ارسل ادهم لملك رسالة وكانه كريم :" ملك اسف سأضطر لتأجيل الموعد لساعة اخري.. "
ثم اتصل بجايلان:" جوجو .. مفتاح الشقة التانية اللي تحت عندك.. طب هعدي نزليهولي.. مش مهم انا مش عايز النضافة في حاجة.. هحكيلك بعدين.. لما ارنلك.. انزلي بيه.."
كان زوج عمته يملك شقتين في نفس العمارة، الثانية دور ارضي شبه مهجورة يستخدمها اخو جايلان في الدراسة مع اصدقائه ، اواحيانا في استضافة الضيوف القادمون من القاهرة.. ستقوم تلك الشقة بدور هام في خطة ادهم..
بعد ان حصل علي المفتاح اتصل بملك من هاتفه وهو امام فيلتها..
ردت ملك:" ايه تاني؟!"
ادهم:" نفسي مرة اسمع اول كلمة منك حاجة غير ايه! ..اطلعيلي انا برة عايزك.."
ملك باستنكار:" نعم! بقولك انا خارجة مع اصحابي.. همة هنا اصلا.."
ادهم:" سيبيهم واطلعي بدل ما ادخل اجيبك قدامهم .. انتي عارفة لو جبتك هجبيك ازاي.."
امسكت ملك شعرها في قلق ثم قالت:"ليه بس؟؟..طب عايز ايه يعني؟؟"
فقال:" مش هأخرك.. عايزك في حاجة مهمة اصلي بفكر في ياسمين و عايزك اكلم معاكي عنها.."
لم يكمل جملته وكانت علي باب الفيلا.. مشت مسرعة عبر الحديقة الي البوابة اصابها الضيق لقوله انه يفكر في ياسمين.. لم لم يفكر فيها هي؟؟ ذهبت اليه بسرعة لتفهم الموضوع..
كان ادهم ينتظرها خارج البوابة ، كان يمكن ان يجبرها علي الخروج عن طريق التهديد ولكنه لغرض ما في نفسه، اردا ان يكون الدافع نابع منها.. فاستخدم حجة ياسمين لأنه يعلم فضول ملك في تلك الامور.. بالفعل وجدها قادمة نحوه في وقت اقصر مما توقع.. مالذي...؟؟ اهي حقا ترتدي ذلك؟ اين الاكمام؟؟ والارجل؟؟ يشبه بيجامتها ذات الحمالات؟؟ عندما اقتربت .. صمت فاغرا فاه.. كيف يمكن للمرء ان يكون يهذه الحلاوة! كيف سيلقنها الدرس الان وهو كل رغبته ان ينال رضاها .. تمني ان تتبسم.. تمني ان يخبرها عن قلبه الذي يكاد يحطم قفصه الصدري ويخرج ليعانقها.. حاول ان يبعد تفكيره المنجذب لها ويذكر نفسه بافعالها ، حاول بشدة.. وقد نجح حين تذكر انها كانت ستذهب بارادتها للكمين المنصوب لها عند كريم.. كم هي غير مسؤولة ومتسرعة..
وقفت امام شباكه وقالت:" احكيلي بسرعة.."
فقال وهو يحدق بها بنظرة سافلة مقصودة:" انتي نسيتي تلبسي ولا ايه؟"
ملك في غيظ:" انت مالك بأة .. هو انا خارجة معاك.. "
ادهم:" طب اركبي بدل ما الناس تتلم علينا بالانتي لابساه ده!"
لفت لتركب، نظر اليها عن قرب اكثر وقال بوقاحة مبتسما:" اموت انا.."
التفتت له ورمقته بنظرة ازدراء وقالت:"عربجي!" ا
بتسم ابتسامة غامضة وادار السيارة وانطلق فقالت:" رايح فين.. احكيلي واحنا واقفين.. انا مش فاضية"
ادهم:" دي لفة صغيرة.. مش هأخرك..اسمعي بقي دلوقتي انا حاسس ان ياسمين هيا البنت اللي بحلم بيها..و..."
