بعد ان اخذها يوسف الي سوق في مكان ما بمنطقة الريس عبود ، ابتاعت شهد بنطال جينز اخر ربما كان مستعملا او مسروقا الا انه كان بحالة جيدة جدا ، اصرت علي دفع ثمنه الذي اكرمها فيه البائع المريب ، اكراما لعيون جو .. ثم بعدها اخذها لاحدي العربات الراقية في المنطقة التي تبيع طواجن ساخنة، تناولت البطاطس بالارز وهي تتحسر علي النقود التي دفعتها في الجينز الجديد.. وعندما اتي المساء ذهبا الي عطا في ذلك المحل الذي يطلق عطا عليه (الكْـلَّبْ club) حيث يسهر علية القوم من كبار اللصوص و تجار الاسلحة والذهب والمصوغات المسروقة ، وكل من يستطيع دفع الحساب.. انه صالة واسعة مليئة بالطاولات ، تدوي به الموسيقي المزعجة من سماعات كبيرة حقيرة الصنع.. وعلي بوابتة تضوي انوارا ملونة تعمي الانظار.. يقف عطا علي الباب و بجواره بابين اخرين هما حراس المكان..عطا هو رجل في الخمسينات ..باسنان قذرة، تضفي علي ابتسامته اللزجة لزوجة، شعر ناحل من الامام ، وملامح خط فيها كفاحه من القاع قصص و رويات ان دققت لتمكنت من قراءه حروف الزمن محفورة عليها.. نظرات نارية متحفذة تراقب ما حولها في دهاء وسيطرة..
عندما رأي يوسف مقبلا عليه مع شهد تهللت اساريره وصاح: جو حبيب قلبي.. اهلا اتفضل " وصاح لشخص بالداخل:" اجمد واحلي ترابيزة يا واد لجو باشا وضيوفه"
وقف يوسف امامه وقال مبتمسا:" لا يا عطا انا جاي طالب خدمة ، خلي السهر بعدين.. ممكن نكلم جوة؟"
تبدلت ملامح عطا للجدية و قال:" اتفضل يا حبيبي..اتفضل اهلا ... اهلا.." ومد يده داعيا اياه ليتقدمه
وما ان وطأت المكان حتي انبهرت شهد.. انه يبدو من الخارج اصغر كثيرا.. انه فيسيح بسقف عال مليء بالزبائن التي بدا عليها انهم ذو شأن معظمهم يتبعهم حراسهم.. كما ان الفتيات الاتي يعملن مظهرهن جيد ، يبدوا انهن يتقاضين اجرا مريحا ، و ما ابهرها اكثر هو الفتيات الاتي يتناثرن في اركان كل واحدة تقف في ركن علي ما يشبه المسرح الصغير جدا و العالي ايضا ، مما يجعل الناس تنظر لاعلي لتراهن يتراقصن مع الموسيقي، يبدوا انهم فرقة حيث ان ملابسهم متقاربة و يؤدون حركات معا في نفس الوقت منفردين احيانا كل في ركنها.. وما زاد انبهارها ان شخصا قام من طاولته و مر علي واحدة واحدة، ملقيا لكل واحدة منهن حفنة من النقود.. اكانت تلك (نقطة)؟؟! لم تنادي باسمه اي منهم في ميكرفون مثلا و لم يحي جماهير كما هي العادة مع من يقوم بالقاء (النقطة) والراقصات..كما انهن لا يرتين بدلات رقص.. ثم انهن اخذن النقود بأيديهن، بدي لها ذلك الامر غريبا فالمعتاد ان النقود المنثورة علي الراقصات يلملمها شخص من ادراة المكان ليتم تقسيمها بين الراقصات و المحل تري ماذا يكن؟ لم تفهم دورهن في المكان..
وقفت تتابعهن في انبهار وهن يضعن النقود في جيوبهن بينما تحدث يوسف وعطا..
يوسف:" انا عايز اشغل البت دي هنا..اصل ابوها راجل له افضال عليا ووصاني عليها قبل ما يموت.. عايزها تشتغل هنا عشان تبقي تحت عنيا.. "
تفحصها عطا ثم وجه اليها حديثه:" اسمك ايه يا حلوة؟"
شهد بتوجس:" اسمي شهد.. "
عطا:" انتي يجي منك جدا .. تحبي تطلعي مع البنات الحلوين اللي زيك دول؟ " واشار الي الفتيات في اركان المكان
فقال يوسف بسرعة محذرا:" لأ! تعمل اي حاجة غير انها تطلع معاهم!"
اما شهد ابتسمت بانبهار و وقالت: همة دول فرقة رقاصات؟"
عطا ضاحكا علي سؤالها:" لا دول بنات عادية ولا رقصات ولا حاجة.. بيطلعو كده يعملو حركات مع المزيكا عشان الناس تسخن علي الرقص فترقص وتنبسط امال احنا الناس بتجيلنا ليه؟ عشان بياكلوا و يشربوا و يسمعوا مزيكا ويرقصوا..زي الديسكو كده..بس ديسكو بلدي" وضحك في لزوجة ثم عاد وقال:" ها تحبي تطلعي معاهم؟"
فأومأت شهد برأسها في لهفة..
يوسف :"حل عن دماغها يا عطا.. شهد مش هتطلع!" بينما نظرت شهد ليوسف باستنكار
عطا باحباط:" خلاص بأة مفيش غير النضافة.. البت اللي عندي محتاجة حد معاها.."
شهد برفض شديد:" نضافة لأ.. انا ممسحش ولا اسيق ابدا! انا عايزة اطلع ارقص"
عطا:" اصل انا معنديش مكان في حتة تاينة.. اللي بيقدموا الطلبات عندي بزيادة و خاربين بيتي بيوميتهم" ثم عاد ليوسف وقال:" وبعدين يومية النضافة متجيش ربع يومية البنات دول ..ده غير البقشيش..اديكوا شايفين اهه.. مادام هي راضية تطلع معاهم انت زعلان ليه؟؟..متسيبها.. ماهي زوزو بتطلع يوم اه و يوم لأ..مالها يعني"
امسك يوسف شهد من مرفقها واشار بها الي عطا:" دي منظر زوزو! متبص خلي عندك نظر!"
عطا بلزوجة:" دي هتبقي اجمد من زوزو.. سيبهالي انت بس.."
لم تفهم شهد سر تمسك يوسف بعدم عملها مع تلك الفتيات (ايه قطع الارزاق ده!!).. فهي لا مانع لديها في ان تتراقص معهن وتكسب نقودا مثل التي رأتها الان .. هي قد تفعل اي شيء الان مقابل النقود طالما ان الامر بعيدا عن التنازل مبدأها الوحيد وهو "الشرف"! كما انها في اشد الحاجة الي تلك النقود، ثم ان الرقص افضل بكثير من المسح و التنظيف.. كانت ترغب في ان تقول له :(وانت مالك) ،الا انها تذكرت افضاله عليها و انه هو من اتي بها هنا لتعمل دون ان يأخذ مقابل..
يوسف موجها كلامه الي شهد ويلمح لأمر ما ضاغطا علي كلمات معينة :" شهد عايزة تطلعي وكل الناس تشوفك اللي من هنا واللي من هناك؟؟ ولا تنضفي جوا في المطبخ من غير ما حد يشوفك؟؟ فكري كده..فكري شوية!..."
ادركت ما يرمي اليه علي الفور ..كم هي حقا غبية ! فقالت بأسي:" طب خلاص يا عم عطا خليني انضف احسن"
وعادت لتنظر الي الفتيات الاتي يتمايلن في خفة وقالت بحسرة وهي تلمح مبلغ اخر يتناثر عليهن :" بس اصلي كان نفسي..."
جذبها يوسف من ذراعها قبل ان تكمل و قال لعطا:" شكرا يا عطا باشا من بكرة شهد هتكون عندك... يلا يا بت"
ودفعها امامه برفق..
سارت بجانبه سارحة و حزينة علي الوظيفة المقرفة التي حصلت عليها للتو وتلك الرائعة التي خسرتها..اما هو فقد كان يفكر في ان السبب الحقيقي وراء عدم موافقته علي عمل شهد مع الفتيات الراقصات لم يكن بسبب تخوفه ان يراها احدا فيصل خبر و جودها هنا الي عدوي او مرعي.. فهو كفيل بحمايتها حتي وان اضطر ان يواجه عدوي نفسه مثل الايام الخوالي.. بل ربما لو تازم الامر سيدفع للمعلم مرعي ضعف ما دفعه عدوي ليشتريها ، ويضمن ابتعاد عدوي تماما.. لم تكن حقا تلك مشكلته ..كان يكذب حين جعلها تظن هذا.. لكن الحقيقة هو انه يخشي عليها وعلي مستقبله المهني في ذات الوقت من عواقب عملها مع الراقصات ..
ان تواجده هناك عند عطا مكثف نظرا لطبيعة عمله مع الخواجة المتواجد بشكل دائم هناك ، لذا هو تعمد ان يجعلها تعمل هناك ليضمن انها تحت عينه.. ولكن فتاة جميلة مثلها بقوام مثل قوامها ستجذب الكثير من الاوغاد اليها ان صعدت لترقص مثلهن.. كثيرا ما يحدث ان يري بعينه تطاولات سخيفة علي تلك الفتيات، وهو يشفق عليها من التعرض لذلك.. في الواقع معظمهن لا يبالين، مثل زوزو فهي ان حدث ان ضايقها احد تشيرلاحد فتوات المكان ليأتي و يتعامل مع الزبون ثم تعود لمكانها وكان شيئا لم يكن.. بينما فتاة شرسة لا حدود لجرأتها الغبية مثل شهد سيكون رد فعلها مشكلة كبيرة علي الجميع.. وهنا يأتي تهديد مكانته وسمعته كافضل جارد..هو يعرف نفسه احساسه بالمسؤليه تجاهها سيفقده التركيز في عمله ان تواجد وهي ترقص.. مؤكد سوف يتابعها خشية عليها.. وربما تدخل لابعاد احد عن مضايقاتها.. وما سيكون رد فعل الخواجة وقتها حين يراه سارحا في شيء غير عمله او تاركا موقعه لاجلها؟!! ماذا ان اهمل مراقبة ما يفترض به مراقبته و راقبها هي فحدث ما مكروه للخواجة بسبب اهماله؟!!
لذا اثر ان يلقي بها في مجاهل الصالة حيث التنظيف والاعمال القذرة لكي يبعدها عن الناس القذرة..
هو يعلم انها حزينة لفقدها تلك الوظيفة.. انها ساذجة.. لقد انبهرت من رؤية النقود التي ينثرها الرجال..هل ظنت انها نقود صدقة او نقطة كما في الافراح؟؟ بلا مقابل؟؟ معظم الذين يلقون حفنات النقود هدفهم التأثير وابهار تلك الفتيات لربما (وغالبا ما يحدث) التقطت الطعم احداهن.. و حتي ان كان بعد حين..
كان يجب ان يفعل اي شي ليجعلها تتخلي عن فكرة العمل مع الراقصات، لذلك اقنعها كذبا بفكرة خشيته ان يراها عدوي او من قد يخبره. انها ليست المرة الاولي التي يفعل فيها ذلك.. لقد كذب من قبل حين اخبرها ان الريس عبود في رحلة عمل.. لقد خشي ان يرسلها الريس عبود الي عدوي او المعلم مرعي ان قابلته و اخبرته عن حكايتها.. لذا جعلها تظن انه غير موجود حتي يفكر فيما يمكن عمله معها..
