخطي كانت تعرف وجهتها جيدا، ان لحقوا بها الان ستضيع الي الابد..

اخيرا وصلت.. انها منطقة الريس عبود، تسللت متخفية فهي لا تريد ان يدرك احدا وجود غريبة بالمنطقة، لم تشأ ان تلفت الانظار اليها، مشت قي وسط الطرقات الضيقة و المباني القصيرة العشوائية تبحث عن مكان ..اي مكان يأويها مسافة سواد الليل.. حتي ولو كان داخل علبة قمامة. فجأة سمعت اصواتهم ، مؤكد احدهم لمحها وهي تدخل المنطقة.. اصابها الذعر للحظة، ولكنها وجدت امامها نافذة مفتوحا في ما يشبه المنزل او اقرب الي حجرة صغيرة.. القت نظرة سريعة داخل النافذه لتجد غرفة مظلمة خالية من الاشخاص.. القت بحقيبتها في الداخل و قفزت خلفها.. ثم استندت بظهرها الي الحائط بجوار النافذة تحبس انفاسها ، استدارت بحذر تحاول النظر من نفس النافذة دون ان يراها من يبحثون عنها في الخارج.. كانت اصواتهم قريبة في الجوار ولكنها لم تراهم.

جابت بنظرها انحاء الغرفة..الرؤية صعبة ولكن يمكنها تمييز الاشياء..الغرفة متكدسة باغراض صاحبها.. يبدوا انه رجل من البنطال (الجينز) المعلق خلف الباب.. اتراه به نقودا..انها في امس الحاجة اليها الان ..القت نظرة اخري خارج النافذة للتأكد انهم ليسوا قربها و اتجهت للبنطال ..دست يديها في جيوبه.. يالحظ السعيد.. انها خمسون جنيها.. لقد ميزتها في الاضاءة الخافتة ..ثم اخرجت الحافظة التي وجدتها في الجيب الاخر..وقبل ان تفتحها..

قبضت يدا كبيرة علي يدها في قوة، شهقت في ذعر والتفتت لتجد ذلك الكيان الضخم يمسك بها يدفعها في عنف نحو الحائط فترتطم عظام ظهرها به، شعرت بالم قوي مما جعلها تصدر انين خافت وتغلق عينيها الما ، وما ان فتحتهم حتي وجدته ممسكا بها باحدي يديه .. وشعرت بالنصل البارد علي رقبتها .. هل سيقتلها؟؟ نظرت اليه ..الضوء غير كافي لتبين ملامح وجهه ولكنه علي كل حال ليس من الذين تهرب منهم..

قال بحدة:" انتي مين يا بت و مين اللي زائك؟؟"
واضح انه صاحب الحجرة و لم تتبين وجوده وهو نائما في الظلام..
صاح بها و هو يدفعها في وجهها بيده :" انطقي يا بت بدل ما اشرحك؟" واشار بيده التي بها المطواه
فقالت بذعر:" ابوس ايدك وطي صوتك! حاجتك اهي عندك انا ملحقتش اخد حاجة..سبني وحياة ابوك.. "
قال:"ولما انت خايفة تتفضحي ...بتسرقي ليه؟؟ مين اللي باعتك با بت؟؟" ولطمها لطمة خفيفة علي وجهها..
لم يري دموعها و لكنه شعر بها علي يديه.. جذبها من ذراعها و في عنف و ذهب بها الي زر النور ليضيئه
كان يريد ان يراها.. نظر اليها يتفحصها، فتاه شابة .. تميل الي السمار بعنينن رغم الدموع جميلتين.. شعر اسود مموج جدا ..ترتدي ثياب رثة.. بنطال جينز كل قطع فيه يبين جزء من ارجلها.. و سترة حالها افضل قليلا من الجينز لها غطاء رأس مسدل علي ظهرها.. و معها حقيبة ظهر بالية ...كانت ترتعش.. دامعة العنين و لكنها لم تكن تبكي..تنظر اليه بثبات وترقب..
فقال:" و الشنطة دي فيها ايه؟؟"
اعتطه الحقيبة في هدوء وقالت وهي تلقي نظرة خارج النافذة:" والنعمة هدومي.. انا مخدتش منك حاجة... اتطفي النور ابوس ايدك.."
فقال وهو مرتاب:" انتي هاربانة من مين يا بت؟؟"
فقالت:" طب اطفي النور وانا اقولك.."
فتركها ليطفيء النور .. وما ان استدار مبتعدا عنها حتي اسرعت نحو الشباك لتقفز منه الي الخارج، و ما ان وصلت حتي وجدتهم يقتربون نحو المنزل ..فاستدارت لتعود ادراجها بسرعة لتجده انقض عليها مرة اخري قائلا:" يا بنت الحرامية.. "
امسكت هي به بقوة و قالت وهي يكاد يغشي عليها من الذعر:" هيموتوني و يموتوك لو لقوني هنا.."
فقال متعجبا:" مين دول؟!"
ثم طرقوا الباب..فوقفت بظهرها خلف الباب و اشارت له برعب كي لا يفتح، الاانه نظر اليها باستنكار ودفعها بقوة وفتحه، فبقيت هي خلف الباب تكتم انفاسها ..
وجد خمسة رجال مألوفين .. ابتسم في برود فقال احدهم بتوتر رغم محاولاته ان يكون مرحا :" يا ﭽو ..حبيب قلبي.."
ﭽو بسخافة:" نعم..ايه اللي جايبكم الساعة دي... ثم ايه اللي لم الشامي علي المغربي؟؟" واشار بيديه قاصدا اثنان منهم..

رد عليه نفس الشخص:" طب ليه بس المقابلة دي.. احنا بندور علي البت بتاعة عدوي..متكونش دخلت عندك؟؟"
جو:" وانت من امتي بتشتغل عند عدوي مدوراتي؟؟! المعلم مرعي طردك ولا ايه؟؟ "
رد عدوي الذي كان يقف معهم وعلي قميصة في منطقة الذراع الايمن بقعة دماء كبيرة:"انا لسة دافع فيها للمعلم مرعي 100 باكو..وانا جاي استلمها منهم ضربتني بنت الـ (..) بحتة ازاز في دراعي وهربت" واشار الي بقعة الدماء
جو ساخرا:" انت لسة يا عدوي فيك العادة دي .. بتاخد البنات غصب ! "
فقال احد الثلاثة الاخرين:"المعلم مرعي هيجيب خبرها عشان صغرته واطاولت علي اسيادها.. بعتني انا و امين مع رجالة عدوي ندور عليها ونرجعها"
فقال عدوي :" عموما يا جو لو جت هنا هتبان.. محدش غريب بيخش منطقة الريس عبود..ابقي ادينا خبر لو بانت.."
جو مستهزئا :" ا تكلوا يا جدعان.. بلا شغل عيال.. قالبين الدنيا علي حتة بت!"
فقال عدوي وهو يعض علي شفتيه:" مش اي بت يا جو... لما تشوفها هتعرف انها مش اي بت"
وقال احد رجاله:" دا دافع فيها 100 باكو.. همة دول شوية؟؟!!"
جو لعدوي:" ماهو دا من خيبتك.. تدفع كل ده في واحدة؟.. وكمان مش طايقاك خلقة اهلك.. وياريتك هتشغلها و تكسب منها حاجة.. الا انا عارفك وعارف انت وخدها ليه"
عدوي:" لا ازاي.. دي البريمو بتاعة المعلم مرعي.. ده بيطلع من وراها بشيء وشويات..دي تريبة ايدو.. احسن واحدة تقلب زباين.. وبتنط علي شقق.. بتعرف تعمل كل حاجة.."
جو: " ولما هي البريمو كده .. المعلم فرط فيها ليه؟"
عدوي:" لا مهو  مكانش عايز يسيبها ابدا،لولا غلاوتي عنده و لما قلتله انها تفضل تشتغل لحسابه.. بس بالاسم ملكي وانا اللي ملزوم بيها تعد عندي.. تصدق لو اقولك.. انا هتجن عليها من يجي تلات سنين.. بس وقتها مكنتش زي دلوقتي..اديني اتنصفت وقدرت اخدها"

جو ساخرا:"قدرت فين؟؟ ماهي عورتك ..ولحد دلوقتي متعرفلهاش طريق" وضحك لضايقه..

كان يوسف او (جو) كما يطلق عليه الجميع، لديه في قلبه عداوة عميقة  لعدوي برغم من انهما نشئا معا حتي صارا غلامين عند المعلم سيد الذي لقي حتفه اثر غارة من عصابة احد الاعداء.. وبعدها افترقا كل في طريقه...لم يكونا ابدا اصدقاء..عدوي عنيف، سادي، يحب الايذاء حتي ولو بدون سبب.. وكان يوسف دائم التصدي له وطالما دافع عن الصبيان الاضعف ضد عنف وسادية عدوي.. وعندما حدث ما حدث للمعلم الذي آواهم منذ الطفولة و علمهم كيف يواجهون ويقهرون الحياة الصعبة.. كل شق طريقه، وبفضل ما غرسه فيهم المعلم سيد..اصبح عدوي (بلا حسد) يرأس عصابة صغيرة معروف عنها ان لا حدود لهم في الاجرام.. اما يوسف (اسم النبي حارسه وصاينه) صار يعمل حارسا شخصيا لكبار رجال العصابات.. و بانفصالهم صار عراكهم معا شبه معدوم و بقيت فقط المعرفة القديمة.. لسبب ما كان عدوي مازال يقدر يوسف ويحاول ان يبقي علي صداقته   بينما يوسف كان لا يقبله و ينتهز اي فرصه ليكدره..

قال جو:" طب اخفوا من وشي بقه ..انا لازم انام.. جتكم البلا"
عدوي:" بكرة لما تشوفها معايا..هتعرف انها تستاهل.. خش اتخمد"

وبالفعل رحلوا و اغلق جو الباب ليجدها تقف خلف الباب و قد اصفرت من الخوف.. تلك الفتاه اما مريضة او ستصاب باغماء الان..
اقترب منها و امسكها من ياقتها و قال:" اسمك ايه يا بت؟"
تمتمت:" شهد.."
فصمت يتفحصها بينما هي كانت تتابعه في ترقب
ثم قال:" انتي اللي عورتي عدوي كده؟.."
زاغت عيناها فهي لا تعلم درجة علاقته بعدوي و لربما انتقم منها ان كانوا اصدقاء
فجذبها من ياقتها و صاح :" متنطقي!"
اومأت برأسها..
فربت علي كتفها وقال:" جدعة يا بت!"
نظرت ليديه علي كتفها بتوجس شديد..
فقال وقد ادرك انها خائفة منه:" انا هسيبك اهه .. بس متهربيش.. انا مش همسكك.. لمصلحتك اوعي تخرجي دلوقتي.. انا عارف عدوي وشره..استني للصبح.."
اومأت برأسها مؤيدة لكلامه..
فقال:" طبعا شكلك مكلتيش من زمان"
وقام ليذهب الي ملحق للحجرة يبدوا انه ركن للموقد و الحوض ودولاب صغير..
التفت اليها ليتلقي اجابة.. ولكن الحرج علي وجهها كان اجابة وافية ..
عاد اليها بلفة مفتوحة وقال:" خدي.. كلي..ده كباب..عمر ما هلك داقوا ذيه.. هو مش فاضل كتير بس هيعمل شغل معاكي"
وضع اللفة علي مائدة صغيرة في وسط الحجرة ثم قال:" متتحركي.. تعالي كلي.."
اقتربت من المائدة وجلست علي الكريس الخشبي الملاصق لها ..اخرج هو لها قطع الكباب ليشجعها علي الاكل..
كانت متوجسة و قلقة.. لم تعتد ان يعطف عليها احد..دائما هناك غرض ما وراء اي مصلحة او خدمة، الا انها عندما رأت الكباب و صعدت رأحته الي انفها، انقضت عليه ..
جلس امامها علي السرير المقابل لها يتابعها كان علي وجهه نظرة رضا لرؤيتها تأكل بنهم.. لم يحاول ان يحدثها حتي لا يقطع انهماكها.. بدت وكأنها دخلت في عالم مع الطعام و قد نسيت وجوده.. او جودها في الدنيا..

