غباء امرأة
احبته بشدة .. اخبرها انه يحب اخرى فاستمرت في حبه.. قالت لنفسها انها قادرة ان تنسيه الاخرى.. اخبرها أن لا يوجد ابدا واحدة تستطيع ان تملأ فراغ الاخرى.. قالت لنفسها انه يهذي من اثر الصدمة ولم ترحل.. انتقدها في كل تصرف.. قالت انه يحب المثالية و لا ضير من ارضاءه.. اخبرها ان بقاءها معه يمنعه من التقدم في حياته العملية.. بقيت بجواره بدون وعود منه و اثبتت له العكس.. كانت تشعر بالانتصار كلما بحث عنها او سأل عليها.. ظنت انها اثبتت لنفسها ولكل من لاموها انها كانت علي حق.. صارت اتصالاته لا تنقطع.. وصارفرحها يزيد.. و لكن الفرح لم يشغلها ابدا عن التركيز في تنفيذ كل ما يطلبه بدقة .. انه يحب المثالية اتذكرون؟.. كانت تخرج لسانها في و جه الناصحون و تقول لهم " ان حياته بدوني ..سيرك.. لا يجيد عمل شيئا من دوني" ..اطمائنت الي انها وصلت الي قلبه اخيراً فقد صار يريدها أن تلازمه دائماً... إلى أن اتى اليوم الذي عرض عليها ذلك العرض والذي سبقه مقدمة طويلة ملخصها هو عدم استطاعته فعل شيئا من دونها ..أخذت نفسا عميقا و حبسته استعداداً.. ها قد حانت اللحظة التي طالما تمنتها.. سحقا لكم ايها اللائمون و الناصحون و الاصدقاء المخلصون!.. فلتأتوا الان لتروا باعينكم لحظة المجد!.. امسك يديها و قال:" يجب ان اضمن بقائك بجواري رسميا.. لم اعد اثق في شخص سواك.. انا بحاجة اليك الان اكثر من اي وقت مضي ..لذا يشرفني ان اعرض عليكي وظيفة مساعدتي الخاصة.. و لكِ مطلق الصلاحيات في ادارة العمل.... اريد التفرغ لاتمام امر زواجي و احتاج شخصا اثق به لالقي علي عاتقه بالمسؤلية.. هل تقبلين؟"
***
مشوار الي الحائط
عندما ألح عليها في الارتباط اخبرته ان الامر مخالف لمبادئها.. إما ارتباط رسمي و إما لا..
عندما اخبرها أن هذا لا يزيدها سوى احتراماً في عينيه... شعرت الإعجاب نحوه..
عندما طلب منها الخروج لمكان لمناقشة بعض أُمورهما الخاصة .. اخبرته انها ذويها لن يعجبهم الأمر.. وعندما استفهم عن ضرورة معرفتهم .. اخبرته انها إن نوت اخفاء امراً إذن فهو مما لاشك فيه امر لا يصح.. وعندما اخبرها انه كان إختبارا لأخلاقِها و قد نجحت فيه بشدة....زاد فخرها بنفسها و ازداد اعجابها و ثقتها فيه..
عندما اخبرته انها تُشرك امها في حياتها و تخبرها عن كل ما يحدث في يومها .. طلب منها ان تحكي لأُمها عنه.. فرحت بشدة فهذا لا يعني سوي نيته الخالصة السليمة..
عندما سألتها امها في توجس عن اخلاقه و عن مخطط حياته.. تحولت هي لمحامي الدفاع عنه.. اخبرتها عن نبله و عن اهدافه العظيمة و خطته المستقبلية الحكيمة و التي تشملها شخصيا عن قريب..
عندما ألح عليها ثانياً بشدة أن تخرج معه.. قابلته بضع مرات.. باعتبار ما سيكون..
عندما حكت لبضع صديقات عنه.. بل ربما قابلتهن به و هي فخورة.. حسدها الجميع.. فامتلأت فخرا و صارت تخبر العالم كله عنه ..
وعندما اخبرت امها ابيها بالامر علي استحياء.. قال الأب عن نفسه أنه متفتح الذهن و الزمن غير الزمن و لا مانع في ان يحدثه من باب التعارف.. إلى أن يحين الموعد المنتظر.. حتي يصير الأمر أمام أعينهم وتحت رِقابتهم..
وعندما صارهو يتصل في البيت بثقة ويسلم علي كل من يرد عليه في ترحاب.. كانت هي تتخيل ما سيكون عليه الحال بعد ان يصير ايضا وجوده بشخصه في البيت امرا رسميا.. فكان قلبها يخفق في حماس..
عندما حدثه ابيها بِاحترام وكإنه ابنه.. وسأل عن احواله و مستقبله في كلام عام.. اجابه أنه علي وشك البدء في حياته وتحدث بلباقة ايضا في سياق عام..
