صورتي
القاهرة, Egypt
منة فوزي .سيناريست وبحب احكي حواديت

جميع حقوق النشر محفوظة وغير مسموح بالنقل !


حقوق الملكية يا حرامي!

12/14/2010

عملوه الكبار و وقعوا فيه العيال>> (9) هدوء نسبي


بعد ان هدأت ملك ، رتدت ملابسها في سرعة وخرجت لتجد امها واقفة في الصالة تتحدث الي عصام، بعد ان حيته قالت:" هو يا انكل فين اقرب محل العاب (بلاي ستيشن) هنا؟"
عصام:" لا ولله معرفش يا ملك.. اللي يفيدك في الموضوع ده ادهم.." ثم نادي عليه، وكأن ملك لدغها ثعبان، قالت و هي تهرول الي الباب :" لا .. مرسي يا انكل انا هتصرف.. مرسي .. مرسي"
قفالت امها:" انتي ايه؟ رايحة فين مستعجلة كدة؟ مقلتليش حتي انك نازلة"
ردت ملك بسرعة قبل ان يخرج ادهم من حجرته:" لازم اشتري حاجة مهمة جدا يا مامي.. مش هتأخر ..باي" واغلقت الباب ، تاركة امها وعصام يتبادلان نظرات التعجب ..
بالفعل تزلت في المصعد لتجد سيارتها الفخمة الـ 4×4 الفضية تقف بانتظارها، لاحظت خط ابيض مستقيم علي جانبها وكأن شخصا مرر شيء حاد عليها.. ركبت السيارة وبدأت في القيادة ولم تعر الموضوع اهتماما فهي غالبا تعرف من فعل ذلك، وهي لا تنوي الدخول معه في مشاكل علي الاطلاق ثانية، ستأتي له بسيديهات الالعاب تلك و تنتهي مبارة الجنون التي ربحها هو عن جدارة.. تحسست شعرها و الخصلة التي صارت اقصر من بقية الشعر.. والتي اكدت لها صحة كلامها..
حسنا الي اين تذهب؟؟ هي لا تعرف شيئا بالقاهرة سوي ذلك (المول) الضخم ، اكيد به محل الكترونيات..ظلت تسأل عن الطريق الي (المول) ، الي ان وصلت بعد عناء ودوخة، وبالفعل وجدت ضالتها فيه ، ذالك المحل المتخصص في العاب (البلايستيشن) ، وقفت حائرة امام كل تلك الالعاب، هي لا تتذكر ماذا كانت اللعب التي القتها من النافذة ولا حتي كم عددهم ، فقط تتذكر ان احداهم كانت لعبة كرة قدم.. حسنا لا يوجد اي مخرج من هذه المشكلة سوي ان تتصل به، يال السخافة ، بحثت عن رقمه الذي طلبها منه الليلة السابقة واتصلت به..
ادهم:" ايوة؟"
ملك:" ادهم؟"
ادهم بسخافة:" ايوة مين؟"
ملك:" انا ملك؟"
ادهم :" ملك مين؟"
نظرت ملك حولها في احراج واخذت خطوة بعيدا عن البائع واخفضت صوتها وقالت:" يعني ايه ملك مين؟ ممكن بلاش استطراف عشان انا واقفة في المحل بجيب السيديهات، وبجد علي اخري"
ادهم:" اه.. ملك اختي؟ اخبار شعرك ايه؟؟ "
ملك وهي توشك علي البكاء غيظا:" لو سمحت يا ادهم ، تقولي اسامي اللعب عشان اجيبهملك!"
ادهم:" لا احب اسمع الطلب برقة اكتر من كده.. اه واسمي ادهم باشا"
فقالت ملك وهي تجز علي اسنانها مخفضة صوتها:" لو سمحت يا ادهم باشا تقولي اسامي اللعب"
ادهم:" لا .. مش حلوة.. تاني و بصوت عالي!"
ملك وقد فقدت اعصابها فخرج صوتها عالي لدرجة ان البائع و بعض الزبائن التفتوا لها:" لو سمحت يا ادهم باشا تقولي اسامي اللعب!!!"
ادهم في برود:" ايوة كدة.. احبك وانتي بتسمعي الكلام.. خدي عندك بقي با ستي.."
واخبرها باسماء عدد 8 لعبات..
فقالت ملك:" بس همة مكنوش كل ده.. انا رميت بتاع اربعة خمسة"