وبعد لقيمات عديدة بدأت تعود للواقع و الحجرة وتنتبه لوجوده فقد احست بالشبع.. كانت مازالت تأكل و لكنها كانت اقل انهماكا..
قالت بعد ان ابتلعت قطعة لحم:" لامؤاخذة في السؤال.. انت جبت الكباب منين؟ سارقه؟"
ابتسم وقال:" لأ دا بيوزعوه عليا في الشغل"
فقالت بانبهار:" انت بتشتغل ايه؟؟"
فقال:" عارفة (الخواجة) دراع الريس عبود اليمين؟ انا الجارد بتاعه؟"
فقالت في عدم فهم:" جارد؟؟!"
جو:" حارس يا جاهلة.. انا الحارس الي بحميه."
شهد:" فتوة يعني.. متقول فتوة!"
فقال:" فتوة؟! شايفاني واقف علي باب كابريه.. اسمه جارد..هو اسمه كده"
شهد: "وهمة بقي في شغلانة الجارد دي بيوزعوا عليكوا كباب؟؟"
جو:" لا طبعا.. بس الخواجة كان عامل اجتماع و جايب للضيوف كباب.. لازم يرش علي رجالته برضه"
فقالت:" الا انت اسمك ايه؟ كنت سامعة اللي ما يتسمي بيقولك يا جو.."
جو:" اسمي يوسف.. وبيقولولي يا جو "
شهد وهي تضع كفها علي صدرها كناية عن الشكر :"انا كنت عايزة اقولك شكرا علي واجب الرجولة اللي عملته معايا.. جميلك في رقبتي طول العمر.. انت بس اطلب مني وانا تحت امرك.. لو عايزني اقلبلك حد.. حد خد منك حاجة ..متغاظ من حد اكدرهولك..متستقلش بيا.. دانا اجدع واحدة عند المعلم مرعي"
جو:"ولما انت حاجة مهمة قوي كده..باعك لعدوي ليه؟؟"

قالت بحسرة:" بختي المهبب.. اصل عدوي اليومين دول ماشي تحت جناحه و بيخلصله شغل كتير.. فالمعلم محبش يكسفه..بس زي ماقلك هو، الاسم ملك عدوي بس اشتغل لحساب المعلم.. منه لله، انت عارف ده قارفني بقاله سنين..بس انا دايما اصده.. علطول بيتعرضلي بس انا مبسكتلوش.. اوعي يغرك شكلي اكمني بت..دانا جامدة قوي "
جو :" ما هو باين.. فتحتيله دراعه يا فالحة.. انتي عارفة ده لما يمسكك هيعمل فيكي ايه؟؟"
شهد:" يعمل اللي يعمله بقي.. لعلمك انا مكانش قصدي اعوره انا كان قصدي اموته ..بس الخوف بقي خلاني انشن غلط..ولو جاتلي الفرصة تاني هنشن صح.. اصل كله الا الشرف.. هو انا حيلتي غيره.. انا طول عمري ماشية خط مستقيم.. اعد مع زباين المعلم في اي محل او كازينو اقلبهم و اكت ، قبل ما حد فيهم ايده تتمد عليا.. لكن عدوي ده.. انا عارفة هو واخدني ليه.. "
جو:"طب وانتي ناوية علي يا جامدة؟ هتقلتي منهم ازاي؟؟ ده لو فرضنا ان عدوي طلع عبيط و استعوض ربنا في الـ 100 باكو.. مرعي مش هيستعوض تريبته واللي  صرفه عليكي سنين عمرك.. الاتنين مش هيهمدوا"
شهد:" هروح للريس عبود!"
جو متفاجئا:" نعم ياختي! دانا نفسي مبعرفش اقابله.."
شهد باصرار:" هتشوف! هيقابلني و هقع في عرضه واطلب حمايته.. هو من زمان مش قوي مع المعلم مرعي.. مفيش بينهم ود..يدوبك علي قد المصالح.. ولما يشوف شطارتي هيخليني معاه"
جو:"شطارتك! انتي فاكرة ان الريس عبود ده بيشتغل في الفتافيت بتاعتكوا انتي و المعلم بتاعك.؟!. الريس عبود ده شغل علي كبير قوي.. انتي بالنسباله بت ملكيش اي تلاتة لازمة"
قالت بحدة:" وانت مال اهلك انت؟! ايش حشرك؟.. هتشوف لما اوصله و يبقي مركزي اعلي منك انت و الخواجة"
جو:" اتلمي يا بت بدل ما اقوملك.. "
صمتت في غضب.. فهي لا تريد اثارة مشاكل معه فهو حاليا المؤي الوحيد..
فقال وهو يتفحصها:" بس تصدقي الواد عدوي بيفهم برضه.. "
لم تفهم بالضبط ما يرمي اليه و لكنها لم ترتاح لتفحصه لها.. اصابها التوتر و جذبت حقيبتها اليها..
وقالت وهي مرتابة:"بيفهم في ايه؟؟"
جو:" في النسوان.."
فاجأته شهد بسكين في يدها يبدوا انها اخرجته من الحقيبة بدون ان يري، وقالت و هي ترفع يدها به:" ايه؟ انت عايز تاخد حق الكباب و لا ايه؟؟ انا قلت برضه الكرم ده مش عادي.. بقولك ايه؟ انا فتحت دراع عدوي و مستعدة اعملها تاني ..بس المرة دي هنشن صح! اشتري عمرك يابن الحلال"
ابتسم ساخرا وقال:" طب اوعي بس السكينة تعورك.."
ثم قام و انحني ليخرج شيئا من تحت السرير..انها بطانية.. القاها علي الارض بجوار الباب ، وعاد واخذ احد الوسادتين من علي السرير و القاها بجانب البطانية و قال بلا مبالاة:" لو فكرتي تانمي هنا .عندك بطانية و مخدة اهم.. ممكن تنامي جنب الباب عشان تطمني.. "
كانت لا تزال مشهرة السكين في يدها وتتابعه بحذر
ثم اقترب منها .. فعادت للخلف الا انه انقض عليها وامسك بها بيد و بيده الاخري امسك يدها التي بها السكين، حاولت الافلات الا انه ثبتها بقوة وقال بهدوء :" مش انا اللي اغصب واحدة علي اي حاجة هي مش عايزاها! انا مش عدوي!.. " ثم انزع السكين من يدها وقال:" ومش انا اللي يترفع عليا سكينة!"
اخذ السكين ووضعها في حقيبتها مرة اخري قائلا:" خليها لحد تاني ترفعيها عليه.."
كانت حائرة بين مشاعر القلق وعدم الراحة و الاطمئنان و بين انبهارها بقوله .. وقفت مبهوتة..
اما هو فقد توجه لسريره واستلقي عليه معطيا ايايها ظهره..ثم قال باقتضاب وظهره اليها:" اطفي النور وحياتك.. ومش عايز صوت وانا نايم.."
افاقت من ذهولها ، في صمت توجهت ببطء لحقيبتها و اخرجت السكين ثم توجهت لزر النور بجوار الباب و اطفاءته ، وفي ظل الاضاءة الخافتة القادمة من الخارج عبر النافذة، جلست بجوار الباب و لفت البطانية حولها و ظلت ممسكة بالسكين في يدها في وضع استعداد .. كانت مرهقة بشدة الا انها ابت ان تنام.. يجب ان تبقي يقظة ..لم تتعود ان تأمن لأحد.. حتي ولو كان ذلك الشهم الوسيم الذي حماها و اواها و عطف عليها الليلة..

1/11/2011

عملوه الكبار ووقعوا فيه العيال>> (30) الخاتمة..


ذهبت ملك الي بيت انجي، لقد مرت عليها عدة مرات سابقة ولذلك تعرف البيت جيدا ولكنها لم تكن واثقة من الشقة، هي تعلم انها في البيت اليوم و لن تخرج حسبما قالت لها علي الهاتف قبل قليل.. خمنت الشقة من معرفتها بمكان بالشرفة.. ورنت الجرس علي امل ان تكون تخميناتها صحيحة.. بالفعل سعدت برؤية و جه انجي عندما فتحت الباب، بينما اندهشت انجي بشدة لرؤيتها..

                                   ***

اثناء جلوس ادهم ينظر الي الساعة في توتر مع ابيه ، كانت صافي تذهب وتعود من والي الشرفة لربما تجد ملك قادمة ..
كان الجو مشحون بالقلق.. لم تتأخر ملك مدة تستحق القلق، ولكن ظروف خروجها هو ما كان يقلق الجميع وخصوصا في عدم وجود هاتف..
نظرت صافي لأدهم معاتبة:" يعني كان لازم تاخد تليفونها يا ادهم"
كانت حالة ادهم من القلق والاحساس بالذنب لا تحتمل لوم من صافي، فما ان تحدثت اليه بهذا الحديث حتي قام قائلا:" انا هنزل ادور عليها.. يمكن بتلف بالعربية حوالين البيت"
واتجه للباب..الا ان رنين هاتف صافي اعاده، لربما تكون ملك..
امسكت صافي بالهاتف و ضيقت عينيها لتقراء الاسم الا انها قالت:" دي نمرة غريبة"
ثم ردت:" الو....انتي فين يا ملك؟ هتموتيني ناقصة عمر.... " القت نظرة مرتبكة علي عصام وادهم ، ثم توجهت الي الداخل و هي تقول بصوت حاولت ان يكون خفيضا..الا ان ادهم وعصام سمعاه:" لأ خلاص انا لوحدي اهه.." ثم دخلت الحجرة و اغلقت الباب.. لم يتمكنا من سماع البقية..
بعد قليل عادت قائلة:" الحمد لله.. اطمنت عليها.. راحت عند انجي صاحبتها و هتبيت هناك.. بتقول عايزة تروح اسكنرية بعد كده.. بس انا قلتلها لما ترجعي من عند صحبتك نتكلم.."
نظر لها ادهم غير مصدق :" تبات ازاي يا طنط؟؟! مقلتيلهاش ترجع ليه؟؟؟ "
صافي:" مانا لقيتها متعصبة و متضايقة فقلت اسيبها تهدي براحتها.."
عصام:" ماهي لو رجعت يا صافي و فهمناها الصح.. هتهدي وكله هيبقي تمام.."
صافي:" انا عارفة ملك كويس مش هتسمع من حد اي كلمة غير لما تهدي.. دلوقتي هي دماغها قافلة.. اللي هيكلمها مش هتسمعه و ده غير رد الفعل البايخ اللي هياخده.. "
عصام في غير رضا:" لا لا يا صافي ايه الدلع ده..انتي خايفة منها.. مين فيكو الكبير؟"
صافي غاضبة:" يعني كنتوا عايزين ايه؟.. ازعقلها و هي في الحالة دي؟.. انتوا مشفتوش هي كانت مضايقة ازاي.. ما كله بسبب ابنك... هي مقهورة بسببه.."
شعر عصام ان الحوار سيدخل في طريق كان يحاول تلاشيه منذ ان وطأت قدمها وابنتها البيت.. حوار يتضمن "ابنك عمل..او بنتك سوت"
كذلك ادهم، احس ان صافي الان غاضبة بسبب مشكلة بينه و بين ملك وهو اخر شيء كان يرغب به ، هي تشعر الان انها مضغوطة منهما من ناحية، ومن ناحية اخري لا تملك بقلبها الضعيف هذا سوي التعاطف مع ابنتها..
فقاما كلاهما بالتراجع حتي تهداء صافي..
ادهم:" لأ صح يا طنط انتي عندك حق.. نستني لما ملك تهدي.."
عصام:" حبيبتي.. انت تتصرفي مع بنتك بالطريقة اللي انتي تشوفيها صح.. اللي قلته ده كان مجرد تعليق..في الاخردي بنتك وانتي الادري بيها.."
فقال ادهم وهو متجها للباب:" مدام اطمنا عليها خلاص.. الحمد لله، لما انزل انا بقي اعمل كام مشوار وريا.. سلام"
ما ان ركب سيارته حتي قام بالاتصال بانجي.. الا انها لم ترد..حاول مرة اخري بلا نتيجة..بعد بضع دقائق ، رن هاتفه معلنا عن وصول رسالة نصية..
كانت من انجي تقول:" ملك معي وقد طلبت مني الا ارد عليك.. اعذرني.. لقد ارسلت هذه الرسالة دون علمها.. هي مستاءة بشدة لا تتصل مرة اخري ولا ترسل رسائل خشية ان تراها.. لا اريد ان ازيد من ضيقها"
قراء ادهم الرسالة ، وخبط علي عجلة القيادة في يأس.. كيف يصل اليها؟.. لقد تمكنت من حجب نفسها عنه.. يذهب لبيت انجي؟؟ ثم ماذا؟ سيخرج والد انجي و يجري خلفه بالطبنجة.. كيف سمحت لها امها بالبيات عند انجي؟؟؟ كم انت ضعيفة امام ابنتك يا طنط!
توجه لحازم صديقه.. فوجوده معه يعني اتصلا غير مباشر بملك.. بعد ان فتحت ام حازم الباب وامطرت ادهم بقبلاتها ، وسؤالها عن حاله واخباره..توجه لغرفة صديقه، و ما ان فتح الباب ورأه حازم.. حتي انقض حازم عليه وقال منفعلا:" الله يخرب بيتك.. انت و الهانم بتاعتك"
فقال ادهم :"مين ملك؟ انت تعرف عنها حاجة؟"
فقال حازم في غيظ:" و يارتني ما عرفت يا خويا.. ملك بايتة عند انجي وقال ايه خير اللهم اجعله خير.. ملك عايزة تاخد انجي و ينزلوا يخرجوا بلليل... اقولها مع مين يا انجي؟ تقولي مع ناس اصحاب ملك معرفهمش... اقولها ولما انتي متعرفيهمش رايحة ليه؟.. تقولي يعني اسيبها وهي في الحالة دي و كمان ضيفة عندي.. ادي الحرية اللي عايزني اديهالها..."
فقال ادهم :" طب اطلبلي انجي من تليفونك وخليها تكلمني قدام ملك كأني انت"
بالفعل اخذ ادهم الهاتف..
ادهم:" انجي اقنعي ملك بلاش خروج.."
انجي:" مش نافع يا حازم.."
ادهم:" طب قوليلها يا انجي اني بحبها .. قوليها ترجع البيت واني بحبها اوي.."
انجي:" ودي هعملها ازاي دي يا حازم..مش هينفع خالص؟"
ادهم:" خلاص هجيلكوا مطرح مانتوا رايحين ..ابعتيلي مسج بالمكان لما تعرفي"
انجي:" لاااااااااا .. اوعي يا حازم تعمل كده.. الموضوع مش مستحمل.."
ادهم منفعلا :"ليه يعني يا انجي.. ايه المشكلة؟؟
انجي بحدة:" مش نافع!"
ادهم:" طب انتوا خارجين مع مين؟"
انجي بنفاذ صبر:" مش عارفة .. قلتلك ناس اصحاب ملك من الجامعة.."
ادهم بعصبية:" متعرفي يا انجي! هي ايه ساحباكي زي الجاموسة؟.. اساليها خلي عندك شخصية.."
انجي غاضبة:" انت بتزعق وتتعصب كده ليه؟؟ انت عارف اني مبحبش حد يزعقلي..انت اللي ستين جاموسة.. دا انت متستاهلش فعلا! باي يا اد.. يا حازم"
واغلقت الخط في وجهه..
قال حازم ضاحكا في شماتة" غبي!.. ليه كلمتها كده.. اديك خسرت الجاسوس بتاعك، طبعا من غير ماسمع اللي قالتهولك.. انا عارف انجي حبيبة قلبي ..متتوصاش.. بس تستاهل.. لعلمك انا سبتك تزعق عشان عارف انها هتتوصي بيك"
بقي ادهم متجهما.. لقد خسرتعاطف انجي والتي كانت تمثل موقع استراتيجي ممتاز.. بالاضافة الي ان ما سمعه منها كان مقلقا، تري اي اصحاب جامعة ستخرج معهم؟.. ولم اليوم بالذات؟ هل تحاول الانتفاضة و العودة لحياتها القديمة من باب العند؟..
قطع حازم حبل افكاره قائلا:" منك لله.. انا دلوقتي قدامي حل من الاتنين.. ياما اسيب انجي تخرج الخروجة المش باينلها خير دي.. يا اما اقولها لأ و ندب خناقة لرب السما.. وتعد تقولي حريتي.. وخنقتني.. وانا مبنزلش عشان خاطرك.. ودي مرة واحدة مستخسرها فيا.... اعمل ايه يا ادهم؟"
ادهم:" سيبها تنزل.."
حازم:" يا سلام من امتي السبهللة دي؟؟ مش عادتك يعني.."
ادهم:" لأ ..ماحنا نطب عليهم.. انا لازم اكلم مع ملك.."
حازم:" وهنعرف منين همة رايحين فين؟ اذا كانت انجي نفسها لسة مش عارفة.. وبعد اللي انت عملته معاها.. ادي دقني اهي ان قالت حاجة"
ادهم:" نستاهم تحت بيت انجي.. ونمشي وراهم"
حازم:"اه ونمسك جرنال مخروم ونلبس بلطو بتاع عاطف السكري.. علي اساس ان انجي مثلا مش هتعرف العربية بتاعتي او حتي بتاعتك... "
ادهم:" ثانية واحدة.. هي ملك كلمت اصحابها في الجامعة ازاي وهي معهاش تليفون؟؟ جابت النمر ازاي؟ لا يمكن تكون حفظاهم.."
حازم:" يابن اللعيبة.. تصدق صح.! تفتكر ده فيلم و انجي بتلعب الدور الرئيسي فيه؟"
ادهم:" او تكون هتروح (---) باعتبار انه المكان اللي اكيد هيكون موجود فيه اصحابها بتوع الجامعة من غير اي اتفاق..كده كده كل العيال مرزوعين هناك كل يوم.."