عندما سألها ابيها عن انطباعها عنه .. اخبرته بدون تفكير انه احسن من قابلت في حياتها فليس لإخلاقه مثيل ..
ولكن عندما اخبرها هو في يوم انه غير راض تماما عن تصرفها و تصرف اهلها المنحل و سماحهم له بكل ما سمحوا بدون اي ارتباط رسمي وانه قد قرر الانفصال عنها.. مرت علاقتهما امام عينيها - بينما هي تسمعه- ورأته وهو يأخذها من يدها في مشوار سريع (لتلبس) في الحائط!
***
غيرة؟ ..
كانت عادية.. لا فاتنة و لا قبيحة.. مرحة؟ نعم.. لطيفة؟ جدا.. مهذبة و محترمة.. لفتت نظره ..كانا يعملان بنفس الادارة، تعينا معا في نفس الشهر.. نشيطة و ذكية وتجيد حل المشاكل وارضاء جميع الاطراف.. حتي ان المدير صار يعطيها ثقة اكثر من الجميع ويسند اليها المهام التي تحتاج الي موظف محنك.. تقرب هو منها تدريجا حتي نما بينهم الحب.. كانت تستمتع طوال النهار بغيرته الرجولية حين ينقلب وجه ان دخل احد الزملاء و ابتسمت له في مرح.. و(يزغر) لها ان خرجت مكالمة هاتفية لاحد الزملاء عن الكلام في العمل...ثم صار يؤنبها إن اطالت الوقت عند المدير.. و كان يغضب ان حدثها المدير هاتفيا بعد مواعيد العمل ليذكرها بامر ما او يسأل عن شيئا ما.. حتي صار ينتقد ملابسها و زينتها برغم من اعتدالها.. وصارت مشاكلهم تتفاقم منحصرة في غضبه و غيرته من كل موقف يحدث اثناء العمل.. كان يجبرها علي الاعتذار عن اي مأمورية خارجية بحجة انه يخاف عليها.. و ان حضرت اجتماعا يظل يرسل لها رسائل علي الهاتف محذرا من ان تكون مرحة مع احد وربما يمر ذهابا و ايابا امام الحائط الزجاجي لغرفة الاجتماعت حتي تراه و تعرف انه يراقبها.. كان كل هذا يفقدها تركيذها في الاجتماع و يجعلها تغفل نقاطا هامة في ما تعرض او تناقش.. عندما دخل عليهم المدير مبشرا بأن جائهم برنامج تدريبيا في الخارج وسيذهب اليه موظفان اثنين فقط من كل الشركة.. وقد رشحها هي و موظف اخر بادارة اخري لكفائتهم.. كانت ثورته مساءا عارمة .. هددها ان وافقت علي السفر فالتعتبرها نهايتهم معا.. قالت مستقبلي.. قال انا مستقبلك..و لا اسمح لزوجتي المستقبلية بالسفر بمفردها.. دمعت و هي تخبر مديرها بقرار رفضها.. كانت تقدم له تنازل تلو الاخر حتي تكبح جماح غيرته.. كانت تقول لنفسها ان غيرته دليل حبه.. في يوم حدثها المدير من خارج المكتب و طلب منها ان تدخل مكتبه لتقراء له بريد الكتورني هام.. و بالفعل بعد ان انتهت وقبل ان تخرج ، لفت نظرها عنوان رسالة بريدية مرسلة منه.. حبيبها الذي تثق به.. كان يخبر المدير عن مدي رغبته في يذهب هو الي ذلك اليرنامج التدريبي و انها ستكون فرصة رائعة لمستقبله المهني، ويطمع في موافقة المدير بعد كل ما بذله من جهد من اجل العمل.. و ما ابهرها ان وجدت رسالة اخري من مديرها لمدير إدارة (التدريب) تقول بالنص:
"صباح الخير يا عزيزي، خطابي هذا بصفة غير رسمية حيث اني اعلم ان الموعد النهائي قد فات، واننا قد سبق و ارسلنا لك الاسم و لكني ارغب في تغير المرشحة .. يبدوا اني تسرعت بترشيحها ..لقد بدأت كالموظفة المثالية ولكن يبدوا انها كانت تلفت النظر ليس الا ، فقد صارت تتكاسل في المأموريات الخارجية و تتحجج وتنفقد التركيز في الاجتماعات الهامة و تعامل كل الزملاء بجفاء و تعال..جائتني منها اكثر من شكوي.. برجاء استبدال اسمها باسم زميلها في الادارة الذي كان يقوم بما كانت تهمل هي من مهام فهو اجدر منها ، ولنجعل الامر بيننا يا صديقي، وشكرا"
رائع جدا لقد لمستي قلبي بكتاباتك بانتظار جديدك دائما
ردحذفاشكرك :)
ردحذفاكثر من رائع
ردحذف