كان يقود السيارة ويحكي لها قصة طويلة غير واضحة المعالم.. وكانت ملك تركز بشدة محاولة ان تفهم.. ولم تهتم انهم ذهبا بعيدا عن بيتها..
اوقف السيارة امام البناية التي بها الشقة، نظرت ملك حولها فجأة وقالت:" ايه يا ا وقفت هنا ليه؟؟ رجعني بأة.. بقولك خارجة... و العيال في البيت.."
قال ادهم :" لازم اعمل حاجة فوق، تطلعي معايا ولا تخليك هنا يا مز.." في الكلمة الاخيرةغمز بعينه في بنفس الوقاحة والسفالة التي صارت اسلوبه منذ ان ركبت معه .
نظرت له ملك بساخفة ردا علي اسلوبه ،ثم قالت ملك بجدية :" هستناك.. بس تعالي بسرعة باة انت مأخرني..وبعدين مفهمتش من مشكلتك دي حاجة"
خرج من السيارة و هو يتلفت حوله وقال بدون ان ينظر لها:" طبعا المنطقة هنا مش راقية اوي زي فيلتكوا.. اوعي حد ياخد باله منك بالانتي لابساه ده، احسن انزل ملاقيش ولا انتي ولا العربية"
تلفتت ملك حولها في تخوف وقالت:" لأ طب استني.. هطلع معاك.."
فقال ادهم متصنعا الرفض:" كده؟! ..بمنظرك ده؟!.. ممشيش وانتي جنبي كده.."
ثم صمت قليلا وذهب وفتح حقيبة السيارة واخرج منها علما كبيرا للناديه المفضل.. نزع منه العصا والقاه لها قائلا:" حطي ده عليكي.. اعتبريه شال! احسن الناس هنا ممكن تموتني وتخطفك.."
امتثلت ملك في امتعاض و مشت معه الي مدخل البناية وهي تضع العلم عليها.. كان منظرها مضحكا جدا.. منع ادهم نفسه من الضحك ..كانت خطته تسير بمنتهي السلاسة..
دلف الي الشقة معها واضاء النور.. طلب منها ان تجلس علي الاريكة القديمة الموضوعة في الصالة الي ان ياتي بما اتي من اجله في الداخل..لم ينس ان يرمقها بنظرة سافلة قبل ان يدخل قائلا:" طب متحلقي لصحابك و خليكي معايا .." قالت بنفاذ صبر:"علي فكرة مش ظريف خالص.. خلصني بأة يا ادهم!"
تركها قليلا ثم ناداها من الداخل:" ملك.. تعالي بليز امسكي مني الحجات احسن كتير وهتقع.."
دخلت اليه وهي متأزمة.. كانت حجرة نوم .. وجدته واقفا فيها ممسكا بمجلة واحدة..فقالت:" حجات ايه اللي هتقع؟؟ ايه اشيلك المجلة؟"
فقال:" بصراحة دي حجة عشان اجيبك هنا.. مش قادر ابعد عنيا عنك.." ونظر لها بنظرة اقل ما يصفها انها فجة!
فقالت ملك غاضبة و هي تستدير لتخرج وقد شعرت بالتوتر:" علي فكرة انا ابتديت اضايق من الهزار السخيف ده.. انا سكتالك من الصبح.. انت مش ظريف علي فكرة وانا اضايقت!"
امسك ذراعها ليمنعها من الخروج وقال:" مين قالك اني بهزر!"
زاد توتر ملك، ماذا الان هل عليها ان تضربه لتخرج!
فقالت:" طب اتفضل سيب ايدي دلوقتي وروحني احسنلك!"