                                                     ***

كانت ملك تتابع انجي وهي تحدث حازم .. وصدمت من نهاية المكالمة العنيفة
ملك:" انا عملتلك مشكلة مع حازم؟؟"
انجي:" لأ خالص.. هو بس مش عاجباه الخروجة..متقلقيش احنا علطول خناقتنا كده.."
ملك:" طب خلاص خليكي انتي عشان متزعليهوش.. بس انا لازم انزل.."
انجي:" لو هعد يبقي تعدي معايا.. مش هسيبك لوحدك.. انا مش فاهمة انتي بتثبتي ايه بالنزولة دي؟.."
ملك:" ادهم طبعا هيوصله.. وهيعرف اني مبقتش ملك اللي بمشي سمعا وطاعة لاوامره.. ومش قاعدة مستنية سيادته لما يكرم عليا ويرميلي نظرة رضا.."
انجي:" بس انا متأكده انه بيحبك.."
ملك:" مش عايزة اسمع السيرة دي تاني يا انجي.. انا كمان عارفة انه بيحبني.. بس عارفة كمان انه بيحب كرامته و برستيجه اكتر.. خليه بقي ينفعه.. بجد يا انجي مش عايزة اتكلم في الموضوع ده تاني.." دمعت عيناها في وهي تتحدث..
فقالت انجي لتغير الموضوع:" طب قوليلي و مش هقول لحازم.. احنا رايحين فين و مع مين؟؟
ملك:" مع مين دي.. انا نفسي مش عارفة.. اللي هنلاقيه.. انا مش عارفة اكلم حد.. وفين بقي..في مكان كده كل الجامعة بتتجمع فيه بلليل.. "
انجي:" ربنا يستر.."

                                                   ***

في (----)

دخلت ملك و معها انجي المتوجسة.. كلما مرت بمجموعة حيوها بحرارة.. اقبلت عليها مجموعة من الفتيات يصرخن في حماس.. انهم شلة ياسمين سابقا.. بعد ان تركن ياسمين واصبحن نسخة مستنسخة من ملك.. صبغن شعرهن بلون شعرها ويصففنه بنفس الطريقة و يلبسن بنفس طريقتها..
ضحكت انجي بشدة عنما رات نسخ ملك تتقافز في فرح و سعادة لرؤية ملك.. قالت احداهن:"ملك.. اخيرا جيتي هنا... من زمان مخرجتيش معانا.."
ابتسمت ملك لم تعد تشعر بالارتياح لهن، لذا كانت ابتساماتها صفراء واجباتها قصيرة مقتضبة..
هي الان تفكر كيف تجعل خبر مجيئها يصل الي ادهم غدا.. بحثت عن ندي.. وكالة انباء الجامعة تمشي علي قدمين.. هاهي.. تعمدت ان تذهب اليها و تلقي السلام وتقف معها لبرهة تتحدث عن اتفه الامور..
كانت فعلا تسحب انجي خلفها مثل الجاموسة.. جاموسة منبهرة بمدي شعبية ملك.. وقعت عين ملك علي شخص اخر تعرف انه مؤكد سيحدث ادهم عن مجيئها.. انه احمد.. الشخص الذي اخبر ادهم عن موضوع كريم.. كانت دائما تري في عينيه اعجابا بها..الا انه لم يحاول حتي التجدث اليها ابدا..ربما احتراما منه لأدهم او ربما خوفا منه.. في جميع الحالات ان اوان التحدث اليه..
ذهبت اليه و معها انجي..ابتسمت له ابتسامتها الساحرة.. شعرت باثرها علي وجهه الغير مصدق..
ملك:" احمد اذيك؟"
احمد:.................
ملك:" انا كنت عايزة اشكرك علي حركة الجدعنة اللي عملتها في موضوع كريم.. انت راجل بجد"
احمد:" انا... اصل... ده اقل حاجة"
ضحكت برقة علي تعلثمه مما زاد من ارتباكه وعدم تصديقه ان ملك اجمل فتاة وقعت عليها عينه تقف معه الان لتحدثه و تضحك معه تشجع وقال:" دي اقل حاجة عشانك يا ملك"
ابنسمت ملك قائلة:" بجد مرسي اوي.."

                                                         ****

دخل ادهم و معه حازم كان يحاول العثور علي ملك بسرعة الا ان تعثره بعدة اشخاص يريدون تحيته جعل الامر عسيرا، ولكنه علم من احدهم ان ملك موجودة.. انتهت فقرة السلامات.. وجاب ادهم بعينه المكان بحثا عنها..الي ان اشار حازم اليهما..كانت تقف هي وانجي مع احمد ترتدي شيئا بلا اكمام ..كانت تبتسم لاحمد .. اكثر منظر يؤذي قلبه.. ابتسامة ملك الساحرة لشخص غيره.. وخصوصا عندما رأي الانبهار والاعجاب في عين احمد..
قال حازم:" انا حاسس اني شفت المشهد ده قبل كده.. بس كان بدل احمد.. كريم.. وملك كانت مع ياسمين ..مش انجي"
ثم قام بالاتصال بانجي ؤاها وهي تخرج الهتف من حقيبتها وتقوم بالرد..
حازم بحزم:" مين اللي انتي واقفة معاه ده؟؟ اتفضلي اطلعيلي برة دلوقتي..انا واقف مستنيكي!"
تلفتت انجي حولها في ارتباك.. ثم ققالت لملك:" انا هسيبك خمس دقايق هطلع اكلم حازم في التليفون"
اومات ملك برأسها ثم قالت :" انا هفضل مع احمد.. متتأخريش"