ادهم:" لو حابة تفضلي بشعر .. بيقي الاقي التمانية عندي في الاوضة باليل"
واغلق الخط..
ضربت الارض بقدمها وقالت بصوت مسموع:" حيوان و واطي!"، ثم صاحت في البائع الذي لم يفهم سر تلك المجنونة ،وامرته في عصبية ان يأتي لها بالثماني لعب التي طلبها ادهم..
عادت ملك ايضا بعد عناء مثلما ذهبت، وتاهت عدة مرات بسب ولاد الحلال المُفتيين الذين سألتهم عن الطريق في عودتها..
دخلت المنزل لتجده في حالة سكون، اما خرج الجميع او نام الجميع.. وجدت ميكو في المطبخ وسألتها عن امها وعصام ، فاخبرتها انهم كانا يشاهدان التلفزيون معا منذ نصف ساعة ثم دخلا الي حجرتهم..وسألتها عن ادهم فقالت لها انه بحجرته هو ايضا فاعطتها ملك كيس به الثماني لعب وقالت:" اعطي هذا الكيس لادهم "
جرت ملك الي حجرتها قبل ان تصل ميكو الي باب حجرته، واغلقت باب حجرتها خلفها ووقفت تستمع خلفه علها تسمع اي شيء، الا انها وجدت ميكو تطرق بابها وعندما فتحت لها
قالت ميكو:" السيد ادهم يخبرك ان تاتي بنفسك لتعطيها له بالغرفة..ولم يقبل ان يأخذ الكيس"
نزعت منها الكيس في عنف وامرتها بعصبية ان تذهب الي عملها..
اغلقت الباب مرة اخري ووقفت فعلا لا تدري ماذا تفعل، لما يصر علي ذهابها الان، ماذا ينوي ان يفعل بها هذه المرة وتحسست شعرها.. احست بالغدر، ولكنها ارادت ان تنهي الموضوع. جائتها فكرة، ذهبت الي احدي حقائبها ،( دعبست) بها قليلا الي ان خرجت بعلبة (سبراي) صغيرة.. انه (سلف ديفنس) وترجمته الحرفية (دفاع عن النفس)عند رشه علي الشخص المعتدي يصيبه بالعمي المؤقت لمدة دقائق ليعطي لحامله فرصة الهروب ، معظم الفتيات التي تعرفهم يحملن واحدا، علي الرغم من انها لم تسخدمه ولا مرة.. ولكنها مستعدة الان للدفاع عن نفسها ان حاول ذلك المجنون فعل شيئا اخر بها..
وضعته في جيبها و امسكت كيس الالعاب ، خرجت علي اطراف اصابعها تتلفت حولها، احست بكرامتها تتمزع وهي تمشي الي حجرته خائفة ان يراها احد، وهي التي لم تفعل ابدا شيئا تخاف او تخجل منه.. طرقت الباب في طرقة رقيقة..فصاح هو من الداخل و كان يقصد الصياح ليمعن في ذلها :" مين؟"
وبالفعل توترت وتلفتت حولها اكثر خشية ان يكون سمعه احد وقالت محاولة خفض صوتها:" انا ملك.."
فصاح ثانية :" ملك مين؟"
فعادت لتقول بصوت خفيض كمن يسرق:" همشي!"
وجدته يفتح ويجذبها الي الداخل بسرعة ثم اغلق الباب قائلا :" انتي بتهدديني؟!"
ملك محاولة الا تثير غضبه:" لا مش بهددك.. انا بس افتكرتك مش فاضي"
ادهم:" يا ادهم باشا!"
لم تفهم.. فقال:" افتكرتك مش فاضي يا ادهم باشا" واشار الي نفسه مبتسما في سخافة قائلا :" انا.. بالنسبالك انا ادهم باشا"
فاعادت ورأه الجملة ، غير مصدقة انه يفعل بها هذه الالاعيب الصبيانية السخيفة..
اخذ منها الكيس وفتحه و القي نظرة علي لعبة لعبة من الثمانية، ثم قال:"خلاص انتي كده ،كفرت عن اللي عملتيه" نظر اليها و هي تقف مرعوبة، كان يشفق عليها حقا.. برغم من انه يري انها تستحق ما يحدث لها من ذل ، فرأسها المتعالي يجب ان يكسره احد.. الا انها الان جميلة ورقيقة وهي تقف مستكينة، صامتة ، تسمع الكلام.. القي نظرة اخري شاملة عليها فلفت نظره شيئ يبرز ويكاد ينفجر من جيبها الصغير.. اهو ما يظنه؟ اكانت تنوي استخدامه معه؟!! الم تتعظ؟؟!