جذبها اكثر اليه وقال ببرود:" احسنلي؟! هتعملليي ايه؟"
فقالت وهي تبعد رأسها للوراء وقد بدا عليها التوتر الشديد:" انا مش خايفة منك.. انا بس مش عايزة يحصل بنا موقف سخيف واحنا المفروض اهل"
فقربها منه اكثر وقال:" انا كمان مش عايزك تخافي مني.. انا عايز اقرب منك اكتر.. " وبالفعل شبه لصقها به
دفعته بيدها الحرة فامسك بها بقوة، لقد ساء الموقف كثيرا..اهذا يحدث حقا؟؟ هل يحاول فعلا شل حركتها وهي تقاومه؟، لم تتخيل ابدا انها قد تتعرض لشيء كهذا.. انها خائفة الان.. لكنها لن تستسلم .. حاولت جاهدة الافلات ولكنه كان محكما قبضته عليها..
قال ادهم :" مش عارفة تعملي حاجة صح؟ لو عملت فيكي اي حاجة دلوقتي، اخرك هتصرخي.."
شعرت ملك فعلا بالعجز.. كانت خائفة بشدة.. كيف ستخرج من هذا المأزق؟؟.. كيف وثقت به وصعدت معه؟؟..
حاولت مرة اخري الافلات ودموعها تنهال من عينيها.. ولكنها لم تستطع فسندت رأسها في يأس الي صدره وقالت باكية:" بليز يا ادهم سيبني.. مش انا المفروض زي اختك ومامي موصياك عليا.. انت جرالك ايه؟ فين رجولتك معايا ؟؟.."
ذاب قلبه .. كاد ان يبكي معها، كيف فعل بها هذا، فليذهب الدرس الي الجحيم ان كان سيبكيها هكذا.. ترك احدي يديها ووضع يده علي رأسها.. فحركت رأسها في خوف بعيدا عنها و اصدرت صوتا باكيا مذعورا.. لم يستطع حتي ان يربت عليها.. اي حركة منه الان ستصيبها بالفزع
تركها وابتعد عنها .. خرج من الحجرة وذهب للخارج.. خرجت خلفه مسرعة وقالت بلهفة:" انت بجد طلعت راجل!" وفتحت الباب لتخرج
فقال :" رايحة فين استني؟"
ملك في توتر شديد وارتباك:" هروح.. متغلش نفسك بيا.. انا هتصرف.. مرسي.. مرسي.."
فصاح فيها:" اتفضلي اترزعي هنا .. انتي مبتتعلميش حاجة؟!"
ودفع الباب في عنف ليغلقه..
توجهت ملك للاريكة بسرعة اتقاء لشره وجلست منكمشة علي نفسها وقلبها يرتجف..
فقال ادهم منفعلا:" انت ازاي غبية كده! عندك ثقة في نفسك.. جميل.. بس ميبقاش بالغباء ده، احكيلك كمية الغباء بتاعك انهاردة.. عشان تعرفي ان اي حد صايع ،مش هقولك اوي... نص صايع بس، هيعرف يضحك عليكي.. انا خليتك تسيبي اصحابك بمزاجك.. وجبتك في عربيتي لحد هنا بمزاجك، وخليتك انت اللي تتطلبي مني انك تطلعي معايا.. وكل ده وانا عمال ابصلك بصات وارمي كلام المفروض يخليكي تحسي اني نيتي ناحيتك مفيهاش اي اخوة.. لحد ما وصلتي انك واقفة معايا في الاوضة.. ومش بس كده، كتفتك وولا قدرتي تعملي معايا حاجة.. لو كنت عملت فيكي اي مصيبة كنتي هتبقي انتي ضحية نفسك و غبائك! انتي متخيلة انك فوق الكون.. فاهمة كل الناس.. محدش يقدر يعملك حاجة عشان يأما بيقدسوكي يأما بيخافوا منك.. متحامية في لسانك الطويل.. لكن في الاخر اهه طلعتي بق.. ولا عرفتي تعملي حاجة .. ولسانك الطويل منفعكيش!"
جلست ملك تنظر له ومشاعرها مرتبكة.. فهي اولا اطمائنت انه لا ينوي شرا حقا، وكان ما رأته منه قبل قليل هو تمثيلا، وغاضبة انه جعلها تبدو غبية حقا، ومنبهرة بقدرته علي افتعال كل هذا الموقف وتركيبه و ترتيبه ليقف في النهاية و يلقي تلك الخطبة.. واخيرا شاعرة ولأول مرة بخطائها..