اقلبلت انجي علي ادهم و حازم ، كانوا بانتظارها بالخارج..نظرت لأدهم في غضب الا ان حزم قال منفعلا:"عشان بعد كده لما اقول مفيش نزول متقوليش ليه!" مين ده يا انجي؟"
كانت فرصته ..سينتهزها و يحول ما حدث لمصلحته.. بالطبع كان يعلم جيدا انه احمد صديق ادهم ولكن انجي لا تعلم ذلك وكان يجب ان يعنفها..
انجي:" دا واحد صاحب ملك.. انا حتي معرفش اسمه.."
ادهم:"المهم بس.. انتي ليه قلتي بلاش اجي لملك.."
التفتت انجي لأدهم وقالت بحدة:" انت متكلمش معايا خالص.."
حازم:" كلميني هنا.. وانتي كمان مش عارفاة وواقفة معاه؟؟ بتهببي ايه..هي دي الحرية اللي انتي عايزاها؟؟.. اني اسيبك تخرجي مع ولاد ؟؟ ..عشان مبقاش خنيق!"
ادهم:" انتوا سايبين الموضوع الاساسي.. وبتكلموا في ايه؟؟؟!!"
نظرا كليهما له في حدة وقلا:" اسكت خالص!"
ادرك ادهم انه وحده الان في الامر.. ترك المتعاركان خارجا ودخل.. بحث عن ملك ليجدها مازالت مع احمد تتحدث وتضحك وتبتسم.. واحمد لعابه اوشك ان يسيل من فمه لسبب غير مؤكد.. اهو الهبل؟؟ ام الدهشة وعدم التصديق؟؟ ام هي الاثارة؟؟ ام الكل في ان واحد..
ولكن ذلك الفم المفتوح سرعان ما انغلق وتلاشت الابتسامة فور ان رأي احمد ادهم قادما نحوهم..
فوجئت ملك بأدهم بينهم قائلا:" اتمني اني مكنش جيت في وقت غير مناسب"
و في لمح البصر اختفي احمد بعد ان حيا ادهم..
قالت ملك بحدة:" انت ايه اللي جايبك ورايا؟؟"
ادهم ببرود مداعبا اياها:" مين قال اني جيت وراكي.. هو انا اصلا اعرف انتي فين.."
ملك:" طب خلاص روح شوف حالك.. انا عايزة اعد مع اصحابي بمزاج"
ادهم:" طب مش عايزة موبيلك؟؟ انا كنت قلقان عليكي اوي.."
وامسك الهاتف واعطاه لها..
اخذته في عنف وقالت:" من هنا ورايح متقلقش عليا انا مش عيلة.."
ادهم:" طب بالنسبة للكتاف.."
ملك:" مسمحلكش تكلم معايا في لبسي تاني..فاهم! انت مش ابويا"
ادهم مبتسما:" ابوكي ..الله يرحمه.."
لم تبتسم حتي.. ظلت تنظر اليه في بثبات.. كانت غاضبة بحق..
فقال:" طب بلاش والنبي البصات دي.. و ممكن تيجي معايا .. عايز اكلم معاكي.."
وامسك يدها ليسحبها.. الا انها نزعت يدها في عنف وقالت:" ابعد ايدك دي عني.. مش اريحة معاك في حتة.. واتفضل شوفلك حاجة تعملها.. "
عاد وامسك معصمها في قوة و قال وهو يضغط علي اسنانه:" هتيجي معايا يا ملك.."
حاولت جذب يدها في عنف ثم قالت بعد ان يأست:" سيب ايدي يا ادهم بدل لما اخلي الجامعة كلها تتفرج علينا.. "
نظر حوله ..كانت محقة في ان الجامعة كلها هنا.. اخر ما يريده هو لفت الانظار التي ستؤدي الي تحدث الجميع غداعن شجاره معها..وربما مع الكثير من الاضافات و المؤلفات..
ترك يدها وقال:" ملك.. انا عايز اقولك حاجة مهمة قوي..بجد ولا وقتها ولا مكانها حتة زي دي.."
ملك مقلدة اسلوبه :" انا بجد ولا مهتمة و لا فارقة معايا اعرف الحاجة دي.."
ادهم:" حتي لو الحاجة دي اني بحبك!"
صمتت ملك لحظة .. برغم كل غضبها الا ان احساس الفراشات في بطنها.. الذي طالما سمعت عنه من الذين وقعوا في الحب اتاها الان..كان جميلا و غير مريح في نفس ذات الوقت..
ولكنها تماسكت وقالت غاضبة:" اول ما افتكرت.. ده طبعا بعد لما مامي قالتك اني بحبك.. واتحاليت عليك وباست ايدك عشان انت كمان تقولي ..فانت جاي ضامن انك مش هتتحرج"
ادهم:" افهم من كده ان الكلام ده معناه (وانا كمان)؟؟"
ملك: افهم اللي تفهمه.. انت مبقتش تفرق معايا.. "
ادهم:" يا ملك انت لازم تفهمي.. انا مكنتش عايز اقولك عشان كنت خايف.."
ملك مقاطعة:" خايف علي نفسك.. خايف الكينج ادهم واحدة تتجرأ وتقوله لأ..طب انا بقولك لأ يا ادهم حتي لو بحبك.. برضه لأ"
ثم تركته وذهب مسرعة، اندست وسط المستنسخات مبتعدة.. اين انجي الان؟؟؟
لم يتبعها لم يرد مشهدا ملفتا..
خرج لأنجي و حازم... صافي كانت محقة.. ملك رأسها مغلق الان.. يجب ان تهداء قليلا.. حتي يتمكن من الدخول الي رأسها وتوضيح الامور..
التفت له حازم باهتمام:" ايه يا ادهم؟؟ عملت ايه فين ملك؟؟"
ادهم:" ملك جوة.. هو انا لو حكيتلك اهم الاحداث ..هيبقي.. اني قلتلها اني بحبها و هي قالتلي انها بتحبني.."
تهللت اسارير حازم و انجي..
فعاد ادهو قال:" بس لو بالتفصيل.. هي مش طايقة تبص في وشي.."
انجي:" وانت مين اصلا يطيق يبص في وشك!.اتفضل .احكي بالتفصيل "
حكي ادهم حواره مع ملك.. وبعد القليل من المباحثات
فقالت انجي:" خلاص.. انا هدخل احاول اكلم معاها و بعدين اجيبهالك هنا انت تكمل بقي.."
حازم:" اه بس ياريت من غير ولاد المرة دي.."
ابتسمت انجي و دخلت امامهم..
ادهم:" اتصالحتوا؟"
حازم:" ايوة.. بس اديتهوملها جامد.. هتفكر الف مرة بعد كدة قبل لما تقولي اخرج لوحدي.."
فجأة خرجت انجي مهرولة وقالت لاهثة:" الحقوا ملك.. واقفة بترقص فوق الترابيزة"
وقف ادهم مصعوقا وقال:" لا.. العند مش للدرجادي.."
قالت انجي:" دي مش طبيعية يا ادهم.. زي ما تكون شاربة حاجة.."
دخل ادهم و حازم معها..
بالفعل لقد صارت الموسيقي اعلي من المعتاد و الجميع ملتف حول ملك التي وقفت فوق احدي الطاولات تحاول الرقص.. لم يكن ما تفعله رقصا.. انا هو قليل من القفز علي الكثير من التلويح بالزراعين.. كما قالت انجي.. لم تبد في حالة طبيعية.. كانت تمسك بيدها الميكرفون الخاص بال(دي دجي) او منسق الاغاني، ومصرة علي الغناء مع تلك الاغنية الاجنبية.. لم تستطع مواكبة الايقاع...كما انها ظلت تقطع الغناء كل دقيقة بالحديث في الميكرفون موجهة كلامها الي شخصا مختلف كل مرة.. كانت تقول اشياء مضحكة علي غرار" قميصك يقرف يا سامر.." ثم تعود للرقص او التهبيل ، "شعرك حلو يا ندي..من امتي؟؟ دي باروكة؟؟" ثم تعود للرقص مرة اخري..
اقترب ادهم من الطاولة واشار لها لكي تنزل ..فقالت في الميكرفون:" سقفة للكينج يا جماعة...حبيب قلبي يا كنيج "
فهلل الجميع و صفقوا بحرارة فقالت:" سقفوا جامد احسن ده كرامته حساسة قوي.." ثم عادت للغناء البشع.. وبعدها بثانية عادت لتتوقف قائلة:" هو فين احمد؟ .. احمد... احمد"
اشار اليها البعض ان احمد يقف في مكان قريب.. فقالت:" احمد ده جدع جدا ..سقفة للجدعنة.. تعالي اطلع غني معيا.. طالباها معيا غنا.. اطلع.. اطلع " 
اتي احمد مسرعا تعلوا وجهه امرات السعادة ..الا انه لما اقترب قوبل بوجه ادهم المتجهم ونظراته التي جعلته يقف ثابتا ولكنه قال:" اتشطر عليها هي!!"
فقال ادهم:" ارجع مطرح ما كنت.. "
فجأة صرخت ملك في حماس جنوني لا داعي له وصارت تقفز مع الايقاع الجديد للاغنية التالية..يبدوا ان (الدي دجي) اعجب بحماس ملك و قد ادار الاغاني ذات الايقاع السريع بصوت عالي وهو امر غير معتاد في المكان ..ليزيد من جنونها.. ويحمس الموجودين..
احس ادهم ان ملك علي حافة الجنون.. كانت تتحرك بعنف وسرعة.. صعد بجانبها ليمسك بها ولكنها كانت قوية جدا.. ودفعته ليسقط عن الطاولة صائحة:" بكرهك يا ادهم.. بكرهك"
اعتدل ادهم في سرعة وتوازن ثم امسك بارجلها.. تمكن منها وانزلها.. كانت حقا في حالة مزرية، كان ممسكا بها خشية ان تفقد توازنها.. لم تكن رائحتها تدل علي تناول اي خمور.. اجلسها علي كرسي وجلس علي ركبتيه بجوارها ، قالت:" ادهم انا بكرهك.."
فقال ممسكا بوجهها بكفيه:" ملك ركزي معايا.. انتي واخدة ايه؟؟؟"
ملك:" واخدة علي قفايا.. واخدة بمبة... ." وضحكت بشدة ..
ادهم:" خدتي اي دوا دلوقتي يا ملك.؟؟؟"
اشارت ملك الي هبة احدي المستنسخات وقالت:" خدت هبة.."
قام ادهم الي هبة وسال:" هبة ملك ملها؟؟"
توترت هبة وقالت:" بصراحة مكنتش اعرف انها خفيفة كده.."
انتظر ادهم توضيح اكثر فقالت:" اصلها فجأة قالت انها دايخة وهبطانة .. ف اديتها حاجة تفوقها.."
ادهم:" تفوقها ازاي؟؟ منشط؟؟؟"
اومأت هبة برأسها في خوف.. فصاح ادهم: اسمه ايه؟" فاخبرته هبة، باسم دواء منشط ممنوع تداوله.. تاثيره لا يختلف عن تأثير المخدرات سوي في نشاط الجسم الزائد، ولكنه يذهب العقل..
ادهم في عصبية:" انتي مش عارفة ده ممكن يعمل فيها ايه؟؟"
هبة:" منا باخده عادي علطول.."
عاد لملك التي كانت تحاول الوقوف علي الكرسي لترقص و حازم و انجي متمسكان بها خشية ان تقع.. قال ادهم لهما:" لازم ناخدها المستشفي.. دي واخدة (اسم الدواء)" لم تفهم انجي ولكن حازم ذهل وقال:" جابته منين ده؟؟ هيعملولها غسيل معدة غالبا.. طب يلا بسرعة.."
في الطريق الي المستشفي.. اصرت ملك علي الخروج من فتحة السقف في سيارة ادهم والهتاف لجمهورية مصر العربية.. لم تتمكن انجي من منعها كانت ملك عنيفة بشكل زائد.. ولكنها ابقت ذاراعيها حولها في حالة ان فقدت توازنها.. وبعد ان انتهت من الهتاف.. نزلت للأسفل و قالت لأدهم بغل :" انا ممكن اضربك.. اخرجلي برة راجل لراجل.. وانا هوريك"
فقال ادهم الذي كان متوترا لأقصي حد:" اهدي يا ملك.. قربنا نوصل المستشفي.. "
ولكنها فاجأة انقضت عليه من خلف الكرسي و لفت ذراعها حول رقبته في قوة وقالت:" حتي الضرب مستكتره عليا... انا بكرهك يا ادهم.." اضطر ادهم ان يقف بالسيارة حتي لا ينتهي الامر بحادث، بينما حاول حازم وانجي تخليص رقبته منها..
ثم بدأت ملك في البكاء الشديد:" انا بحبك يا ادهم.. انت ليه مش بتحبني.. انا احلي ولا دينا؟؟ خرجت معاها وسبتني... انا بحبك يا ادهم..مستكتر تقولهالي ليه؟؟"
كان تهذي وتكرر الكلام وهي تبكي بشدة.. دمعت عينا ادهم .. امسك يدها الملفوفة علي رقبته وقبلها.. لقد مزقت قلبه ببكائها برغم من انه يعلم انها ليست بعقلها..
نزل من السيارة و طلب من حازم القيادة و من انجي ان تركب في الامام.. ركب بجوار ملك في الخلف..ضمها اليه.. التصقت به وكانها تريد اختراقه و الدخول الي صدره...كانت ترتعش بشدة..ربما من تأثير الدواء .. تبكي مرددة " انا بحبك يا ادهم" .. ثم استكانت واغمضت جفنيها..
صاح حازم في فزع:" اوعي تكون اغمي عليها.. صحيها يا ادهم.. اظن ان غلط تنام.. صحيها!"
حاول ادهم و انجي ان يوقظاها وفشلا.. انها اغمائة .. صاح ادهم في حازم ان يسرع بينما اسرع حازم فعلا.. شعر ادهم بقلبه يتوقف.. ملك الان بين يديه تشبه الجثة.. بالفعل شحب لونها.. وصارت شفتيها بيضاء..لا يا ملك... لن يحدث لك شيئا..
بالفعل وصلوا المستشفي .. حاول ادهم الدخول معها للطواريء الا انهم منعوه
جلسوا الثلاثة منتظرين الطبيب .. خرج اليهم وسأل:" فين اهلها؟"
فقال ادهم:" هي كويسة؟"
الطبيب:" انت قريبها؟"
ادهم بعصبية:" متقول يا دكتور هي كويسة؟؟ انا قريبها"
الطبيب بنظرات متشككة:" البنت دي كانت هتموت! دي واخدة دوا منشط ممنوع من التداول..زيه زي المخدرات.. احنا مضطرين نبلغ البوليس.."
ادهم وهو يوشك ان يلكم الطبيب:" يا سيدي اعمل اللي تعمله، المهم هي؟ هي كويسة؟"
الطبيب:" ايوة احنا اسعفناها في اللحظة الاخيرة .. احمدوا ربنا.. لو كنتم جبتوها متأخر شوية.. مكناش لحقناها.. احنا محتاجين نتصل بأهلها.."
ادهم:" حاضر هنكلم مامتها.. بس ممكن اشوفها؟؟"
الطبيب:"ممكن بس كمان شوية.. انت تقربلها ايه؟"
ادهم:" انا خطيبها.."

                                               ***

بعد اجراءات طويلة تطلبت حضور اصافي، ومحضر شرطة والكثير من الاسئلة ..باختصار (مرمطة).. انتهي الامر علي خير بعد توضيح ما حدث و ان ملك تناولت المنشط عن طريق الخطأ والافصاح عن المصدر التي تحصلت منه علي ذلك الدواء..
جلست صافي تبكي في ردهة المستشفي، وبجوارها عصام وامامهم ادهم مستندا الي الحائط.. اقبل عليهم حازم ز قال لأدهم:" ادهم انا لازم اروح انجي.. كده هيحصلها مشكلة كبيرة في البيت.."
ربت ادهم علي كتفه وقال:" يلا روحوا.. خد عربيتي ووصلها.. متشكر اوي ي حازم..انا ممكن اخلي بابا يبقي يكلم ابو انجي لو حصل حاجة..همة علاقتهم كويسة من زمان" اعطاه المفاتيح وربت علي ظهره ثانية..
رفعت صافي عينيها الغارقتان في الدموع قائلة لأدهم:" متخبيش عليا يا ادهم.. هي ملك بتتعاطي منشطات؟؟ اد كده انا فشلت في تربيتها؟؟ "
ابتسم ادهم ليهدئها وقال:" لأ يا اطنط.. ملك عمرها مخدت حاجة زي كدة.. الي قلناه في المحضر هو اللي حصل فعلا.. كانت غباوة منها مش اكتر انها تاخد دوا متعرفوش.. الحمد لله اني كنت موجود و لحقتها.."
قالت صافي:" انا عمر ما هنسالك الموقف ده يا ادهم ابدا.. لولاك ملك كانت..." ثم اجهشت في البكاء قبل ان تكمل الجملة..
احتضن عصام كفيها بكفيه محاولا ان يهدئها.. وقال ليضحكها:" انا ملاحظ ان جمايل ابني عليكو كتيرة اوي ومغرقاكوا.. احنا هناخد منك ملك ببلاش علي فكرة من غير مندفع ولا مليم.. هتقوليلي شبكة هقولك.. حكاية الواد اللي ضربهولها.. هتقوليلي مهر.. هقولك حكاية الدوا المنشط ..هنفضل نذلكوا طول العمر انتي وبنتك اللي مدوخة الواد وراها.."
ابتسمت صافي وسط الدموع.. هل حقا يتقدم عصام لخطبة ملك بتلك الطريقة؟؟
قالت:" انت كده بتطلب ايدها؟؟"
عصام:" اذا مكانش عندك مانع.."
قالت صافي بسعادة و مازالت دموعها تنهمر:" اما بس تفوق يا عصام و نطمن عليها.. و .."
واجهشت في البكاء مرة اخري.. ولكن سبب بكاءها الان كان مختلفا..

                                                   ***

اخيرا سمح لهم بالدخول لملك.. التفوا حولها و جلست صافي بجانبها و مازات دموعها شلالات لا تجف..
صافي:" ملك.. حبيبة مامي.. سمعاني يا قلبي.. انا مامي يا ملك.."
فتحت ملك عينيها في بطء
ثم ادارتها في المكان وسألت:" انا عملت حادثة ؟؟"
قفال الطبيب الذي كان يقف في الغرفة :" ممكن جدا متفتكرش اللي حصل بعد ما خدت الدوا..ده عرض طبيعي.."
فقالت ملك:" ايوة.. انا خدت دوا من هبة.. كان مخدرات ولا ايه؟؟"
ادهم:" وحد ياخد اي دوا كده يا ملك؟؟"
نظرت له صافي محذرة ان يحاول باي شكل من الاشكال ان يضايقها..
فقال عصام معلقا علي نظرات صافي:" دي هتبقي حمي فظيعة.. الله يكون في عونك" ثم اقترب من ملك و قبل جبينها وقال:" الف سلامة عليكي يا حبيتي.. انا كده اطمنت عليكي هسييبك ترتاحي..انا قاعد برة"
خرج الطبيب ومعه عصام هاربا من مشهد دموع صافي.. لقد تحمله بصعوبة لأنه لم يكن يستطيع تركها، ولكن بعد ان اطمأن الجميع علي ملك.. اراد ان يريح اعصابه قليلا..
جر ادهم كرسيا اخر قرب ملك و جلس..
قال:" سلامتك يا لوكي.."
لم تبتسم.. بل قالت لأمها:" مامي انا عايزة بعد لما اطلع اروح اسكندرية.."
قال ادهم :" وتسبيني؟؟.."
فقالت صافي مبتسمة :" انتي من هنا ورايح يا حبيتي مش هتتحركي من غير ادهم.. ده هو اللي انقذك .."
فقال ادهم:" متخلنيش بقي احكي قدام طنط.. اللي عملتيه لما دماغك سافرت.."
فقالت صافي مازحة:" خلاص يا ادهم متكسفهاش... اللي حصل حصل.."
لم يكن ذهن ملك بالصفاء الذي يمكنه من تفهم المزاح فقالت:" حصل ايه؟؟"
غمزت صافي لأدهم وقالت:" اسيبه بقي يحكيلك.. "
ثم قبلتها وقالت:" الفي سلامة عليكي يا قلب مامي.. الدكتور قال ممكن تخرجي الصبح.. انا هروح مع عصام اجيب حاجتي وحاجتك..عشان ابات معاكي.. ادهم معاكي لو عوزتي حاجة"
ما ان خرجت صافي حتي امسك ادهم يد ملك و قبلها قائلا:" اسف يا ملك.. اسف علي كل حاجة زعلتك مني.."
لم تقوي ملك علي سحب يدها.. كما انها فؤجت بالمباغتة..
عاد ليقول:" انا كانت هموت من الرعب يا ملك... الحمد لله انك دلوقتي كويسة"
ملك:" اكيد يعني..ده لو كلب مربيه وعاشرته.. هتتخض لما يتعب..هو ايه اللي حصل؟؟"
ادهم:" يا رب.. سخيفة حتي وهي مش قادرة تتكلم؟! ..اللي حصل ميتحكيش يا ملك.. بعد اللي حصل احنا مضطرين نتجوز.. بابا طلب ايدك من مامتك.. ده التصرف الوحيد الل كان لازم يتعمل"
لم تفهم ملك،فقالت:" ليه؟؟ ايه اللي حصل؟؟"
امسك يدها و قال بسفالته التي يعرف انها تروقها:" يعني مش فاكرة؟؟ ده الدوا خلاكي تعملي حاجات...اوووه.. جامدة جدا"
وضعت ملك الغطاء علي وجهها تداريه..وقالت غير مصدقة:" انت بتكذب يا دهم!"
فقال:" بذمتك مش فاكرة؟؟ طب مش فاكرة اللي حصل في العربية؟؟ دي كانت احلي لحظة في حياتي..صحيح بعدها اغمي عليكي والليله قلبت غم و كان قلبي هيقف..وجبتك هنا..بس عمري ما هنسي اللحظة دي.."
نظرت له ملك مذهولة.. لقد جعلها تذهب بفكرها الي امور خطيرة..
قالت:" ايه اللي انت بتقوله ده! مش مصدقاك.. عربية ايه و هبل ايه؟؟.. انا لايمكن اعمل حاجة كده! حتي لو واخدة ميت مخدر.. وبعدين انت ايه؟؟ استغليت الفرصة؟؟ انت كنت شايفني مش طبيعية.. مفوقتنيش ليه؟؟"
ادهم:" وافوقك ليه؟؟ واحدة كل طلبي من ربنا انها تحبني وكنت خايف اقولها لحسن تبعد عني ومعرفش افضل جنبها تاني..وجت بتقولي انا بحبك يا ادهم.. افوقها ليه؟؟ طبعا استغليت الفرصة.. وسبتها تقولها عشرين مرة "
ثم امسك بيدها وقال :" ملك.. انا بحبك يا ملك ومش مقدرش اعيش من غير ما تكوني بتاعتي.. تقبلي تبقي بتاعتي.."
فقالت بربع ابتسامة:" مش عارف تقول تتجوزيني؟!"
فقام من علي الكرسي ثم عدل وضع ظهرسريرها لتكون في وضع الجلوس..وامسك يديها مرة اخري ثم نزل مرتكزا علي احدي ركبتيه مقلدا طريقة طلب الزواج الامريكية وقال:" ملك انا بحبك.. تقبلي تتجوزيني.."
اتسعت ابتسامتها.. وانهمرت دمعة من احدي عينيها..وامأت برأسها..
فقال:" عموما موافقتك اصلا تحصيل حاصل.. احنا طلبنا ايدك من مامتك و مامتك وافقت.. وغصب عنك هتبقي بتاعتي.." ثم قام واقفا و ضمها اليه..

                                            ***

بعد ان امضيا بقية العام الدراسي في مرحلة قرائة الفاتحة ..وبعد ظهور النتيجة ونجاح كليهما تم خطبة ملك و ادهم في حفل ضخم بفيلتها بالاسكندرية حيث مسقط رأس الجميع ... تحدث الناس عن الحفل شهورا بعدها..
وبعد تجهيز بيت الزوجيه..تزوجا في حفل راق بسيط.. ضم المقربون فقط .. وبعدها سافر العروسان لتمضية رحلة رائعة في عدة بلدان حول العالم..
مرت الاعوام.. لقد صار ادهم هو مدير كل ممتلكات صافي و ملك.. لقد نمي الثروة وضاعفها اقام مشروعات عدة.. واصبح من اهم رجال الاعمال ..
اما ملك فقد اصبحت من اكبر سيدات الصالونات في مصر..لديها عدة جمعيات و مشاريع خيرية.. بعضها متخصص للطفولة.. والاخر للمرأة.. ومنهم لمساعدة القري الفقيرة.. وتقدم العون لكل محتاج.. لم تخل حياتها من الاضواء التي كانت تعشقها..مازالت تقيم الحفلات وتجمع التبرعات ..وتؤثر علي البشر.. صورها في المجلات و الجرائد كانت تقتنيها السيدات فانها ايقونة الموضة.. كن يتهافتن للانضام لجمعياتها و يعملن فيها بحماس جاهدين ليصبحن مثلها.. لقد استغلت النفوذ والاموال وادارت الامور بالطريقة الصحيحة..
كانت تبتسم ابتسامتها المشرقة كلما اتصل بها زوجها الحبيب ليعرف مكانها اثناء اليوم، برغم انتقالها بين عدة اماكن ..وبرغم مشاغله الرهبية..الا انه كان يطمئنه معرفة مكانها طوال الوقت.. ولا تخلوا المكالمة من سؤال:" هو انتي لابسة ايه؟"
وفي كل مرة كانت تضحك من قلبها علي السؤال وتقول:" متخفش ، مفيش كتاف ولا ركب"
وعندما تعود بعد يوم صاخب من العمل.. تجد اولادها قد عادوا من المدارس..لديها ثلاية اولاد مشاغبون، يشاكسون ميكو العزيزة.. ولما تخبرهم بأنهم ذاهبون في زيارة تيتة صافي و جدو عصام.. يتصايحون في فرح و يجرون في شتي الاتجاهات ليحضروا انفسهم للخروج ..وعندما يلحق بهم ادهم هناك عند بيت جدو عصام.. يتقافزون عليه في سعادة.. فتذهب ملك اليه لتستقبله .. يضمها في صدره فتسدل جفنيها في ارتياح قائلة بهمس:" بحبك يا ادهم.."

تمت بحمد الله..

1/09/2011

عملوه الكبار ووقعوا فيه العيال >> (29) خطط..و..مخططات


جلست صافي مع ابنتها في الغرفة تحدثها عن العريس..
صافي:" يعني انتي بذمتك مرتاحة؟ حاسه انه كويس؟"
ملك دون ان تنظر في وجهها:" مممم.."
صافي:" ايه ممم دي؟ متقوليلي حاجة تطمني.."
ملك:" كويس.. "
صافي:" يعني معقولة مش شايفة حد احسن منه؟؟؟"
ملك بمرارة:" الحد اللي انتي عايزاني اشوفه.. انا مش فارقة معاه.. ريحي قلبك"
صافي بحماس:" مين بس اللي قالك كده! انا عارفة انك فارقة معاه جدا ومتأكدة.."
ملك:" وعرفتي منيني بقي.."
صافي:" انا خايفة اقولك .. العند يركبك.. انا عارفاكي دماغك زي الطوبة"
كانت ملك متاكدة انها ان بقيت تنظر لأمها خمس ثواني ستتحدث ، ولكن صافي تفوقت علي نفسها ،في خلال ثلاث ثواني باحت بكل شيء..
صافي:" ايه رأيك انه بيحبك.. هو قالي بنفسه.. ده خايف يقولك لحسن تصديه.."
فوجئت صافي برد فعل ملك المنفعل الغاضب:" انا كنت عارفة! كنت متاكدة.. وبيقول عليا انا اللي مغرورة و متكبرة.. وهو البيه خايف علي كرامته لحسن اصده!!! وناوي يفضل خايف لحد امتي؟؟ لحد مبقي مرات واحد غيره؟؟!! مستخسر يقولي انه بيحبني؟ فالح بس ياخد مني الموبيل و يمنعني اكلم العريس.. لكن انه يقولي كلمة تريحني لأ!... تصدقي بأة يا مامي ، هو عند حق.. لو جه قالي انه بيحبني هطين عيشته!"
صافي مصدومة:" لأ يا ملك الموضوع مش كده.. يارتني ما قلتلك! "
ملك:" من غير ما تقولي يل مامي انا كنت متأكده.."
صافي:" طب عشان خاطري يا ملك.. لو بتحبي مامي.. كأني مقلتلكيش حاجة.. استني عليه .. اديله فرصة ..انا متأكدة انه هيقولك.. كأنك مسمعتيش حاجة مني.."
ملك باقتضاب وكأنها لم تسمع:" حاضر .."
ثم عادت لتقول:" انا محتاجة انزل شوية.. حاسة اني هتخنق.."
صافي:" يارتني ما قلتلك.."