لقد كان يخدعها خدعة تلو الاخري.. ولكنه اراح ضميره بأنه يحميها و ان ذلك لمصلحتها..فهي غبية متهورة وتفكيرها محدود.
عندما عادا للبيت، اغتسل و اخبرها انه سيخرج الان لأن لديه عمل ما سيغيب معظم الليل.
شهد بقلق:" هعد هنا لوحدي؟"
يوسف:" يا بت متخافيش انا بيتي اأمن بيت في المنطقة.."
صمتت في قلق..
شعر بانها لا تزال قلقة واراد ان يريحها فقال:" تحبي اجيب الواد حمادة يعد معاكي لحد مرجع؟"
شهد :" حمادة مين العيل السيس ده؟! علي اساس انه هيحميني يعني؟!! حمادة ده انا اسيق بيه البلاط هو و عشرة زيه.. ده غير انه واد سافل و لو سبته معايا هترجع تلاقيني مخرمة عنيه !"
ابتسم يوسف وقال:" طب لما انت جامد كده يا عم خايف تعد لوحدك ليه؟"
ثم خرج قائلا:" سلام.. ريحي بقي عشان تروحي الشغل بكره فايقة" ورحل
كادت ان تناديه وتطلب منه ان يبقي معها ولكنها منعت نفسها. قامت باغلاق الباب بالكرسي و امسكت بالسكين بقوة واستلقت بقرب الباب حاولت ان تنام الا ان القلق منعها .
***
وصل يوسف لبيت الخواجة ليجد سعد السائق الخاص بالخواجة يدخن سيجارة بجانب السيارة اثناء انتظاره ، حياه ووقف معه يتحدثان بينما هم في الانتظار. بالفعل خرج لهم الخواجة فتوجه اليه سعد مسرعا حمل عنه حقيبة صغيرة و سبقه لفتح باب السيارة بينما كان يوسف يقوم بعمله المعتاد مراقبة المكان حوله و بعد ان ركب الخواجة في الخلف ركب يوسف في الامام بجوار السائق.. كان الخواجة رجل اشقر ذوعينين زرقاوين باردتين يقال عنه ان امه كانت روسية وورث منها ذلك المظهر الاشقر الحاد الملامح..و كان مظهره سبب في تسميته باسمه. اما عن طباعه فكانت لا تختلف كثيرا عن مظهره القاسي البارد.. نادرا ما يظهر اي انفعال علي وجهه، تصرفاته تنم عن دهائه ، وذكاءه وقوة شخصيته جعلته يصل لمكانة الذراع الايمن للريس عبود.
الخواجة:" اطلع علي الريس عبود يا سعد الاول قبل عطا"
وعندما وصلوا الي قلعة الريس عبود و بعد المرور علي اكثر من بوابة حراسة بحراسها المرعبين، دخل الخواجة و معه يوسف بينما انتظرهم سعد في السيارة.. كان يوسف هو الذي يحمل الحقيبة الصغيرة و عندما وقفا عند باب القاعة التي بها الريس عبود اخذ الخواجة الحقيبة منه و امره ان ينتظره هنا بينما دخل هو الي القاعة..
وقف يوسف مع بقية الجاردز ، واضح ان هناك اجتماعا علي نطاق ضيق في الداخل لقد عرف الموجودين بالداخل من حراسهم الوقافين خارجا مثله ، كانت تجمعهم علاقة طيبة ليست وطيدة، تنحصر في مثل تلك الوقفات و تبادل بضعة احاديث واخبار..
احدهم للاخر:" انا لسة مش مصدق الحكاية بتاعة البت دي..انت بتفتي شكلك؟"
الاخر:" طب اسأل اي حد هيقولك ..الموضوع كل الناس بتكلم فيه..ده عدوي مشي ليلتها يدلل عليها و الدم بينقط من دراعه"
فقال ثالث:" بتكلموا عن البت الهربانة؟ فعلا فتحت لعدوي دراعه بحتة ازاز مكسورة.. واحد من حتتي شافه بعينه هو و رجالته و هم بيدورا عليها"
طبعا الحديث شد انتباه يوسف من اول حرف..