حاولت ان تتحدث فصاح فيها ان تصمت فهو لم ينته..
اكمل قائلا:" احكيلك بقية غبائك وغرورك..احكيلك المصيبة االي جبتيها لنفسك من صحبويتك لكريم و ياسمين.."
وحكي لها تفصيلا ما حدث منهم و معهم ومتخللا القصة عبارات (التهزيق) لملك..
صمتت مذهولة.. نعم هي ادركت من اول لحظة ان ياسمين شرسة.. قد تلتهم شخصا حيا ان جاء علي مصلحتها ولكنها لن تجرؤ ان تفعل ذلك معها هي، ملك العظيمة، صدمها انها جرؤت بمنتهي البساطة..
كذلك كريم كانت تعلم انه زير نساء ولكنه امام قدرتها الخارقة لن يستطيع سوي ان يفكر في كيفية نيل رضاها، صدمها ان تعرف ما ظنونه بها و محاولته لاستغالال ذلك..
يبدو ان ادهم محقا فهي تظن انها اقوي من كل الناس ، واعلي من يجرؤ ان يمسها احد بسوء.. اما ما اذهلها حقا هو تصرف ادهم.. تكبد كل هذا العناء ليأتي لها بحقها.. كم هو شهم.. تصرفه يفيض بالرجولة.. ثم ذلك الدرس الذي لقنه لها.. انه بارع بكل المقاييس.. لقد اخافها فعلا وجعلها تمر بكل المشاعر التي كانت ستمر بها لوكان الموقف حقيقيا.. لم تعرف من اين تبدأ.. وماذا تقول..
شعر بحيرتها فقال:" الاعتذار هيكون بداية لطيفة"
قفالت ببطء :" اسفة يا ادهم.."
فعاد وقال:" بس كده؟!"
فقالت:" لأ و متشكرة.. عشان ضربت كريم عشاني.."
ادهم مستنكرا:" عشانك؟؟ لأ مش كل حاجة بتحصل في الكون عشانك!.. انا ضربته لأنه طلع مش راجل معايا.. عشان ضحك عليا وحاول يأرطسني.."
احرجها رده الجاف فصمتت.. لن ترد عليه ، لا يستحق منها بعد الان اي نوع من انواع الحدة او السخافة..
قالت علي استحياء:" وهو موضوع انك بتحب ياسمين ده..."
فاطعها ادهم:" فيلم بعمله عليكي.. عشان تعرفي انك حمارة.. لسة كنت بقولك انها لما بس بتتكلم بتعصب.. اقوم بعدها اقولك بحبها.. وانتي صدقتي عادي..:"
رن هاتف ادهم، رقم غريب.. رد ليجد صوت فتاه تخبره انها سارة صديقة ملك .. وانها تحاول الاتصال بملك منذ فترة الي ان اكتشفت ان ملك نسيت الهاتف بالبيت، فاخرجت رقم ادهم منه واتصلت لتطمئن عن سبب غيابها الطويل..
اعطي ادهم الهاتف لملك وسمعها تقول:" مفيش يا سارة.. مش بعيط! هحكيلك لما اجي.. لأ .. متجيبليش سيرة زفت ده تاني... انتي مش هتصدقي هو طلع واطي ازاي.. لأ مش عايزة اتنيل.. كده يا سارة، خلاص مليش مزاج!.. انزلوا انتوا.. لأ متستنونيش لأني بقولك مش هخرج.. اقفلي دلوقتي ولما ارجع هكلمك احكيلك..باي"
انهت المكالمة و نفخت في ضيق..
برغم كل ما حدث الا ان ضايقه بشدة ان يري ضيقها، اين الابتسامة الجميلة.. حسنا لقد سبب لها الكثير من الضيق والاستياء والخوف ايضا ، يكفي هذا.. لقد تعلمت الدرس المستفاد.. يجب ان يرفه عنها، ولكن بحدود سيتمالك نفسه معها، فقد لاحظ انها تبدي اهتماما به اكثر حينما لا يبدي هو اهتماما بها..