                                                        ****

بعد ان خرجت ملك ، دخلت صافي لتحدث ادهم
صافي:" ادهم، انا شايفة ان الخطة اللي عملناها خايبة اوي.. انت لازم تقولها انك بتحبها و يحصل اللي يحصل"
ادهم:" اقولها يا طنط و هي اصلا بتكلم واحد تاني ومعجبة بيه و عايزة تتجوزه ؟!"
صافي :" لأ اعد ساكت!"
صمت ادهم..
فقالت صافي:" مين قالك انها معجبة بيه.. باين زي الشمس انها بتغيظك مستنياك تتحرك..اتحرك بأة البت هتفكترك انك مش فارق معاك.."
ادهم:" مش فارق معايا ازاي.. دانا دخلت عليها خدت منها الموبيل عشان متكلمش زفت عمر ده"
صافي:" وبعدين.. متكلموش و بعدين.؟؟ لازم انت تقولها انك عملت كده عشان بتحبها و غيران"
ادهم:" انا جيت اقول.. لقيت نفسي مش قادر!... ازاي اقولها اني بحبها و هي كانت لسة قافلة التليفون مع واحد بتفكر تتجوزه..فاتعصبت و خدته منها.."
صافي:" طب خد كلام ثقة من طنطك صافي.. لو انت قلتلها هي انك بتحبها.. هي مش هتفكر في عمر ده تاني.."
ادهم غاضبا:" يعني فعلا بتفكر فيه دلوقتي؟!!! "
صافي:" لأ الموضوع مش كده.."
ادهم مقاطعا بنفس لاهث:" انا اسف يا طنط .. مش قادر اكمل كلام.. مش عارف اتنفس.."
واتجه للنافذة و فتحها واخرج رأسه منها وكأنه يريد يستنشق هواء الكون ليخمد نار صدره..
ابتسمت صافي في عذوبة.. انه مثل ابيه تماما.. يغار حتي تنقطع انفاسه..
قامت لتخرج من الحجرة قائلة:" هي بتفكر فيك انت يا ادهم.. بس لازم انت تريحها.." ثم خرجت واغلقت الباب خلفها..
لم يهتم ادهم لجمتلها الاخيرة.. لقد كان يعتقد بنسبة كبيرة ان هدف ملك هو اغاظته.. وصدم لمعرفة انها تفكر في عمر بجدية.. لم يتشبث بكلمة من كل كلام صافي سوي تلك..
ارتدي ملابسه و خرج غاضبا..

                                         ***

حكت صافي لعصام ما حدث بينها و بين ملك ، وما حدث بينها و بين ادهم..
استمع لها عصام الي النهاية وقال ساخرا:" برافوا يا حبيبتي .. عقدتي الدنيا اكتر.. اصلها كانت ناقصة.."
فقالت صافي:" وانا كان قصدي.. انا بحاول اقرب وجهات النظر.."
عصام:" فاقنعتي ملك ان ادهم خايف علي كرامته من الصد، واقنعتي ادهم ان ملك عايزة عمر بس ممكن تسيبها منه لو ادهم جالها.. علي اساس انها بتنقي جزمة في موسم التخفيضات"
صمتت صافي حائرة..
عصام :" انا اصلا عشان عارف سذاجتك دي يا حبيبتي مقلتلكيش.."
صافي:" مقلتليش ايه؟"

                                               ***

ركبت ملك سيارتها وظلت تقودها بلا هدف .. كانت تلك عادتها عندما تحتاج للتفكير او عندما تغضب..كانت غاضبة بشدة من ادهم.. ان كان يحبها لم يفعل بها ذلك.. لم يتركها حائرة؟؟.. لم يذهب للخروج مع احدي حبيباته القدامي؟.. لم قال لها مبروك علي العريس؟؟.. لقد ظنت انه علي وشك الاعتراف عندما اتاها الغرفة غاضبا..ولكنه لم يقل شيئا ..تراجع ثم اخذ هاتفها و خرج.. ظلت تعيد في رأسها كل الاحداث السابقة تذكرت حين كانت تجلس باكية في الشرفة قبيل الفجر في احدي الليلي.. قبل موضوع العريس..كانت تشعر بالضيق الشديد.. ادهم معها طوال النهار والليل وهي اصبحت متعلقة به و تحبه بشدة.. ولكن في تلك الليلة اتاها هاجس .. ماذا ان ارتبط ادهم بواحدة ما؟؟ احست بالاختناق و خرجت الي الشرفة تبكي والكل نائم.. ولكنها شعرت بحركة خلفها ... وعندما التفتت وجدت الشخص الواقف امامها ينظر لها بنظرات كلها حنان و تعاطف... وبعد حديث مطول ظنت ان الامور قد تتحسن.. ولكن يبدوا انها كانت مخطئة..

                                                                     ***

عندما خرج ادهم لم يجد سيارة ملك.. اين ذهبت ؟؟ انها بلا هاتف.. كان خروجها بدونه يؤرقه.. ناهيك عن "بلا هاتف" ماذا ان طرأ امر ما .. كيف تتصل باحد ؟؟ لقد كانت فكرة غبية ان يأخذ منها الهاتف.. وجد نفسه متجها نحو منزل عمر.. كان يذكر الشارع جيدا..لم يكن بعيدا.. احتار قليلا في البيت نفسه و لكنه تذكر كشك الحلويات الذي كان يقبع امام البيت.. ظل يدور حول المنزل بلا هدف يتأمله .. كان يبتعد بالسيارة هائما بها بلا اتجاه محدد ثم يعود ليجد نفسه امام بيت عمر.. يحاول تخيل اي من تلك السيارات هي سيارته.. اي من تلك الشرفات هي شرفته.. لم تسعفه الذاكرة بتذكر تلك التفاصيل..
كان غاضبا بشدة.. برغم كل التغير الذي طراء علي ملك .. مازالت مغرورة تظن ان الكون رهن اشارتها.. ان لم يأت ادهم فليكن عمر.. وان كان ادهم فليذهب عمر.. وربما ان اتي من هو افضل من ادهم و عمر فليذهبا (في داهية) كليهما..
في الدورة الخامسة عشر حول منزل عمر ام ربما هي السابعة عشر وجد شخصا مالوف يخرج من مدخل البناية.. اهو حقا من يظنه هو؟؟!!..
اقترب ادهم بالسيارة..ونظر متفحصا.. انه حقا هو! كيف تمكن من...؟؟ هل عاد بتلك الـ..؟؟
نزل ادهم من السيارة مسرعا ليحلق به، وصاح مناديا باعلي صوته:" عمر!"
استدار عمر لمصدر الصوت وابتسم عندما رأي ادهم ..وصل اليه ادهم بعد لحظة
حياه عمر في حماس قائلا:" اذيك يا بني؟ مخبطش فيك بقالي مدة.."
قال ادهم بتوجس:" انت رجعت من برة امتي؟"
عمر متعجبا:" برة ؟؟ فين يعني ؟؟ قصدك الغردقة.. انت بتسميها برة؟" وضحك ساخرا
ثم عاد وقال:" وعرفت منين اني كنت في الغردقة؟"
قال ادهم وقد بدا مشوش الفكر:" انا قصدي امريكا!.. انت مكنتش في امريكا؟ "
عمر:" يا ريت .. من بوقك لباب السما.."
فقال ادهم في سؤال اخير :" وطبعا متعرفش مين ملك؟"
ضيق عمر عينيه متذكرا:" ملك؟؟؟"
ثم قال ضاحكا:" واد يا ادهم انت عارف انا مين؟؟ شكلك متلخبط فيا.. انا عمر ثروث يا بني.. النمرة غلط ولا ايه؟؟؟"
عانق ادهم عمر عناق مفاجيء مما اصاب عمر بالفزع.. وقال بسعادة في غير مكانها:" انت عمر حبيب قلبي!"
وتركه مذهولا يضرب كفا بكف متحسرا علي عقل ادهم زينة الشباب الذي اصابه علة ما
ذهب ادهم الي السيارة كان سارحا يحدث نفسه.. يرتب الاحداث.. ثم اخرج هاتف ملك من جيبه وفتحه، فتح قائمة الاسماء واخرج الرقم المسجل تحت اسم عمر.. وكما توقع انه رقم هاتف محمول من مصر.. بل انه رقم مألوف بشدة.. اهو حقا ما يظنه؟؟ اخرج هاتفه و فتح اسما ما منه ليتاكد من الرقم.. قارن الرقمين .. ضحك بشدة حتي المته معدته..
ثم اتصل من هاتف ملك بذلك الرقم..
رد شخصا ما:" ايوة يا حبيبتي.."
ادهم:" ايوة يا عمر.. " ثم ضحك
صمت المتحدث برهة ثم ضحك بدوره
وقال:" مجتش في دماغي دي.. مكنتش اعرف انك سافل وممكن تاخد الموبيل و تكلم النمرة"
ادهم:" بتشتغلني يا بابا؟!!"
عصام:" واشتغل ابوك!.. اتفضل ارجع هنا دلوقتي عايزين نكلم كلام رجالة..."
ادهم:" ملك رجعت؟"
عصام:"لا لسة.. وبعدين انت مالك ؟ "
ادهم:" لا بكلم جد يا بابا.. مقالتش رايحة فين؟.. اسأل كده طنط.. اصلها معهاش تليفون"
عصام:" وانا بكلم جد.. مرواح و مجي ملك حاجة تخص مامتها متخصكش.. بقولك ارجع دلوقتي عايزك"

                                                      ***

عندما انهي عصام المكالمة التفت لصافي مكملا لحوارهم الذي قاطعته مكالمة ادهم وقال:" بقي كنتي بتشكي فيا؟؟ انا قعد مفكرش في حد غيرك كل السنين دي.. اجي دلوقتي بعد اما بقيتي معايا و افكر؟؟"
صافي:" انا كنت هتجنن يا عصام.."
اقترب منها وقبل رأسها قائلا :" سلامة الراس الحلوة دي من الجنان.."
صافي:" وهي بقي هيام هانم بتخبي عليك..الاول قالتلي مكلمنيش ولما لقيتني مستعجبة رجعت قالت كلمني..دانا هوريها"
ضحك عصام وقال:" لأ .. يا ريت ده اللي حصل .. المصيبة اني مكلمها يوم لما قلتلك ان هي اللي كانت معايا علي التليفون.. قلتلها اني عاملك مفاجأة وان لو انتي سألتيها تقولك اني كنت بكلمها هي فعلا.. يعني بجد اعتمدت علي حيطة مايلة.. مش مصدق انها نسيت! "
ضحكت صافي بشدة وقالت:" علي رأيها فعلا..مخها فوت"
ثم صمتت وقالت:" عارف لو كنت اكتشفت انك بتخوني... "
عصام:" كنت هتعملي ايه؟ هتموتيني؟"
صافي:" لأ.. كنت هعمل نفسي معرفتش.. وافضل مكملة اللي باقي من عمري جنبك.. كفاية اللي راح.."
ضمها اليه وابتسم.. 

                                                               ***

كان ادهم سعيدا بما الت اليه الامور.. لم يكن هناك عريس..كان الامر خطة من ابوه وملك لتحريكه.. هل تريده ملك الي هذه الدرجة؟؟ كان سعيدا جدا .. عندما يري ملك سيقبل يدها و يعتذر لها عن كل سخافة بدرت منه.. سيصارحها بحبه.. وسيطلب خطبتها من امها..
بذكر صافي..
رن هاتفه انها صافي..
ادهم:" ايوة يا طنط.. شفتي بابا.. انتي كنتي معاهم بتشتغليني ؟؟"
صافي:" ادهم .. ملك اتأخرت قوي.. وانا قلقانة عليها.. اصلها كانت مدايقة قوي وهي نازلة.. ومسألتهاش رايحة فين"
ادهم مستاءا:" ازاي بس يا طنط مسألتيهاش.. "
صافي:" محبتش اضايقها و هي نازلة..اصلها كانت علي اخرها"
صمت ادهم.. كان يود ان يلومها علي عودتها لدلع ملك.. ولكنه احس انه غير لائقا ان يفعل..
فقالت صافي:" انا اللي قالقني انها كانت مضايقة قوي..خايفة تتصرف تصرف من بتوعها.."
فقال ادهم:" من بتوعها ازاي يعني؟؟ هي كانت مضايقة من ايه؟"
صافي:" اصل هي فهمت مني.. بدون قصدي يعني.. انك يعني .. مستكبر تقولها ..يعني.. علي انك بتحبها.."
قال ادهم :" طب خلاص انا بركن اهه انا طالع.."

                                                         ***

اصاب ملك الدوار من كثرة اللف بالسيارة، ام ربما من التفكير.. كانت في قمة الغضب و الاستياء، تذكرت كيف فعلت كل ما فعلت لتنال رضا ادهم.. اسلوبها و ملابسها ، صديقاتها.. حياتها بأكملها كانت تتغير من اجله.. دون حتي ان يطلب منها..يكفي ان يذكر في العموم شيئا لا يحبذه.. او حتي يسخر منه..كانت تتجنب الشيء فورا.. لقد تدخلت في حياة صديقه المقرب واقنعت حبيبته بالعودة اليه.. لتثبت لأدهم قدرتها علي التصرف السليم.. صارت قريبة منهما واحبتهما لأنهما (من ريحته).. فيأتي هو الان و يفضل كرامته عليها.. لقت انزلت من قدرها درجات عدة عندما فعلت كل هذا.. هي من فعلت بنفسها ذلك.. ظنت انه يستحق.. من اللحظة لن يكون له اي تأثير في حياتها.. ملك المسيطرة علي الحياة عادت!

                                                  ***

دخل ليجد صافي غاية في القلق و عصام يهدئها قائلا انها لم تتأخر لدرجة مقلقة
ادهم:" هي ايه اللي فهمها كده يا طنط؟ انتو مش كلكوا متفقين عليا في قصة العريس دي؟"
صافي:" لأ ده لسة عصام قايلي انهاردة.."
عصام:" طبعا مقلتلكيش.. انت بتقعي بالكلام.. وكنتي هتفضحينا..ده غير انك متحيزة لأدهم وكنتي هتقوليله"
صافي:" ليه بقي عبيطة؟؟ "
عصام:"طب مانتي فعلا اتفقت علي بتنك معاه و عملتوا خطة فاشلة"
ادهم مندهشا:" انتي حكتيله يا طنط؟ هو ده السر؟؟!.."
ابتسمت صافي في احراج وقالت:" انا موعدتكش علي فكرة.. اصلي بصراحة معرفش اخبي حاجة علي عصام.. "
ضرب ادهم كفا بكف ثم قال:" طب لما انتا وملك يا بابا عارفين كل حاجة و عملتوا عليا الفيلم ده، هي زعلانة من ايه دلوقتي؟؟"
عصام:" لأ .. ملك متعرفش كل حاجة..هي بس عارفة اننا بنعمل عليك خطة عشان لو بتحبها تتحرك..اما الجزء اللي صافي حكيتهولي انا خبيته عليها.. محبتش اقولها ان امها عاملة عليها خطة معاك.."
صاحت صافي واضعة يدها علي رأسها:" بسسس! انا دخت..ايه اللخبطة دي ده؟؟"
ادهم:" طب هي جابت منين فكرة اني مستكبر اقولها اني بحبها؟"
عصام مشيرا الي صافي:" دي حاجة تسأل فيها المدام.. "
قالت صافي:" انا حاولت افهمها.. انك مش عايز تقولها عشان خايف تصدك وتبعد بس هيا مفهمتش صح"
فقال ادهم يسرد الوقائع:" يعني هي ملك دلوقتي فاهمة اني بحبها.. بس مش عايز اقول.. الاطة مني..؟ "
صافي "اه.."
ادهم:" وخدت بعضها ونزلت زعلانة؟"
صافي :" اه.."
ادهم:" وانتي يا طنط مسألتيهاش رايحة فين؟"
صافي:" اه.."
ثم اخرج هاتفها من جيبه ووضعه علي الطاولة قائلا:" وموبيلها معايا"
صاحت صافي وكأنها اخيرا اثبتت جههة نظرها:" شفت بقي اني ليا حق اقلق!"

1/06/2011

عملوه الكبار ووقعوا فيه العيال >> (28) مازال العريس مستمرا..


كما توقع ادهم تماما كان وجود ملك مؤذيا له علي جميع المستويات.. كانت تتحدث مع انجي حيث جلستا معا في المقعد الخلفي.. كان حديثهم عن العريس.. وقد اشترك معهم حازم مؤيدا للعريس بشدة و هو ينظر لأدهم نظرات بمعني "تستاهل"..
قال ادهم فجأة:" هو ايه يا ملك ؟ مفيش غيرك في العربية؟ من ساعة لما ركبتي مبنكلمش في موضوع غير موضوعك.. "
صمتت ملك لبرهة وكادت ان ترد عليه ردا هجوميا.. الا انها فسرت سخافته بانه مغتاظا.. فقالت:" خلاص يا ادهم مش هكلم في الموضوع تاني.. بس لو جيت وقفت علي دماغك بعد كده مش هحكيلك حرف عن الموضوع ابدا.. ان شاء الله هتتفاجيء انك معزوم علي الفرح .."
نظر لها بحدة في المرآة وقال:" يكون احسن..."
قال حازم متصنعا البلاهة:" انت مالك متعصب كده ليه يا دوومي؟؟؟"
نزل ادهم بيده علي كتف حازم بمنتهي القوة و البرود في نفس ذات الوقت قائلا:" مين قال اني متعصب يا زوومي.. " كان يعتصر بأصابعه العضلة ما بين رقبة حازم و كتفه في قوة.. حتي صاح حازم متألما..
                          
                                                          ***

حاولت صافي بشتي الطرق ان تتحصل علي هاتف زوجها وتنفرد به .. فشلت بشدة، كان يبقيه معه اينما ذهب... كانت تريد ان تري الرقم الذي كان يحدثه.. لتتأكد من انه فعلا كان يحدث هيام.. هناك احساس قوي لديها انه بريء من اي تهمة لها علاقة بالخيانة.. ولكن يجب ان تعرف .. يجب ان تتأكد حتي لا تنبت بذور الشك.. حتي تقطعها باليقين.. اتصلت بهيام.. وبعد التحيات
صافي:" وحشاني جدا.. مش هتيجوا بقي؟.."
هيام:" نفسنا والله.. هرتبها مع صادق و نيجي بالولاد.. ملوكة الجميلة عاملة ايه؟ نورتنا لما كانت هنا...."
كانت هيام تتحدث بلا توقف..وصافي منتبهة لكل كلمة لربما تجد امرا ما..الي ان سألت :"وسعادة الباشا جوزك عامل ايه؟؟"
صافي:" كويس.. مبيسألش عليكي ولا ايه؟؟ قوليلي بس وانا اديهملوا.."
هيام:" تديهوم لمين.. روحي كده.. ده طول عمره يبصلك البصة تسبتي مكانك.." وضحكت بشدة
كادت صافي ان تصرخ بها "توقفي عن الحديث واجبيني.. " ولكنها تمالكت نفسها وقالت:" مش كان بيكلمك امبارح؟؟"
قالت هيام مباشرة :"لأ!"
ثم صمتت قليلا وعادت لتقول وكأنها تذكرت شيئأ:"اااه.. ايوة صح كان بيكلمني.. امبارح.. كلمني امبارح.. انا مخي فوت خلاص.." وضحكت مرة اخري..
بعد ان انتهت المكالمة الطويلة والتي كانت غالبا من طرف واحد حيث ان هيام كانت تتحدث و صافي تستمع او الاصح ما بدت انها تستمع.. ولكنها كانت سارحة.. حتي بعد انتهاء المكالمة..ظلت تفكر.. هل حقا نسيت هيام؟.. ام انها تداري عليه؟؟؟

                                                      ***

اثناء عودة ادهم و ملك معا في السيارة بعد ان تناولت الغداء مع انجي..كان صامتا
ثم امسك هاتفه واتصل باسم ما..
ما ان ردت الطرف الثاني.. ابتسم ادهم يستمع بل ضحك دون ان يتكلم ثم اخيرا قال:" ايه حفلة.؟؟. عاملة حفلة عشان كلمتك؟... وانتي وحشتيني اكتر بكتير.. فينك يا بنت؟؟ طب مش هشوفك ولا ايه؟؟ خلاص هظبت معاهم.. انا لسة كنت معاهم دلوقتي .. اه يا ستي اخيرا هيخلصونا و يتنيلوا.. بس بجد وحشتيني اوي اوي.. خلاص هكلمك..سلام"
نظر الي ملك بطرف عينه وجد بوذها قد امتد الي الامام.. اخيرا... نجح اخيرا في شيء ما ، بعد سلسلة من الفشل..
قالت ملك:" مين دي؟"
ادهم مبتسما في هيام:" واحدة صحبتي.."
ملك:" ومالك سعيد اوي كده.؟"
ادهم:" اصلها كانت واحشاني جدا.. "
ملك :" من المدرسة يعني ولا معانا في الجامعة؟"
ادهم مستنكرا:" تحبي اديكي عنوانها تروحي تتقصي عنها؟ ازاي فضولية كده؟؟"
ملك بحدة:" منا بحكيلك كل حاجة عني .. متحكي وخلاص"
ادهم باسلوب مازح:" ولا تحكيلي ولا احكيلك.. خليكي في عريسك.. ابقي احكيله هو كل حاجة.. صدعيه هو بقي شوية وحلي عني، احسن انا دماغي استوت من صداعك.."
صمتت ملك مستاءة وقبل ان تخاصمه سألت سؤال اخير:" هي اسمها ايه؟"
ادهم:" مين صاحبتي؟؟ ليه؟"
ملك:" رد بس.. "
ادهم وكانه يلقي لها الاسم في ملل:" دينا... اي اسئلة تانية؟"
قالت بطريقتها الغاضبة الطفولة المعتادة:" لأ .. ومتكلمنيش تاني.."
فقال ضاحكا:" ليه بس يا لوكي.."
ملك بغضب:" عشان ميجلكش صداع!"

                                                         ***

مكالمة بين ملك وانجي..
ملك:" مين دينا؟"
انجي:" دينا مين؟"
ملك:" انا للي بسأل؟"
انجي:"؟؟؟؟؟"
ملك:" في واحدة صحبتكوا اسمها دينا ادهم كلمها انهاردة! مين؟"
انجي مفكرة:" صاحبتنا؟؟ في دينا فعلا.. وهو كلمها ليه؟؟"
ملك بانفعل واسلوب ساخر:" وحشتوا و عايز يشوفها!"
انجي:" نعم!! من امتي؟؟ دي هي كانت هتموت عليه بعد ما سابوا بعض و هو كالعادة طبعا.. تقيل و رزل جدا"
انفعلت ملك بشدة.. هتموت عليه!!! سابو بعض!!! لقد تصورت انها قد تكون صديقة قديمة لأدهم مثلها مثل انجي.. ولكن اتضح انها حبيبة..
ملك مصدومة:" كانت صاحبته؟؟"
انجي:" حاجة لعب عيال كده و هبل.. دا كان في ثانوية عامة يا بنتي.. شغل اطفال يعني.. مش حاجة و هو ادهم اصلا كان عاجبه شكلها في الاول .. وبعدين لقاها مش ماشية مع دماغه فسابها"
ملك:" طب وكلمها ليه دلوقتي؟؟"
انجي:" دي الحاجة العجيبة فعلا.. انا فاكرة انه مرة خد نمرتها مني عشان يخليها معاه فا لما تكلمه مايردش.. ازاي دلوقتي يكلمها هو؟؟ "
ملك:" انا فهمت من كلامه انه هيقولكوا عشان تخرجوا معاهم.."
انجي:"كمان! لأ دا ضرب خالص... موضوع العريس هبله"
ملك:" تفتكري بيعمل كده عشان يغيظني؟؟"
انجي بنفاذ صبر :"مهو لو بيغيظيك يبقي بيحبك.. وانتي بتقولي انك بالتسباله اخته.. فكري فيها انتي بقي..زهقتيني بانفصام الشخصية اللي عنك ده.. "
ملك بيأس:" انجي.."
انجي متململة:" ايه؟"
ملك:" هي شكلها ايه؟"

                                          ***

في اليوم التالي مساء وقف ادهم امام باب غرفة ملك وصاح محدثا اباه الذي كان في غرفته:" انا نازل يا بابا مع حازم وانجي وناس صحابنا.. مش عايز حاجة؟ هتأخر علي فكرة.."
سمعت ملك صوته من داخل حجرتها.. الرسالة وصلت يا ادهم.. سمعت صوت باب الشقة ينغلق..
جلست محروقة .. سيقضون وقتا رائعا ..الاربعة.. انجي وحازم..صديقيها المقربان.. وادهم حبيبها وتلك التي هبطت علي رأسها امس..دينا.. سيكونان كزوجين من الاحبة.. يستمتعان بأمسية رومانسية.. وهي هنا تجلس وحيدة تأكلها النار..يجب ان يتطور امر العريس!.. يجب ان يجد جديد!..
خرجت من حجرتها وتوجهت لحجرة امها..طرقت الباب ودخلت بعد ان اذنا لها
ملك:" انكل.. عايزاك لو سمحت.."
اندهشت صافي.. ولكنها صمتت.. لطيف ان تتعامل ملك مباشرة مع عصام وكانه شخص مقرب لها..
قام عصام قائلا:"انا كنت رايح المطبخ اعمل فنجان قهوة هموت عليه بقالي ساعة.. تعالي معايا بقي"
صافي:" متخليكوا وقل ميكو تعملك.."
عصام:" ميكو ايه؟ هي دي بتعرف تعمل قهوة ولا شاي عدلين..القهوة عايزة مزاج في العمايل.. تعالي معيا يا ملك اعلمك بدل ما تتطلعي خيبة في القهوة زي امك.. "
نظرت له صافي معاتبة ..
فقال:" بس بشربها من ايدك صايصة يا حبيبتي .. اي حاجة منك حلوة"
ابتسمت صافي .. كانت ابتسامة مصتنعة تداري بها قلقها.. لقد كادت ان تجن من التفكير في "حبيبتي" التي كان يحدثها..
تري مالذي تريده ملك من عصام.. اكيد امرا يخص العريس.. ليتها تخبره بتغير رأيها..
لم تشغل بالها كثيرا فهي تعلم ان عصام سيخبرها بكل شيء، كما ان بالها كان به امرا اكبر..
عندما عاد وسألته اخبرها ان ملك كانت تتسائل عن موعد لقائهابالعريس، وانه الان صار متاكدا من جديتها في الامر.. واخرج هاتفه من جيبه الذي لا يبتعد عنه، وقال وهو يذهب مرة اخري للخارج:"هكلم ثروت اتفق معاه"
خسارة يا ملك..