التفت اليه احدهم:" مش عدوي ده صاحبك يا جو؟ الحوار ده ايه؟"
يوسف:" عدوي مش صحبي .. طوول عمرنا بنقطع بعض.. و قصة البت دي لو صح يبقي يستاهل، عشان هو وسخ"
احدهم:" بس انا سمعت انها حب حياته و انه قعد يحوش في تمنها سنين لحد ما عرف يشتريها من المعلم مرعي، عشان كده بيدور عليها زي المجنون"
يوسف مستسخفا الكلام:" حب ايه بس ، ايه الكلام المايع ده؟ و هو عدوي ده اساسا عند قلب عشان يحب.. الحكاية ان عينه فارغة "
نفس الشخص:"طب يا جو ما هو عنده بدل الواحدة مية..اشمعني دي بذات اللي قالب الدنيا عليها"
اخر:" لا ياعم بيقولك البت تستاهل ، ده بيقولوا انه بيفكر يتجوزها!"
ردوا جميعا بردود افعال مختلفة الا انها انحصرت في الذهول و الدهشة..
لم يكن الزواج هو الامر الطبيعي، فمع وجود اختيار الشراء وامكانية البيع ما الحاجة الي ذلك النوع من الارتباط.. فالبتالي كان الزواج اما للتمسك الشديد بفتاة وضمان بقائها الابدي او لتكريمها واعطائها مرتبة اعلي من كونها سلعة.. و في الحالتين كان ذلك دليلا علي غلو قدر تلك الفتاة
صمت يوسف مذهولا، هل يصل تمسك عدوي بشهد لدرجة الزواج؟!! فجاة شعر بالقلق عليها لقد تركها بمفردها..تري هل يغدر به احد فيعود ليجدها قد اختفت.. واضح ان الجميع الان يعرف بالقصة .. احس انه كان مخطي في ثقته الزائدة بان منزله امن.. اصابه التوتر و اراد الاطمئنان عليها لكن كيف؟
انزوي جانبا و اتصل من هاتفه بحمادة
يوسف:" وله.. عايزك تروح عند بيتي تشقر علي شهد..اسمع .. حاول كده تعرف اذا كانت جوة و لا لأ من غير ما تخبط .. اتصرف يا حمادة بص من الشباك.. اسمع صوتها.. اتصرف..عارف لو استظرفت عليها و لا كلمتها كلمة واحدة ..اقسم بالله ما هيكفيني فيك ضرب تلات تيام.. مش عايز مشاكل معاها انت سامع ياد... وبعدين تيسب اللي في ايدك و تعد قدام البيت متتزحزش لحد مرجع.. لا ياروح خالتك مفيش مصلحة هتطلع بيها من المشوار ده.. استرجل بأه يا واد و خليك جدع.... لو حصل اي قلق كلمني علطول.. تشكر ..سلام"
عاد جو ليقف مع بقية الحراس و قد هدأ باله نوعا ما حيث ان حمادة شخص رغم ميله للتهريح فهو مسؤل و (جدع)..
***
وقف حمادة بقرب بيت جو ، لم يكن النور مضاء ، اقترب اكثر من النافذة و حاول ان يلقي نظرة الا ان الظلام لم يمكنه من تمييز اي شيء في الداخل.. اقترب من الباب ليستمع و هو يلعن صداقته بجو التي جعلته يتصرف بتلك الطريقة المهينة.. ما مشكلة ان يطرق الباب لتفتح له فيتأكد انها سليمة بالداخل و يطمئن و يطمئن جو وينتهي الامر ؟؟ كما ان لا مانع في ان يمتع ناظرية بطلتها مرة اخري.. الا ان التزامه بكلام صديقة عهد علي رقبته..
و بذكر الرقبة فوجيء بيد تسحبه من الخلف بعنف من رقبته ..و كما توقع من عصبية و ارتعاش اليد..انها لشهد..
يبدوا ان اثناء التصاقه بالباب خرجت هي من النافذة لتمسك به و بيدها سيكنها المعهود..
قال بهدوء:" ليه بس كده؟؟ دانا جاي اطمن عليكي.."
شهد بعصبية و بصوت خفيض و هي تتلفت حولها:" اتنيل خش جوة قدامي.."
و دفعته امامها للباب ففتحه و دخل..
فدخلت خلفه و السكين في يدها مهددة به وقالت:" اترزع هنا علي كرسي ده و حط ايديك فوق راسك!"
امتثل بهدوء و علي وجهه ابتسامة ساخرة
شهد في محاولة ان تبدو عنيفة :" جيت هنا ليه ياد؟!! بتتجسس عليا؟ مين اللي بعتك؟ ولا جاي ليك غرض تاني؟ ولا حكياتك ايه؟؟"
لم يرد واكتفي بالضحك
شهد:" بتضحك علي خيبتك.. واحدة بنت مثبتاك؟! انطق بدل ما اشرحك!" وهي تلوح بالسكين مهددة
فقال بنفس الابتسامة و الاسلوب الغبر مبالي الساخر :" اللي بعتني وعدته اني مش هكلم معاكي كلمة واحدة.. فنا مش هعبرك .. و بعدين انا سايبك تثبتيني براحتك عشان بس احترام للراجل اللي أويكي عنده.. و لعلمك هفضل قاعد هنا لحد مايجي عشان ده طلبه.. زي ما طلب مني بالظبط مني اشقر عليكي من غير ما اكلم معاكي.. " ثم صمت برهة و عاد ليقول: "انزل ايدي ولا افضل رافعهم لحد ما يجي..براحتك.. ده مجرد سؤال؟"
كانت مازالت تستوعب ما قاله.. لقد صارت تعجب لما تري من تصرفات يوسف التي لم تري مثلها قبلا.. ولكن هل يعقل ان صديقه ايضا يتصرف بتلك الطريقة العجيبة؟؟ يسمونها (الجدعنة).. ماذا؟! هل هي عدوى؟؟!! ام انها (سلو) المنطقة هنا؟!! غريب امرهما حقا.. كنظرة منطقية حمادة صادق..فهو قادر علي مقاومة شهد بسكينها بكل شراستها و لكنه ابي ان يفعل ..
قالت:" نزلها!"
فقال:" طب ممكن اقوم اعد برة بقي.."
لم تفهم فنظرت له طالبة الايضاح
فاكمل:" هستني جو برة واسيبك تنامي هنا براحتك..بس لو فيها رزالة مني ، هاخد الشيشة واولع فحم قبل ما طلع..منا مش خدام ابوكم اعد برة زي الكلب من غير حتي ما اتمزج.."
لم ترد ..لم تعرف ماذا تقول.. ها هو يفعل تصرفا اخر من نوع تلك التصرفات اياها..
اكتفت بالاشارة بيدها بما يعني عدم المبالاة.. وجلست علي فرشتها قرب الباب تتابعه بينما انهمك في صمت في اشعال الفحم علي الموقد.. و بعد دقائق تركها و خرج دون كلمة..
اعادت الكرسي خلف الباب مرة اخري فهي قد ازاحته وهي تصتنت الي محاولات حمادة قبل قليل ، حاولت النوم فلم تستطع، فظلت تتقلب في مكانها الي ان اخير بعد عدة ساعات عاد يوسف قرب الفجر. سمعت حديثه مع حمادة في الخارج..
حمادة:" اييييه! ما كنت تكمل يومين كمان!.. انت استعبدتني؟! اربع ساعات مرمي هنا بحرسلك السنيورة.. "
يوسف:" جبت الشيشة دي منين؟! انت دخلتلها؟!!!"
حمادة بخبث:" دخلتلها بس.. دانا لسة خارج حالا.. دي طلعت بت عسل اوي.. هي الي ادتني الشيشة بتاعتك قالتي خدها يا حمادة يا روحي مش خسارة فيك"
امسك يوسف حمادة من ياقة قميصه من الخلف و قال:" جبت الشيشة ازاي ياد؟ قول بدل ما احط وشك في الفحم يا حمادة يا روحي.. خبطت عليها طبعا؟ ..منا عارف سماجة اهلك"
حمادة:" ياعم دي ما فيش اسمج منها..دي رفعت عليا السكينة عشان قفشتني و انا بعمل زي ما قلتلي و وقفت اسمع علي الباب.. علي فكرة البت دي اخرتها مش هتكون حلوة انا بقولك اهه دي جريئة و متهورة اوي...دي خطفتني جوة و قفلت الباب علينا..يعني غباوة رسمي..انا لو كنت واحد من اللي بيجروا وراها ولا واحد ناوي شر..كنت انت جيت لقيتها مش موجودة او مقتولة..او معمول فيها اي مصيبة"
ابتسم يوسف ثم ربت علي كتف حمادة و قال:" عارف..متشكر يا حمادة.. اتكل نام انت بقي.."
حمادة:" لما اخلص الحجر.. ولا هو حمادة ده بيشتغل فالفاعل عندكوا..تعالي يا حمادة ..اتكل يا حمادة.."
فضربه يوسف علي (قفاه) مازحا و قال:" ماشي يا لمض.. مش خسارة فيك"
حاول الدخول ليجد الكرسي خلف الباب مجددا..الا ان شهد اسرعت و ازاحت الكرسي و فتح الباب..
فقال متعجبا:" هتحطي الكرسي كل يوم كده؟؟ اديكي صحيتي عشان تفتحيلي.. يا بنتي ارحمي نفسك من الهواجس اللي انتي معيشانا فيها دي"
لم ترد.. لأن فجاة اجتاحها النوم وكأنه الطوفان استلقت بسرعة علي فرشتها دون حتي ان تبحث عن سيكنها الملاصق ليدها دوما ولو فقط بنظرها.. وراحت في النوم اللذيذ الذي اشتاقت له طويلا.. النوم الذي اتي مع مجيء ذلك الكيان القوي الشهم الذي تحتمي به و ببيته..
اما يوسف فقد استشعر انها غارقة في النوم فلم يرد افاقتها بأي حديث.. كان مرهقا فصعد لفراشه و استسلم للنوم بسرعة..
والله يابنتى انتى الى وحشتينا اكتر ,ووحشنى اسلوبك اوى وعلشان كده كنت مستنيه اى قصه جديده منك , ومش كنت اعرف ان انتى بتنزلى هنا
ردحذفبس ليه التاخير كل ده علشان الحلقه الجديده
انتى عارفه ان قصصك عامله زى الادمان لينا مش هنعرف نستنا كتير على الحلقه الجديده
وعلى العموم ادينى مستنيه الحلقه الى جايه
ويااااااااارب يارب مش تكون بعد شهر
جميلة قوي يامنة
ردحذفشكلي حادمن كتاباتك وحشتني قوي قصصك الطويلة الجميلة دي
فرحت قوي لما شفت الفصل الجديد تسلم إيدك
في انتظار الفصل القادم بشوق كبير
شكرا هوبا و stray girl وحشتوني
ردحذفحبيبتى منة
ردحذفشكرا للقصة الجديدة والجميلة كالعادة .. عجبتنى جدا وعجبنى جوها الجديد تماما عن ما تعودنا من قلمكِ الرائع وطبعا بانتظار الجزء القادم من الآن
هتوحشينى حتى سطوركِ القادمة يا أحلى شهرزاد
يا رشا متشكرة علي تشجيعك المستمر من زمان يا صديقتي الزرقاء
ردحذفبجد قصصك كلها تحفه ده انا قراتك 3 روايات فى يومين
ردحذف