قال لها:" طب يالة قومي عشان تروحي تغيري.."
نظرت له ملك في عدم فهم وقالت:" اغير ايه؟"
ادهم بتلقائية :" اللانجري اللي انتي لابساه ده.. تلبسي بقي لبس خروج عشان نخرج.. انتي فاكرة اني هخرج معاكي كده.."
قالت مصعوقة:" لانجري؟؟!! انت عارف ده منين؟؟ وبكام؟"
رد ادهم يمازحها:" ومش عايز اعرف.!. خدي خدي " وناولاها هاتفه وقال " كلمي سارة صحبتك قوليلها اننا هنخرج معاهم ده اذا مكانش عندك مانع طبعا"
ابتسمت ملك وقالت:" اكيد معنديش!.. هبعتلها مسج احسن مش قادرة ارغي.."
تأملها وهي ترسل الرسالة، تامل ملابسها وقال ليمازحها:"ربنا يشفيكي يا بنتي.. حد يجيب هدوم بيت غالية كده؟؟"
ثم اتي بالعلم وقام واتجه للباب وفتحه ثم وقف بجانبه منتظر ملك ان تأتي لتخرج امامه.. انتهت من الرسالة وتجهت للخروج من الباب اسند يده علي ظهرها ودفعها امامه برفق
وهي تقول:" دي مش هدوم بيت!! انت مبتفهمش حاجة في اللبس.."
فوضع العلم عليها قائلا:" طب استري نفسك بس بدل لما نتخطف انا وانتي"
ابتسمت في سعادة وهي تمشي بجانبه، نظرت اليه في انبهار.. لم يضايقها ان يجعلها تغير ملابسها.. لقد دخل تلك الشقة بالنسبة لها شخصا و خرج شخص اخر..
اثناء ذهابهم في الطريق اتصلت صافي بأدهم، كانت منفعلة جدا..
" يا ادهم.. ملك مرجعتش البيت لحد دلوقي وانا مأكدة عليها ان مفيش سهر.. وتليفونها مبيردش.. وكلمتهم في الفيلا قالولي انها خرجت وسابت صاحباتها و بعدين بعدها همة كمان خرجوا.. انا مش عرفة اجيبها منين دلوقتي.. ومش لاقية نمرة سارة صحبتها و..."
قاطعها ادهم:" ملك معايا يا طنط.. اهدي مفيش حاجة.."
صمتت صافي برهة ثم قالت:" اديهاني.."
فناولها الهاتف وما ان قالت ملك "ايوة يا مامي " حتي سمع صوت صافي من مكانه..
"انا مش قلت مفيش سهر.. الساعة 10 .. بتعملي ايه برة لحد دلوقتي.. انا غلطانة اني سبتك تسافري.. كنت فاكراكي مسوؤلة.. "
ملك:" يا مامي والله حصل حوار كده اخرني.."
امسك ادهم منها الهاتف وقال: انا اللي اخرتها يا طنط.. هي من ساعة ما خرجت برة بوابة الفيلا وهي معايا.. بس زي ما بتقولك اتعطلنا في موضوع كده.. كنا بنحل مشكلة مع ناس اصحابنا.. "
صمتت صافي، لقد ارتاحت لمعرفة ان ملك كانت مع ادهم طوال الوقت..لقد ظنت ان ملك انتهزت الفرصة للسهر مع اصدقائها.. كانت حقا تثق بادهم وتأتمنه علي ابنتها.. لولا العيب لطلبت منه ان يبيت معها..
صافي:" مشكلة ايه؟ خير.."
ادهم:" لأ ده حوار تافه جدا بس ضيعلنا الوقت كله.. عشان كده بستأذنك يا طنط انك تسمحي لملك تسهر انهاردة شوية زيادة.. انا هكون معاها وهوصلها لحد باب الفيلا.."
لم تفهم صافي موضوع الحوار و المشكلة والوقت الذي ضاع ولكنها كانت تثق في كلام ادهم.. لذا قالت:" ماشي يا ادهم.. عشان خاطرك انت بس انهاردة.."
بعد ان اغلق الخط التفت لها وقال:" بصي لما بتكسبي ثقة حد بيكون متفاهم وسلس معاكي ازاي.. انا مكذبتش عليها في ولا كلمة.. وخدت كمان موافقتها علي سهرك انهاردة.."
فقالت ملك بصدق خالص:" بجد متشكرة يا ادهم.. علي كل حاجة .."
***
عادت للبيت لتغير ملابسها.. اخذت وقتا لتختار شيئا لن يعلق عليه ادهم، حاولت قدر الامكان ثم خرجت له في السيارة..وقد اتت بشال علي سبيل الاحتياط..
عندما ركبت بجواره تفحصها من اسفل الي اعلي .. ثم لم يعلق
فقالت ملك متسائلة عن اي خطأ:" ايه في حاجة؟"
فقال ادهم بضيق:" اه في.."
نظرت ملك الي ملابسها تبحث عن شيء وقالت:" ايه؟ شايف ايه؟"
فقال ادهم :" شايف واحدة حلوة قوي.."
رفعت ملك رأسها و ونظرت باحثة عن اي فتاة في الشارع، لتري تلك الحلوة التي يغازلها امامها قائلة:" انهي واحدة؟"
ضحك ادهم بشدة علي غبائها.. ولم يوضح لها الامر..
فعادت لتقول محاولة ان تدراي غيظها:" لأ قوللي هي فين مش يمكن تبقي جارتنا فا اعرفك عليها.."
انفجر في الضحك مرة اخري ولم يرد..
***
بعد كل تلك الاحداث ..في نهاية الامر حققت ملك غايتها.. لقد دخلت علي الجميع ومعها ادهم.. وحازا علي اعجاب المعجبين وحقد الحاقدين.. وصار حديث الساعة الشاب الوسيم الذي تشاجرت معه ملك قبل ان ترحل ثم دخلت معه عندما عادت.. كانت ملك مختلفة في اسلوبها هذه المرة فقد اهتمت ان تسلم علي كل الناس ، وتخبر المقربون انها افتقدتهم..وتبتسم في مرح لكل من حياها من بعيد..حتي لا يظن ادهم والناس عموما انها تعتقد انها فوق الكون.. كانت مشرقة مرحة..وقد احتار فيها الناس.. هل غيرتها القاهرة؟ ام انها تحب جديد؟؟
***
موقف حدث في صباح اليوم التالي بدون علم ادهم:
اتصلت ملك بكريم ، تحدثت بقمة الدلال..
ملك:" كوكو .. مش عايزاك تزعل من ادهم..انا عرفت اللي كل اللي حصل.. انا وهو دبينا خناقة لرب السما امبارح.. وعرفته فيها حدوده معايا.. هو مش هيعمل كده تاني..... انا عايزة اعوضك عن موقف امبارح و الحفلة اللي باظت..لأ استني اسمعني بس.. انا اللي عازماك في حفلة عندي في الفيلا علي البيسين.. مش عازمة حد غيرك انت و سارة صحبتي و صاحبها.. ممم احنا الاربعة بس..بس احنا عاملينها فوطة بارتي.. ايه ده؟ مش عارفها؟ امال عاملي فيها الواد اللي مقطع الحفلات، دي احدث موضة في امريكا.. ايوة تيجي لابس فوطة بس.. خلاص هاتها معاك وابقي اقلع والبسها عندي.. وانا كمان هكون لابسة فوطة... بلاش قلة ادب!... اكيد هيكون يوم تحفة جدا.. مستنياك يا كوكو .. بس اسمع كلمني وانت قريب من البيت واركن في اي حتة و سارة هتطلع تدخلك بعربيتها.. عشان مش عايزة السيكيورتي اللي برة يشوفوك، بيحكوا لمامي كل حاجة... اه احنا بندخل صاحبها كده كل مرة... اوكي كوكو.. باي"
انهت المكالمة و قفزت في سعادة ثم وقفت ترقص رقصة النصر مع سارة التي كانت تضحك في مرح..
بالفعل اتي كريم، مثلما امرت ملك دخل الي الفيلا في سيارة سارة مختبيء في دواسة الكنبة الخلفية.. اوقفت سارة السيارة بالداخل وطلبت منه ان ينزل و يتوجه لحمام السباحة، ثم يخلع ملابسه و يرتدي الفوطة.. وستذهب هي لتخبر ملك بقدومه .
قالت وهي ذاهبة:" البس الفوطة بسرعة، انا وملك هنلبس الفوط و نيجي حالا"
بالفعل توجه كريم الي مكان حمام السباحة ، تلفت حوله ليتاكد من عدم وجود خادمة او عامل في المكان ثم بداء في خلع ملابسه.. الي ان صار بالجزء الاسفل بملابسه الداخلية ، وما ان تناول الفوطة ليفلها علي وسطه حتي سمع صراخا.. ارهف السمع.. انه صراخا بالفعل..
كانت ملك تقف في الشرفة ممسكة بهتفها وتحدث احد رجال الامن عليه كانت تصرخ في هلع:" يا مصطفييييي ، يا حاااااامد، يا عطيييية.... حراااااميييي... حرامي مجنون عند البسييين... الحقوه ..بيقلع هدومه... سيبوا الكلاب عليه.. سيبوا الكلاب..."
وكانت سارة تقف بجوارها ممسكة بكاميرا رقمية تصور بالفيديو ما يحدث..
نظر كريم خلفه محاولا الوصول لمصدر الصراخ ولكنه وجد كلبين عملاقين يجرون نحوه، واربعة رجال منهم اثنان من الامن يجرون خلفهم..كلهم اتون نحوه يطاردونه... جري بملابسه الداخلية مذعورا من الكلاب ..متحفظا علي الفوطة بيده.. وصل اليه احد الكلاب و تشبث بالفوطة فتركها له كريم وجري بأقصي سرعة نحو سور الفيلا.. ثم تعلق بالسور وقفز من فوقه وهرب جريا في الشارع بما يرتدي... لحسن حظه ان الفيلا في منطقة هادئة لحد ما والا كان موقفه في الشارع لا يحسد عليه.. ان نجح في الوصول لسيارته لاهثا..
قالت ملك للرجال الذين لم يتمكنوا من اللحاق به:"خلاص خلاص..سيبوه ، ده يا حرام يظهر مجنون.. بس خلوا بالكوا بأه ليجي تاني"
ثم دخلت مع سارة الي الحجرة وهما في قمة الحماس والاثارة، اتت بالاب توب الخاص بها وانزلت الفيديو الي يصور كريم وهو يخلع اخر جزء من ملابسه قبل ان يجري مذعورا بملابسه الداخلية..
قامت بتحميل الفيديو علي (يوتيوب) تحت عنوان:" شاب مجنون بالبوكسر يحاول لفت انتباه فتاة مش معبراة مقتحما فيلتها بالاسكندرية.. مضحك جدا"
و(اليوتيوب) ان كنت من الجهلاء، هو موقع يستطيع اي انسان تحميل اي فيديو عليه و يدعوا الناس للمشاهدته.. وتلك الفديوهات المضحكة والتي تختص بالضحك علي شخص في مازق تنتشر بين الشباب بسرعة انتشار النيران في ارضية ممسوحة بجاز..
لم تنسي ملك ان تبعث دعوة مشاهدة خصيصا لزميلتها ندي النمامة الحشرية لتضمن انتشار الخبر عن كريم في كل الجامعة..
وبذلك يكون كريم عبرة لكل من تسول له نفسه ان يتفاخر بملء فمه ويتحدث عن الفتيات بتلك الطريقة
بجد القصه ديه تنفع فلم جامد جدا
ردحذفام الاء