                                               ***

التفت الاسرة حول مائدة الافطار اللذيذ صباح الجمعة..
كانت ملك تبدوا سعيدة في مزاج لطيف.. فقال عصام:" ها يا ملك ايه الاخبار؟؟"
ملك:" والله يا انكل شكله لذيذ.."
قالت صافي:" مين ده؟
عصام موضحا:" عمر.."
قال ادهم مصعوقا:" انتي قابلتيه؟؟ امتي؟؟؟"
وقالت صافي لأدهم وكأنها تطمئنه:" قابلته ازاي من غير معرف؟ ملك مخرجتش اصلا امبارح"
ثم استدارت لعصام:" متفهمنا يا عصام!.. انا نمت وسبتك رايح تكلم الراجل صاحبك"
عصام:"مفيش.. كلمت ثروت قالي عمر في امريكا..بقاله يومين عنده مؤتمر هناك وهيعد اسبوعين.. بس هيجنن علي ملك .. يا ريت يتكلموا في التليفون.. او حتي علي النت لحد ما يرجع.. انا سألت ملك لو موافقة..قالت اوكي"
صافي:" ايه العبط ده.. في حاجة اسمها كده.. حد يكلم العريس الاول قبل ما يشوفه.."
ملك:" وايه المشكلة.. بالعكس كده اريحلي.. بدل ما اعد معاه في الاول وانا متوترة ومضايقة.. كده لما اقبله هحس انه مش واحد غريب.. وبعدين دخلت شفت صوره علي فايس بوك .. امور اوي زي ما قلت يا ادهم.."
اشاحت صافي بوجهها في عدم رضا.. ولكنها لم تجد ما تعترض عليه.. كما انها المفترض انها تشجع موضوع العريس..فصمتت ..
فقال ادهم الذي كاد ان يحطم كوب الماء في يده:" مش فاهم برضه.. كلمتيه امتي ده؟"
ملك:" طول الليل!"
استدار ادهم لأبيه وقال:" وانت موافق علي كده؟ طول الليل؟!!"
ضحك عصام وقال:" مالك نبيه كده؟؟ ماهو طول الليل عندنا يبقي الصبح في امريكا.."
فاضافت ملك:" انا قفلت معاه الساعة اتنين الصبح و هو لسة هيروح ياكل..كانت 7 مساءا عندهم"
ادهم:" دانتي لحقتي تعرفي كمان جدول مواعيده.."
ملك مبتسمة:" بيسلم عليك اوي.. "
لم يرد ادهم.. تماسك حتي انهي الجميع طعامهم حتي لا يترك السفرة غاضبا..تبادل مع صافي نظرات متوترة..وقلقة..
عندما انتقل الجميع الي الشرفة لاحتساء الشاي جلس ادهم مختبئا وجهه في الجريدة كان يقراء السطور بلا تركيز.. اما صافي فكانت تتابع عصام وهو يمسك هاتفه ويعبث فيه.. هو معتاد علي متابعة بريده الالكتروني من هاتفه.. تري ممن اتاه بريد.. ولم اللهفة علي قراءته اثناء اجتماع الاسرة؟؟ لقد بدأت بذور الشك تنموا..لامت نفسها فهو دائما ما يتابع بريده علي الهاتف وسط الاسرة.. قطع تفكيرها صوت هاتف ملك.. انها رسالة..
قراءتها ملك وابتسمت في سعادة..قالت:" ده عمر.. بيقولي انه مش عارف ينام من السعادة عشان اكلمنا وسهران بيفكر فيا.. " وابتسمت في فخر ورضاء
فقال ادهم ساخرا:" ازاي شب وائع كده؟؟ "
صافي:" وائع يعني ايه؟"
ادهم:" مدلوق كده..و لزج"
نظرت ملك له وانحنت الي الامام حيث كان جالسا قربها مفربة وجهها منه وقالت بمياعة هدفها ان تكيده:" وانا بموت في الوائعين.." وابتسمت ابتسامة سخيفة ثم قامت قائلة: لعصام" هروح اكلمه مدام كده كده صاحي.."
فقال عصام :براحتك يا بنتي.."
اتجهت لحجرتها والتفتت في منتصف الطريق والقت نظرة شماتة علي ادهم ثم اكملت طريقها..
اطرق ادهم براسه مفكرا بعمق .. كل المحاولات الفاشلة اتت بمزيد من الفشل .. لقد تسرب عمر بالفعل لملك.. كل محاولاته لمنع الامر بائت بالفئت بالفشل الذريع حتي رغبته في ان يستشف غيرتها من موضوع دينا.. لم يصل لأجابة وافيه فيه.. هل حقا ستضيع منه هكذا.. بمنتهي البساطة .. دون حتي ادني مقاومة منه.. انه حتي لم يخبرها عن حبه لها.. لم صار بهذا الضعف وقلة الحلية؟؟.. الم يكن هو الذي قلب حالها رأسا علي عقب وجعلها تتحول لما هي عليه الان؟ .. اين ذهبت قدرته؟.. والاهم شعوره بها... لقد صار يشعر بعدم القدرة و الفشل في تحقيق اي شيء في موضوع ملك..حسنا ..انها وقفة مع النفس! عهد الفشل والضعف انتهي.. لن تكوني لأحد غير ادهم يا ملك..
قام منفوضا.. وترك عصام و صافي مندهشين لحركته المباغتة، اقترب من باب حجرة ملك، القي نظرة اخيرة علي ابوه وصافي ليتاكد من عدم انتباههم ثم طرق الباب، فتحت ملك وهي ممسكة بالهاتف.. ابتسمت لرؤيته وسرعان ما تلاشت الابتسامه لأنه دفعها للداخل و اغلق الباب خلفه.. قالت للمتحدث علي الهاتف:" طب اقفلي يا نجي دلوقتي.."
قالت بتوجس محدثة ادهم وهي تتراجع للخلف :" ايه؟ قفلت الباب ليه؟ همة مش برة ولا ايه؟ "
قال بحدة و ولكن بصوت خفيض:" هاتي الزفت ده؟" واشار للهاتف..
اعطته له بمنتهي السلاسة القي نظري فيه ليجد فعلا اخر اسم مطلوب هو انجي و الرقم الذي يسبقه اسم عمر.. كاد ان يعتصر لبهاتف في يده .. الا انه اطفاءه وهو ينظر اليها بتحد ثم وضعه في جيبه.
قالت:"طب ليه؟"
ادهم وهو يقذفها بنظرات نارية:" مش هتكلمي عمر تاني!"
قالت مندهشة :" ليه بس؟؟ "
حاول ان ينطق.. ان يخبرها انه يحبها ...وانه لو رأي عمر سيقتله.. وان امله في الحياة ان يمضي عمره معها.. لم يستطع.. كان غاضبا منها جدا لأنها ترغب في رؤية احد غيره .. وانها وافقت ان تحدث اخد غيره ... وليس لديها مانع في ان تتزوج غيره..
فقال:" كيفي كده!..بلطجة"
فقالت بهدوء اتقاءا لأثارة غضبه:" هو ده يا ادهم زي كريم.. خايف عليا منه..ده ولد محترم دخل البيت من بابه.. و.."
جذبها اليه من ياقتها في وسط حديثها قائلا:" وهتطلعي تقولي لبابا انك مش عايزاه.."
اتسعت عينا ملك اندهاشا ثم قالت بخوف وهي مازالت في يده:" ليه يا ادهم؟؟"
ادهم:" هو كده.. من غير سبب.. "
.دفعته عنها وقالت غاضبة:" ليه يعني ان شاء الله؟؟ لو قلتلي سبب واحد مقنع يخليني اعمل كده ..ممكن افكر.. انما قصة البلطجة دي علي نفسك.."
نظرت اليه منتظرة ان ينطق ..
نظر لها و احاسيسه المتضاربة بداخله تتصارع ....
وقال:" من امتي الشجاعة دي؟ يعني مش هامك يا ملك! مش خايفة!"
ردت بحدة:" متقول انك متغاظ! مستختسر فيا انك تعترف اني لما بكلمه بتتغاظ؟؟ لأ بأة مش خايفة و هطلع اقول لباباك انك بتخوفني.. وخدت موبيلي.."
وبالفعل توجهت للباب مارة به.. فامسك بها وشل حركتها بطريقته المعتادة.. ذراعه ملفوفة علي كتفيها و رقبتها ، وظهرها اليه..
وقال هامسا :" لو عملتي كده يا ملك هنخسر بعض.. "
ملك غاضبة دون ان تقاومه:" انت كمان بتهددني انك هتخسرني.. اد كده انا شيء عابر ..انت اناني جدا علي فكرة.. بدل لما تقولي مبروك جاي تقولي ارفضي.. و بالعافية ..ومن غير سبب!.. ولما احاول اعترض تقولي هخسرك.. اد كده نكرة انا.. بتحركني علي كيفك من غير حتي ما تفهمني ليه؟ "
تعجب ادهم من نفسه ، اثناء هذا الموقف المشحون، كان يمتع نفسه بدس و جهه في شعرها ليستنشق رائحته.. كم يحبها.. كم يود لو يبقيها هكذا بين يديه الي الابد..جاءته فكرة.. حل وسط
قال :"اعتبري ان انا عندي سبب و مش هينفع اقوله دلوقتي.. "
ملك:" ليه؟ تعرف حاجة وحشة عنه"
ضغط عليها بذرعه في عصبية قائلا:" هو ده اللي بتفكري فيه.. برضه هو؟!"
تالمت من ضغط ذراعه وقالت:" حاسب هتخنق.."
ادرك انه كاد ان يخنقها فخف الضغط، انتهزت هي الفرصة وافلتت .. ابتعدت عنه قالئلة :" خلاص هفضل اكلمه لحد ما ينفع تقولي السبب.. وساعتها لما تقولي اوعدك لو اقتنعت مش هكلمه تاني.."
عصبه عنادها فقال وهو يضع يده علي جيبه موضع هاتفها:" وريني هتكلميه ازاي! ولو جدعة قولي لبابا"
وفتح الباب وخرج وهو في قمة العصبية ليجد صافي امامه.. ارتبك قليلا الا انها اشارت اليه ان يتحرك سريعا لأن عصام ات.. فدخل غرفته بسرعة..
امسك هاتفها وفتحه.. تأمل الرسائل المتبادلة بينهم .. كاد ان يلقيه من النافذة.. لم تكن كثيرة ولكنه منع نفسه بعد كل رسالة من ان يقذف بالهاتف ارضا ويحطمه بقدميه ..
قام بكتابة رسالة له تقول:" عمر لن نسطيع التحدث ثانية"
وارسلها في لحظ غل، ظل بعدها نادما.. فعواقبها قد تكون سخيفة، قد يخبرعمر ابيه ثروت و ثروت قد يسأل صديقه عصام عن السبب، فبدوره يسأل عصام ملك.. وساعتها رد فعل ملك غير مضمون، هو متأكد من ان ملك لن تقحم ابيه الان في المشكلة، فهي لا تريد اثارة ازمة في المنزل.. ولكن ان سألها مباشرة.. ربما تخبره وقتها.. ربنا يستر..

                                         ***

قالت صافي لعصام هامسة في حجرتهم بخبث:" انا شفت ادهم خارج من اوضة ملك وعنيه بطق شرار"
عصام:" طب شوفيها ليكون زعلها انا عارفه لما بيتعصب بيبقي غبي"
صافي:" ياريت يكون زعلها..دي فارساني..عمر ايه الي فارحانة بيه ده.. ملاكش حق يا عصام تخليها تكلمه.. مش يمكن الاسبوعين دول اللي هيتأخرهم عمر في امريكا.. ربنا بعتهم لأدهم عشان ياخد خطوته"
عصام:" الراجل طلب مني.. يا صافي.. وانا رغم اني لقيته طلب اهبل.. وصلتهولها من باب الامانة.. وهي وافقت.."
عصام:" بس هو ادهم ازاي يعني اجرأ و دخل علي ملك اوضتها؟"
صافي:" الغيرة يا عصام.. الغيرة تعمل اكتر من كده.."
وبذكر القط.. رن هاتف عصام.. انها رسالة.. قراءها ثم اصابته نوبة من الضحك..
وعندما افاق منها نظر لصافي المحدقة فيه وقال:" نكتة تضحك قوي.. واحد صاحبي بعتها"
صافي:" هات كده لما اقراها.."
عصام:" انا هقولهالك....."
واخبرها بنكته سخيفة لا تستحق كل ذاك الضحك... كادت ان تقفز عليه تنتزع منه الهاتف.. ولن يلومها لائم.. فالغيرة تفعل اكثر من ذلك.. ولكنها لم تستطع كانت برغم كل حنيته معها.. تهابه.