فجأة ترك الكيس وقال لها مشيرا لجيبها :" ايه ده؟؟" اجفلت وقال:" ده..ولا حاجة"
ادهم :" طلعيه بدل ما مد ايدي واطلعه انا"
اخرجت السبراي من جيبها في سرعة ، فقال لها مذهولا في غضب:" وده كنتي ناوية تعملي بيه ايه؟؟" واقترب منها فتراجعت في ذعر قائلة:" لا ولا حاجة.. انا خفت تعملي حاجة تاني"
ادهم :" يعني فهلا كنت ناوية تستعمليه معايا؟؟؟"امسك معصمها وقربها منه محدثا ايها وجها لوجه عن قرب وقال:" طب انا هعملك حاجة اهه ..وريني هتستعمله ازاي ؟؟" واعتصر يدها..
ملك وقد انهارت عزة نفسها تماما والبكاء يشاور عقله معها:" خلاص اسفة ، انا بس كنت خايفة منك، انت امبارح قصيتلي شعري.. فخفت من اللي هتعمله انهاردة.. انا اسفة.. وجبتلك السيديهات اهيه .. واكتر من اللي اصلا رميتهم.. سيبني في حالي بقي.." وبدأت فعلا في البكاء
لم تعتذرملك لشخص، سوي امها، ابدا في حياتها، ولم تعترف ابدا لاحد انه يخيفها واو يؤثر فيها بأي شكل.. ان ادهم يحقق انجازات رهيبة منذ يومين فقط .. ما لم تفعله امها طوال سنين عمر ملك.. فعله هو في يومين فقط..
اشفق عليها جدا عندما بكت، وخاصة في هذا الوضع القريب، هو شبه يلصقها به ووجه امام وجهها، ان رأهم شخصا من بعيد لظن انه مشهد غرامي وليس معركة عنيفة وادهم المكتسح..
لم يرغب ان يتركها، بل اراد ان يربت عليها ويواسيها..اما هي فقد كانت تبكي حسرة علي كرامتها وعزة نفسها، لقد اشعرها انها ضعيفة ذليلة وهي لم تشعر بذلك يوما..
فجأة سمعا طرقا علي الباب وصوت صافي:" ادهم.. يلا احنا جهزنا الغدا..يلا"
فقال وهو مازال ممسكا بملك..التي توترت جدا:" حاضر يا طنط..حالا"
ثم نظر لها سأل:" اقولها انك هنا"
فحركت رأسها بالنفي، قفال :" انا هخرج و اشغلهم وانتي تخرجي بعديا"
وافقت وبالفعل خرج وقام بجذب انتباههم اليه.. اي اهانة التي تمر بها الان.. تتسحب خارجة مثل الحرامية من حجرته و كأنها عشيقته التي لا تريد ان ينفضح امرها..
ثم خرجت اليهم في السفرة..
صافي:" ايه ده انتي صاحية يا لوكة؟ لما خبط وانتي مردتيش افتكرتك نايمة"
لم ترد ملك بل جلست في صمت
صافي:" مالك يا ملك؟"
عصام:" اكيد مضايقة شوية .. عندها حق الوضع جديد برضه ولسة مخدتش عليه.. بس انشاء الله ، لما تروحي الجامعة يا ملك وحياتك تنتظم تاني، هتحسي بالاستقرار، عموما (الويك اند) خلص اهه، وهترجعي من بكرة" ثم استدار لادهم وقال:" انت بكرة متسيبهاش ثانية.. تدخلها لحد المحاضرة وتتأكد انها مش عايزة حاجة قبل ما تروح محضراتك انت"
ابتسم ادهم و هو يلوك قطعة من اللحم وقال بعد ان ابتلعها:" لوكي في عنيا يا بابا" و نظر لها وابتسم ثم وضع قطعة لحم اخري بالشوكة في فمه وهو مازال ينظر لها.. لم تعرف لم شعرت ان ابتسامته صادقة هذه المرة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق