صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

12/14/2010

عملوه الكبار ووقعوا فيه العيال (10) المَلِكْ..


دخلت صافي علي ابنتها ملك الغرفة في الصباح لتوقظها كعادتها منذ صغرها، كانت توقظها للمدرسة والان توقظها للجامعة.. فتحت ملك عينيها وابتسمت لرؤية امها كما تفعل كل مرة.. قبلتها و قامت لتغتسل ، وقد خرجت امها بعد ان اطمانت انها استيقظت ، وعادت لسريرها الدافيء بجوار زوجها النائم، كان احساسا رائعا ان تتشارك دفء الفراش معه وحتي وان كان نائما فاتحا فمه و(يشخر) بصوت عالي .. تأملته في سعادة ثم وضعت رأسها علي الوسادة وعادت الي النوم، صار النوم لذيذا مليء بالاستقرار ، بلا قلق..بلا ارق..
خرجت ملك من الحجرة ، كانت كما تكون كل يوم.. مبهرة! ترتدي ملابس علي احدث موضة، كانت رشيقة القوام و كل ما ترتديه يبدو كأنه صمم من اجلها، تصفف شعرها الطويل المموج (الغجري المجنون) بطريقة تجعلها تبدوا كقطة برية ، والخصلة المقصوصة بالفعل لم تظهر وسط الخصلات ، لم تضع عادة زينة علي وجهها في الصباح.. كانت تؤمن ان الزينة في الصباح تسيء الي وجه الفتاة اكثر من ان تجمله، بالاضافة الي انها لم تكن تحتاج فوجهها الجميل المشرق لا يحتاج الي شيء.. بل ربما لشيء صغير.. الابتسامة!.. ابتساماتها كانت خارقة في الجمال وبرغم ذلك كانت نادرة جدا..
وجدت ادهم يجلس في الانترية قرب الباب في انتظارها،
قالت في توجس:" ايه؟"
ادهم:" ايه؟؟!!! عالصبح كده؟! مفيش صباح الخير؟ حتي الصباح متعرفيهوش؟"
ملك :" منا لما اصحا الاقيك قاعدلي كده، لازم اسأل ايه؟"
ادهم:" وانا قاعدلك كده تناحة مني مثلا.. منا مستنيكي عشان نروح الجامعة.. انا غلطان؟"
ملك:" نروح ازاي؟ انا بحب اركب عربيتي وانا اللي اسوق ، لو انت عايز تيجي معايا اتفضل"
وقف ادهم واتجه لباب في عدم مبالاه لها وقال حتي دون ان يلتفت:" خلاص سوقي ورايا.."
لم يدر لم اغاظه انها لم ترغب في الركوب معه، لقد تطلع لركوبها معه وذلك ايضا لم يفهمه ، فهو لا يطيقها وهو يفعل معها ذلك من باب الجدعنة وبناء علي توصية ابوه ولاجل خاطر امها المسكينة.. وبرغم ذلك و منذ ان رأها اول مرة في عيد ميلادها كان بها شيء يجذبه، ويجعله يحب النظر اليها..
بالفعل قادت سايرتها خلف سيارته الي ان وصلا للجامعة، اوقف السيارة باماكن الانتظار فاوقفت سيارتها بجواره، نزلا ومشي معها عبر (الباركينج) لباب الجامعة..
ملك:" هو انت بتدرس ايه؟"
اجاب ادهم علي قد السؤال دون ان يلتفت لها:" ادارة اعمال و تسويق"
ملك:" انا بدرس علوم سياسية"
ادهم بنفس الاسلوب:" عارف"
دخلا عبر البوابة ، فقام رجلي الامن بتحية ادهم ، ثم اخرج ادهم ورقة من جيبه ونظر بها ، واشار الي احد مباني الجامعة الفخمة وقال:" اني محاضرتك هنا دلوقتي.." ثم اعطاها الورقة وقال:" ده جدولك خليه معاكي" ثم مشي معها الي المبني الذي اشار اليه..
لن يكن بالنسبة لها ما فعله ذو شأن ، فهي معتادة ان يأتي لها الناس بالجدول، وربما اكثر من شخص..لذا لم تشكره حتي.
ما ان اقتربا من تجمعات الشباب قرب المبني حتي وجدت مشهد مألوف جدا بالنسبة لها، البشر كلها تلتفت وتنظر اليهم وهناك من يرفع يده عن بعد كتحية، واخرون ينادون ويلوحون وهناك من اتوا بنفسهم ليسلموا و يضربوا علي كف ادهم في حماس.. ما كان مختلفا فقط عن المالوف وهو رد فعله كان يبتسم في وجوههم ويحيهم جميعا بنفس الحماس ويبدوا عليه السعادة لرؤية كل شخص راه.. كان استقبالهم له كما يستقبلها رعيتها في جامعتها..
وجدت الفتيات ينظرن لها في تساؤل ومنهم في حقد، بخبرتها العميقة في المجتمعات الجامعية استنتجت من هذه المشاهد ان ادهم شخص محبوب بشدة، ودخوله مع واحدة مثلها يثير التسؤلات والظنون وخاصة لدي الفتيات ، فشاب وسيم مثله اكيد هناك الكثيرات اللاتي وقعن في حبه او من معجباته..وهن يفكرن الان اهي صديقة، حبيبة، قريبة؟؟..ما علاقتها به و مالذي اتي بهما معا؟؟
قال ادهم عن بعد لمجموعة اصدقاء نادوه :" هوصلها حتة بس و جاي" واشار الي ملك..
قالت له بصوت خفيض وهي مغتاظة:" ايه معاقة ذهنيا انا عشان توصلني ، بعرف اوصل لوحدي.. اتفضل روح لاصحابك"
لم يعجبه طريقتها فاستدار تاركا ايها تسير بفردها دون ان يقول كلمة، حتي انها لم تشعر انه ليس بجانبها الا عندما التفت له لتخبره مرة اخري ان يذهب عنها.
لم يهمها كل ذلك، فهي الان لديها هدف محدد وستسعي لتحقيقه، النجاح بتفوق! كانت مخطط ملك دائما منذ ان بدأت تفهم وتعي امور الدنيا، هو ان تستمر حياتها بكل تفاصيلها التي تحبها كما هي، وتتلخص في (البرستيج).. تحب ان تكون الاعين عليها وسط المجتمعات الراقية، تحب الاحتفال، و الفخامة، والملابس و الي اخره من مظاهر الرقي .. لقد حققت ذلك طوال سنين الجامعة وهي الان في اخر سنة حيث تحديد المستقبل الوظيفي فأي وظيفة قد توفر لها تلك المتطلبات سوي في مجال السياسة الخارجية، فان كانت تعمل بسفارة مثلا وخصوصا في ارقي بلدان العالم ستحصل علي كل هذا، والنجاح بتفوق يضمن لها القبول السهل في وظائف من هذا النوع..لذا حان وقت الدراسة، لقد اضاعت ما يكفي من الوقت في قصة النقل ..
بحثت عن القاعة المكتوبة في الجدول الذي اعطاه لها ادهم، وجدتها وبالفعل دخلت وانصتت باهتمام للدكتورعندما بدا الشرح، لا مزاح في ما يخص المستقبل..
لم تلحظ ملك اثناء المحاضرة الجلبة الذي احدثها وجودها، فهي الان "الفتاه الجديدة"، تسائلت الفتيات عنها و وتشوق الشباب للتعرف عليها..
بعد ان انتهت المحاضرة وجدت فتاة تلحق بها وتحدثها بابتسامة عريضة:" هاي، انا ندي.. انتي جديدة؟"
نظرت لها ملك في استنكار، كيف تجروء ان تحدثها مباشرة هكذا، ثم تذكرت انها ليس في مملكتها حيث الحاشية و الرعية.. فردت عليها بدون ابتسام:" اه منقولة جديد.. انا ملك"
ندي:" طب وقافشة ليه يا ملك؟"
ملك وقد بدات تبتسم فقد اصابتها ابتسامة ندي بالعدوي:" مش قافشة.. عادي"
ندي:" انتي صحبت ادهم.. احنا شفناكي جاية معاه"
ابتسمت ملك هذه المرة لانها كانت تنتظر هذا التساؤل ولكنه جاء اسرع مما توقعت:"لا احنا قرايب"
ندي:" انتي مش فاهمة كلهم هيفطسوا و يعرفوا انتي مين؟" وطلقت ضحكة طفولية، ثم عادت لتقول:" كمان دخولك مع ادهم هيجننهم"
ملك في تساؤل:" اشمعني؟"
ندي وهي تنظر الي الاعلي في هيام:" ادهم ده اصله حاجة كده .. كبيرة قوي هنا.. بيلعب في فريق (الهاند بول) وماسك فرقة المسرح، و كل الانشطة اللي ممكن تتخيليها، الجامعة اصلا عمالة تاخد في جوايز وكاسات بسببه، كفاية الماتشات اللي بنكسبها علي طول، كوووووول البنات بتموت فيه.. بس خلي بالك من ياسمين، دي (الليدر) بتاعة فريق التشجيع، ممكن تقتلك عشانه"
ملك في تعجب:" عندكوا فريق تشجيع؟؟"
ندي:" ايوة حاجة كدة زي ما بتشوفي في الافلام الامريكاني، كام بنت بيعد ويغنوا للفريق يحمسوا الجمهور و يخلوه يتحرك بطريقة معينة ، كله مع بعض في نفس الوقت، بيعدوا يتمرنوا طول السنة علي الحركات.. انتي لازم تحضري ماتش هاند بول للفريق.. تجربة تحفة..هتتبسطي اوي ، كلنا بنروح وبنشجع وفالاخر الفريق بيكسب طبعا بفضل (الكينج) ، ونعد نحتفل بقية اليوم"
ملك متعجبة:" الكينج؟!!"
ندي:" ادهم.. بيسموه الكينج.. وهو فعلا ملك الجامعة دي"

احست ملك بشدة الاختلاف بين المجتمع داخل فرع الجامعة هنا و داخل فرع جامعتها ، فبرغم انهم نفس الجامعة الا ان الاختلاف شديد، نعم كلتاهما يرتداهما ابناء الطبقة الراقية، والسيارات التي تركن في ساحة الانتظار تدل علي المستوي المادي المرتفع لاصحابها ولكنها هنا لم تشعر بسخونة التنافس والإحداث بين الطلبة، كما انهم يلتفون حول بطل رياضي.. وينتمون لفريقهم بفخر.. كان كل ذلك ليثير سخرية كل من تعرف هناك بجامعتها مملكتها الحبيبة.. يبدوا انها في مملكة مختلفة ويبدوا ان ادهم هنا هو الملك!
وفجاة ودون سابق انذار وجدت شخص يقف معهما و يحدث ندي:" ايه يا ندي، اخبارك ايه؟"
ندي:" تمام.. ملك ده هيثم.. هيثم ملك.. لسة منقولة انهاردة"
مد هذا الهيثم يده ليسلم عليها، فمدت يدها وهي تعصر علي نفسها لمونة، لم تعتد ابدا تطفل الناس عليها او ان يتجراء و يحدثها احد لا تعرفه.. فما ان سلمت عليه حتي انصرفت عنه و عن ندي، دون حتي ان تقول (باي) تحتاج الان للقهوة بشدة.. خرجت من المبني واتجهت لفرع محل القهوة الشهير المفتوح خصيصا للطلبة داخل الجامعة، طلبت الكابتشينو المعتاد وبعد ان اخذته استدارت لتجد ادهم يقف خلفها..
تفاجأت وقالت بتوجس:" ايه؟"
ادهم :" ايه تاني؟؟ هما علموكي دي بدل اهلا؟؟"
ملك:" انت اللي بتطلعي فجاة"
ادهم:" ها مش عايزة حاجة؟"
ملك:" لا مرسي يا سيدي، كفاية عليك المجهود اللي بتبذله يا كينج"
ابتسم ولم يعر تعليقها اهتماما ، فهو كان يتوقع ان تعرف مكانته في الجامعة من اول ثانية، كان يريدها ان تري ان ممكن ان يكون الشخص محبوبا من الناس دون ان يكون متعجرف ومتعال
ادهم:" طبعا انا مش بسأل عشان مهتم، بس ابويا وصاني عليكي عشان خاطر مامتك"
وتركها وعاد لاصدقائه.
احمد صديق ادهم:" هي تقربك ايه بالظبت يا ادهم.."
ادهم:" قرابة عجيبة جدا، ابويا مجوز امها.."
احمد:" وفعلا عايشين مع بعض؟"
ادهم بامتعاض:" اه.. حاجة تقرف"
نظر كل اصدقائه الجالسين في ذهول غير مصدقين..
احمد:" تقرف!! دانت اللي تقرف!! ازاي دي تبقي تقرف يعني؟؟ انت عبيط يابني"
ادهم:" طب انا نفسي تفتح بقها بس قدامك، ولا بلاش اسمعها وهي بتكلم الفلبينية بتاعتها، هتبقي عايز تلطشها قلمين علي وشها.."
احمد وهو محدقا في ملك التي تجلس علي كرسي في محل القهوة تتحدث في هاتفها:" قلمين!! ازاي يعني وشها ده يتلطش، وشها ده عايز يتباس.."
فجاة قاطعه ادهم بهدوء وحزم:" دي اخر مرة هنكلم فيها عن ملك!" ثم اشار بأصبعه للبقية الجالسين معهم وقال:" الكلام للكل.. واضح؟!"
احمد:" في ايه يا ادهم هو انا قلت حاجة وحشة"
ادهم باصرار:" واضح ولا لأ؟"
احمد:" واضح يا كينج.. " وقام وانصرف وبدا عليه الاستياء..
القي ادهم نظرة علي ملك و هي تجلس وحيدة ومازالت تتحدث في هاتفها، ثم نظر لمن حولها ،كاد يقسم ان كل من حولها يحدق بها وخاصة الشباب اذا لم يكونوا يتحدثون عنها، هي فعلا ملفتة جدا بالاضافة الي انها صارت "الفتاة الجديدة".. كان معتاد ان يري تلك الامور تحدث وخصوصا في اول العام عندما تأتي فتيات دفعة سنة اولي، ولكنه لم يدري لم ضايقه ان يراها تحدث معها..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق